أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام أبوبكر - حميدتي والبرهان وتقسيم السودان















المزيد.....

حميدتي والبرهان وتقسيم السودان


عصام أبوبكر

الحوار المتمدن-العدد: 8031 - 2024 / 7 / 7 - 21:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك ان ما يحدث في السودان لا ينفصل عن ما يحدث في منطقتنا العربيه برمتها واقعنا العربي المرير فانتفاضة السودان لا تنفصل عن الانتفاضات العربيه والتي ألت في نهاية المطاف الي كوارث عربيه وإعادة تقسيم المنطقه العربيه من جديد ولا أظن أن الحاله السودانيه بمنأي عن هذا فما يحدث في السودان من حرب اهليه وسط مشاركة القوي الدوليه ومعها بعض الانظمه العربيه والقوي الاقليميه ليس منفصلا عن سلسلة الانتفاضات العربيه التي بدأت في تونس في نهاية عام 2010وانتقلت الي مصر واليمن في عام 2011 ثم الي ليبيا وسوريا والعراق انتهائا بالسودان فيما اطلق عليه ثورات (الربيع العربي) والتي ما هي الا مخططات قوي خارجيه أرادت استغلال الواقع السئ في المنطقه العربيه وعمل فوضي خلاقه في المنطقه من أجل جر الدول العربيه الي مخطط التقسيم تحت غطاء الانتفاضة فيما اطلق عليه مصطلح (الفوضي الخلاقه) ويتمثل في خلق فوضي في المنطقه العربيه ينتج عنها سقوط أنظمه عربيه تليها حروب داخليه ينتج عنها إعادة تقسيم المنطقه العربيه من جديد واتفاقية سايكس بيكو جديده فما يحدث في السودان نتاج هذه المخططات والتي جرت الفوضي والخراب والدمار علي المنطقه العربيه فيما اطلق عليه ( الربيع العربي ) فالربيع العربي ما هو إلا ربيعا عبريا أمريكيا خططت له المخابرات الامريكيه عبر عناصر دربتها في معاهد صربيا وغيرها لتطبيق نظرية ضابط المخابرات الأمريكي المتقاعد جين شارب الذي اوضحها في كتابه (كيف تسقط انظمه بدون عنف )ولو نظرنا الي ما حدث من انتفاضات عربيه منذ تونس وحتي السودان لوجدنا ان منطلقات هذا الكتاب قد طبقت حرفيا بالكامل فما حدث من ثورات وانتفاضات في الدول العربيه ما هي إلا مخططات صنعتها المخابرات الامريكيه لتقسيم المنطقه العربيه من جديد

ففي حالة الانتفاضة السودانيه ومع الأسف الشديد رغم أخطاء القوى الوطنيه التي تكررت في انتفاضات الاقطار العربيه السابقه والتي كان يجب علي القوي الوطنيه السودانيه ان تستفيد منها وتتجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي وقعت فيها القوي الوطنيه في الثورات العربيه السابقه الا انها للاسف وقعت في نفس الأخطاء فالقوي الوطنيه السودانيه التي انتفضت ضد نظام البشير لم تستفيد من ما حدث في الدول العربيه نتيجة ثورات الربيع العربي بل آن كثيرا منها يصر حتي هذه اللحظه علي ان ما حدث كانت انتفاضة وطنيه خالصه ركبت موجتها المخابرات الامريكيه مع ان العكس هو الصحيح ان من صنع هذه الانتفاضة هي المخابرات الامريكيه وبالتالي لم تتمكن من تجنب الفخاخ التي وقعت فيها القوي الوطنيه و الشعوب العربيه السليمة النوايا المنتفضه ضد الانظمه العربيه


فهناك عدة أخطاء وقعت فيها القوي الوطنيه السودانيه وعلي رأسها قوي الحريه والتغيير أولها أنها لم تستوعب دروس الانتفاضات العربيه وانساقت بلا تردد وراء ما كان يطرح من خطوات و شعارات لعناصر تابعه للمخابرات الامريكيه والاسرائيليه ونتيجة لذلك وصلت الانتفاضة السودانيه الي طريق مسدود وتحولت الي محرقة بكل معني الكلمه للشعب السوداني وللدوله السودانيه بالكامل التي باتت مهدده بالتقسيم والثاني وهو الأكثر مراره وهو ان عبد الفتاح البرهان ومحمد دقلو حميدتي كانا جوهر نظام البشير وحماته وليس العكس فكيف يمكن لمن حمي النظام طيلة عقود سابقه ان يكون نقيضه الا اذا كانت العمليه هي تغيير الوجوه وأضافة ألغام أخطر والتي انفجرت فيما بعد وأدت الي تفجير السودان بأكمله وهو المطلوب أما الخطيئه الأعظم التي ارتكبتها القوي الوطنية عامة وقوي الحريه والتغيير خاصة هي قبول البرهان وحميدتي كقادة للانتفاضه في مرحلة ما بعد إسقاط البشير بعد أن تخليا عن البشير وغدرا به حيث ان تشكيل مجلس السياده والوزارة والذي تم بالتنسيق بين قوي الحريه والتغيير والبرهان وحميدتي كان المقتل في مسار الانتفاضة وتحويلها الي كارثة ادت الي انفجار السودان والخطأ الثالث ان القوي الوطنيه وقوي الحريه والتغيير لسبب ما لم تستثمر قواها العسكريه داخل الجيش وقوات الدعم السريع وتوجيه ضربه حاسمة للبرهان وحميدتي وأسقاط نظامهما باعتبارهما من فلول النظام السابق وأقامة نظام الانتفاضة الوطنيه الحقيقيه وتحقيق الاهداف التي اعلنتها قوي الحريه والتغيير ومع الأسف الشديد فإن القوي الوطنيه وقوي الحريه والتغيير وقعت في فخ التردد والعجز عن استثمار قدراتها البشريه داخل المؤسسات العسكريه للاطاحه بحميدتي والبرهان فكانت النتيجة ان تحولت قوي الحريه والتغيير من قائد للانتفاضه الي تابع للعسكر مضطر لأن يتقبل قراراتهم


اما الخطأ الأهم بل الخطيئة الكبري فهو ان القوي الوطنيه و قوي الحريه والتغيير بكافة أطرافها قبلت التعامل مع الولايات المتحده الامريكيه باعتبارها تلعب دورا ايجابيا في تقديم الحلول فمن وضع خطط تقسيم السودان وكان وراء فصل الجنوب عن السودان هو الولايات المتحده الامريكيه ومن ورائها إسرائيل فكيف يمكن لمن قامت بهذا الدور ان تطرح حلا للخروج من أزمة السودان تخدمه وتعزز هويته الوطنيه !؟ وعليه فأن اللحظه التي قبلت فيها القوي الوطنيه بهذا الدور الأمريكي في تقديم الحلول فأنها فقدت اي امكانيه للمحافظة علي الطابع الوطني للانتفاضه وقبلت ضمنا بتحويلها الي خطوات علي طريق تقسيم السودان من خلال التراجعات الوطنيه والقوميه والتي تمثلت في إقدام البرهان وحكومته علي الاعتراف غير المبرر باسرائيل والالتقاء بنتنياهو والتطبيع معها وكان ذلك يدق ناقوس الخطر الي حقيقة الوضع الذى وصلت له الانتفاضة وخروجها عن مسارها الوطني وتبعيتها لأمريكا واسرائيل فالتطبيع مع إسرائيل يسقط الطابع الوطني للانتفاضه وقواها فضلا عن ان بعض مكونات القوي الوطنيه والحريه والتغيير تحظي بدعم أمريكي صريح لذلك تدخلت أمريكا بضغط مباشر وصريح علي حكومة البرهان لأطلاق سراح من اعتقلتهم وزاد الأمر عندما قبلت هذه القوي الحلول الامريكيه لأزمة السودان وهي حلول لا يمكن فصلها عن الاستراتيجيه الامريكيه والصهيونيه لتقسيم السودان ومع هذا التناقض الصارخ في موقف القوي الوطنيه مكن البرهان وحميدتي للاسراع في الخطوات الاخري التي تؤدي الي تقسيم السودان حيث ان تراجع تأثير القوي الوطنيه وتحييدها وسيطرة العسكر كان التمهيد الطبيعي للخطوه الأخطر في المخطط الأمريكي الاسرائلي لتقسيم السودان وهو تفجير الصراع بين البرهان وحميدتي

هذه هي الأخطاء التي وقعت فيها الثوره السودانيه وادت الي الأزمه الحاليه والخروج من هذه الازمه يجب اتخاذ عدة خطوات اول خطوه وهي الأهم هي إيقاف الحرب لأنها الحريق التي تاكل الأخضر واليابس وتهدد كيان الدوله السودانيه ولا يمكن ايقاف الحرب الا بجهد شعبي شامل للقوي الوطنيه والتي يمكنها تجريد طرفي الحرب تدريجيا من القدره علي مواصلتها بمشاركة كل القوي والشخصيات الوطنيه السودانيه والتي يجب ان تعمل علي وقف الحرب قبل كل شئ وان تكون للجبهه الوطنيه استراتيجيه عريضه هدفها الجوهري إيقاف الحرب ثم البدء في ترميهم انهيارات الدوله والمجتمع وتأهيل المؤسسات الحكوميه للعمل علي تحقيق نهوض سريع ثانيا ان أي وهم لدي القوي الوطنيه بأن الولايات المتحده الامريكيه واسرائيل يمكنهما المساهمه في إنقاذ السودان يجب استئصاله فورا لأن امريكا واسرائيل هما من اوصلتا السودان الي هذا المأزق عن طريق تحريك ادواتهم الداخليه الانفصاليه كما كانا السبب في انفصال الجنوب كما يجب الكشف عن دور بعض الانظمه العربيه التي تلعب دورا خطيرا فيما يحدث في السودان وعدم المراهنه عليها قي حل الأزمه باعتبارها من ضمن اسباب الازمه كما يجب الا تقع السودان في الفخ التقليدي التي وقعت فيه معظم الانظمه العربيه وهو ان يلعب المجتمع الدولي دورا في حل الأزمه فأن من اوصل قضاي العرب الي طريق مسدود هو المجتمع الدولي كما يجب ان تمثل الجبهه الوطنيه كافة مكونات السودان لأن استثناء اي طرف سوف يفضي الي شق الجبهه وافشال عملها كما يجب ان لا تستبعد الجبهه استخدام السلاح لوضع حد للكارثه والتخلص من طرفي النزاع وسببا الأزمه وهما حميدتي والبرهان



#عصام_أبوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل وايران أعداء العلن وحلفاء الخفاء
- إسرائيل وغلق معبر رفح وانتهاء الدور المصري
- الجزيره ومخطط التقسيم
- هل ستعيد أسرائيل احتلال سيناء؟
- ماذا بعد حرب غزه ؟
- هل ستقوم أسرائيل بضرب لبنان؟؟
- هل ستجتاح أسرائيل رفح ؟؟
- بايدن وترامب وجهان لعملة واحدة لخدمة أسرائيل
- أسرائيل المستفيد الأكبر من مسرحية الصواريخ الإيرانية
- لماذا تظاهرت الجامعات الامريكيه الأن
- بايدن والدوله الفلسطينيه وحوار الايس كريم


المزيد.....




- ترامب يزعم بلا دليل: خصومي السياسيين -ربما حاولوا قتلي-
- صممها -الموساد- وجمعت في إسرائيل.. تقرير يكشف تفاصيل مثيرة ح ...
- رحلات الإجلاء تتواصل.. سلوفاكيا تعيد رعاياها من لبنان
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء المعاناة في الشرق الأوسط
- ضابط ميداني في حزب الله يكشف آخر التطورات على جبهة جنوب لبنا ...
- كيم جونغ أون يشرف على تدريبات مدفعية بالذخيرة الحية قبل مراج ...
- ??مباشر: قصف إسرائيلي عنيف يستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت وم ...
- سحب الجنسية الكويتية من متورطين بقضية -سرقة القرن- في العراق ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لاعتراض مسيّرات قادمة من الشرق
- غارة إسرائيلية على مسجد في غزة.. وسقوط 21 قتيلا


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام أبوبكر - حميدتي والبرهان وتقسيم السودان