أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - أوروبا - مخاطر الفاشية















المزيد.....

أوروبا - مخاطر الفاشية


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8031 - 2024 / 7 / 7 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعدْتُ الإطّلاع على هذا النّص الطّويل في الأصل والذي يعود تاريخه إلى سنة 1923، بمناسبة الإنتخابات الأوروبية التي أعادت الأحزاب اليمينية المتطرفة (الفاشية ) إلى الصدارة في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وتقدّمها في معظم بلدان الإتحاد الأوروبي، وأطْرَحُ مُلخّصًا لا يتجاوز عُشُرَ المداخلة الاصلية لكلارا زيتكين ( 1857 – 1933 – مُطْلِقَة مبادرة يوم المرأة العالمي ) قُبيْل الإنتخابات التشريعية الفرنسية التي يُتوقّع أن يكون اليمين المتطرف أكبر الفائزين بها، سواء حاز على الأغلبية البرلمانية أم لا، ويندرج اهتمامي بهذه الإنتخابات بسبب وجود مئات الآلاف من المُهاجرين العرب والأفارقة في أوروبا وفي فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، وبسبب الدّور الذي يقوم به اليمين المتطرف في أوروبا والعالم، في دَعْم الصهيونية على كافة الجبهات...
*****
كلمة ألقتها كلارا زيتكين يوم 20 حزيران/يونيو 1923، في مؤتمر الأممية الشيوعية، بعد استحواذ الحزب الفاشي على السلطة في إيطاليا
تلخيص وصياغة الطاهر المعز
تمارس البرجوازية درجةً من الإرهاب الوحشي العسكري والسياسي والإيديولوجي، ونُطلق تسمية "الفاشية" على هذه الشكل من السلطة التي تستهدف البروليتاريا وفئات أخرى يمكن أن تعترض على شكل الحُكْم الإستبدادي المُطْلَق، والفاشية لا تقوم على طبقة صغيرة، بل على طبقات اجتماعية كبيرة، تشمل حتى جزءا من البروليتاريا، ولذلك وجب التّعامل مع الفاشية كعدو خطير وقوي للغاية، والفاشية أقْوَى تعبير للهجوم المُنظّم والمُرَكّز الذي تشنه البرجوازية العالمية ضد الكادحين وضدّ أي شكل من أشكال مُعارضة سلطتها، ولذا فإن الفاشية ليست إرهابًا عاديا للسلطة البرجوازية، وإنما هي درجة عُلْيا من العُنف والإرهاب الدّاخلي ( في مقابل الإرهاب الخارجي ضد الشُّعُوب الواقعة تحت الإستعمار والإضطهاد)، ويتعارض هذا التعريف مع "أوتو باور" الذي يُساوِي بين عنف الثورة البلشفية وعنف الفاشية في إيطاليا، ويدعو إلى المُشاركة في الإنتخابات في ظل الفاشية لمقاومتها بالعمل البرلماني، في حين تقوم الفاشية بحل البرلمان ومنع الإنتخابات والإضرابات وما إلى ذلك من مظاهر الدّيمقراطية البرجوازية...
تلجأ الرأسمالية إلى الشكل الفاشي للحكم عندما تنخفض أرباح رأس المال نتيجة لاضطراب وتدهور الاقتصاد وظُهُور أعراض تَحَلُّل الدولة، وتدهور وضع الكادحين وبعض شرائح البرجوازية الصغيرة والمتوسطة والمُثَقَّفِين والفلاحين الصغار، ومن مظاهر التّحلّل كذلك تفاقم وضع الفئات الوُسطى وانتشار المنافسة غير العادلة بين الكادحين وخفض الرواتب، و فقدان الأمن الوظيفي الذي كانت تتمتع به بعض الشرائح من العمال والموظفين، ولعبت هذه الظروف دورًا حاسمًا في حشد الجماهير الإيطالية لصالح الفاشية، بينما كان نشاط الشيوعيين قاصِرًا وتأثيرهم على الجماهير ضعيفًا وسطحيًّا، فأصبحت الفاشية – التي تدعو إلى "وِحْدَة الأُمّة" وإلى "دولة سُلْطَوِيّة قوية" - ملجأً للمشردين سياسياً، والمُحبطين اجتماعياً، والمُقتلعين، والمُصابين بالمرارة وخيبة الأمل.
تتضمّن التركيبة الاجتماعية للقوى الفاشية عناصر لم تفهم "أيْن تكمن مصلحتها الحقيقية" ومن واجب الشيوعيين توعية هذه العناصر بمصلحتها الحقيقية، وبالتالي تحويلها إلى خطر على المجتمع البرجوازي والمساهمة في تدميره لبناء نقيضه، وليس ذلك بالأمر الهَيِّن، لأن الفاشية تبدأ – حتى قبل السيطرة على السُّلْطة – بسَحْق واغتيال العناصر الثورية وبإرهاب المُتردّدين أو بإغرائهم، واستخدمت الفاشية الإيطالية هذه الأساليب لإغراء الآلاف من العمال الذين انضَمَّ حوالي 800 ألف منهم سنة 1922 إلى النقابات الفاشية، وبالتوازي مع ذلك أنشأ الفاشيون منظمات عسكرية ومليشيات تهدف إلى إخضاع الطبقة العاملة من خلال الإرهاب ونَفّذت هذه المنظمات العسكرية التي كانت تضم حوالي مائة ألف مُسلّح الانقلاب الذي نَصّبَ دكتاتورية موسوليني، وبعد الاستيلاء على السلطة وتأسيس الدولة الفاشية، تم استقطاب حوالي 500 ألف فاشي وتم إضفاء الشرعية عليها فتحولت مليشيا "القُمصان السوداء" الفاشية إلى "ميليشيا وطنية"، وأصبحت جهازًا تابعًا للدولة، لكن الفاشية ليست مجرد ظاهرة عسكرية، بل وجب عدم إهمال جوانبها الأيديولوجية والسياسية، ولذلك وجب النضال ضدّها بأشكال متعدّدة ومنع وصولها إلى السلطة من خلال تطوير التنظيم النقابي والشيوعي والنضال الأيديولوجي والسياسي.
أقَرّت السلطات الفاشية الإعفاءات الضريبية والتهرب الضريبي والعقود المربحة للبرجوازية، وزيادة الضرائب على الرواتب وعلى الدخل الزراعي، وأَلْغت الحماية النسبية التي كان يتمتع بها المُستأجِرُون للمساكن في المناطق الحضرية وللأراضي في المناطق الريفية، وأقرت السلطات الفاشية فَصْلَ 17 ألف عامل في السكك الحديدية، و24 ألف من عمال الموانئ والتّرْسانات وعمال أحواض السُّفن، ضمن عمليات تسريح ضخمة للعمال في إطار السياسة الاقتصادية الفاشية التي طَلت عُمّال العديد من المدن ومختلف القطاعات الصناعية الكبيرة، ما أدّى إلى استئناف احتلال المصانع في عدة أماكن وإلى عودة بعض الخلايا الشيوعية إلى النشاط في كنف السّرّية، وإلى تململ وتذمّر البرجوازية الصغيرة والمتوسطة والفلاحين الصغار والمثقفين، لكن ليس إلى حدّ الإنهيار الأمني أو السياسي والإيديولوجي للفاشية، لأن الفاشية أصبحت أداة النضال الطبقي للبرجوازية وسلطتها ضدّ البروليتاريا، ومن واجب الشيوعيينتسريع عملية الإطاحة بها بكافة الوسائل، وإنضاج ظروف الثورة، وإعادة الأمل للكادحين والبُؤساء والفُقراء، فالثورة المُظَفَّرَة في بلدٍ مَا تُحَفِّزُ الثورة في بلدان أخرى، مجاورة أو بعيدة...
لن نتقدّمَ من خلال التنازلات، بل من خلال تكييف أساليبنا في التحريض والدعاية والتنظيم مع التطورات والمهام الجديدة، فلا نتنظر أن تلتحق بنا الجماهير، بل علينا أن نذهب إلى الجماهير التي يجب علينا أن نكسبها ونتحدث إليها بلغة تتوافق مع عقليتها، دون أن نتخلى عن أدنى جزء من مفاهيمنا الشيوعية، وسواء كان عملنا الدّعائي والتّحريضي يستهدف الفلاحين أو الموظفين الحكوميين أو البرجوازيين الصغار أو المثقفين، فإننا في كل حالة نحتاج إلى خطاب وأسلوب مُعَدّ خصّيصًا لذلك الجمهور، كما إن خطاب وأسلوب عمل الشيوعيين يختلف وفقا للظروف الملموسة لكل بلد، ضمن إطار المبادئ الشيوعية، وفي إطار تدابير الحماية الذّاتية والدّفاع عن النّفس وحماية البروليتاريا من عنف وغدر العدو، وعلينا استخدام العنف ليس في شكل إرهاب فردي، بل كتعبير عن قوة البروليتاريين المُنَظَّمِين ضمن إطار النضال الطبقي الثوري.
يجب علينا أن نضع في ذهن كل بروليتاري فكرة أن نضاله سيساهم في تغيير الوضع وإن النضال لن ينجح بدونه وأن يشعر كل بروليتاري بأنه أكثر من مجرد عبد مأجور، أكثر من كونه لعبة في يد الرأسمالية والقوى القائمة، بل هو حلقة من الطبقة الثورية التي تُحَوِّلُ بضربات المطرقة دولة المالكين القديمة إلى دولة السوفييتات. [...]
فقط من خلال إيقاظ الوعي الطبقي الثوري في قلب كل عامل، وتحويل هذه الشرارة إلى شعلة عظيمة سننجح في هزيمة الفاشية، حتى على المستوى العسكري، لذلك، مهما كان الهجوم الذي تشنه الرأسمالية عنيفًا ووَحْشِيًّا ضد البروليتاريا العالمية، فإن الأخيرة ستنجح في نهاية المطاف في دق ناقوس الموت للاقتصاد الرأسمالي وسيطرة الدولة البرجوازية. يجب أن نصرخ: نحن الإرادة والقوة والنضال، والمُستقبل والنّصر مِلْكٌ لنا...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد التاسع والسّبعون، بتاريخ السّا ...
- فرنسا - اليمين المتطرف: الإبن الشّرعي للرأسمالية
- عرض كتاب - -مجموعة بيلدربيرغ، نخبة القوة العالمية- - 2014
- فرنسا عشية الإنتخابات المبكرة 2024
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثامن والسّبعون، بتاريخ التاس ...
- نوعام شومسكي- صَنََمٌ في مجالات الألسُنِيّة والسياسة
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّابع والسّبعون، بتاريخ الثا ...
- الولايات المتحدة الأمريكية – دولة مارِقَة
- اليمين المتطرف الأوروبي والصهيونية، نفس المعركة ضد نفس الأعد ...
- الحرب بسلاح التّضليل
- كاميلا رافيرا 1889 – 1988 امرأة شيوعية إيطالية لم ينصفها الت ...
- من التُّراث الدّموي لألمانيا الإستعمارية
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّادس والسّبعون، بتاريخ الخا ...
- فرنسا غداة الإنتخابات الأوروبية
- الإنتخابات الأوروبية – إجْراء شَكْلِي الجزء الثاني
- الإنتخابات الأوروبية – إجْراء شَكْلِي الجزء الأول
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الخامس والسّبعون، بتاريخ الثام ...
- فلسطين: الظروف تفرض شعار المرحلة وأشكال المقاومة
- المكسيك، انتخاب رئيسة تقدمية
- جنوب افريقيا، ما التغييرات خلال ثلاثة عُقُود؟


المزيد.....




- -حزب الله- يصدر بيانا عن حصيلة لقتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي ...
- انفجارات ضخمة في بيروت بعد صدور أمر إخلاء من قبل الجيش الإسر ...
- طائرة عسكرية تعيد 97 شخصًا من لبنان إلى كوريا الجنوبية
- أوكرانيا تُسقط طائرة حربية وروسيا تدعي سيطرتها على قرية في م ...
- مواجهات عنيفة في وسط الهند: مقتل 31 مسلحا ماويا في اشتباكات ...
- فرنسا تنظر في طلب إفراج مشروط عن أقدم سجين عربي في العالم (ص ...
- ترامب يعود إلى بنسلفانيا حيث تعرض لأول محاولة اغتيال
- غارات إسرائيلية على منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية ...
- عشرات القتلى والجرحى وقصف غير مسبوق.. تحديث الوضع الميداني ف ...
- كاميرا RT ترصد معاناة ذوي الإعاقة داخل خيام النزوح والمستشفي ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - أوروبا - مخاطر الفاشية