أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم فنجان الحمامي - متى يتصالح الشعب مع نفسه ؟














المزيد.....

متى يتصالح الشعب مع نفسه ؟


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8031 - 2024 / 7 / 7 - 11:40
المحور: المجتمع المدني
    


لسنا مغالين إذا قلنا ان العرب من اكثر الشعوب خصومة لأنفسهم، ومن أكثر الشعوب بغضا لبعضهم البعض. وهذه هي الحقيقة المرة التي لن يجرؤ على قولها أحد. فبصرف النظر عما يقوله الشعراء والخطباء والسياسيون عن التآخي والتلاحم والانسجام الوطني، يبقى التنافر والتناحر متجذرا في أوساطنا على وجه العموم، ثم جاءت الفضائيات ومواقع التواصل لتغذي النعرات، وتعمق الخلافات، وتشجع العداوات. .
في العراق كانت لدينا وزارة للمصالحة الوطنية، يترأسها: عامر حسان الخزاعي (وهو طبيب)، وفي سوريا كانت لديهم وزارة للمصالحة الوطنية يترأسها: علي حيدر (وهو طبيب أيضاً) اما لماذا اختاروا الأطباء لهذه المهمة. لا ادري ؟. لكن تلك الوزارات لم تنجح في ترميم نسيجنا الممزق، وفشلت في إعادة الثقة إلى نفوس المواطنين، وعجزت عن ترسيخ سيادة القانون والعدالة الانتقالية. .
وحتى لا نذهب بعيدا دعونا نتحدث عن حملات التحريض والتشتيت والكراهية التي تمولها، أو تفتعلها الفضائيات وفي مقدمتها قناة (الشرقية)، التي ما انفكت تمارس استخفافها بأبناء الجنوب في مسلسلاتها وبرامجها، وتتعمد إظهار الجنوبي بمظهر الساذج والمغفل والجاهل والمتخلف في معظم سيناريوهاتها المعدة لهذا الغرض. وربما شاهدتم الحلقة التي عرضها (مجيد السامرائي) في برنامجه (أطراف الحديث) في حلقة خصصها للانتقاص من عروبة سكان الأهوار. .
قد يطول بنا المقام لاستعراض الحملات التي تبنتها القنوات العراقية الأخرى في غرس بذور الحقد والكراهية بين صفوف الشعب الواحد، على الرغم من انها تعلم علم اليقين ان ابناء المحافظات ليسوا على وفاق في التعامل مع بعضهم البعض. احيانا يعبّرون عن استخفافهم بالآخر بصيغة نكتة، أو على شكل مزحة أو طرفة. .
وخير مثال على توسع هذه الثغرات بين صفوف الجماهير هي مباريات كرة القدم بين نوادي المحافظات، بل بين نوادي المحافظة الواحدة، لأنك عندما تحضر لقاءات نوادي الزوراء والجوية في بغداد، تشعر انك وسط معركة تسقيطية بين عدوين لدودين لا ينتميان إلى هذا البلد. هتافات وأهازيج مشحونة بالشتائم والألفاظ الجارحة. . وتجد هذا التنافر بين طلاب الأقسام الداخلية في المعاهد والجامعات، احدهما يلمز الآخر ويتنابز معه بدوافع موروثة. .
لا نريد التعمق في متاهات هذا التنافر المستشري في معظم البلدان العربية. وربما كانت ليبيا والجزائر في طليعة البلدان التي انبرت منذ عام 1991 لمحاربة هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة. لكن المشكلة تكمن في فشل منظمات المجتمع المدني، وفي همجية الكيانات السياسية التي ظل قادتها متمسكين بإعلاء شأن قراهم وعشائرهم وابناء عمومتهم، والانتقاص من ابناء القرى البعيدة عن مصدر القرار. .
اذكر ان (ساطع الحصري) كتب في مذكراته، وكان وزيرا للمعارف في الحقبة الملكية: انه لم ينم ليله عندما طلبوا منه إنشاء معهد للمعلمين في الموصل ومعهد آخر في ذي قار. . يقول الحصري: انه كان ضد فكرة تعليم ابناء الشمال وابناء الجنوب، لأنهم في نظره ينتمون إلى مجتمعات فلاحية تنحصر وظيفتها في توفير غلة الصيف وغلة الشتاء لسكان العاصمة بغداد وضواحيها. .
هكذا كان يفكر معظم قادة العراق، وهكذا ظلت هذه المعتقدات المناطقية راسخة في عقولهم وفي نفوسهم حتى يومنا هذا. .
ولله في خلقه شؤون. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريطانيا: لا فرق بين سوناك وستارمر
- ترك الحكم وغادر على دراجة
- الأعور الدجال بين الواقع والخيال
- لن يغفروا لإبن غفير
- (شيريل). وما أدراكم ما شيريل ؟
- غرام دبلوماسي من طرف واحد
- أبغض ملياردير في العالم
- عراقيون في المكتب المجاور لبايدن
- آخر نظريات أبواق التجهيل
- قياديون من كوكب غير مأهول
- عدوان على جابر بن حيان
- هل صار (جدعون) بطلاً للجدعنة ؟
- ما تعليقكم على هذه التنازلات ؟
- العربان ومتلازمة الخذلان
- مناظرة بين اثنين من كبار السفهاء
- ما الذي تغير حتى الآن يا عراق ؟
- العراق: تحت الوصاية منذ عام 2003
- فعلوا ما لم يفعله العرب
- تصدعات في جدران (روبمي)
- نفطهم يكفيها لعشرات السنين


المزيد.....




- الأمم المتحدة: أكثر من نصف مليون نازح في لبنان و285 ألفا غاد ...
- إيطاليا.. اعتقال 38 شخصا خلال مظاهرة داعمة لفلسطين في روما
- الأمم المتحدة: أكثر من نصف مليون نازح في لبنان و285 ألفا غاد ...
- الآلاف يتظاهرون في المجر للمطالبة بمواجهة -الآلة الدعائية- ا ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو تخلى عن أسرانا من أجل من ...
- مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: لبنان يواجه أزمة مروعة بس ...
- بعض الدول لا يمكنها تحملهم.. هل اللاجئون ظالمون أم مظلومون؟ ...
- بعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة تستنكر بشدة استمرار حرب الإبادة ...
- من الرقص والاحتفالات إلى مأوى للهاربين من الحرب.. -سكاي بار- ...
- مفوّض شؤون اللاجئين يندد بأزمة -مروّعة- يواجهها لبنان


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم فنجان الحمامي - متى يتصالح الشعب مع نفسه ؟