عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8030 - 2024 / 7 / 6 - 19:41
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ابتهاج داعمي روسيا في مواجهتها مع الغرب في أوكرانيا، بميل الناخبين الغربين، سواء في أوربا أو أمريكا إلى اليمين او إلى اليمين المتطرف، أمر يبعث على الأسف حقا. ناجم عن سوء فهم لأسباب هذا الميل.
المبتهجون يتوهمون أن السبب هو استياء الناخب الغربي من كلف المواجهة في أوكرانيا، بينما السبب الحقيقي هو سبب داخلي يتعلق في الغالب بسياسات الهجرة والموقف من المهاجرين، على خلفية عنصرية تتستر ، بذرائع من قبيل الصدام الحضاري بين مهاجري العالم الثالث - بما فيه العالم العربي والإسلامي - المتخلف، والعالم الغربي المتطور، وصعوبة اندماج المهاجرين بالمجتمعات الغربية، وتشبعهم ب "القيم الغربية" و "الثقافة الغربية"، وما يترتب على "الصدام" المزعوم من تخريب لقيم الغرب وثقافته، إضافة إلى كلف إقتصادية مزعومة هي الأخرى تقوم على اعتبار المهاجرين عبئا إقتصاديا وليس طاقة أقتصادية مضافة، وروافد ثقافية تغني ثقافة الغرب، وتساهم في تطوره.
حتى في بريطانيا حيث تنعكس الآية، ويتخلى الناخب البريطاني عن اليمين المحافظ، لصالح "اليسار العمالي" لا صلة لهذا التحول بالموقف من المواجهة في أوكرانيا، فالنخب المتنفذة في حزب "العمال" في بريطانيا ليست أقل من منافسيها من المتنفذين في حزب المحافظين، عداء لروسيا، ولا أقل انسجاما منهم مع التوجه الأمريكي لإدامة المحرقة الأوكرانية.
صحيح أن ثمة أوساط في حزب العمال تعارض جرائم الابادة الجماعية التي تواصلها أمريكا ضد الفلسطينيين بأيدي النازيين الصهاينة، لكن قيادة "العمال" الحالية وخطها الرسمي هو الأستمرار في دعم التوجه الأمريكي سواء في فلسطين أو أوكرانيا، وقد جرت الإطاحة برئيس الحزب السابق جيرمي كوربن بسبب ما وجه اليه من اتهامات بمعاداة السامية، أي عدم تقديم الدعم الكافي للصهيونية في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)