أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - المؤتمران الماويّان للحزب الشيوعي الصيني و تحريفية دنك سياو بينغ و أمثاله و أتباعه الفصل الثاني من كتاب - مواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا للإنقلاب التحريفي و إعادة تركيز الرأسمالية في الصين ، منذ سبعينات القرن العشرين















المزيد.....



المؤتمران الماويّان للحزب الشيوعي الصيني و تحريفية دنك سياو بينغ و أمثاله و أتباعه الفصل الثاني من كتاب - مواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا للإنقلاب التحريفي و إعادة تركيز الرأسمالية في الصين ، منذ سبعينات القرن العشرين


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 8029 - 2024 / 7 / 5 - 23:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المؤتمران الماويّان للحزب الشيوعي الصيني و تحريفية دنك سياو بينغ و أمثاله و أتباعه
الفصل الثاني من كتاب - مواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا للإنقلاب التحريفي و إعادة تركيز الرأسمالية في الصين ، منذ سبعينات القرن العشرين

الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 48 / مارس 2024
شادي الشماوي
https://www.ahewar.org/m.asp?i=3603
مواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا للإنقلاب التحريفي و إعادة تركيز الرأسمالية في الصين ، منذ سبعينات القرن العشرين
-------------------------------------------------------

مقدّمة الكتاب 48

في أواسط خمسينات القرن الماضيّ ، عقب وفاة ستالين ، لمّا حصل الإنقلاب التحريفي في الإتّحاد السوفياتي و صعدت التحريفيّة إلى السلطة و بالتالى صعدت البرجوازية الجديدة إلى السلطة فحوّلت الحزب و الدولة البروليتاريّين إلى حزب و دولة برجوازيّين و أعادت تركيز الرأسماليّة ، ذُهل الشيوعيّون الحقيقيّون بالحزب السوفياتي و ذُهلت الغالبيّة الساحقة من أحزاب و منظّمات الحركة الشيوعيّة و لم تجد نفسها قادرة على فهم ما كان يجرى على أرض الواقع فهما علميّا ماديّا جدليّا لأنّ هذه الإمكانيّة كانت مستبعدة نظريّا و عمليّا فمنذ ثلاثينات القرن العشرين و صياغة الدستور الجديد للإتّحاد السوفياتي، إعتُبر أنّه لا توجد في الإتّحاد السوفياتي الإشتراكي حينها غير طبقتين صديقتين هما البروليتاريا و الفلاّحين إلى جانب الأنتلجنسيا أو المثقّفين الثوريّين أساسا . و لسنوات ما من حزب تمكّن من إدراك كنه و فحوى ما كان يجدّ هناك من إعادة تركيز للرأسماليّة في الإتّحاد السوفياتي غير الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ . فظلّت الغالبيّة الساحقة من الأحزاب و المنظّمات صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة تتّبع عن عمى القيادة التحريفيّة السوفياتيّة بينما وقف عدد لا بأس به من الأحزاب و المنظّمات في البداية مكتوفى الأيدى ، في ذهول و تردّد أمام الصراع الذى كان يشنّه الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفية المعاصرة منذ الخمسينات . لكن هذا الصراع العظيم أتى أكله في بداية ستّينات القرن العشرين حركة ماركسيّة – لينينيّة قطعت في الأساس مع التحريفيّة المعاصرة بشتّى ألوانها كان محورها الشيوعيّون الصينيّون و قامت على عديد الوثائق التي صاغها هؤلاء بإشراف من ماو تسى تونغ و أبرزها " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعيّة العالميّة " الذى نشر سنة 1963 (وهو معروف أيضا ب" رسالة الخمسة و العشرين نقطة " )...
لكن لمّا إستولى التحريفيّون الصينيّون على مقاليد السلطة في الحزب و الدولة و حوّلوهما إلى نقيضهما ، من بروليتاريّين على برجوازيّين ، سرعان ما قام عدد هام من الأحزاب و المنظّمات الماركسيّة – اللينينيّة الحقيقيّة بخوض صراع لا هوادة فيه ضد الخطّ التحريفيّ الصينيّ داخل الصين و خاصّة خارجها . و مردّ هذا البون الشاسع في التعاطى مع الإنقلابين التحريفيّين هو أن الحركة الماركسيّة – اللينينيّة كانت متسلّحة في معظمها بنظريّة مواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا ، النظريّة التي طوّرها ماو تسى تونغ على أساس التقييم العلمي المادي الجدلي الذى أجراه للتجربة الإشتراكية السوفياتيّة و تجربة صراعات الخطّين صلب الحزب الشيوعي الصيني و بناء الإشتراكيّة في الصين و طبعا قتال التحريفيّة المعاصرة بجميع أرهاطها .
و هكذا حدث تطوّر نوعيّ من إنكار لوجود الطبقات و التناقضات الطبقيّة العدائيّة و الصراع الطبقي في ظلّ الإشتراكية و من ثمّة إنكار إمكانيّة إعادة تركيز الرأسماليّة بإعتبار الإشتراكية ماركسيّا و كما بيّنت التجارب مرحلة إنتقاليّة تحتمل التقدّم و التراجع ، تحتمل إمكانيّة العودة إلى الوراء ، إلى الرأسماليّة ، كما التقدّم نحو الشيوعيّة ؛ إلى نظريّة مواصلة الصراع الطبقي في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا و الثورة الثقافيّة وسيلة و أداة بيد الشيوعيّين الثوريّين لخوض مثل ذلك الصراع و الحيلولة دون إنتصار الخطوط التحريفيّة و إعادة تركيز الرأسماليّة . و هذه حقيقة موضوعيّة لا يزال يدير لها ظهورهم كافة الإنتهازيّين و منهم بخاصة التروتسكيّين و الخوجيّين بكلّ أصنافهم .
في الصين الإشتراكية عهد ماو تسى تونغ ، و بوجه خاص إبّان الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى التي إمتدّت من 1966 إلى 1976 ، واجه الماركسيّون – اللينينيّون – الماويّون ألوانا من الخطوط التحريفيّة التي كان يتزعّمها ليو تشاوتشى و دنك سياو بينغ و لين بياو و غيرهم . و قبل وفاة ماو بأكثر من السنتين ، خاضوا نضالات عظيمة في شكل حملات سياسيّة ضد " ريح الإنحراف اليميني " الذى قاده دنك سياو بينغ و أمثاله . و حتّى حينما جدّ الإنقلاب التحريفي ، قاوم الماويّون الصينيّون مقاومة شرسة التحريفيّين المستولين على الحزب والدولة وقد سجّل التاريخ أنّ مقاومتهم بلغت المقاومة المسلّحة. و على سبيل المثال لا الحصر، ورد التالى في مقال ريموند لوتا، " المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ 1973-1976"، ( مقدّمة كتاب ، " و خامسهم ماو " ، بانر براس ، شيكاغو ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، 1978 ) :
" فقد إضطرّ [ التحريفيّون ] إلى إرسال جيش التحرير الشعبي إلى شنغاي و بيكين و إلى غيرها من المناطق أيضا . فى مفترق سكك حديدية محوري ، باوتين ، جنوب بيكين ، وجد تقرير إعلامي عن كون آلاف الفرق إلتحقت بالمتمرّدين و حتى الحكّام الحاليّين إعترفوا بأنّهم لم يستطيعوا السيطرة على المعارضة إلاّ فى مارس 1977 .
و كانت إذاعات مقاطعات تذيع فى الخارج بين نوفمبر 1976 و جوان 1977 تكشف أحداثا متواترة من الهجمات ضد المقرّات و المنشآت العسكرية فى بيكين و أعمال مقاومة مسلّحة . و فى بعض المناطق لم تعد من جديد حركة نقل السكك الحديدية إلاّ فى مارس 1977 و وردت تقارير عن إضطرابات فى عديد المصانع الكبرى فى مختلف جهات البلاد . و فى يونان ، وجدت تقارير عن غياب جماعي إحتجاجا على فرض ضوابط و قوانين ما قبل 1966 . و فى المدّة الأخيرة ، تسرّبت تقارير عن الصراعات فى الجامعات . و مع ذلك ، يجب الإقرار بأنّ اليمين ماسك بصلابة بزمام القيادة فى هذه اللحظة .
و جرى طرد نحو ربع اللجنة المركزية ( بما فى ذلك الأعضاء النواب ) إثر الإنقلاب ، 51 منهم كانوا قادة جماهيريّين بارزين من الطبقة العاملة . و عُزل ستّة وزراء مرتبطين بالأربعة من مجلس الدولة و 13 من ال29 قائدا حزبيّا من الوحدات الإداريّة ( محافظات و مناطق حكم ذاتي إلخ ) طُردوا. و حدثت التغييرات الأتمّ فى قسم دعاية اللجنة المركزيّة و وسائل الإعلام المركزيّة التى كانت منذ الأيّام الأولى للثورة الثقافيّة حصنا لليسار بدعم نشيط من ماو تسى تونغ . و أربعة عشر شخصا من الموظّفين الرئيسيّين الذين يحتلّون الآن مواقعا محوريّة فى جهاز الإعلام المعاد بناؤه من الذين أطاحت بهم الثورة الثقافيّة . و توجّه القمع إلى المستويات الأكثر قاعديّة بما أنّه هناك كانت القوّة الأوفر للقوى الثوريّة .
فى مارس 1977 ، أعلم لأوّل مرّة عن إعدامات من خلال ملصقات على الجدران و سنة بعد الإنقلاب دعت إفتتاحية مشتركة بين " يومية الشعب " و " الراية الحمراء " و جريدة جيش التحرير الشعبي إلى " بذل جهود كبرى لنقد " مجموعة الأربعة " و " التحطيم التام لبرجوازيّتهم الحمراء السكتاريّة " ؛ و هذا ليس مؤشّرا فقط عن تواصل المقاومة بل أيضا عن موجة الإرهاب التى تطبّق ضد الجماهير ( و كذلك عن صراع الكتل داخل اليمين ). "
( إنتهى المقتطف )
و نهض الماويّون الحقيقيّون عبر العالم ( ليس جميع الماويّين طبعا فمنهم من تبنّى الخطّ التحريفي لدنك سياو بينغ على أنّه زورا و بهتانا خطّ ماو الثوريّ ) بالواجب الذى دعاهم إلى القيام به ماو تسى تونغ منذ 1965 حيث قال صراحة و بلا مداورة متحدّثا عن إمكانيّة خسارة الصين الإشتراكية و إعادة تركيز الرأسماليّة فيها :
" إذا إفتكّ التحريفيّون مستقبلا قيادة الصين ، على الماركسيّين – اللينينيّين فى كافة البلدان أن يفضحوهم بصرامة و أن يناضلوا ضدّهم و أن يساعدوا الطبقة العاملة و الجماهير الصينيّة فى قتال هذه التحريفيّة ."
( ماو تسى تونغ ، 1965 )
و كمدخل و تلخيص للموقف الشيوعي الثوري دفاعا عن علم الشيوعية الذى طوّره ماو تسى تونغ ذاته كأحد أبرز قادة البروليتاريا العالمية لعقود ، نقترح عليكم ما أعربت عنه مجموعة لا بأس بها من الأحزاب و المنظّمات الماويّة التي عملت موحّدة ضمن " الحركة الأمميّة الثوريّة " من 1984 إلى 2006 – على أنّه وجب التنويه إلى تطوير الخلاصة الجديدة للشيوعية / الشيوعيّة الجديدة و مهندسها بوب أفاكيان لهذا الملخّص من المواقف و قد جدّ صراع خطّين بشأن نقاط منه و نقاط أخرى صلب الماويّين الذين إنقسموا إلى إثنين أساسا و قد حمل أحد كتبنا المخصّص للغرض عنوان " الماوية تنقسم إلى إثنين ". و قد ورد فى " بيان الحركة الأممية الثوريّة " لسنة 1984 :
" ماو تسى تونغ ، الثورة الثقافية و الحركة الماركسية - اللينينية - الماوية :
لقد شرع ماوتسى تونغ و الماركسيين – اللينينيين فى الحزب الشيوعي الصيني، مباشرة بعد الإنقلاب الذى قاده خروتشوف، فى تحليل ما حصل داخل الإتحاد السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية.و أخذوا فى النضال ضد التحريفية المعاصرة . و فى 1963 ، نشرت الرسالة ذات الخمسة و عشرين نقطة (" إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية ") التى أدانت التحريفية بصفة علنية و كاملة ووجهت نداءا لجميع الماركسيين – اللينينيين الحقيقيين فى جميع البلدان.
إنّ جذور الحركة الماركسية - اللينينية- الماوية المعاصرة ترجع بالنظر إلى هذا النداء التاريخي و الصراعات التى صاحبته.
و لقد قام ماو و الحزب الشيوعي الصيني ، محقين كثيرا فى الرسالة ذات الخمسة و عشرين نقطة و الصراعات التى صاحبتها،
- بالدفاع عن الموقف اللينيني بخصوص دكتاتورية البروليتاريا ودحض النظرية التحريفية المزعومة" لدولة الشعب كله ".
- بالدفاع عن ضرورة الثورة المسلحة ورفض الإسترتيجيا المزعومة " للتحول السلمي للإشتراكية "
- بمساندة و تشجيع نموّ الحروب التحررية الوطنية للشعوب المضطهَدة و أظهروا أنه من المستحيل وجود إستقلال فعلي فى ظلّ "الإستعمار الجديد"و فنّدوا الموقف التحريفي المزعوم القائل بتجنب الحروب التحررية الوطنية خوفا من إنخرام "السلم العالمي".
- برسم تقييم عام إيجابي حول مسألة ستالين و تجربة البناء الإشتراكي فى الإتحاد السوفياتي ، ومقاومة التشويهات التى تجعل من ستالين "جزارا "و "طاغية " مع توجيه فى نفس الوقت بعض النقد العام للأخطاء التى سقط فيها ستالين .
- بمواجهة مجهودات خروتشوف الهادفة إلى فرض خط تحريفي على الأحزاب الأخرى ، ونقد توراز و توليوتي ، و تيتو و تحريفيين معاصرين آخرين .
- بتقديم رسم أولي جنيني حول الطرح الذى يشتغل عليه ماو تسى تونغ و المتعلق بالطبيعة الطبقية للمجتمع الإشتراكي و مواصلة الثورة فى ظلّ ديكتاتورية البروليتاريا .
- بالدعوة للقيام بتحليل عميق للتجربة التاريخية للحركة الشيوعية العالمية و جذور التحريفية .
إن هذه المقترحات و بعض الجوانب الأخرى من رسالة ال25 نقطة و الصراعات ، كانت و لا تزال ذات أهمية كبرى للتفريق بين الماركسية - اللينينية و التحريفية . و لقد شجع ماو و الحزب الشيوعي الصيني من خلال هذه الصراعات الماركسيين - اللينينيين على القطع مع التحريفيين و على إعادة بناء أحزاب جديدة بروليتارية ثورية . ومثلت هذه الصراعات قطيعة أساسية مع التحريفية المعاصرة و شكلت أساسا كافيا للماركسيين - اللينينيين يقدرون من خلاله على خوض النضال . رغم ذلك فإن نقد التحريفية لم يذهب بعيدا و لم يتناول العديد من المسائل و برزت بعض وجهات النظر الخاطئة فى نفس الوقت الذى وقع فيه نقد وجهات نظر أخرى . و بالذات لأن ماو و الحزب الشيوعي الصيني و هذه الصراعات لعبوا دورا ذا أهمية كبيرة فى بناء حركة ماركسية - لينينية - ماوية فى العالم فإنه من الحق و الضروري الإشارة إلى المظاهر الثانوية ذات الطابع السلبي لهذه الصراعات و لنضال الحزب الشيوعي الصيني فى الحركة الشيوعية العالمية .
لقد طرحت رسالة ال25 نقطة بخصوص البلدان الإمبريالية الموضوعة التالية :
" و فى البلدان الرأسمالية التى يسيطر عليها الإستعمار الأمريكي أو يحاول السيطرة عليها ينبغى على الطبقة العاملة و جماهير الشعوب أن توجه هجومها بصورة رئيسية إلى الإستعمار الأمريكي ، و أيضا إلى الطبقة الرأسمالية الإحتكارية و القوى الرجعية المحلية الأخرى التى تخون المصالح الوطنية ". إن رؤية الأشياء بهذه الكيفية التى أضرت بتطور الحركة الماركسية – اللينينية فى مثل هذه البلدان قد أخفت حقيقة أن "المصالح الوطنية " فى بلد إمبريالي هي مصالح الإمبرياليين و أن الطبقة الرأسمالية الإحتكارية فى السلطة لا تخون هذه المصالح بل بالعكس تدافع عنها مهما كانت طبيعة التحالفات التى تقوم بإبرامها مع بعض القوى الإمبريالية الأخرى بالرغم من أن هذه التحالفات تشمل لا محالة لامساواة. فى حين أنه وقع تشجيع بروليتاريا هذه البلدان على مزاحمة البرجوازية الإمبريالية لمعاينة من هو قادر أكثر على الدفاع عن مصالح هذه الأخيرة . للحركة الشيوعية العالمية تاريخ كامل مع طريقة رؤية الأشياء هذه و قد حان الوقت للتخلص منها .
و على الرغم من أن الحزب الشيوعي الصيني قد أولى إهتماما بالغا لتطوير الأحزاب الماركسية - اللينينية - الماوية المعارضة للتحريفية ، فإن هذه الأحزاب لم تقدر على وضع الأشكال و الطرق الضرورية لبناء الوحدة الأممية للشيوعيين . ورغم كل الإسهامات فى الوحدة الإيديولوجية و السياسية ، فإنها لم تقم بالمجهودات الملائمة لبناء الوحدة التنظيمية على الصعيد العالمي. لقد إهتم الحزب الشيوعي الصيني أكثر من اللازم بالجوانب السلبية (مثل مشكلة المركزية المجحفة خاصة ) التى خنقت مبادرة و إستقلالية الأحزاب الشيوعية أعضاء الكومنترن . وعلى الرغم من أن الحزب الشيوعي الصيني كان على حق حين إنتقد نظرية " الحزب الأب " و تأثيرها السيئ على الحركة الشيوعية العالمية و حين أكد على ضرورة مبدأ العلاقات الأخوية بين الأحزاب ، فإن غياب الإطار التنظيمي الذى كان يمكّن من الخوض فى جميع وجهات النظر والوصول إلى أفق موحد ، لم يساهم فى حلّ هذه المشكلة بل زاد من حدتها .
و إن كان النضال ضد التحريفية المعاصرة على المستوى النظرى لعب دورا عظيما فى تجميع الحركة الماركسية – اللينينية - الماوية ، فإن الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ( و التى كانت هي الأخرى فى جزء كبيرمنها ثمرة هذا النضال ضد التحريفية المعاصرة ) جسدت الشكل النضالي الجديد الذى لم يسبق له مثيل فى التاريخ وولدت جيلا جديدا من الماركسيين -اللينينيين – الماويين . فقد إندفع عشرات الملايين من العمال و الفلاحين و الشباب الثوري للنضال من أجل الإطاحة بالمسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي ( المندسين داخل الحزب و أجهزة الدولة ) ومن أجل مزيد تثوير المجتمع بأكمله و مسّوا فى العمق ملايين البشر فى جميع أنحاء العالم كانوا يخوضون نضالا ثوريا و يشكلون جزءا من الإندفاع الثوري الذى إجتاح العالم خلال الستينات و بداية السبعينات .
الثورة الثقافية هو قمة المستوى الراقي فى إلى حدّ الآن ما بلغته دكتاتورية البروليتاريا و عملية تثوير المجتمع . و لأول مرة فى تاريخ الإنسانية ، وجد العمّال و العناصر الثورية الأخرى أنفسهم مسلحين بفهم جيد لطبيعة الصراع الطبقي فى المجتمع الإشتراكي و ضرورة النهوض و الإطاحة بالمسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي و الذين يظهرون لا محالة وسط المجتمع الإشتراكي و خاصة على مستوى قيادة الحزب نفسه ، و بضرورة النضال لدفع التحولات الإشتراكية إلى الأمام أكثر و إجتثاث الظروف المادية التى تولد هذه العناصر الرأسمالية من الجذور .
و قد ساهمت الإنتصارات الكبرى التى بصمت مجرى الثورة الثقافية فى منع إرتداد تحريفي فى الصين طيلة عشر سنوات و أدت إلى تحويلات إشتراكية هامة فى ميدان التعليم و الفن و الأدب و البحث العلمي و فى العديد من الميادين الأخرى فى مستوى البنية الفوقية . و قد عمق الملايين من العمال و الثوريين الآخرين فى خضم المعارك الإيديولوجية و السياسية الضارية للثورة الثقافية وعيهم السياسي الطبقي و إستيعابهم مما جعلهم قادرين أكثر على ممارسة السلطة السياسية . و خيضت الثورة الثقافية على نحو جعل منها جزءا لا يتجزأ من نضال البروليتاريا الأممي فشكلت أرضية تثقيفية للماركسية - اللينينية و للمبادئ الأممية البروليتارية و ما يبرهن على هذا ليس الدعم المقدم للنضالات الثورية عبر جميع أنحاء العالم وحسب و لكن أيضا التضحيات التى قدمها الشعب الصيني لتوفير ذلك الدعم .
و أفرزت الثورة الثقافية قادة ثوريين مثل كيانغ تشينغ و تسينغ سوين كياو إنظموا إلى جانب الجماهير وواصلوا الدفاع عن الماركسية - اللينينية - الماوية حتى أمام الهزيمة القاسية .
قال لينين : " ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا ". لقد تدعم هذا الشرط الذى طرحه لينين أكثر على ضوء الدروس و النجاحات القيّمة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بقيادة ماو تسى تونغ .
و يمكن لنا القول الآن ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا و أيضا على الوجود الموضوعي للطبقات و التناقضات الطبقية العدائية و مواصلة صراع الطبقات فى ظل دكتاتورية البروليتاريا طوال مرحلة الإشتراكية و حتى الوصول إلى الشيوعية . و كما قال ماو فإن : " كل خلط فى هذا المجال يؤدى لا محالة إلى التحريفية " .
و قد كانت الثورة الثقافية دليلا حيا على حيوية الماركسية – اللينينية و أظهرت أن الثورة البروليتارية تتميز عن كل الثورات السابقة التى لم تكن قادرة إلا على تعويض نظام إستغلالي بآخر . ومثلت مصدر إلهام لجميع الثوريين فى كل البلدان . لهذه الأسباب ما إنفك الرجعيون و التحريفيون ينفثون سمومهم ضد الثورة الثقافية وضد ماو و لهذه الأسباب أيضا فإن الثورة الثقافية تشكل عنصرا لا يمكن الإستغناء عنه ضمن التراث الثوري للحركة الشيوعية العالمية .
لقد تمكّن التحريفيون داخل الحزب و أجهزة الدولة الصينية، بالرغم من الإنتصارات العظيمة للثورة الثقافية ، من مواصلة إحتلال مناصب هامة و تشجيع خطوط و إجراءات سياسية أضرت بالمبادرات الهشّة لأولئك الذين قاموا بمحاولات إعادة بناء حركة شيوعية عالمية حقيقية . فقد عمد التحريفيون فى الصين الذين كانوا يمسكون بجزء لا يستهان به من الديبلوماسية و العلاقات بين الحزب الشيوعي الصيني و الأحزاب الماركسية – اللينينية - الماوية الأخرى إما إلى إدارة ظهورهم للنضالات الثورية للبروليتاريا و الشعوب المضطهَدة و إما إلى توظيف هذه النضالات لمصالح الدولة الصينية . وهكذا أسندت صفة " المعادين للإمبريالية " لبعض الحكام المستبدين الرجعيين الحقيقيين ، و بتعلة النضال العالمي ضد "الهيمنة " تم إعتبار بعض القوى الإمبريالية الغربية كقوى وسطية و حتى إيجابية فى الظرف العالمي . بعدُ فى ذلك الوقت قد سارت العديد من الأحزاب الماركسية – اللينينية الموالية للصين و التى كانت تحظى بدعم التحريفيين فى الحزب الشيوعي الصيني فى ركب البرجوازية و وصل بها الأمر إلى حد الدفاع ( أو على الأقل عدم مواجهة ) التدخلات العسكرية للإمبريالية أو تحضيراتها للحرب الموجهة ضد الإتحاد السوفياتي البلد الذى وقع إعتباره أكثر فأكثر ك"عدو رئيسي" على المستوى الدولي . وقد إنتعشت تماما جميع هذه التيارات على إثر الإنقلاب الذى حصل فى الصين وما تلاه من قيام التحريفيين بصياغة " نظرية العوالم الثلاثة " و محاولتهم فرضها على الحركة الشيوعية العالمية . و كان الماركسيون –اللينينيون- الماويون على حق عندما دحضوا تشويهات التحريفيين التى كانت تدعى بأن ماو قد دافع عن " نظرية العوالم الثلاثة " . و لكن هذا غير كاف إذ يجب تعميق نقد " نظرية العوالم الثلاثة " بنقد المفاهيم التى تدعمها و بالكشف عن جذور هذه النظرية .
و تجدر الملاحظة هنا أن المغتصبين التحريفيين فى الصين كانوا مضطرّين للتنديد علنا برفاق ماوتسى تونغ فى السلاح متهمينهم بمعارضة " نظرية العوالم الثلاثة ".
إنّ التناقض بين البلدان الإشتراكية والبلدان الإمبريالية هو أحد التناقضات أو السمات الأساسية لعصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية . و على الرغم من أن هذا التناقض قد غاب اليوم مؤقتا بسبب التحولات التحريفية لمختلف البلدان الإشتراكية سابقا ، فإن هذا لا يغير فى شيئ من ضرورة تقييم التجربة التاريخية للحركة الشيوعية بصدد الكيفية التى عولج بها هذا التناقض و التى تبقى مسألة نظرية ذات أهمية : و بالفعل ستجد البروليتاريا يوما ما نفسها أمام ظروف يكون فيها بلد ( أو عدة بلدان ) إشتراكية فى مواجهة سافرة مع أعداء إمبرياليين مفترسين. لقد تمكّن المسؤولون السائرون فى الطريق الرأسمالي، سنة 1976 بعد وفاة ماو، من القيام بإنقلاب دنيئ نجحوا من خلاله فى فسخ الإستنتاجات الصحيحة للثورة الثقافية و طرد الثوريين من قيادة الحزب الشيوعي الصيني و تطبيق برنامج تحريفي فى جميع الميادين و الرضوخ للإمبريالية .
و قاوم الثوريون فى الحزب الشيوعي الصيني هذا الإنقلاب وواصلوا النضال من أجل أن تسترجع القيادة البروليتارية مقاليد السلطة فى هذا البلد . أما على المستوى الدولي فإن العديد من الشيوعيين الثوريين ، فى عدد لا يستهان به من الدول، لم ينساقوا وراء الخط التحريفي لدنغ سياو بينغ و هواو كوفينغ و قاموا بمبادرات ملموسة لتعرية و نقد المسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي فى الصين . لقد حيت هذه المقاومة ( فى الصين و كذلك على المستوى الدولي ) للإنقلاب على القيادة الصحيحة لماوتسى تونغ الذى ما إنفك يعمل بدون كلل على تسليح البروليتاريا و الماركسيين – اللينينيين - الماويين بتحليل للصراع الطبقي فى ظل دكتاتورية البروليتاريا وتمكينهم من فهم إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية . و قد أمد العمل النظري للقيادة البروليتارية بزعامة ماو تسى تونغ الماركسيين - اللينينيين - الماويين بالعناصر الضرورية لكي يتمكنوا من الفهم الصحيح لطبيعة التناقضات فى المجتمع الإشتراكي و شكّل هذا العمل إضافة هامة للماوية مكنت الحركة الماركسية - اللينينية - الماوية من التهيؤ إيديولوجيا لمواجهة الأحداث الأليمة لسنة 1976 أكثر مما كانت عليه قبل 20 سنة عند حدوث الإنقلاب التحريفي فى الإتحاد السوفياتي بالرغم من أنها تواجه هذه الحالة فى هذه المرة فى غياب دولة إشتراكية فى العالم .
غير أنه كان لزاما أن تكون لعودة الرأسمالية فى بلد يضع بين حدوده ربع سكان العالم و إستيلاء التحريفيين على حزب ماركسي – لينيني - ماوي كان سابقا فى طليعة الحركة الشيوعية العالمية ،إنعكاسات عميقة على النضال الثوري فى العالم و الحركة الماركسية - اللينينية - الماوية . هتفت العديد من الأحزاب التى تنتمى للحركة الشيوعية العالمية، طويلا للتحريفيين و تبنّت " نظريتهم حول العوالم الثلاثة " و تخلت نهائيا عن النضال الثوري . و تمكنت بذلك من زرع الإنهيار فى الوقت الذى خسرت فيه كل ثقة من قبل العناصر الثورية فعرفت هذه الأحزاب أزمة داخلية عميقة أو إنهارت تماما .
و حتى فى صفوف قوى ماركسية- لينينية- ماوية أخرى رفضت الإنسياق وراء القيادة التحريفية الصينية أدى الإنقلاب الذى حصل فى الصين إلى نوع من الإنهيار ووضعت الماركسيية - اللينينيية - الماوية موضع التساؤل من جديد و لقد تعزّز هذا التيار أكثر عندما شنّ أنور خوجة و حزب العمل الألباني حربا شعواء ضد الماوية.
و بالرغم من أنه كان من المنتظر أن تمر الحركة الشيوعية العالمية بأزمة معينة بعد الإنقلاب فى الصين، فإن عمق هذه الأزمة و الصعوبات الكبيرة الناجمة عنها تبرز بوضوح مدى عمق إنغراز أنياب التحريفية بمختلف أشكالها داخل الحركة الماركسية – اللينينية - الماوية حتى قبل سنة 1976 . لذا يجب على الماركسيين - اللينينيين - الماويين مواصلة بحثهم و دراستهم لهذه المسائل للوصول لفهم جيد لجذور التحريفية لا فحسب فى هذه الفترة و لكن أيضا فى الفترات السابقة للحركة الشيوعية العالمية . و يجب عليهم مواصلة المعركة ضد تأثير التحريفيين و فى نفس الوقت الدفاع و السير قدما على أساس المبادئ الأساسية التى أفرزتها الإنفجارات الثورية للبروليتاريا العالمية و الحركة الشوعية على مدى تاريخها . "
( إنتهى المقتطف )
( " علم الثورة البروليتاريّة العالمية : الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة " ، شادي الشماوي ؛ مكتبة الحوار المتمدّن )

حالئذ ، نلمس مدى تهافت أعداء الماويّة و تأكيدهم الزائف و المجافي للحقيقة و الذى يخلط الأوراق عمدا كتكتيك إنتهازي معروف ، معوّلين على الجهل و باثّين سمومهم التحريفيّة و الدغمائيّة المعادية لعلم الشيوعية ، أنّه لا فرق بين الخطّ الماوي الثوريّ و الخطوط التي قاتلها قتالا مريرا و قاسيا لا هوادة فيه لعشرات السنين و من وجهة نظر الثورة البروليتارية العالمية و مزيد التقدّم صوب الشيوعيّة . و من المؤسف بل و المحزن حقّا أنّ أناسا شرفاء كُثر ما إنفكّوا يردّدون كالببّغاء هذه الإفتراءات بدلا من إعمال الفكر و البحث عن الحقيقة و التثبّت من الوقائع و من مضامين الوثائق التاريخيّة و النصوص الماويّة التاريخيّة منها و الراهنة و قد صارت متاحة أكثر من أيّ زمن مضى لا سيما بفضل الأنترنت .
و من كتابنا هذا نرمى إلى بلوغ أهداف ثلاثة أوّلها المزيد من إجلاء حقيقة ما حصل من إنقلاب تحريفي في صين ما بعد ماو تسى تونغ ؛ و ثانيها المزيد من رفع الغشاوة التحريفيّة و الدغمائيّة عن عيون الباحثين حقّا عن الحقيقة التي هي وحدها الثوريّة و المزيد من دحض خزعبلات أعداء الماويّة ، أعداء الماركسية - اللينينيّة - الماويّة ، أعداء الشيوعيّة الثوريّة ؛ و ثالثها تسليح الرفاق و الرفيقات بفهم أرقى و أعمق للصراع الطبقي في ظلّ الإشتراكية و بمساهمة من أهمّ مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة .
و بطبيعة الحال ، ليس هذا الكتاب الجديد منعزلا عن أعمالنا السابقة الأخرى بصدد الصين الإشتراكيّة الماويّة و إنّما هو لبنة أخرى مكمّلة و متمّمة لها . إنّه متمّم لكتابنا الأوّل بهذا المضمار
- " الصين الماويّة : حقائق و مكاسب و دروس " ،
و ما تلاه من كتب في الغرض عينه :
- " نضال الحزب الشيوعيّ الصينيّ ضد التحريفيّة السوفياتية 1956 - 1963 : تحليل و وثائق تاريخية "،
- " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو " ،
- " الماويّة تدحض الخوجيّة ، و منذ 1979 " ،
- المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعيّ الصينيّ ( الماويّ – 1974 )،
- " ماو تسى تونغ و بناء الإشتراكية ( نقد لكتاب ستالين " القضايا الإقتصادية للإشتراكية في الإتحاد السوفياتي " و لكتاب" الاقتصاد السياسي ، السوفياتي ")،
و الكتاب الذى ألّفناه بمناسبة الذكرى الخمسين للثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و إخترنا له من العناوين
- " الصراع الطبقيّ و مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا : الثورة الثقافيّة البرولتاريّة الكبرى قمّة ما بلغته الإنسانيّة فى تقّدّمها صوب الشيوعيّة ".
و من يتطلّع إلى المزيد بشأن موضوع الحال ، الإنقلاب التحريفي في الصين فنحيله أوّلا و قبل كلّ شيء ، على كتابنا الأوّل أو العدد الأوّل من" الماويّة : نظريّة و ممارسة ": " علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسيّة -اللينينيّة - الماويّة "؛ و ثانيا ، على كتيّب باللغة الأنجليزيّة لبوب أفاكيان هو في الأصل نصّ لخطاب إعلان الموقف الرسميّ للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة عنوانه " خسارة الصين و الإرث الثوريّ لماو تسى تونغ " ( منشورات الحزب الشيوعي الثوري ، 1978 ) و رابطه على الأنترنت هو
http://bannedthought.net/USA/RCP/Avakian/Avakian-LossInChina.pdf
و هذا لا يعنى أنّنا أهملنا التناول التقييمي العلمي و النقدي للتجربة الإشتراكية في الصين الماويّة ، بالعكس أولينا الموضوع ما يستحقّ من عناية و الكتب التالية التي نشرنا تندرج فى هذا الإطار :
- " المساهمات الخالد لماو تسى تونغ " لبوب أفاكيان ،
- " ماتت الشيوعية الزائفة ... عاشت الشيوعية الحقيقية ! " لبوب أفاكيان،
-" تقييم علمي نقدي للتجربتين الإشتراكيّتين السوفياتيّة والصينيّة : كسب العالم؟ واجب البروليتاريا العالمية ورغبتها " لبوب أفاكيان و
- " لا تعرفون ما تعتقدون أنّكم " تعرفون " ... الثورة الشيوعيّة و الطريق الحقيقيّ للتحرير : تاريخها و مستقبلنا " لريموند لوتا .
كما أنّ هذا لا يعنى أنّنا أهملنا بأيّ شكل من الأشكال الصراعات صلب الحركة الماويّة العالميّة ذلك أنّ عدد الكتب المخصّصة للغرض ( الصراعات حول خيانة حرب الشعب في النيبال و إنقسام الماويّة إلى إثنين و الجدالات حول الخلاصة الجديدة للشيوعية – الشيوعية الجديدة و تطوير الماويّة ...) يشهد على عكس ذلك أي على إيلائنا المسألة الأهمّية اللازمة . و الكتب العديدة التي تجدون عناوينها و محتوياتها في الملحق الثاني لهذا الكتاب و هي متوفّرة بمكتبة الحوار المتمدّن خير دليل على ذلك.
و يقوم كتابنا الجديد هذا على فصل أفردناه لمقدّمات نظريّة صاغها ماويون صينيّون أساسا في سبعينات القرن العشرين بشأن الصراع الطبقي في ظلّ الإشتراكية يليه فصل خصّصناه لخلفيّة تاريخيّة لفهم خطّ المؤتمرين الماويّين الأخيرين للحزب الشيوعي الصينيّ و لنموذج من وثائق عديدة لصراع الماويّين صلب ذلك الحزب ضد الإنحراف اليميني لدنك سياوبينغ و أتباعه و أشباهه . و لتكوين فكرة شاملة عن هذه المعركة ، إنتقينا للفصل الثالث قراءة قيّمة للمعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ صاغها ريموند لوتا كمقدّمة لكتابه " و خاسهم ماو " المذكور أعلاه . و قصد تقديم نماذج لا غير من – و ليس جميع - المواقف الماويّة المناهضة للتحريفيّة و الإنقلاب المعيد لتركيز الرأسماليّة في الصين ، إصطفينا للفصلين الرابع و الخامس رسالة مفتوحة بعث بها الحزب الشيوعي الثوري الشيلي و مقالا للحزب الشيوعي الثوري الأمريكي يُعنى بدحض " نظريّة العوالم الثلاثة " التي كانت تمثّل الخطّ العالمي للتحريفيّين الصينيّين . و خيارنا لهذهين النموذجين يُعزى إلى كون هذين الحزبين كانا مبادرين في تجميع الماويّين أحزابا و منظّمات عبر العالم لفضح التحريفيّين الصينيّين و صياغة وثائق و تشكيل منظّمة عالميّة للماويّين الحقيقيّين رأت النور فعلا سنة 1984 ( الحركة الأمميّة الثوريّة التي نشطت موحّدة مذّاك إلى سنة 2006 و التي مرّ بنا ذكر بيانها لسنة 1984 ) .
و إلى ما تقدّم ، أضفنا فصلا من تأليفنا أنف نشره ضمن كتاب من وضعنا ، " الصراع الطبقيّ و مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا : الثورة الثقافيّة البرولتاريّة الكبرى قمّة ما بلغته الإنسانيّة فى تقّدّمها صوب الشيوعيّة " ، فيه لخّصنا أهمّ نقاط التمايز بين الماويّة الثوريّة و التحريفيّة الصينيّة الرجعيّة كما بيّنت ممارسة الصراع الطبقي و الأحداث و الوثائق ، قبل الإنقلاب و بعده . و إعتبارا لأنّ الخوجيّين يزعمون معارضتهم للتحريفيّة الصينيّة من موقع ماركسي- لينينيّ ( رغم عدم تفريقهم بين الماويّة و التحريفيّة الصينيّة لدنك سياو بينغ و شنّهم هجوما لامبدئيّا دغمائيّا تحريفيّا مسعورا على ماو تسى تونغ تمّ الردّ عليه في كتابنا " الماوية تدحض الخوجيّة ، و منذ 1979 " ) ، رأينا من المفيد للقرّاء باللغة العربيّة أن يطالعوا أوّلا ملحقا هاما للغاية هو " ماو تسى تونغ : خطاب أمام البعثة العسكريّة الألبانيّة " و ثانيا ، مقال ينقد كتاب أنور خوجا ، " الإمبرياليّة و الثورة " و يعرّى أخطاءه من بدايته على نهايته ؛ و ثالثا ، ملحقا في منتهى الأهمّية هو مقال يُعنى بتوضيح تحريفيّة شخصيّة هامة في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني ظلّ يحفّ بها الكثير من الغموض لوقت طويل حتّى لدى الكثير من الماويّين و نقصد شو آن لاي .
و من يتطلّع إلى دراسة تحوّل الصين إلى دولة رأسماليّة – إمبرياليّة ، فعليه/ عليها بكتاب من إنتاجات الماويّين في الهند عنوانه " الصين – قوّة إمبرياليّة – إشتراكيّة جديدة ! جزء لا يتجزأ من النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي " وهو متوفّر باللغة الأنجليزية و باللغة الفرنسية و الرابطان تباعا هما :
- https://www.bannedthought.net/India/CPI-Maoist-Docs/Books/China-Social-Imperialism-CPI-Maoist-2021-Eng-view.pdf
- https://www.bannedthought.net/India/CPI-Maoist-Docs/Books/China-Social-Imperialism-CPI-Maoist-2021-French-20211001.pdf
و المحتويات التفصيليّة لهذا الكتاب 48 ، فضلا عن هذه المقدّمة ، هي :
الفصل الأوّل : مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة
( 1 ) قوانين الصراع الطبقي في المرحلة الإشتراكيّة
- لا يمكن تجنّب الصراع الطبقي
- الخلفيّة العالميّة
- صراع كبير كلّ بضعة سنوات
- ليس بوسع الإضطراب إلاّ أن يتحوّل إلى النظام
(2) أتباع الطريق الرأسمالي هم ممثّلو علاقات الإنتاج الرأسماليّة
( 3 ) بصدد الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية
الفصل الثاني : المؤتمران الماويّان للحزب الشيوعي الصيني و تحريفية دنك سياو بينغ و أمثاله و أتباعه
( 1 ) تقرير المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني
- خطّ المؤتمر التاسع
- إنتصار سحق طغمة لين بياو المعادية للحزب
- الوضع الراهن و مهامنا
( 2 ) خطّ عام لإعادة تركيز الرأسماليّة – تحليل ل " حول البرنامج العام لكلّ عمل كامل الحزب و كامل الأمّة "
الفصل الثالث : المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ
مدخل الكتاب
فهرس كتاب " و خامسهم ماو "

المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ ( 1973 - 1976)
مقدّمة :
- مسألة لين بياو
- المؤتمر العاشر
- حملة " نقد لين بياو و كنفيشيوس "
- المجلس الوطني الشعبي
- " الأعشاب السامّة الثلاثة "
- نقد "على ضفاف الماء "
- مزيدا من " ريح الإنحراف اليميني "
- نقد دنك سياو بينغ
- الإنقلاب
الفصل الرابع : رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوعي الصيني
الفصل الخامس : إستراتيجيا " العوالم الثلاثة " : إعتذار للإستسلام
- إستبعاد التحليل الطبقي
- الدفاع عن الإستعمار الجديد
- نظريّة قوى الإنتاج
- الدفاع عن الوطن ، أسلوب " العوالم الثلاثة "
- الخطر الأساسي السوفياتي
- جبهة متّحدة من أجل ماذا ؟
- تاريخ " العوالم الثلاثة "
- الصراع حول الخطّ الأمميّ
- الحزب الشيوعي الثوري و نظريّة العوالم الثلاثة
- نظريّة العوالم الثلاثة و الصراع صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة
- تحليل أعمق
- الدفاع عن ماو تسى تونغ
- خاتمة
الفصل السادس : من صين ماو الإشتراكية إلى صين دنك الرأسمالية : برنامج دنك الذى طبّق فى الصين بعد إنقلاب 1976 يميط اللثام حتّى أكثر عن الخطّ التحريفي الذى ناضل ضدّه الشيوعيّون الماويّون
1- أهم محطّات التخلّى عن الماويّة
2- خط التعصيرات الأربعة التحريفي يتناقض مع الخط الشيوعيّ الماويّ " القيام بالثورة مع دفع الإنتاج " أو خطّ المؤتمر الحادي عشر يتناقض مع خطّ المؤتمرين التاسع و العاشر
3- خطّان فى فهم السياسة التعليميّة
4- من أدب فى خدمة الشعب و الثورة إلى أدب فى خدمة التحريفيّة و بالتالي البرجوازية
5- من السعي إلى معالجة التناقض بين الرّيف و المدينة إلى تعميق هذا التناقض
6- من صناعة من أجل العمّال إلى عمّال من أجل صناعة ما عادوا يملكونها
7- التنكّر للمفاهيم الماويّة لمواصلة الصراع الطبقيّ فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا
8- نقاط إضافيّة يتناقض فيها خطّ دنك التحريفيّ البرجوازيّ مع الخطّ الماويّ الثوريّ البروليتاريّ
ملاحق الكتاب (4)
(1) ماو تسى تونغ : خطاب أمام البعثة العسكريّة الألبانيّة
(2) كتاب أنور خوجا " الإمبريالية و الثورة " على خطإ من بدايته إلى نهايته
-1- العالم حسب خوجا
-2- أطروحة خوجا حول " العالمين "
-3- خوجا و التحرّر الوطنيّ
- 4 - البلدان الرأسماليّة المتقدّمة و الحرب العالميّة
- 5 - حرب عالميّة – " سياسة " الصين
- 6 - الدفاع عن الوطن على طريقة خوجا
-7- خوجا و الإتّحاد السوفياتي
المراجع :
( 3 ) إعتاد على مهاجمة خطّ ماو – الدور الرجعيّ الخفيّ لشو آن لاي
( 4 ) فهارس كتب شادي الشماوي
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الفصل الثاني :
المؤتمران الماويّان للحزب الشيوعي الصيني و تحريفية دنك سياو بينغ و أمثاله و أتباعه

( 1 )
تقرير المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني
قدّمه شو آن لاي في 24 أوت 1973 و صادق عليه المؤتمر في 28 أوت 1973

( ورد هذا التقرير كثالث نصّ من النصوص الواردة في كتاب ريموند لوتا ، " و خامسهم ماو " ، بانر براس 1978 ، شيكاغو ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، و بالرغم من أنّ هذا التقرير قدّمه شو آن لاي ، فإنّه كان في الأساس يمثّل الخطّ الذى كان اليسار داخل الحزب يقاتل من أجله و الخطّ الذى كان شو آن لاي في الواقع يعارضه . و ننصح القرّاء بالعودة إلى مقال لوتا " المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ " من أجل شرح لذلك ).
https://www.bannedthought.net/China/MaoEra/GPCR/Mao5/AndMaoMakes5-Lotta-1978-All.pdf
https://www.bannedthought.net/China/MaoEra/GPCR/Mao5/AndMaoMakes5-Lotta-1978-Text03.pdf
-----------------------
أيّها الرفاق ، أيتها الرفيقات ،
ينعقد المؤتمر العاشر في وقت وقع فيه سحق طغمة لين بياو و تكلّل فيه خطّ المؤتمر التاسع بإنتصارات كبرى و في وضع ممتاز داخل البلاد و خارجها أيضا .
بإسم اللجنة المركزيّة ، سأقدّم هذا التقرير للمؤتمر العاشر و نقاطه الرئيسيّة هي التالية : خطّ المؤتمر التاسع ؛ وانتصار سحق طغمة لين بياو المعادية للحزب ؛ و الوضع الراهن و مهامنا .

خطّ المؤتمر التاسع

إنعقد المؤتمر التاسع بينما كانت الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى التي أطلقها و قادها الرئس ماو بنفسه قد حقّقت إنتصارا عظيما .
معتمدا على النظريّة الماركسيّة – اللينينيّة – فكر ماو تسى تونغ حول مواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا ، اجرى المؤتمر التاسع تقييما للتجارب التاريخيّة و كذلك للتجارب الجديدة المراكمة بفضل الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و نقد الخطّ التحريفي لليو تشاوتشى و أعاد تأكيد الخطّ و المبادئ السياسيّة الأساسيّة التي حدّدها الحزب لكامل المرحلة التاريخيّة للإشتراكية . و مثلما قد يتذكّر الرفاق و الرفيقات ، في غرّة أفريل 1969 ، في الجلسة الإفتتاحيّة للمؤتمر التاسع، أطلق الرئيس ماو هذا النداء العظيم : " لنتّحد لتحقيق إنتصارات أعظم حتّى " .و في 28 أفريل من السنة عينها ، في الجلسة العامة الأولى للجنة المركزيّة المنبثقة عن المؤتمر التاسع ، رفع الرئيس مرّة أخرى هذه الكلمات : " لنتّحد من أجل هدف واحد هو تعزيز دكتاتوريّة البروليتاريا " ؛ " ... لتحقيق الإنتصارات ، يجب أن نضمن وحدة الجماهير الشعبيّة العريضة بالبلاد ، في ظلّ قيادة البروليتاريا ". و فضلا عن ذلك ، تقدّم الرئيس ماو بهذا التنبّئ : " بعد عدّ سنوات ، ربّما سيكون علينا خوض ثورة أخرى ".
و كلمات الرئيس ماو هذه و التقرير السياسي للجنة المركزيّة الذى صادق عليه المؤتمر التاسع أرسيا خطّا ماركسيّا- لينينيّا لحزبنا .
جميعنا يعلم أنّ التقرير السياسي المقدّم إلى المؤتمر التاسع قد تمّت صياغته تحت الإشراف الشخصيّ للرئيس ماو . فقبل المؤتمر التاسع ، وضع لين بياو بالتعاون مع تشان بو توتا تقريرا سياسيّا . معارضين مواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا ، كانا يعتبران أنّ المهمّة الرئيسيّة ستكون ، عقب المؤتمر ، مهمّة تطوير الإنتاج . و من هنا يتعلّق الأمر بنسخة جديدة في ظرف جديد للأطروحة العبثيّة التحريفيّة التي سرّبها ليو تشاوتشى و تشان بوتا إلى قرارات المؤتمر الثامن و التي وفقعا التناقض الرئيسي داخل البلاد ليس التناقض بين البروليتاريا و البرجوازيّة و إنّما هو التناقض بين النظام الإشتراكي المتقدّم و قوى الإنتاج الإجتماعيّة المتخلّفة . و بطبيعة الحال ، رفضت اللجنة المركزيّة هذا التقرير الذى أعدّه لين بياو و تشان بوتا . و كان لين بياو يساند سرّا تشان بوتا الذى كان يعارض بصفة سافرة التقرير السياسي الذى صيغ تحت إشراف الرئيس ماو ؛ و لم يقبل عن مضض الخطّ السياسي للجنة المركزيّة و يقدّم أمام المؤتمر التاسع التقرير السياسي للجنة المركزيّة إلاّ بعد فل تلك المحاولة . لكن أثناء المؤتمر التاسع و بعده ، متجاهلا الجهود التي بذلها الرئيس ماو و بذلتها اللجنة المركزيّة للحزب لتربيته و تأطيره و إعادة إستقطابه ، تمادى لين بياو في حبك الدسائس و تنظيم نشاطات تخريبيّة و مضى إلى حدّ محاولته في أوت 1970 ، إبّان الاجتماع العام الثاني للجنة المركزيّة المنبثقة عن المؤتمر التاسع ، القيام بإنقلاب معادى للثورة فشل ، و في مارس 1971 صاغ مخطّطا لإنقلاب مسلّح معادى للثورة : " مشروع " أشغال 571 " " و قرّر تنفيذه في 8 سبتمبر بهدف مشؤوم هو النيل من حياة الرئيس ماو ، قائدنا العظيم و تشكيل لجنة مركزيّة جديدة . و لمّا مُنيت المؤامرة بالفشل ، إستقلّ لين بياو على جناح السعة طائرة في 13 سبتمبر 1971 قصد الإلتحاق بالتحريفيين السوفيات خائنا هكذا الحزب و الوطن بيد أنّ طائرته تحطّمت بأندور هان ، بجمهوريّة منغوليا الشعبيّة .
و يمثّل سحق طغمة لين بياو المعادية للحزب أعظم إنتصار حقّقه حزبنا منذ المؤتمر التاسع و صفعة موجعة للأعداء في الداخل و الخارج . و عقب حادث 13 سبتمبر ، نظّم الحزب كلّه و الجيش كلّه و كذلك مئات الملايين من مختلف القوميّات بالبلاد نقاشات جدّية و عبّروا عن غضب بروليتاري عارم تجاه لين بياو ، هذا الوصوليّ البرجوازي ، المتآمر ، هذا الشخص ذو الوجهين ، هذا المرتدّ و الخائن و كذلك تجاه أنصاره المتعصّبين . و أعربوا عن مساندة صارمة للرئيس ماو قائدنا العظيم و أيضا للجنة المركزيّة للحزب و على رأسها الرئيس ماو . و جرى تطوير حركة نقد للين بياو و إصلاح لأسلوب العمل على النطاق الوطني . و قد تمّت بهمّة و نشاط دراسة الماركسيّة – اللينينيّة – فكر ماو تسى تونغ و أنجزوا نقدا ثوريّا واسع النطاق للين بياو و المخادعين أمثاله و ندّدوا بعمق ، على المستويات الإيديولوجيّة والسياسيّة و التنظيميّة ، بجرائمهم المعادية للثرة و كسبوا هكذا قدرة افضلا على التمييز بين الماركسيّة الحقيقيّة و الماركسيّة المزيّفة . و تؤكّد الأحداث أنّ طغمة لين بياو المعادية للثورة لم تكن متكوّنة إلاّ من حفنة من الأشخاص عُزلت إلى أقصى في صفوف الحزب، و في صفوف الجيش و كذلك في صفوف الشعب و أضحت لا تملك قوّة التأثير في الوضع في مجمله . لم تُفلح طغمة لين بياو المعادية للحزب و ما كانت لتفلح في كبح المدّ الثوريّ الهادر للشعب الصيني ولم تفعل سوى سوى مزيد دفع الحزب كلّه و الشعب كلّه إلى " لنتّحد لتحقيق إنتصارات أعظم حتّى " .
و بفضل حركة نقد لين بياو و إصلاح أسلوب عمل الحزب ، تعمّق خطّ المؤتمر التاسع أكثر في القلوب . و تجسّد هذا الخطّ وتجسّدت الإجراءات السياسيّة البروليتارية المتنوّعة للحزب بشكل أفضل . و أفرز الصراع – النقد - الإصلاح في شتّى مجالات البنية الفوقيّة نتائجا طيّبة . و قد طوّرنا أسلوب العمل المتمثّل في البحث عن الحقيقة إنطلاقا من الوقائع و تطبيق الخطّ الجماهيري و كذلك التقاليد العظيمة للتواضع و الحذر و الحياة البسيطة و النضال الشاق ، أسلوب عمل و تقاليد قد أفسدها لين بياو . و قدّم جيش التحرير الشعبي الذى حقّق المزيد من الفضائل أثناء الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى مساهمات جديدة في تعزيز الإعدادات فمكانيّة حرب و في المشاركة في الثورة و البناء الذين ينكبّ على إنجازهما الشعب . و قد تعزّزت أكثر الوحدة الثوريّة الكبرى للشعب من مختلف القوميّات ، في ظلّ قيادة البروليتاريا ، وهي تستند إلى تحالف العمّال و الفلاّحين . و صار حزبنا الذى طهّر نفسه من الفاسد و ضخّ في عروقه دما جديدا ، صار الآن طليعة بروليتاريّة أكثر حيويّة حتّى وهو متكوّن من 28 مليون عضو .
و مندفعا بحركة نقد لين بياو و إصلاح أسلوب العمل ، وضع شعبنا حدّا للنشاطات التخريبيّة لطغمة لين بياو المعادية للحزب كما تخطّى الكوارث الطبيعيّة الخطيرة و إقتلع إنتصارات جديدة في بناء الإشتراكيّة . الوضع جيّد في مجالات الصناعة و الفلاحة و النقل و الإتّصالات و الماليّة و التجارة . و ليست لدينا لا ديون خارجيّة و لا ديون داخليّة ؛ و الأسعار مستقرّة و السوق مزدهرة . و قد سجّلنا عديد النجاحات الجديدة كذلك في حقول الثقافة و التعليم و الصحّة العموميّة والعلم و التكنولوجيا.
و على الصعيد العالمي ، طبّق حزبنا و طبّقت حكومتنا تطبيقا صارما السياسة الخارجيّة التي حدّدها المؤتمر التاسع . و قد توطّدت أكثر الصداقة الثوريّة التي ترطنا بالبلدان الإشتراكيّة الشقيقة و الأحزاب و المنظّمات الماركسيّة – اللينينيّة الحقيقيّة لمختلف البلدان و كذلك علاقات التعاون مع البلدان الشقيقة . و أقامت بلادنا علاقات دبلوماسيّة مع عدد متنامى من البلدان على أساس مبادئ التعايش السلميّ الخمسة . و قد أعيد لبلادنا موقعها الشرعيّ في الأمم المتّحدة . و مُنيت السياسة الرامية إلى عزل الصين بالإفلاس ؛ و شهدت العلاقات الصينيّة – الأمريكيّة تحسّنا بدرجة معيّنة . و طبّعت الصين و اليابان العلاقات بينهما . و ربط شعبنا أواصر صداقة حتّى أوسع مع شعوب العالم الأخرى ، و هم يتعاونون و يساندون بعضهم البعض . و يدفع هذا الوضع العالمي إلى التطوّر بإستمرار في مصلحة شعوب العالم .
و تبيّن الممارسة الثوريّة منذ المؤتمر التاسع و خاصة ممارسة النضال المخاض ضد طغمة لين بياو المعادية للحزب أنّ الخطّ السياسي و الخطّ التنظيمي للمؤتمر التاسع صحيحان و أنّ قيادة اللجنة المركزيّة للحزب و على رأسها الرئيس ماو صحيحة .
إنتصار سحق طغمة لين بياو المعادية للحزب

و في ما يتّصل بسيرورة النضال الذى سحق طغمة لين بياو المعادية للحزب و جرائم هذه الطغمة كلّ الحزب و كلّ الجيش و كلّ الشعب على علم بذلك . لذلك لا حاجة هنا إلى معالجة ذلك معالجة تفصيليّة .
تعلّمنا الماركسيّة – اللينينيّة أنّ الصراع صلب الحزب إنعكاس داخله للصراع الطبقيّ في المجتمع . و بعد إنهيار طغمة المرتدّ ليو تشاو تشى ، تقدّمت طغمة لين بياو المعادية للحزب إلى المسرح بهدف مواصلة إمتحان القوّة مع البروليتاريا ؛ وهي تحديدا تمظهر حاد للصراع الطبقي المحتدم داخل البلاد و خارجها .
و منذ 13 جانفي 1967 ، بينما كانت الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في أوجها ، شنّ قائد طغمة المرتدّين السوفيات ، بريجناف ، أثناء اجتماع عُقد في منطقة غوركى ، هجمات هستيريّة ضد هذه الثورة و صرّح على الملأ بوقوفه إلى جانب طغمة المرتدّ ليو تشاوتشى ، قائلا عن إنهيار هذه الطغمة : " إنّها لتراجيديا كبرى بالنسبة للشيوعيّين الحقيقيّين في الصين و نحن نعلن لهم عن تعاطفنا العميق ". و زيادة على ذلك ، أعرب بريجناف على الملأ أنّ المبدأ السياسي للإطاحة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني عبر الإنقلاب سيتواصل تطبيقه و كان يؤكّد أنّه يجب بذل الجهود من أجل " إعادتها إلى طريق الأمميّة " ( جريدة " البرافدا " ، 14 جانفى 1967 ). و في مارس 1967 ، بخبث أكبر حتّى ، صرّح قائد آخر للمجموعة التحريفيّة السوفياتيّة أثناء الإجتماعات التي عقدت في موسكو بأنّ " القوى السليمة التي تمثّل المصالح الحقيقيّة للصين ستكون لها الكلمة الفصل عاجلا أم آجلا " و " ستجعل الأفكار الماركسيّة – اللينينيّة تنتصر في بلدها الكبير " . و ما يقصده التحريفيّون السوفيات ب " القوى السليمة " هي القوى الفاسدة التي تمثّل مصالح الإمبرياليّة – الإشتراكية و كافة الطبقات الإستغلاليّة ؛ و ما يعدّونه ط الكلمة الفصل " هو الإستيلاء على السلطة العليا في الحزب و الدولة ؛ و " إنتصار الأفكار " الذى يتحدّثون عنه يعنى إفتكاك السلطة في الصين من قبل الماركسيّين – اللينينيّين الزائفين ، التحريفيّين الحقيقيّين ؛ و" طريق الأمميّة " من فمهم هو طريق جعل الصين دولة مستعمَرة من طرف الإمبرياليّة - الإشتراكيّة التحريفيّة السوفياتيّة. لقد أسرعت طغمة المرتدّ بريجناف إلى التعبير عن الإرادة المشتركة للرجعيّين كاشفة بذلك الطبيعة اليمينيّة المتطرّفة لطغمة لين بياو المعادية للحزب .
كان لين بياو و حفنة أنصاره المتعصّبين يشكّل طغمة متآمرين معادين للثورة " كانوا طوال الوقت يحملون كتاب مقتطفات أقوال بأيديهم و يطلقون من أفواههم " عاش ..." و في حضورك ينطقون بكلمات مديح كي يوجّهون لك طعنة في الظهر ". و يتلخّص جوهر خطّهم التحريفي المعادي للثورة وهدفهم الإجرامي في تنفيذ إنقلاب مسلّح معادى للثورة في التالى ذكره : سرقة السلطة العليا للحزب و الدولة و خيانة تامة لخطّ المؤتمر التاسع و إدخال تغيير راديكالي للخطّ و المبادئ السياسيّة الأساسيّة التي حدّدها الحزب لكامل المرحلة التاريخيّة للإشتراكيّة و تحويل الحزب الشيوعي الصيني الماركسي-اللينيني إلى حزب تحريفي فاشيّ و الإنقلاب على دكتاتوريّة البروليتاريا و إعادة تركيز الرأسماليّة . داخل البلاد ، كانوا يتطلّعون إلى إعادة إحياء طبقة الملاّكين العقّاريّين و البرجوازية الذين أطاح بهما حزبنا و جيشنا و شعبنا بقيادة الرئيس ماو و إلى إرساء دكتاتوريّة فاشيّة إقطاعيّة و كمبرادوريّة . و على الصعيد العالميّ ، كانوا يريدون الإستسلام أمام الإمبريالية - الإشتراكيّة التحريفيّة السوفياتيّة و إتّحدوا مع الإمبرياليّة و مع التحريفيّة و الرجعيّة ليعارضوا الصين و الشيوعيّة والثورة .
و لم يسع لين بياو ، الوصولي البرجوازي و المتآمر ذو الوجهين ، إلى تحقيق مأربه صلب حزبنا طوال عشرة سنوات و أكثر بل طوال عدّة عقود ؛ و قد إتّبع سيرورة خلالها تحرّك و كشف نفسه . و كذلك كان علينا أن نمرّ بسيرورة لمعرفته. لقد قال ماركس و إنجلز في " بيان الحزب الشيوعي " : [ المترجم : ماركس و إنجلز ، الصفحة 61 من " مختارات في أربعة أجزاء " ، الجزء الأوّل ، دار التقدّم ، موسكو ) .
" كانت الحركات إلى يومنا هذا كلّها حركات قامت بها أقلّيات أو جرت في مصلحة الأقلّيات . أمّا حركة البروليتاريا فهي حركة قائمة بذاتها للأكثريّة الساحقة في سبيل مصلحة الأكثريّة الساحقة " و قد جعل الرئيس ماو تسى تونغ من " العمل من أجل مصالح الغالبيّة الساحقة من سكّان الصين و العالم " شرط من الشروط الرئيسيّة التي وضعها الرئيس ماو لمواصلى القضيّة الثوريّة للبروليتاريا ، و علاوة على ذلك هذا الشرط منصوص عليه في القانون الأساسي لحزبنا . بناء حزب في مصلحة الغالبيّة الساحقة أم في مصلحة الأقلّية ؟ هذا خطّ التمايز بين حزب بروليتاري و حزب برجوازي ، وهو حجر الزاوية الذى يمكّن من التمييز بين الشيوعيّين الحقيقيّين و الشيوعيّين الزائفين . و قد إلتحق لين بياو بالحزب الشيوعي في المراحل الأولى من ثورة الديمقراطية الجديدة في الصين . و بعدُ في تلك الفترة ، إستسلم إلى اليأس و فقد الثقة في مستقل الثورة الصينيّة. و بُعيد ندوة كوتين ، بعث إليه الرئيس ماو برسالة طويلة " ربّ شرارة أشعلت سهلا كاملا " لتربيته بجدّ و صبر . و تؤكّد الوقائع أنّ لين بياو لم يُغيّر أبدا نظرته المثاليّة إلى العالم ، نظرته البرجوازيّة . و في المنعرجات الحيويّة للثورة ، إقترف على الدوام خطأ الإنحراف اليميني و على الدوام إستخدم سياسة الوجهين ليخدع بالمظاهر الخدّاعة الحزب و الشعب . و مع ذلك ، مع التطوّر المستمرّ للثورة الصينيّة و بالأخصّ عندما كانت تتطوّر بفعل طبيعتها إلى ثورة إشتراكيّة و كانت تتعمّق تدريجيّا بهدف الإطاحة النهائيّة بالبرجوازية و جميع الطبقات المستغِلّة الأخرى و إحلال دكتاتوريّة البروليتاريا محلّ دكتاتوريّة البرجوازيّة و ضمان نتصار الإشتراكية على الرأسماليّة ، مندفعا بطموحه إلى أبعد فأبعد كلّما كان يرتفع في المرتبة ، كان لين بياو يسيء تقدير قوّته الخاصّة فيما يستهين بقدرات الشعب ؛ و عندئذ لم يعد يستطيع أن يتخفّى و بالضرورة تقدّم إلى المسرح ليخوض معركة مع البروليتاريا . و ملبّيا حاجيات الأعداء الطبقيّين في الداخل والخارج و إنسجاما مع التوجّه التحريفي السوفياتي ، حاول بوقاحة " أن يقول كلمته الفصل " فكشفه ذلك تمام الكشف و إنتهى به إلى إفلاسه الكلّي .
و قد قال إنجلز بهذا الصدد : [ المترجم : الصفحة 421 من " مراسلات ماركس و إنجلز " ، دار دمشق للطباعة و النشر ، سلسلة " مصادر الإشتراكية العلميّة " 1981 ]
" إنّ تطوّر البروليتاريا يجرى في كلّ مكان في ملء الصراعات الباطنة ... و حين يكون المرء ، مثل ماركس و مثلى ، قد قاتل طوال حياته ضد الإشتراكيّين المدّعين بصورة أقسى من نضاله ضد أيّ إنسان آخر ( ذلك أنّنا إعتبرنا البورجوازيّة من حيث هي طبقة فحسب و لم نتورّط قط على وجه التقريب في نزاعات مع برجوازيّية فرادى ) ، فإنّه لا يمكن أن يأسى كثيرا لإندلاع الصراع الحتميّ " . ( رسالة فريديريك إنجلز إلى أ. بابل ، 28 أكتوبر 1882 )
أيّها الرفاق ، أيتها الرفيقات !
في غضون نصف قرن ، عرف حزبنا عشرة صراعات هامة بين الخطّين . و إنهيار طغمة لين بياو المعادية للحزب لا تعنى نهاية صراع الخطّين صلب الحزب . يعلم جميع أعدائنا في الداخل و في الخارج أنّ الحصون المنيعة تؤخذ من الداخل بسهولة أكبر . و أن يسعى المسؤولون المتسلّلون إلى صفوف الحزب و أتباع الطريق الرأسمالي إلى الإطاحة بدكتاتوريّة البروليتاريا عبر الإنقلاب أمر أنجع بالنسبة لهم من أن يدخل الملاّكون العقّاريّون و الرأسماليّون أنفسهم المسرح ؛ و يصحّ هذا حتّى أكثر عندما تكون سمع هؤلاء ألخيرين في المجتمع سيّئة جدّا ، و حتّى في المستقبل ، عندما تكون الطبقات قد إضمحلّت ، سيظلّ هناك تناقض بين البنية الفوقيّة و البنية التحتيّة الإقتصاديّة و تناقض بين علاقات الإنتاج و قوى الإنتاج. و كإنعكاس لهذه التناقضات ، ستظلّ هناك صراعات بين الخطّين : بين ما هو متقدّم و ما هو متأخّر ، بين ما هو صحيح و ما هو خاطئ . و إلى ذلك ، يستغرق المجتمع الإشتراكي مرحلة تاريخيّة مديدة و طوال هذه المرحلة ، يتواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقيّ و كذلك الصراع بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسماليّ و خطر إعادة تركيز الرأسماليّة و تهديد الإنقلاب من الداخل و عدوان إمبريالي و إمبريالي – إشتراكي من الخارج . و كإنعكاس لهذه التناقضات ، سيستمرّ صراع الخطّين صلب الحزب لفترة طويلة ،و سيستمرّ كذلك و لعشرة و عشرين و ثلاثين مرّة ، و سيظهر أمثال لين بياو و أشخاص من مثل وانغ مينغ و ليوتشاوتشى و بنغ تانغ هواي و كاو كانغ ؛ هذا شيء لا يرتهن بإرادة الإنسان . و بالتالى ، على جميع الرفاق في الحزب أن يكونوا على أتمّ الإستعداد على الصعيد الفكريّ إلى الصراع المديد القادم ، ليكونوا قاديرن مهما كانت المساحيق التي يستخدمها العدوّ الطبقي ، على الخوض الجيّد لهذا الصراع بإتّباع قوانينه الخاصة و توجيهه نحو إنتصار البروليتاريا .
و قد علّمنا الرئيس ماو :
" صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي محدّدة في كلّ شيء " .
وإذا لم يكن هذا الخطّ صحيحا ، مآلنا الفشل حتّى إن كنّا نمسك بالقيادة على مستوى السلطة المركزيّة و المؤسّسات المحلّية و في الجيش . إذا كان الخطّ صحيحا ، سنحصل على الجنود حتّى إن لم يكن لدينا بعدُ أيّ جنديّ ، و سنحصل على السلطة حتّى إن لم نكن نملك بعدُ أيّة سلطة . هذا ما تدلّل عليه التجربة التاريخيّة لحزبنا و كذلك تجربة الحركة الشيوعيّة العالميّة منذ ماركس . لكن كان لين بياو يريد " التحكّم في كلّ شيء و الحصول على كلّ شيء " . فكانت النتيجة أنّه لم يستطع أن يتحكّم و لا الحصول على أيّ شيء كان . كلّ شيء مرتهن بالخطّ . هذه هي الحقيقة التي لا جدال فيها .
و قد صاغ الرئيس ماو ، من أجل حزبنا ، الخطّ و المبادئ السياسيّة الأساسيّة لكامل المرحلة التاريخيّة للإشتراكيّة و حدّد فضلا عن ذلك الخطوط و الإجراءات السياسيّة الخاصة التي ينبغي تطبيقها في مجالات متنوّعة في التطبيق العمليّ . و في نشاطاتنا علينا أن نعير إنتباها كبيرا ليس إلى الخطوط و الإجراءات السياسيّة للحزب ذات الصلة بالعمل الخاص فحسب ، لكن أيضا و بالأخصّ علينا أن نعير الإنتباه إلى خطّ الحزب و المبادئ السياسيّة الأساسيّة . هذا هو الضمان الأساسي الذى يخوّل لحزبنا أن يحقّق إنتصارات أعظم .
و قد أنجز الرئيس ماو تقييما للتجربة المكتسبة من الصراعات العشرة بين الخطّين صلب الحزب ، لا سيما الصراع الذى أدّى إلى سحق طغمة لين بياو المعادية للحزب ، و دعا الحزب كلّه إلى " ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية ؛ العمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق ؛ التحلّى بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس " . و هكذا أشار إلى معيار التمييز بين الخطّ الصحيح و الخطّ الخاطئ وحدّد المبادئ الأساسيّة الثلاثة التي على كلّ شيوعي / شيوعيّة أن يكرّسها، على كلّ الرفاق و الرفيقات أن يُبقوا محفورا في أذهانهم هذه المبادئ الثلاثة و أن يسهروا على تكريسها بصرامة و أن يخوضوا بنشاط و بصفة سليمة صراع الخطّين صلب الحزب .
و يعلّمنا الرئيس ماو بإستمرار أنّه يجب أن نعير الإنتباه إلى أنّ نزعة تخفى نزعة أخرى . معارضة الإنتهازيّة اليمينيّة لتشان تو هسيو الذى كان يرتئى " الوحدة دون صراع " كانت تخفى الإنتهازيّة " اليساريّة " لوانغ ميغ – " الصراع دون وحدة " . و تصحيح الإنحراف " اليساري " لوانغ مينغ كان يخفى الإنحراف اليميني لوانغ مينغ ، و النضال ضد تحريفيّة ليو تشاوتشى كانت تخفى تحريفيّة لين بياو . و قد حصل في عديد المناسبات في التاريخ أن تخفى نزعةٌ نزعة ًأخرى و أنّه حينما يظهر تيّار تتّبعه الأغلبيّة في حين يتوصّل البعض فقط إلى مقاومته . و اليوم ، في الصراع على الصعيد العالمي كما على الصعيد الداخلي ، يمكن أن تظهر كذلك نزعات مشابهة لتلك التي ظهرت في الماضي و التي تتمثّل في نسيان الصراع الذى من الضروري خوضه ضد البرجوازيّة عندما نقيم وحدة معها أو إلى نسيان أنّه لا يزال من الممكن في ظروف معطاة تحقيق الوحدة مع البرجوازيّة بعد القطيعة معها . و يتوجّب علينا أن نبذل الجهد طاقتنا لتشخيصها و إصلاحها للتوّ ، و عندما تظهر نزعة خاطئة بعنفوان الطوفان ، لا ينبغي أن نخشى العزلة ، ينبغي أن نتحلّى بشجاعة السير ضد التيّار و الصمود مهما كلّفنا الأمر. لقد قال الرئيس ماو :
" السير ضد التيّار مبدأ ماركسي - لينيني . "
و قد كان الرئيس ماو على وجه الضبط مثال لذلك خلال الصراعات العشرة بين الخطّين صلب الحزب ؛ فقد كان المربّى الذى كان أثناء هذه الصراعات يتحلّى بجسارة السير ضد التيّار و الحفاظ على الخطّ الصحيح . فعلى كلّ رفيق و رفيقة أن يحذو حذو الرئيس ماو و يتمسّك بهذا المبدأ .
و على ضوء الخطّ الصحيح الذى يمثّله الرئيس ماو ، خاض الحزب الشيوعي الصيني العظيم و الصحيح معاركا طويلة مع الأعداء الطبقيّين المسلّحين و المفضوحين و المتستّرين الذين وجدوا داخل الحزب و خارجه و داخل البلاد و خارجها . لم ينشقّ حزبنا و لم يُهزَم . بالعكس ، تطوّر أكثر الخطّ الماركسي – اللينينيّ للرئيس ماو و كسب حزبنا المزيد من القوّة . و التجربة التاريخيّة تمدّنا باليقين الملخّص في التالى : " حزبنا هذا له مستقبل ". و كما توقّع ذلك الرئيس ماو في 1966 :
" إذا قام اليمينيون بإنقلاب مناهض للشيوعية فى الصين ، أنا متأكّد أنّهم لن يعرفوا السلم و سيكون حكمهم على الأرجح قصير العمر لأنّه لن يكون مقبولا من قبل الثوريّين الذين يمثّلون مصالح الشعب المكوّن لأكثر من 90 بالمائة من السكان." و طالما حافظ حزبنا بأكمله بصلابة على روح التجارب التاريخيّة و تمسّك بالخطّ الصحيح للرئيس ماو ، فإنّ مآل كافة المؤامرات الرامية إلى إعادة تركيز البرجوازية سيكون الفشل . و مهما كانت عديدة الصراعات الهامة التي يمكن أن تنفجر بين الخطّين ، فإنّ قوانين التاريخ لا يمكن أن تتغيّر ، و الثورة الصينيّة و الثورة العالميّة ستحقّقان الظفر في آخر المطاف .
الوضع الراهن و مهامنا

ما فتأ الرئيس ماو يعلّمنا بإستمرار أنّنا لا نزال في عصر الإمبرياليّة و الثورة البروليتاريّة . و معتمدا على المبادئ الأساسيّة للماركسيّة ، أنجز لينين تحليلا علميّا للإمبرياليّة و إعتبر أنّ " الإمبرياليّة أعلى مراحل الرأسماليّة " . و قد أشار إلى أنّ الإمبريالية هي الرأسماليّة الإحتكاريّة ، الرأسماليّة الطفيليّة الفاسدة ، الرأسماليّة المتداعية للموت ، و إلى أنّ الإمبرياليّة تشدّد إلى أقصى الحدود كافة تناقضات الرأسماليّة. و من ثمّة ، كان يدافع عن أنّ " الإمبريالية عشيّة الثورة البروليتاريّة " و صاغ نظريّة و تكتيك الثورة البروليتاريّة في عصر الإمبرياليّة . و قال ستالين : " اللينينيّة ماركسيّة عصر الإمبرياليّة و الثورة البروليتاريّة ".
هذا صحيح تماما . و عقب وفاة ليين ، جدّت تغيّرات كُبرى في الوضع العالمي ؛ لكن العصر لم يتغيّر ، و المبادئ الأساسيّة للينينيّة لا تزال صالحة و تظلّ الأساس النظريّ الذى يقود تفكيرنا اليوم .
و في الوقت الراهن ، يتميّز الوضع العالمي بتغيّرات كبرى عبر العالم . " مع إقتراب العاصفة ، يغزو الريح المضارب ". و هكذا تبرز في الوقت الحالي مختلف التناقضات الأساسيّة التي تشقّ العالم و التي حلّلها لينين . الإنفراج ظاهرة مؤقّتة و عرضيّة بينما الفوضى مستمرّة . و تمثّل هذه التغيّرات شيئا إيجابيّا و ليس سلبيّا بالنسبة للشعوب . فقد أغرقت العدوّ في الفوضى و تسبّبت له في إنقسام صفوفه ؛ و في الوقت نفسه ، جعلت الشعوب تستفيق و يشتدّ عودها . و بفضل ذلك ، يتطوّر الوضع العالمي بإتّجاه أكثر مواتاة حتّى للشعوب و أقلّ مواتاة للإمبريالية و للتحريفيّة المعاصرة و للرجعيّة في مختلف البلدان .
و تمثّل إستفاقة العالم الثالث و يمثّل نموّ قوّتها حدثا أهمّيته كبيرة في العلاقات العالميّة لزمننا هذا . و قد رصّ العالم الثالث صفوفه في النضال ضد الهيمنة و سياسة الأقوى التي تمارسها القوى العظمى، هي تلعب دورا متزايدا في الشؤون العالميّة. و الإنتصارات العظيمة التي حقّقتها الشعوب الثلاثة في الفيتنام و لاووس و كمبوديا في حرب مقاومتها للعدوان الأمريكي و من أجل الإنقاذ الوطني تلم بقوّة شعوب العالم في نضالها الثوريّ ضد الإمبرياليّة و الإستعمار . و قد نشأ وضع جديد في نضال الشعب الكوريّ من أجل التوحيد المستقلّ و السلميّ للوكن . و النضال الذى يخوضه الشعب الفلسطيني و الشعوب العربيّة الأخرى ضد العدوان الصهيوني الإسرائيليّ و نضال الشعوب الأفريقيّة ضد الإستعمار و التمييز العنصريّ و كذلك النضال الشرس لشعوب أمريكا اللاتينيّة في سبيل تحديد المياه الإقليميّة أو مناطق إقتصاديّة لمائتي مِيلٍ بحريّ ، تواصل جميعها تقدّمها . صيانة سيادة الدولة و الموارد الوطنيّة ما إنفكّت تتطوّر إتّساعا و عمقا . و النضال العادل للعالم الثالث و النضال المخاض في أوروبا و أمريكا الشماليّة و أستراليا يتكاتفان و يشجّعان بعضهما البعض . البلدان تريد الإستقلال و الأمم تريد التحرّر و الشعوب تريد الثورة ؛ لقد بات هذا بعدُ تيّارا تاريخيّا لا يقاوَم .
لقد قال لينين : " جوهر الإمبرياليّة هو النزاع بين عديد القوى العظمى التي تبحث عن الهيمنة " .
و اليوم الولايات المتحدة و الإتّحاد السوفياتي بشكل خاص ، القوّتني النوويّتين الأعظم ، هما اللتان تتنازعان الهيمنة . إنّهما تدعوان في كلّ الأماكن إلى نزع السلاح بيد أنّهما في الواقع تسعيان يوميّا إلى تكديس الأسلحة ؛ هدفهما هو النزاع حول الهيمنة على العالم . إنّهما تتنازعان و في الوقت نفسه تتفاوضان . و حينما تدخلان في تواطئ فمن أجل نزاع أكثر إحتداما . النزاع مطلق و طويل الأمد بينما التواطؤ نسبيّ و مؤقّت . إعلان " سنة أوروبا " و عقد ندوة الأمن الأوروبيّ يبيّنان أنّه على المستوى الإستراتيجي ، النقطة المفتاح لنزاعهما هي أوروبا . الغرب يبحث بكلّ السبل قليلا قليلا إلى دفع التحريفيّة السوفياتيّة نحو الشرق ، نحو توجيه هذه الآفة بإتّجاه الصين ؛ و سيكون كلّ شيء على ما يرام إن لم يحدث أي شيء جديد في الغرب . ينظرون إلى الصين على أنّها قطعة لحم شهيّة يتنافس الجميع على أكلها إلاّ أنّ هذه القطعة من اللحم يابسة جدّا و منذ سنوات لم يستطع أيّ شخص كان أن يغرس فيها أسنانه . و بما أنّ ط الجاسوس الكبير " لين بياو سقط ، صار من ألصعب قضمها . و في الوقت الحاليّ ، تُحدث التحريفيّة السوفياتيّة " ضجيجا في الشرق وهي تهاجم الغرب " ؛ إنّها تخوض نزاعا متصاعد الوتيرة في أوروبا و تسرّع من إنتشاره ليشمل البحر الأبيض المتوسّط و المحط الهندي و كافة أنحاء العالم التي يمكن أن يبلغها تأثيرها . إنّ النزاع بين الولايات المتّحدة و الإتّحاد السوفياتي الساعيين إلى الهيمنة يقف وراء عدم الاستقرار في العالم ؛ و هذا ما لا تقدر أيّة مظاهر خداع أنشآها على حجبه ، و عدد متزايد من الشعوب و البلدان إنتبهوا إلى ذلك فإصطدم هذا النزاع بمقاومة حيويّة من جانب العالم الثالث و أفرز غضب اليابان و بلدان أوروبا الغربيّة . محاصرة بالصعوبات الداخليّة و الخارجيّة ، تعيش القوّتين الأعظم ، الولايات المتحدة و الإتّحاد السوفياتي ، أيّاما أعسر فأعسر ؛ " الزهرة تذبل و لا يمكن فعل أيّ شيء حيال ذلك " ، هذا البيت الشعريّ يترجم ترجمة جيّدة الوضع السيّئ الذى توجدان فيه . و اللقاءات الأمريكيّة – السوفياتيّة في جوان الماضى و الوضع الناشئ مذّأك دليل مقنع على ذلك.
" إنّ الشعب و الشعب وحده هو القوّة المحرّكة في خلق تاريخ العالم ".
إنّ الطموح الذى تغذيه القوّتين الأعظم ، الولايات المتحدة و الإتّحاد السوفياتي ، شيء . و مسألة معرفة إن كانا يمقدورهما تحقيق ذلك الطموح شيء آخر . إنّهما ترغبان في إفتراس الصين لكن ما من سبيل للشروع في ذلك ؛ و لا وسيلة كذلك لإفتراس أوروبا و اليابان ، فما بالك بالعالم الثالث الرحب . و قد خرجت مهزومة من حربها العدوانيّة ضد كوريا ، عرفت الإمبرياليّة الأمريكيّة مذّاك بداية إنهيارها ؛ و أقرّت على الملأ بتداعيها المتنامى و إضطرّت إلى الانسحاب من الفيتنام . و أفسدت الطغمة القياديّة التحريفيّة السوفياتيّة ، طغمة خروتشوف و بريجناف ، خلال العشرين سنة الماضية دولة إشتراكية و حوّلتها إلى دولة إمبريالية – إشتراكيّة . في الداخل ، أعادت تركيز الرأسماليّة و مارست دكتاتوريّة فاشيّة و إستعبدت شعوب قوميّات مختلفة بحيث أنّ التناقضات السياسيّة و الإقتصاديّة والقوميّة صارت تحتدّ أكثر يوما بعد يوم ؛ و في الخارج، غزت و إحتلّت تشيكوزلوفاكيا و كدّست فيالق الجنود على طول الحدود مع الصين و أرسلت فيالقا أخرى لتعسكر في جمهوريّة منغوليا الشعبيّة ، و قدّمت الدعم للطغمة الخائنة للون نول و قمعت تمرّد العمّال البولونيّين ، و تدخّلت في شؤون مصر الداخليّة ما أدّى إلى طرد أخصّائيّيها ، و فكّكت الباكستان و قامت بأعمال إنقلابيّة في عديد البلدان الآسيويّة والأفريقيّة. و سلّط هذا الكمّ من التحرّكات ضوءا متزايدا على الوجه البشع للقيصر الجديد و على طبيعته الرجعيّة : " إشتراكية في الأقوال و إمبرياليّة في الأعمال " . و بقدر ما تقترف التحريفيّة السوفياتيّة أعمالا مشينة و فاضحة ، بقدر ما يقترب اليوم الذى سترى فيه نفسها موضوعة في متحف التاريخ من قبل الشعب السوفياتي و شعوب العالم الأخرى .
و حديثا ، شرعت طغمة المرتدّ بريجناف في قدر كبير من الأعمال الخرقاء في ما يتعلّق بمشكل العلاقات الصينيّة – السوفياتيّة مدّعين أنّ الصين ضد الإنفراج العالمي و لا ترغب في تحسّن في العلاقات الصينيّة – السوفياتيّة إلخ . و بثّت هذا الكلام في صفوف الشعب السوفياتي و شعوب العالم الأخرى بهدف النيل من مشاعرها الودّية إزاء الشعب الصينيّ و حجب الوجه الحقيقي للقيصر الجديد . و قد أبلغت ذلك أيضا و بالأخصّ للرأسماليّين الإحتكاريّين على أمل أن تنال أجرا أفضل مقابل معارضتها للصين و الشيوعيّة . هذه هي اللعبة القديمة لهتلر بإختلاف وحيد هو أنّ منفّذ هذه اللعبة بريجناف يقوم بذلك بطريقة أخرق . و نظرا لكونكم ترغبون جدّا في إنفراج في الوضع العالمي ، لماذا لا تبيّنون حسن نواياكم بحركة أو حركتين ، مثلا بسحب فيالقكم من تشيكوزلوفاكيا أو من جمهوريّة منغوليا الشعبيّة أو بإعادة الجزر الشماليّة الأربعة إلى اليابان ؟ الصين لم تغز و لم تحتلّ المناطق الترابيّة لبلدان أخرى ، هل يجب عليها أن تتنازل للتحريفيّين السوفيات عن مجموع المناطق الصينيّة الواقعة شمال السور العظيم لتبيّن أنّها مع الإنفراج العالميّ و أنّها ترغب في تحسين العلاقات الصينيّة – السوفياتيّة ؟ لن ينخدع الشعب الصينيّ و لن يخشى أحدا . و الخلافات بين الصين و الإتّحاد السوفياتي حول المسائل المبدئيّة لا يجب أن تمنع تطبيع علاقاتهما دولة لدولة على أساس مبادئ التعايش السلمي الخمسة ، و مسألة الحدود الصينيّة – السوفياتيّة يجب أن تعالج معالجة سلميّة بواسطة مفاوضات تعود بعيدة عن أيّ تهديد .
" إذا لم تقع مهاجمتنا ، لن نهاجم لكن إذا وقعت مهاجمتنا ، سنردّ بهجوم مضاد ". هذا مبدأ تبنّيناه على الدوام . و لنا كلمة واحدة .
و لا يفوتنا التشديد هنا على أهمّية التمييز بين الإتفاقيّات و المساومات التي تعقدها التحريفيّة السوفياتيّة مع الإمبريالية الأمريكيّة من جهة و المساومات الضروريّة التي تعقدها البلدان الثوريّة مع البلدان الإمبرياليّة من جهة أخرى . و قد قال لينين :
" تختلف المساومات . يجب على المرء أن يقدر على تحليل الوضع و الظروف الملموسة لكلّ مساومة ، أو كلّ نوع من المساومة . يجب على المرء أن يتعلّم التمييز بين بين رجل أعطى القطّاع الطرق المال و السلاح لأجل التخفيف من الضرر الذى يمكن أن يُلحقوه به وتسهيل إيقافهم و إعدامهم ، ورجل أعطى قطّاع الطرق المال و السلاح لأجل تقاسم ما ينهبونه ." ( " مرض " اليساريّة " الطفولي في الشيوعية " ) و معاهدة براست – ليتوفسك التى وقّعها لينين مع الإمبرياليّة الألمانيّة تنسب إلى الصنف الأوّل فيما أفعال و تصرّفات خروتشوف و بريجناف الذين خانا لينين ، تنتمى إلى الصنف الثاني .
و قد أشار لينين في مناسبات عدّة إلى أنّ الإمبرياليّة هي العدوان ، الإمبرياليّة هي الحرب . و في تصريحه في 20 ماي 1970 ، أشار الرئيس ماو إلى التالى :
" يظلّ خطر نشوب حرب عالميّة جديدة قائما و على شعوب العالم أن تستعدّ لذلك . لكن اليوم ، في العالم التيّار الرئيسيّ هو الثورة " .
و طالما أنّ شعوب العالم التي تغدو بإطّراد أكثر وعيا تميّز بوضوح التوجّه الذى ينبغي إتّباعه و تضاعف من اليقظة و تعزّز تضامنها و تثابر على النضال ، سيكون من الممكن إستبعاد الحرب . و لئن شنّت الإمبرياليّة رغم كلّ ذلك حربا ، فإنّنا لن نفعل سوى أن ندفع على النطاق العالمي بثورات ذات مدى أكبر و بالتالى يجرى التسريع في خراب الإمبرياليّة نفسها.
و الآن و الحال أنّ وضعا ممتازا يسود داخل البلاد و خارجها ، في منتهى الأهمّية أن نحسن خدمة الشؤون الصينيّة . و هكذا ، على الصعيد العالمي ، يتعيّن على حزبنا أن يتمسّك بالأمميّة البروليتاريّة و بسياسته الصريحة ، الوحدة الأوثق مع البروليتاريا و الشعوب و الأمم المضطهَدة في العالم و مع كافة البلدان ضحيّة العدوان و الإنقلاب و التدخّل و الإهانات الإمبرياليّة ، من أجل تشكيل الجبهة المتّحدة الأوسع ضد الإمبرياليّة و الإستعمار و الإستعمار الجديد ، و خاصة ضد هيمنة القوّتين الأعظم ، الولايات المتحدة و الإتّحاد السوفياتي ينبغي أن نتّحد مع جميع الأحزاب و المنظّمات الماركسيّة – اللينينيّة حقيقة في العالم لنشنّ إلى النهاية النضال ضد التحريفيّة المعاصرة . و على الصعيد الداخليّ ، ينبغي علينا أن نطبّق الخطّ و المبادئ السياسيّة الأساسيّة التي حدّدها الحزب لكامل المرحلة التاريخيّة للإشتراكيّة ، كما علينا أن نثابر على مواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا ، و أن نوحّد جميع القوى الممكن توحيدها و العمل في سبيل جعل بلادنا دولة إشتراكيّة قويّة و لتقديم مساهمة أكبر في خدمة الإنسانيّة .
يجب أن نظلّ بلا هوادة أوفياء لتعاليم الرئيس ماو التالية :
" الإستعداد لإحتمال نشوب حرب و للكوارث الطبيعيّة و القيام بكلّ ما في وسعنا خدمة لمصلحة الشعب " و " حفر أنفاق عميقة و في كلّ مكان تخزين الحبوب و عدم السعي أبدا إلى الهيمنة ".
التحلّى بيقظة عالية و الإستعداد إستعدادا تاما لنشوب حرب عدوانيّة محتملة تشنّها الإمبرياليّة و خاصة لشنّ هجوم فجائي من قبل الإمبرياليّة – الإشتراكيّة التحريفيّة السوفياتيّة ضد بلادنا . و ليكن الجيش الشعبي للتحرير البطل و لتكن الجماهير العريضة للمليشيا الشعبيّة على إستعداد مستمرّ لسحق كلّ عدوّ دخيل .
إنّ مقاطعة تيوان جزء من التراب المقدّس لوطننا ؛ و سكّان تيوان مواطنين يتقاسمون معنا الوطن ، نحن مرتبطون معا بروابط الدم . و نحن نشعر بمناشدة الأصدقاء للمساعدة لا حدود لها تجاههم . و في تيوان يحبّون بحماسة الوطن و هم مرتبطون به وثيق الإرتباط . وحدها عودتهم إلى أحضان الوطن يمكن أن تضمن لهم مستقبلا وضّاءا . سيقع تحرير تيوان. و سيقع توحيد وطننا العظيم . هذه إرادة مشركة و واجب مقدّس للشعب الصينيّ من كافة القوميّات بما في ذلك المواطنين من تايوان . لنسع جميعا لتحقيق هذا الهدف !
أيّها الرفاق ، أيّتها الرفيقات !
يجب أن ندرك أنّه بالرغم من نجاحاتنا الكبرى في الثورة و البناء الإشتراكيّين ، لا نزال متأخّرين عن ما ينتظره منّا الوضع الموضوعي . مهمّة الثورة الإشتراكيّة في الصين لا زالت مهمّة شاقّة للغاية و مهمّة الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في ميدان الصراع – النقد – الإصلاح يجب أن تتواصل في التعمّق على الجبهات جميعها . و يجب علينا كذلك أن نبذل جهودا لتدارك النقائص و الأخطاء و أيضا بعض النزعات السيّئة الموجودة في عملنا . و من واجب الحزب برمّته أن يغتنم الفرصة المناسبة الحاليّة ليعزّزوا و يطوّروا مكاسب الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و إتمام العمل على شتّى الجبهات .
و في المقام الأوّل ، ينبغي أن نواصل ضمان إستمرار حركة نقد لين بياو و تصحيح أسلوب العمل . ينبغ أن نستفيد تمام الإستفادة من هذا الأستاذ بالمثال السيّء الذى تمثّله طغمة لين بياو المعادية للحزب ، و أن نجعل الحزب كلّه و الجيش كلّه و ي صفوف شعب كلّ القوميّات يدرسوا علاقة الصراع الطبقيّ و الصراع بين الخطّين و ينقدوا التحريفيّة و النظرة البرجوازية للعالم بغية تمكين الجماهير الواسعة من إستخلاص الدروس و العبر من التجارب التاريخيّة للصراعات العشر التي دارت بين الخطّين في مرحلة الثورة الإشتراكيّة في الصين و من الحصول على قدرة أعلى على التمييز بين الماركسيّة الحقيقيّة و الماركسيّة الزائفة .
من واجب جميع أعضاء الحزب أن يدرسوا بهمّة و نشاط أعمال ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و أعمال الرئيس ماو و أن يتبنّوا بصلابة الماديّة الجدليّة و الماديّة التاريخيّة و أن يقاتلوا المثاليّة و الميتافيزيقيّة و يغيّروا نظرتهم إلى العالم . و يجب على الكوادر العليا بوجه خاص أن " يقرأوا و يدرسوا بهمّة و نشاط ليستوعبوا إستيعابا جيّدا الماركسية " و أن يجتهدوا ليتمكّنوا من النظريّات الأساسيّة للماركسية و أن يطّلعوا على تاريخ الصراعات التي تواجهت فيها الماركسيّة مع التحريفيّة ، قديما و حديثا ، و مع الإنتهازيّة من كلّ لون ، و أن يفهموا كيف واصل الرئيس ماو و دافع عن الماركسيّة – اللينينيّة و طوّرها مازجا الحقيقة العالمية للماركسيّة – اللينينيّة مع الممارسة العمليّة للثورة . و بفضل الجهود المتواصلة ، نأمل أن " تتوصّل جماهير كوادرنا و شعبنا إلى التسلّح بالنظريّات الأساسيّة للماركسية ".
و ينبغي أن نعطي للصراع الطبقي في ميدان البناء الفوقيّ بما في ذلك مختلف الحقول الثقافيّة كامل أهمّيتها و أن نصلح كلّ ما لا يتناسب في البنية الفوقيّة مع البنية التحتيّة الإقتصاديّة . ينبغي أن نعالج معالجة صحيحة النوعين من التناقضات ذات الطبيعة المختلفة . و ينبغي مواصلة التطبيق الجدّي لشتّى الإجراءات السياسيّة البروليتاريّة التي حدّدها الرئيس ماو . ينبغي مواصلة و إتمام الثورة في مجال الأدب و الفنّ و كذلك الثورة في ميدان التعليم و الصحّة العموميّة و ضمان حسن سير العمل المتّصل بالشباب المتعلّم الذى ينتقل إلى المناطق الريفيّة و إدارة مدارس كوادر " 7 ماي " إدارة جيّدة و دعم الأشياء الجديدة ، الإشتراكيّة .
و من الناحية الإقتصاديّة ، لا يزال بلدنا بلدا فقيرا ، بلدا ناميا . و علينا أن نطبّق بتماسك الخطّ العام المتمثّل في بناء الإشتراكيّة وفق مبادئ : " بذل كلّ جهدنا ؛ المضيّ دوما إلى الأمام ؛ كمّية أكبر و سرعة أكبر ، نوعيّة أفضل و أكثر إقتصادا " و القيام بالثورة مع تطوير الإنتاج. يجب مواصلة تطبيق مبدأ " إتّخاذ الفلاحة أساسا و الصناعة عاملا قياديّا " و كذلك مجمل سلسلة الإجراءات السياسيّة الداعية إلى السير على رجلين ، و بناء البلاد بجهد و إقتصاد وفق المبادئ التالية: إستقلال و حكم ذاتي ، و التعويل على القوى الذاتيّة و العمل الشاق . و قد أشار ماركس إلى أنّ : " ... أعظم قوّة إنتاج هي الطبقة الثوريّة نفسها " . و من التجارب الأساسيّة التي كسبناها أثناء البناء الإشتراكي منذ أكر من عشرين سنة تجربة التعويل على الجماهير . لتقتدى الصناعة بمثال حقل إستغلال النفط بتاكينغ و لتقتدى الفلاحة بمثال فرقة إنتاج تاتشاي ، يعنى أنّ يجب التأكيد على ضرورة وضع السياسة البروليتارية في مصاف القيادة و تنظيم حركة واسعة جماهيريّة و استخدام حماس الجماهير العريضة و حكمتها و روحها الخلاّقة إستخداما تاما ، و على هذا الأساس ، تعزيز التخطيط و التعاون و تحسين الضوابط العقلانيّة و مزيد فسح المجال للمبادرة لكلّ من السلط المركزيّة و السلط المحلّية . و يجب على منظّمات الحزب أن تعير الإنتباه اللازم لمشكل السياسة الإقتصاديّة و أن تهتمّ بحياة الجماهير و تجرى بأمانة إستطلاعات رأي و بحوث و تحقّق فعلا أو تتجاوز تحقيق المخطّط الذى صاغته الدولة لتطوير الاقتصاد الوطنيّ من أجل مزيد نموّ الإقتصاد الإشتراكي في بلادنا .
يجب مزيد توطيد القيادة الموحّدة للحزب . " من السبعة قطاعات التالية : الصناعة و الفلاحة و التجارة و الثقافة و التعليم و الجيش و الحكومة و الحزب ، و الحزب الذى يمارس القيادة في كلّ شيء . " يجب على لجان الحزب في مختلف المستويات أن تدرس " حول تعزيز نظام لجنة الحزب " و " أساليب عمل لجان الحزب " و كذلك المؤلّفات الخرى للرئيس ماو و إجراء تقييم للتجربة المراكمة و مزيد تعزيز القيادة الموحّدة للحزب على الصعيد الإيديولوجي و التنظيمي و أيضا على صعيد الضوابط . و في الوقت نفسه ، لا بدّ من أن تنهض اللجان الثوريّة و مختلف المنظّمات الجماهيريّة بالدور المناط بعهدتها . ينبغي توطيد قيادة المنظّمات القاعديّة حتّى تكون السلطة واقعيّا بيد ماركسيّين و عمّال و فلاّحين فقراء و فلاّحين متوسّطين – فقراء و الشغّالين الآخرين ، و حتّى تتحقّق في كلّ وحدة قاعديّة مهمّة تعزيز دكتاتوريّة البروليتاريا . و يتعيّن على لجان الحزب في كافة المستويات أن تزيد في تحسين تطبيق المركزيّة الديمقراطيّة و أن ترفع مستواها في فنّ القيادة . و يلزم أن نؤكّد على وجود عدد لا يُستهان به من لجان الحزب التي تضيع في الشؤون اليوميّة الصغيرة و لا تعير الاهتمام إلى المشاكل ذات الأهمّية الكبرى . وجود أشياء من هذا القبيل أمر خطير جدّا . إذا لم يتمّ تدارك الأخطاء و إصلاحها ، سيتمّ الإنزلاق حتما إلى الطريق التحريفي . نتمنّى أن يبقى كلّ الرفاق و الرفيقات و القادة منهم بوجه خاص ، ملتزيمن بالحذر تجاه هذه النزعة و أن يكرّسوا أنفسهم لوضع حدّ لأسلوب العمل هذا .
و قد جمت تجربة الإتّحاد الثلاثي الشيوخ و الكهول و الشباب وهي من إبداع الجماهير العريضة أثناء الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى . و قد ضمنت الظروف المناسبة لتدريب ملايين مواصلى القضيّة الثوريّة للبروليتاريا وفقا لمعيار بخمسة نقاط حدّدها الرئيس ماو بهذا المضمار . و يجب على منظّمات الحزب في مختلف المستويات أن تسجّل بإستمرار هذا المشكل الذى يوجد على رأس الأولويّات على جدول أعمالها . و قد قال الرئيس ماو : " إنّ الخلف الصالح لقضيّة البروليتاريا الثوريّة ينشأ فى الكفاح الجماهيري ، و يترعرع و ينصقل فى العواصف العاتية للثورة " يجب أن يصهرنا الصراع الطبقي و الصراع بين الخطّين و التعلّم من التجربة بجانبيها الإيجابي والسلبي . لهذا من واجبات الشيوعي و الشيوعيّة الحقيقيّين أن يكونوا مستعدّين لتولّى المهام العليا كما السفلى - ولأن يجروا عدّة مرّات هذا النوع من الإمتحان. و يجب على الكوادر على حدّ سواء أكانوا من الجدد أم من القدامى أن يقيموا علاقات وثيقة مع الجماهير و أن يكونوا متواضعين و يقظين و يحذروا كلّ غرور و كلّ تسرّع و يتولّوا مسؤوليّة أيّ موقع طالما أنّه يستجيب لحاجيات الحزب و الشعب و التطبيق الصارم ، مهما كانت الظروف ، للخطّ الثوريّ و للمبادئ السياسيّة التي حدّدها الرئيس ماو .
أيّها الرفاق ، أيتها الرفيقات !
سيكون للمؤتمر العاشر تأثير عميق و مستدام في تاريخ تطوّر حزبنا . و قريبا ستنعقد الدورة الرابعة للمجلس الوطنيّ الشعبيّ . و الشعب الصيني بأكمله و شعوب العالم الثوريّة الخرى يعقدون آمالا عريضة على حزبنا و على بلادنا . و إنّنا لعلى قناعة بأنّ الحزب برمّته في ظلّ قيادة الرئيس ماو سيتمسّك بالخطّ الثوريّ البروليتاري للرئيس ماو و سيُنجز على أفضل وجه العمل كي لا نخيّب الأمل الذى وضعه شعب البلاد برمّتها و شعوب العالم !
الطريق شائك لكن المستقبل وضّاء ! و ليتّحد الحزب كلّه و ليتّحد شعب القوميّات كلّها ، ليتسلّحوا بالتصميم و لا يتراجعوا أمام أيّة تضحية و يتجاوزوا كافة الصعوبات من أجل تحقيق الإنتصار !
عاش الحزب الشيوعي الصيني العظيم و الصحيح !
عاشت الماركسية - اللينينيّة - فكر ماو تسى تونغ !
عاش الرئيس ماو ، عاش طويلا ، طويلا !
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
و نوفّر لمن يرغب في نسخة من هذا التقرير باللغة الفرنسية الرابط التالى :
https://lesmaterialistes.com/rapport-dixieme-congres-parti-communiste-chine-1973
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------




















( 2 )
خطّ عام لإعادة تركيز الرأسماليّة – تحليل ل " حول البرنامج العام لكلّ عمل كامل الحزب و كامل الأمّة "
تشانغ هواه – النصّ 30 من كتاب ريموند لوتا ، " و خامسهم ماو "، بانر براس 1978 ، شيكاغو ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة
مجلّة " هونغكى " – " الراية الحمراء " عدد 4 ، 1976
https://www.bannedthought.net/China/MaoEra/GPCR/Mao5/AndMaoMakes5-Lotta-1978-All.pdf
-----------------------
يمضى الصراع الكبير ضد ريح اليمينيّة التحريفيّة الرامية للإنقلاب على الأحكام [ أحكام الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و خطّها – المترجم ] ، من إنتصار إلى آخر . و صار البرنامج التحريفي ل " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " الذى تقدّم به أحد غير التائبين من السائرين فى الطريق الرأسمالي داخل الحزب ، يتعرّض إلى نقد نافذ النظرة للرئيس ماو و لكلّ الحزب و كلّ الجيش و شعب البلاد كلّها . و قد صدح الرئيس ماو بالتالى : " ماذا ! " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " ! الاستقرار و الوحدة لا يعنيان محو الصراع الطبقيّ ؛ و الصراع الطبقيّ هو العلاقة المفتاح و كلّ الأشياء الباقية تتوقّف عليه ". ويشير توجيه الرئيس ماو هذا أساسا و صراحة إلى الجوهر الرجعيّ ل " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " في إنكار الصراع الطبقي كعلاقة مفتاح و الخطّ الأساسي للحزب و في معارضة دكتاتوريّة البروليتاريا و في السعي إلى إعادة تركيز الرأسماليّة .
لقد دافع البعض ذات مرّة عن أنّ مسألة " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " لا تعدو أن تكون مسألة " صياغة " . حسنا ، عندئذ ، لنلقى نظرة على مقال كتب نحت إشراف ذلك السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب . و المقال يحمل عنوان ، " حول البرنامج العام لكلّ عمل كامل الحزب و كامل الأمّة " ( و من هنا فصاعدا للإختصار ، " البرنامج العام " ). و حتّى بكلمات أكثر فظاظة ، يعرض تماما برنامج " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " الذى أعدّه السائر غير التائب فى الطريق الرأسمالي داخل الحزب كبرنامج لإعادة تركيز شاملة للرأسماليّة .
(I)
ينطلق " البرنامج العام " من تقديم تحقيق " التعصيرات الأربعة " كهدف لنضال الحزب خلال الخمسة و العشرين سنة القادمة ، ثمّ يقترح " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح ". و يقول المقال إيّاه : " التوجيهات الثلاثة " " ليست فحسب البرنامج العام لكلّ عمل كامل الحزب و كامل الجيش و كامل الأمّة في الحاضر لكن كذلك برنامج العمل العام لمجمل مسار الصراع للإنجاز التام للهدف الكبير خلال الخمسة و العشرين سنة القادمة ". و يبيّن هذا التعميم بشدّة أنّ برنامج " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " من طرف السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب يستهدف تماما معارضة توجيهات الرئيس ماو حول إتّخاذ الصراع الطبقيّ كعلاقة مفتاح و التنكّر للبرنامج الأساسي و للخطّ الأساسي لحزبنا .
ما هي المهمّة الأساسيّة لكامل حزبنا و لشعب كامل البلاد خلال كلّ المرحلة التاريخيّة للإشتراكية بما فيها الخمسة و العشرين سنة القادمة ؟ و بوضوح يحدّد القانون الأساسي للحزب في قسمه الأوّل - المبادئ العامة " :
" البرنامج الأساسي للحزب الشيوعي الصينيّ هو الإطاحة التامة بالبرجوازيّة و كافة الطبقات الإستغلاليّة و تركيز دكتاتوريّة البروليتاريا بدلا عن دكتاتوريّة البرجوازية و إنتصار الإشتراكية على الرأسماليّة . و الغاية الأسمى للحزب هي تحقيق الشيوعيّة . "
و لتحقيق هذا البرنامج الأساسي لحزبنا ، حدّد الرئيس ماو الخطّ الأساسي للحزب طوال كامل الرحلة التاريخيّة للإشتراكية فقال :
" تمتدّ الإشتراكية على فترة تاريخية طويلة نسبيّا . طوال المرحلة التاريخية للإشتراكية ، تظلّ موجودة الطبقات و التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي و كذلك يظلّ موجودا صراع بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي و خطر إعادة تركيز الرأسمالية . و يجب أن نعترف بالطابع المعقّد و المتشعّب لهذا الصراع . و يجب أن نرفع يقضتنا و أن نقيم تربية إشتراكية . و يتعيّن أن نفهم و نعالج بطريقة صحيحة التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي و أن نفرّق بين التناقضات بيننا و بين العدو و التناقضات فى صلب الشعب ، و أن نعالجها بصيغة سليمة . و إلاّ سيتحول بلد إشتراكي كبلدنا إلى نقيضه و يتفسّخ و عندها ستحصل إعادة تركيز الرأسمالية . و من الآن فصاعدا يجب أن نتذكر هذا كلّ سنة ، كلّ شهر ، كلّ يوم لكي يمكن أن يكون لنا فهما بالأحرى صحيح لهذا المشكل و لكي يكون لنا خطّ ماركسي - لينيني" .
و بالتالى ، المهمّة الأساسيّة لكامل الحزب و لشعب كامل البلاد و ليس في الوقت الحاضر فحسب و إنّما أيضا طوال كامل المرحلة التاريخيّة للإشتراكية بما فيها الخمسة و العشرين سنة القادمة ، هي القتال من أجل لا شيء آخر غير تحقيق البرنامج الأساسي للحزب و تكريس الخطّ الأساسي للحزب . هل علينا أن نطوّر الاقتصاد الوطني ؟ هل علينا بلوغ تعصير شامل للفلاحة و الصناعة و الدفاع الوطني و العلم و التكنولوجيا في مرحلتين قبل نهاية هذا القرن ؟ بطبيعة الحال يجب علينا القيام بذلك ! و مع ذلك ، هذه مهمّة فقط من المهام التي ينبغي إنجازها لتحقيق البرنامج الأساسي لحزبنا . في الأصل قُدّمت " التعصيرات الأربعة " كمخطّط مرتبط بمهمّة تطوير الاقتصاد الوطني . إلاّ انّه لدفع خدعة ضخمة ، يقدّم تحقيق " التعصيرات الأربعة " كمقدّمة كبرى لكلّ من العمل الراهن و العمل خلال الخمسة و العشرين سنة القادمة ، وهي مقدّمات عليها ينبغي أن يتأسّس العمل كلّه . و يبيّن هذا تمام البيان أنّه برأي هذا السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب ، في الوقت الحالي ، المهمّة الوحيدة هي إنجاز الإنتاج و البناء و لا حاجة إلى الصراع الطبقي و للثورة البروليتاريّة و لدكتاتوريّة البروليتاريا. و بالتالى يُنكر هذا كلّيا البرنامج الأساسي لحزبنا و يصطدم إصطداما تاما بالمهمّة الأساسيّة و بتوجّه تقدّم كلّ الحزب و شعب كلّ البلاد .
عقب إرساء المقدّمات الكبرى ، مقدّمات تتطلّب عدم إعارة أيّ إنتباه للصراع الطبقيّ و الثورة الإشتراكيّة ، يمضى " البرنامج العام " إلى الهجوم مدّعيا أنّ " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " هو " البرنامج العام للعمل كلّه " ليس حاضرا فحسب بل كذلك في المستقبل بما في ذلك الخمسة و العشرين سنة القادمة . و هكذا ، ينظر بعبثيّة إلى التعليمات الهامة للرئيس ماو بصدد مثل هذه المسائل كنظريّة دكتاتوريّة البروليتاريا و يعتبرها شيئا يخدم فقط هدف بلوغ " التعصيرات الأربعة ". هذا تشويه بيّن لتعليمات الرئيس ماو . و الذين يلجؤون إلى الإنتقائيّة و السفسطة يعارضون الجدليّة و لا يُولون إنتباها للمنطق الجدلي غير أنّ ذلك السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب و " برنامج العام " لا يحيلان حتّى على المنطق الشكليّ أو المنطق العقلانيّ. بتعلّة أنّ " مجموعة موحّدة لا يمكن أن ينفرط عقدها " ، إقترح بعبثيّة " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " و سرعان ما حوّلها إلى " برنامج عام للعمل كلّه " لكامل الحزب و كامل البلاد في السنوات الخمسة و العشرين القادمة . أليس ذلك أمرا مفروضا على الغير ؟ و على وجه التحديد بإستخدام هذا التكتيك يُنكر ذلك السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب الصراع الطبقي كعلاقة مفتاح و ينبذ الخطّ الأساسي للحزب و يطبخ برنامجا تحريفيّا هو جوهريّا في تناقض مع الخطّ الثوريّ للرئيس ماو و لا صلة له بتعليمات الرئيس ماو .
و ليس صدفة أن يبدأ " البرنامج العام " و ينتهي بالدعوة إلى تحقيق " التعصيرات الأربعة " . هنا تبرز مسألة في منتهى الأهمّية هي تحديدا ما المسار التاريخي الذى يتعيّن على الصين إتّباعه مستقبلا ، بما في ذلك في الخمسة و العشرين سنة القادمة ؟ نعتقد أنّ الصين تمرّ الآن بفترة تطوّر تاريخي هامة : التمسّك بالخطّ البروليتاريّ الثوريّ للرئيس ماو و إنجاز الثرة الإشتراكية إلى النهاية و بناء بلد إشتراكي عظيم مزدهرا أكثر و التقدّم التدريجي نحو الشيوعيّة ؛ أم ممارسة التحريفيّة و إعادة تركيز النظام القديم و إنتهاج الطريق المطروق من قبل الإمبرياليّة – الإشتراكية السوفياتيّة ؟ و ستتميّز العقود العديدة الآتية بالتأكيد بفترة من الصراع العنيف بين الطريقين و النوعين من المستقبل . و لأجل خدمة المصالح الأساسيّة للشعب الصيني و لشعوب العالم ، ينبغي أن نقاتل في سبيل النوع الأوّل من المستقبل و ضد النوع الثاني . إنّ الخطّ الأساسي للحزب هو الخطّ الصحيح الوحيد لبلوغ هذا الهدف ، خطّ شريان حياة البروليتاريا و الشعب الثوريّ . لهذا أشار الرئيس ماو بصفة متكرّرة إلى " لا تنسوا أبدا الطبقات و الصراع الطبقيّ " و " يجب أن نتذكّر " الخطّ الأساسي للحزب " سنويّا و شهريّا و يوميّا ". و بما أنّ السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب يعوّض الخطّ الأساسي للحزب و يحلّ محلّة " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " و يُنكر الصراع الطبقيّ على أنّه العلاقة المفتاح ، فإنّه يرغب بطبيعة الحال الحصول على النوع الثاني من المستقبل وهو يعارض النوع الأوّل . و كواقع ملموس ، تحقيق " تعصيراته الأربعة " المزعومة ليس سوى مخطّط لإعادة تركيز رأسماليّة شاملة . و طبعا ، على كامل حزبنا و كامل جيشنا و شعب كامل البلاد أن يخوض نضالا بردّ الصاع صاعين ضد هذا الخطّ التحريفي .
(II)
هل يشمل " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " حقّا دراسة نظريّة دكتاتوريّة البروليتاريا ؟ هذا خاطئ و مخادع . و لا يحتاج الناس عدا إلقاء نظرة على كيف أنّ " البرنامج العام " يشوّه و يعارض توجيه الرئيس ماو حول مسألة نظريّة دكتاتوريّة البروليتاريا للتمكّن من فهم الخدع التي يطبخها التحريفيّون .
مع نهاية 1974 ، أصدر الرئيس ماو توجيها هاما حول المسألة النظريّة مشيرا إلى :
" لماذا تحدث لينين عن ممارسة الدكتاتوريّة على البرجوازيّة ؟ من الضروريّ أن تكون هذه المسألة واضحة . فغياب الوضوح بهذا الصدد يؤدّى إلى التحريفيّة . يجب أن تكون الأمّة بأسرها على علم بهذا ."
و متحدّثا عن النظام الإشتراكي ، قال الرئيس ماو :
" فى كلمة ، الصين بلد إشتراكيّ . قبل التحرير كانت تشبه أكثر البلدان الرأسماليّة . و حتّى الآن ، يمارس نظام سلّم الأجور ذى الثماني درجات و التوزيع حسب العمل و التبادل النقدي و فى كلّ هذا تختلف قليلا جدّا عن المجتمع القديم . نقطة الإختلاف هي أن نظام الملكية قد تغيّر ."
كما أشار الرئيس ماو إلى أنّ :
" حاليا تمارس بلادنا الإنتاج السلعي و نظام أجور غير عادل كذلك ،على غرار ما فى سلّم الأجور ذو الثماني درجات ، و ما إلى ذلك . فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا لا يمكننا إلا أن نحدد مثل هذه الأشياء . لذلك إذا توصّل أناس من أمثال لين بياو إلى السلطة سيكون سهلا جدّا بالنسبة لهم أن يركّزوا النظام الرأسماليّ . لذا علينا أن ندرس أكثر الأعمال الماركسيّة – اللينينيّة . "
و المظهر الأساسي لتعليمات الرئيس ماو هذه هو التشديد على ضرورة و أهمّية و تقييد الحقّ البرجوازي في قتال الحيلولة دون التحريفيّة ، و مزيد الإشارة لتوجّه مواصلة الثورة في كلّ من البنية الفوقيّة و القاعدة الإقتصاديّة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا . و مع ذلك ، ماذا يقول " البرنامج العام " حول التوجيه المتعلّق بالنظريّة ؟ إنّه يتجاهل تمام التجاهل الموضوع الأساسي لتوجيه الرئيس ماو ، و على وجه الضبط ، مسألة تقييد الحقّ البرجوازي و لا ينبس حتّى بكلمة واحدة بهذا الشأن. مسألة الحقّ البرجوازي بإعتبارها أرضيّة و ظروف تولّد برجوازية جديدة و مسألة التحريفيّة بإعتبارها الخطر الأساسي و مسألة الصراع بين الخطّين صلب الحزب و مسألة التعاطى مع السائرين فى الطريق الرأسمالي – جميع هذه المسائل غائبة عن رؤية " البرنامج العام " و هذا يدلّل بجلاء على أنّ ما يزعم أنّه " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " ليس يهدف إلاّ إلى الإلتفاف على و إلغاء توجيه الرئيس ماو حول مسألة النظريّة ، نظريّة دكتاتوريّة البروليتاريا . و يكشف إفراغ نظريّة دكتاتوريّة البروليتاريا من مضمونها الطبيعة البرجوازيّة لأتباع الطريق الرأسمالي . و قد أشار الرئيس ماو حديثا موجّها السهم إلى مقتل تحريفيّ :
" مع الثورة الإشتراكية صاروا هم ذاتهم هدفا للنيران . فى مرحلة تحويل التعاونيّات الفلاحية ، وُجد أناس فى الحزب عارضوا ذلك و عندما مررنا إلى نقد الحقّ البرجوازي ، تراجعوا . إنكم تقومون بالثورة الاشتراكية و بعد لا تعرفون أين توجد البرجوازية . إنّها بالضبط داخل الحزب الشيوعي – أولئك فى السلطة السائرين فى الطريق الرأسمالي - أتباع الطريق الرأسمالي لا زالوا على الطريق الرأسمالي" .
هذه النظرة الماركسيّة – اللينينيّة للرئيس ماو تشير بعمق على الأخطاء في الخطّ التي إقترفها المتبّع غير التائب للطريق الرأسمالي داخل الحزب و الجذور الإيديولوجيّة و الأسباب الطبقيّة العميقة الجذور للريح التي أثارها ، ريح الإنحراف اليمينيّ الساعي إلى الإنقلاب على أحكام الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى . و يُعزى هذا على وجه التحديد إلى كون المتّبع غير التائب للطريق الرأسمالي داخل الحزب يخشى أن تسبّب له الثورة الإشتراكيّة في التعرّض لطلقات نار و أن تُقيّد الحقّ البرجوازي الذى يعشقه و يعطف عليه و يتأثّر به موقفهم البرجوازي و نظرتهم إلى العالم بحيث ليس بوسعه إلاّ ان يعدّ " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " و أن يعارض إتّخاذ الصراع الطبقيّ كعلاقة مفتاح و تشويه توجيه الرئيس ماو و التلاعب به ، التوجيه حول مسألة النظريّة و الدفاع عن نظريّة موت الصراع الطبقي لأجل حماية مصالح البرجوازيّة في كلّ من داخل الحزب و خارجه . و مواجهين الحدّ الماركسي الثوريّ و هم خائفون من الموت الوشيك الممكن لطبقتهم ، أولئك الذين يتجوّلون لابسين لبوس" الشيوعيين" في حين أنّهم يمثّلون عمليّا مصالح البرجوازيّة عادة ما يحاولون بكلّ الوسائل الممكنة لتشويه المضمون الثوريّ للماركسية و حذفه و إفراغه من المضمون الثوريّ للماركسيّة ، و خصي حدّها الثوريّ و جعله يتماشى و حاجيات البرجوازيّة . أليس هذا ما فعله المتّبع غير التائب للطريق الرأسمالي داخل الحزب و خارجه و " برنامج العام ".
هل توقّفت الأمور عند هذا الحدّ ؟ لا . فأولئك الذين ينبذون الصراع الطبقيّ كعلاقة مفتاح و يدافعون عن موت الصراع الطبقي قد كانوا على الدوام يرغبون في " إستبعاد " صراع البروليتاريا ضد البرجوازية لا غير و ليس هجمات البرجوازية ضد البروليتاريا . و الواقع هو أنّه بينما يعارض الصراع الطبقي ، يهاجم " البرنامج العام " بشراسة البروليتاريا ، فهو يبيّن أكثر من أيّ شيء آخر خاصيّة الصراع الطبقيّ هذه .
و تعلّمنا النظريّة الأساسيّة لحزبنا و الممارسة الأساسيّة : التناقض الرئيسي أثناء المرحلة التاريخيّة للإشتراكيّة هو التناقض بين البروليتاريا و البرجوازيّة ، و أنّ الخطر الرئيسيّ هو التحريفيّة و أنّ هدف الثورة هو البرجوازيّة و الهدف المباشر هو الأشخاص في السلطة في الحزب أتباع الطريق الرأسمالي . لكن ماذا يقول هذا " البرنامج العام " ؟ يعنى رفع راية معارضة التطرّف " اليساري " أنّ المشكل الأساسي راهنا هو أنّ بعض " الأعداء الطبقيّين الذين يعارضون الماركسيّة يرِثُون جلباب لين بياو ، و يتبنّون شعاراتنا الثوريّة ثمّ يشوّهونها و يخصونها " و أنّهم " يلحقون بكوادر الحزب الجيّدة و الشخصيّات النموذجيّة المتقدّمة إلى خارج المسرح ". و يزعم حتّى أن " هذا الصراع هو التعبير المركّز عن الصراع الراهن بين الطبقتين و بين الطريقتين و بين الخطّين ".
و يستخدم " البرنامج العام " هنا مصطلح " الأعداء الطبقيّين الذين يعارضون الماركسيّة " إلاّ أنّه يحجب عمدا مضمونه الطبقيّ . على من يشير مداورة هذا المصطلح ؟ هل يحيل على أتباع الطريق الرأسمالي في الحزب ؟ لا . لا يصمت " البرنامج العام " عن مفهوم أتباع الطريق الرأسمالي داخل الحزب كما يصمت على جلبة على رأسه ، فحسب بل يمنع أيضا اللآخرين من إستخدامه . هل يحيل على الملاّكين العقّاريّين و الفلاّحين الفقراء و المعادين للثورة و العناصر الفاسدة و العناصر البرجوازية القديمة منها و الجديدة ؟ كذلك لا ؛ لأنّ " البرنامج العام " يشرح بوضوح أنّ هؤلاء لا يشملهم مفهوم " الأعداء الطبقيّين الذين يعارضون الماركسيّة ". و بالفعل ، آخذين بعين الإعتبار واقع أنّهم يرون أنّ المثابرة على الصراع الطبقي كعلاقة مفتاح يمضى ضد " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " فإنّ هذا " الكلّ الموحّد الذى لا يمكن تفكيكه "، " الأعداء الطبقيّين " الذين " يخصون الشعرات الثوريّة " هم أولئك الشيوعيّين الصينيّين الذين يتمسّكون بالخطّ البروليتاريّ الثوريّ للرئيس ماو ، الماركسيّون الذين يثابرون على إتّخاذ الصراع الطبقي كعلاقة مفتاح . و متبنّين موقفا برجوازيّا رجعيّا، يعتبرون كلّ الثوريّين الذين يثابرون على ممارسة دكتاتوريّة البروليتاريا ضد البرجوازيّة على أنّهم " الأعداء الطبقيّين ". يقومون بذلك في كتاباتهم وأعمالهم . و يصفون الخطّ التحريفي اليميني المتطرّف للين بياو على أنّه " يساري " متطرّف. و على هذا النحو ، يمكن أن يستخدموا جملا من مثل " وراثة جلباب لين بياو " لمهاجمة كلّ الثوريّين الذين ينقدون التحرفيّة أي الإنتهازيّة اليمينيّة و يندّدون بالثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و حركة نقد لين بياو و كنفيشيوس و يتّبعون الخطّ التحريفي لليو تشاوتشى و لين بياو على أنّه كنز . و ما يسمّونه " وراثة جلباب لين بياو " ( و ليس قليلا وراثة جلباب ليوتشاوتشى ! ) و " يستولون على شعاراتنا الثوريّة و يشوّهونها و يخصونها " - هذا الخطاب من صنف خطاب هو فانغ قد يستحسنه الملاّكون العقّاريّون الجدد و الفلاّحون الأغنياء و المعادون للثورة و العناصر الفاسدة و العناصر البرجوازيّة القديمة منها و الجديدة و السائرون في الطريق الرأسمالي غير التائبين و الذين يسعون إلى الإنقلاب على أحكام الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و إلى تصفية حساباتهم معها . و هذا الخطاب يملؤهم غبطة لأنّه تعبير عن الكلمات المنحوتة في قلوبهم .
و يشنّ " البرنامج العام " كذلك هجوما على الصراع الطبقي و الصراع بين الخطّين مدوجّها حربته إلى الذين " يلقون الكوادر الجيّدة لحزبنا و الشخصيّات النموذجيّة المتقدّمة خارج المسرح " . هذا محض خداع و إفتراء و تشويه . و قد قال ذلك السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب ذات مرّة : " يجب تطبيق السياسات المناسبة للعمّال القدماء و للكوادر القديمة المحنّكة لأنّه حالما تنطلق حركة عادة ما تلحق بهم الضرر ". و هذه الكلمات الواردة في" البرنامج العام" منسوخة عن ما قيل قبلا . كلمات " حالما تنطلق حركة " تنسحب على كامل الخطّ العام للصراعات التي خاضها الحزب في الماضي و كلّ هذه الصراعات يقع إنكارها إنكارا تاما . و يمكن لسائل أن يسأل : هل من الصحيح أنّه منذ نقد تشن تو – هسيو و لي لأي – سان و شو تشو- باي و لو تشانغ لونغ و وانغ مينغ و تشانغ كيو -تام ؛ إلى نقد كاو كانغ و بنغ تا - ها و ليو تشاوتشى و لين بياو، " حالما تنطلق الحركة " ، كافة الكوادر القديمة المحنّكة والعمّال القدماء " يلحق بهم الضرر" ؟ هل أنّ كالّ الحركات " ألقت بالكوادر الجيّدة للحزب و الشخصيّات النموذجيّة المتقدّمة إلى خارج المسرح " ؟ أليس هذا تشويها و إفتراءا ضد سلسلة الحركات السياسيّة التي أنجزها حزبنا في ظلّ قيادة ماو بما فيها الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى ؟ هنا ، يعرض " البرنامج العام " عرضا تاما مظاهره الرجعيّة بتوجيه رأس الحربة إلى الرئيس ماو و إلى خطّه البروليتاري الثوريّ . نقول " حالما تنطلق حركة " فإنّها تنزع إلى " إلحاق الضرر" بأناس . لكن الذين " عادة ما يلحق بهم الضرر " ليسوا الكوادر القديمة المحنّكة و العمّال القدماء ذوى التجارب و إنّما أولئك " القدامى " زعماء الخطّ التحريفي و الخطّ التحريفي الذى يروّجون له . إذا لم نخض الصراع ضد خطّهم الخاطئ ، لم يكن حزبنا ليتطوّر و ليقود شعب الأمّة كلّها و ليتوصّل مظفّرا إلى الثورة الإشتراكية إنطلاقا من الثورة الديمقراطية ، و لم يكن ليقدر على مواصلة التقدّم نحو الشيوعيّة . و بالذات لأنّه " حالما تنطلق حركة " " ستلحق الضرر " بالخطّ التحريفي الذى يشعر السائرون غير التائبون في الطريق الرأسمالي بالأسى عليه و هم يرغبون في الإنقلاب على الأحكام و إعادة كتابة تاريخ حزبنا . و مع ذلك ، لا يمكن لهذا سوى أن يكون محض فكر حالم !
و يحاول ذلك السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب الإنقلاب على أحكام الثورة الثقافيّة و تصفية الحساب معها و القيام بأعمال تعيد تركيز الرأسماليّة في جميع المجالات ب " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح ". إنّه يحدث ضجّة متواصلة بصفة متكرّرة حول " التعديل " . كيف " نعدّل "؟ يقول " البرنامج العام " بصفة واضحة : من الضروري " تعديل العمل فى كافة الميادين " ب " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " . " هناك حاجة للتعديل في الصناعة و الفلاحة و المواصلات و النقل و الماليّة و التجارة و العلم و التقنية و الثقافة و التعليم و الصحّة و الأدب و الفنّ و الجيش و كذلك في الحزب ". يا للهول ، " تعديلات " كبرى تسعة ! من القاعدة الإقتصاديّة على البنية الفوقيّة ، و من داخل الحزب إلى خارجه ، و من المناطق المحلّية إلى المركز ، كلّ شيء سيّئ و يجب " تعديله " و لا يُسمح لأبسط شيء أو لأيّة قطرة مهما كانت صغيرة بالتسرّب من الشبكة . نحن كذلك نقول إنّ بعض العمل في بعض المجالات يحتاج إلى التعديل لكن هذا يهدف إلى مزيد تطبيق الخطّ الثوريّ للرئيس ماو و مبادئه و سياساته و إلى إنجاز عملنا على أفضل وجه . و بالتالى ما هو هذا " التعديل " الشامل الذى يرغب فيه هذا السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب ؟ من خلال الصراع ضد ريح الإنحراف اليميني الرامية إلى الإنقلاب على أحكام الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في حقول كالتعليم و العلم و التقنية و الأدب و الفنّ و الصحّة ، شاهدنا بوضوح كبير أنّه يرغب في توظيف " التعديل " للإنقلاب على أحكام الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و تصفية الحساب معها و العودة إلى الخطّ التحرفي لليو تشاوتشى و لين بياو . وهذا " التعديل" الشامل يرمى عمليّا إلى شنّ هجوم شامل للإنتقام أي لإعادة تركيز الرأسمالية تركيزا شاملا .
و مثلما جاء في " البرنامج العام " ، بعض الناس " يمارسون التحريفيّة و هم يرفعون راية معاداة التحريفيّة و يمارسون إعادة تركيز الرأسماليّة و هم يرفعون راية معاداة إعادة تركيز الرأسماليّة " ، و هذا ليس سوى صورة ذاتيّة تنطبق تماما على ذلك السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب و " برنامجه العام " ل " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح ".
(III)

و في ما يتّصل بمسألة العلاقة بين السياسة و الاقتصاد و بين الثورة و الإنتاج ، يشوّه " البرنامج العالم " كذلك بشكل صارخ توجيهات الرئيس ماو و يعبث بها . و مع عدم الإشارة إلى الصراع الطبقيّ و الثورة الإشتراكيّة في المجال الاقتصادي ، يحب تطوّر الاقتصاد الوطني إلى دائرة النظريّة التحريفيّة لقوى الإنتاج .
و مثلما نعلم جميعا ، بالرغم من أنّ التحويل الإشتراكي لنظام ملكيّة وسائل الإنتاج قد إنتهى في الأساس في بلدنا ، فإنّه لم ينته بصورة كلّية . و حتّى في تلك القطاعات حيث جرى التحويل الاقتصادي ، لا يزال قائما الصراع الشرس بين التحويل و التحويل المضاد و بين إعادة التركيز و ضدّها . و بالتالى ، بينما ننجز البناء الإشتراكي ، يجب علينا أن نجتهد لمعالجة المشاكل المتنوّعة في علاقات الإنتاج و أن ننجز عملا جيّدا من الثورة في البنية الفوقيّة . و هذا يعنى أنّه يجب علينا أن نستوعب الصراع الطبقي كعلاقة مفتاح و نقوم بالثورة مع تطوير الإنتاج . و لأنّه معارض للسياسة الصحيحة ل " القيام بالثورة مع تطوير الإنتاج " يمضى " البرنامج العام " بصفة شاملة على مهاجمة الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى قائلا إنّه منذ أن إنطلقت " لم تقع إعارة الإنتباه إلاّ إلى السياسة فقط و ليس إلى الاقتصاد ، و إلى الثورة فقط و ليس إلى الإنتاج." كلّ من يشير إلى القيام بالثورة وبعمل جيّد في البناء الإقتصاديّ يتّهم بتشجيع " نظريّة قوى الإنتاج " و ب" ممارسة التحريفيّة ". و يفضح مثل هذا الهجوم تحديدا الموقف الرجعيّ ل " البرنامج العام " في الدفاع عن النظريّة التحريفيّة لقوى الإنتاج .
منذ بداية الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى ، طبّقت الجماهير الثوريّة الماركسيّة - اللينينيّة - فكر ماو تسى تونغ في النقد الجماهيري الثوريّ للخطّ التحريفي لليو تشاوتشى و لين بياو بما فيها نقد نظريّة قوى الإنتاج التي نشراها كالباعة المتجوّلين. إنّ هكذا نقد جماهيري صراع طبقيّ تخوضه البروليتاريا لسحق إعادة تركيز الرأسماليّة . و هذا بالضبط ما يشوّهه " البرنامج العام " على أنّه " لم تقع إعارة الإنتباه إلاّ إلى السياسة فقط و ليس إلى الاقتصاد ، و إلى الثورة فقط و ليس إلى الإنتاج ." و مع ذلك ، تبيّن عدّة أمثلة حيّة أنّ الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى قوّة محرّكة لا بأس بها في التطوير الملموس للإنتاج الإشتراكي و أتت بثمار جيّدة . هل من الصحيح أن تصف الجماهير الشعبيّة ليو تشاوتشى و لين بياو و أمثالهما ب " التحريفيين " و " مشجّعى نظريّة قوى الإنتاج " ؟ هذا صحيح مطلقا ! هذان النعتان مناسبان تماما و لا ينبغي التخلّى عنهما ! فقد قال لينين : " يهدف إنكار التحريفيّة الى إنكار التحريفيّة الخاصة بالمنكرين لهذه التحريفيّة " . و يهدف إنكار السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب و " برنامجه العام " نقد نظريّة قوى الإنتاج التحريفيّة إلى وراثة جلباب ليو تشاوتشى و لين بياو و مواصلة دفع الخطّ التحريفي المضاد للثورة و نظريّة قوى الإنتاج .
و قول إنّنا لم نعر " الإنتباه إلاّ إلى السياسة فقط و ليس إلى الاقتصاد ، و إلى الثورة فقط و ليس إلى الإنتاج " ليس عدا مسعى للخلط بين الأسود و الأبيض و الصحيح و الخاطئ . يمكن أن نتساءل : متى يُنمّى الثمانية مائة مليون شخص بالتعويل على جهودهم الخاصة غذاءهم الخاص و يصنعون لباسهم و يرسون نظاما سياسيّا مستقلاّ وطنيّا على أساس التعويل على الذات ، و متى يسحقون الحصار الاقتصادي و الإبتزاز اللذين تقف وراءهما الإمبريالية و الإمبريالية – الإشتراكية ، هل يمكن إعتبار أنّهم لم يعيروا " الإنتباه إلاّ إلى السياسة فقط و ليس إلى الاقتصاد ، و إلى الثورة فقط و ليس إلى الإنتاج " ؟ نستهلك الغذاء الذى تنتجه الجماهير الشعبيّة و نلبس الثياب التي تصنعها الجماهير الشعبيّة و نسكن المنازل التي تشيّدها الجماهير الشعبيّة و مع ذلك يطلق البعض لسانهم بمثل هذه العبثيّة " لم تقع إعارة الإنتباه للإقتصاد و للإنتاج " – هذا فعليّا ذمّ وقح لحزبنا و لأوسع الجماهير و الكوادر التي تقاتل في الجبهة الأماميّة للإنتاج الصناعي و الفلاحي لفترة طويلة !
لا يتعلّق الإختلاف بين الماركسيّة و النظريّة التحريفيّة لقوى الإنتاج بمسألة ما إذا كان أم لا من الضروري القيام بالإنتاج و تنفيذ عمل جيّد في البناء الاقتصادي . فقد أولت الماركسيّة على الدوام أهمّية كبرى لتطوير قوى الإنتاج لكنّها دافعت إلى جانب ذلك عن أنّ تطوير قوى الإنتاج لا يمكن فصله عن إصلاح علاقات الإنتاج و البنية الفوقيّة ،و عن أنّه بالقيام بالثورة سيكون من الممكن دفع الإنتاج . و التعديل في علاقات الإنتاج سيعبّد طريق تطوير قوى الإنتاج . الإنسان هو أهمّ قوّة من قوى الإنتاج . و طالما وًضعت السياسة البروليتارية في مصاف القيادة و طالما كان حماس الإنسان للإشتراكيّة مستنهضا تمام الإستنهاض في ظلّ ظروف الإشتراكية ، سيزدهر الإنتاج الإنتاج بإيقاع سريع . لكن نظريّة قوى الإنتاج تستبعد الصراع الطبقي و الثورة الإشتراكية من البنية الفوقيّة و علاقات الإنتاج . إنّها تنظر إلى التطوّر على أنّه الشيء الحاسم الوحيد . هذا هو بيت القصيد. لو كرّسنا أنفسنا كما يدعو إلى ذلك السائر في الطريق الرأسمالي داخل الحزب ، لو كرّسنا أنفسا إلى الإنتاج و البناء دون إعارة إنتباه للصراع الطبقيّ و الثورة و تركنا التحريفيّة تسود و تعيد تركيز الرأسماليّة عندئذ سيغدو الاقتصاد المطوّر و الإنتاج المطوّر و " التعصيرات الأربعة " قوى ماديّة تضطهد البروليتاريا و الشغّالين و تستعبدهم . و من هنا ، عقب إنتصار ثورة أكتوبر، ذكّر لينين الحزب و الشعب بصفة متكرّرة أنّ " 90 بالمائة من إنتباهنا و نشاطاتنا هي و يجب أن تتركّز على هذه المسألة الأساسيّة ، مسألة الإطاحة بالبرجوازية و تركيز سلطة سياسيّة بروليتاريّة و القضاء على كافة إمكانيّات إعادة تركيز الرأسماليّة ".
حين يهاجم هذا السائر في الطريق الرأسمالي داخل الحزب و " برنامجه العام " بهذه القوّة الآخرين ل " عدم إعارة إنتباه إلى الاقتصاد " و " عدم إعارة إنتباه إلى الإنتاج " ، هل هو منشغل حقّا بالإنتاج الإشتراكي ؟ لا ! شغله الشاغل الوحيد هو الإنتاج الرأسمالي و تقويض علاقات الإنتاج الإشتراكية و قوى الإنتاج . في رأيه ، " القيام بعمل جيّد في الإنتاج " يهدف عمليّا إلى إعادة تركيز ما يميّز الرأسماليّة . و يشرح هذا بوضوح في قسم " البرنامج العام " المخصّص لإدارة المؤسّسات. فهذا " البرنامج العام " يقول : عقب تطوير الإنتاج و التقنية ، " ستصبح القوانين و الضوابط أكثر صرامة بصفة متصاعدة و ستطالب الجماهير بالإحترام الصارم للقوانين و الضوابط ". " و هذا ليس في المجتمع الرأسمالي فحسب بل أيضا في المجتمع الإشتراكي و سيكون الأمر كذلك في المجتمع الشيوعي المستقبلي ". و هذه النظرات تنكر كلّيا الطبيعة الطبقيّة للقوانين و الضوابط و تتجاهل الإختلاف الأساسي بين الإشتراكية و الشيوعية و الرأسماليّة . كما نعلم ، تعكس القوانين و الضوابط العلاقات البشريّة في الإنتاج و لها طبيعة طبقيّة واضحة بجلاء. و تضطهد القوانين و الضوابط في القطاعات الإقتصاديّة في المجتمع الرأسمالي و تسلب الطبقة العاملة الشغّالين . نحن بلد إشتراكي سادته هم الطبقة العاملة و الشغّالون. و نحن مع التعويل على الطبقة العاملة و الشغّالين في تعيين القوانين و الضوابط المناسبة لتطوّر الاقتصاد الإشتراكي . وإنّنا نعارض الفوى و كذلك نعارض " مراقبة ومحاصرة وإضطهاد " العمّال والشغّالين بممارسة دكتاتوريّة البرجوازية. " القانون الأساسي شركة الحديد و الفولاذ بأنشان " الذى وافق عليه الرئيس ماو شخصيّا ، هو الذى يشكّل المبادئ الأساسيّة التي ينبغي أن تتّبعها قوانين و ضوابط المؤسّسات الإشتراكية . و مع ذلك ، لا يقول " البرنامج العام " أي شيء عن هذا و بدلا من ذلك ، يصرخ من أجل الحاجة إلى إرساء قوانين و ضوابط " أكثر صرامة بصفة متصاعدة ". و بالفعل القوانين و الضوابط في القطاعات الاقتصادية الرأسماليّة صارمة و قاسية جدّا . فالوقت الذى يمضيه العمّال في المرحاض يجب أن يؤخذ كذلك بعين الإعتبار ، و يعاقب بطرق متنوّعة إذا تجاوزوا الوقت المحدّد المسموح به . لكن " البرنامج العام " ينظر إلى مثل هذه القوانين و الضوابط على أنّها فوق الطبقات ، فوق ما رتبط بالزمن مدّعيا أنّ ذلك ليس كذلك في المجتمع الرأسمالي فحسب بل أيضا في المجتمعات الإشتراكية و الشيوعيّة . إن لم يكن هذا نداءا لإعادة تركيز الرأسماليّة ، ماذا يكون إذن ؟ إن لم يكن دعوة إلى دكتاتوريّة ضد الطبقة العاملة و الشغّلين ، ماذا يكون إذن ؟ لئن ربطنا هذا بكلمات و أفعال أخرى لهذا السائر غير التائب في الطريق الرأسمالي داخل الحزب ، يمكن أن نرى بجلاء حتّى أكبر أنّ دافع إقتراحه " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " و نظره إلى تطوّر الإقتصاد الوطني كذلك ك" علاقة مفتاح " هو رغبته في تطبيق خطّه التحريفي ل " لا فرق بين القطّ الأبيض و القطّ الأسود " و لا فرق بين الإمبريالية و الماركسية ، خطّ يرد عمليّا تكريس الرأسماليّة و ليس الإشتراكية .
" إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " مصاغ بلغة ماركسيّة و مطبوخ بيد خدعة إنتقائيّة . إنّه برنامج منافق و تحريفي رجعيّ . يعكس " البرنامج العام " كوسيلة لنشر " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " أيضا هذه الميزة . إنّه خليط كبير فقير جدّا نظريّا و سيّء جدّا تكتيكيّا و مؤلّف من شظايا و مضطرب منطقيّا و متناقض إيديولوجيّا . لكنّه يساعدنا على مزيد فهم و نقد الجوهر الرجعيّ ل " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح ". و بهذا المضمار يفيدنا جدّا كمادة تعليم بالمثال السيّء .
للنقد العميق ل " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " دلالة هائلة بالنسبة لنا في الدفاع عن الماركسيّة ، و قتال التحريفيّة و التمسّك بالإشتراكية و معارضة الرأسماليّة . يمكن لبرنامج سياسي أن يكون أطروحة طويلة أو مجرّد مخطّط عام . لكن سواء كان أطروحة طويلة أم مخطّط مختصر ، في كلّ الحالات يشمل المسائل المبدئيّة للماذا ممارسة الماركسيّة أو التحريفيّة بما في ذلك مسألة ما إذا كنّا نواصل أم نعارض الأساس النظريّ لحزب سياسي بروليتاري . لقد أولى معلّمو الثورة البروليتاريّة على الدوام أهمّية كبرى للطبيعة المبدئيّة و لنقاوة البرنامج السياسي البروليتاري ، و على الدوام تبنّوا موقفا واضحا جليّا من الصراعات بلا مساومة ضد كافة أصناف البرامج الإنتهازيّة و التحريفيّة ، و نقدوها بعمق و شموليّة سياسيّا وإيديولوجيّا ، أشاروا إلى التوجّه الصحيح للتقدّم بالقضيّة الثوريّة للبروليتاريا . عندما نقد " برنامج غوتا " ، قال ماركس : " لا يسمح لى واجبي بأن أعترف ، و إن بصمت ديبلوماسي ، ببرنامج أنا مقتنع بأنّه يهدم من معنويّات الحزب . " و زمن ظهور دوهرينغ الإنتهازي ليعارض الأساس النظريّ للحزب ، حاول إنجلز نقده و بدعم من ماركس ، و بتصميم " وضع كلّ شيء جانبا ليعالج هذا المزعج - دوهرينغ " .
و بشأن مسألة الأساس النظري للماركسيّة ، يجب أن نتبنّى موقفا جدّيا و مناضلا . و يعود هذا إلى أنّ النظرات أو الشعارات الخاطئة بصدد مسألة الأساس النظريّ ستؤدّى عادة إلى الخيانة التامة للماركسيّة ، إلى الطريق الشرّير للتحريفيّة . و حينما تقدّم خروتشوف بالخطّ التحريفي ل " الإنتقال السلميّ " ، أشار الرئيس ماو بنظرة ثاقبة :
" أتزال ثورة أكتوبر صالحة ؟ أيمكن بعد أن تتتّخذ نموذجا لمختلف البلدان ؟ يقول تقرير خروتشاف للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي إنّه من الممكن بلوغ السلطة عبر الطريق البرلماني و هذا يعنى أنّ البلدان الأخرى لن تحتاج بعد الآن إلى إتّباع مثال ثورة أكتوبر . حين يفتح هذا الباب على مصراعيه ، فإنّ اللينينيّة تكون نُبذت في الأساس ".
و حينما تقدّم ليو تشاوتشى بما يسمّى" التناقض بين الأربعة النظيفة و الأربعة غير النظيفة " أثناء حركة التربية الإشتراكية، أدرك الرئيس ماو أنّ ذلك كان محاولة لنبذ التناقض بين البروليتاريا و البرجوازية بما هو التناقض الرئيسي و لتجاهل المسألة المبدئيّة بأنّ الطبقات والتناقضات الطبقيّة والصراع الطبقي تظلّ موجودة في المجتمع الإشتراكي . وأشار إلى أنّه :
" إذا نسينا هذه النظريّة و الممارسة الأساسيّتين لحزبنا في الإثني عشرة سنة الماضية ، سنظلّ الطريق . "
و حينما أعدّ لين بياو برنامجه النظريّ التحريفي ل" نظريّة العبقريّ بالفطرة " بسرعة عرّى الرئيس ماو طبيعتها الرجعيّة. و أشار إلى مسألة ما إذا كان " التاريخ من صنع الأبطال أم العبيد "، ما إذا كانت معرفة الإنسان ( و القدرات التي تنتمى أيضا إلى صنف المعرفة ) فطريّة أم مكتسبة عقب الولادة ، و ما إذا كان يجب علينا التمسّك بالنظريّة المثاليّة للفلسفة المتعالية أم بالنظريّة الماديّة للإنعكاس ، مسألة كبرى تتّصل بالصحيح و الخاطئ بالنسبة إلى الطبقتين ، للخطّين و للنوعين من النظرة إلى العالم . و دعا الحزب برمّته إلى إتّخاذ موقف ماركسي و رسم خطوط تمايز واضحة مع تحريفيّة لين بياو .
و اليوم ، حين يقترح السائر غير التائب في طريق الرأسماليّة داخل الحزب " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " ، كذلك ، ليس الأمر مجرّد مسألة صياغة و إنّما هو مسألة تشمل ما إذا يمكننا أن نتمسّك بالبرنامج الأساسي للحزب و خطّه الأساسي و ما إذا يتوجّب علينا أن نعزّز دكتاتورية البروليتاريا أن نعيد تركيز الرأسماليّة . و إذا كنّا لنرفع راية الماركسيّة و ندافع عن الأساس النظريّ للحزب البروليتاري و نمنع إفساده و تشويهه ، يجب علينا أن نقاتل و ننقد بشمول و عمق أخطاء " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح ". و نعتقد أنّه بواسطة الصراع للتصدّى إلى ريح الإنحراف اليميني الساعية للإنقلاب على أحكام الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و بواسطة نقد " إتّخاذ التوجيهات الثلاثة كعلاقة مفتاح " سيتقدّم حزبنا بالتأكيد و تتقدّم قضيّتنا البروليتاريّة الثوريّة بأكثر سرعة حتّى و ستحقّق إنتصارات أكبر حتّى .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------


ملحق لنصّ " خطّ عام لإعادة تركيز الرأسماليّة – تحليل ل " حول البرنامج العام لكلّ عمل كامل الحزب و كامل الأمّة " مقترح من المترجم
مقتطف من الفصل الثاني من كتاب " الاقتصاد السياسي الماويّ و الطريق الثوريّ إلى الشيوعيّة - كتاب شنغاي 1975 "؛ نشر و تقديم و خاتمة لريموند لوتا ، بانر براس ، نيويورك ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، 1994 )

جوهر " نظريّة قوى الإنتاج " هو معارضتها للثورة البروليتاريّة و دكتاتوريّة البروليتاريا

الخيانة الأكثر جوهريّة للماركسيّة من طرف التحريفيّين الجدد و القدامى هي معارضتهم للثورة البروليتارية و دكتاتوريّة البروليتاريا . و الراية البالية التي عادة ما يرفعونها في معارضة الثورة البروليتاريّة و دكتاتوريّة البروليتاريا هي راية " نظريّةقوى الإنتاج " [ أو نظريّة " الإنتاجيّة أوّلا " ].
فقد حاول برنشتاين وكاوتسكى ، تحريفيّا الأممية الثانية ، جهدهما للترويج لهذه الفكرة زاعمين أنّه بفضل تطوّر قوى الإنتاج، " ستتحوّل تدريجيّا " البلدان الرأسماليّة ذات الاقتصاد الصناعي المتطوّر إلى الإشتراكيّة . في هذه البلدان ، لم يكن بالتالى من الضروريّ اللجوء إلى الثورة العنيفة . و النتيجة الطبيعيّة لذلك هي أنّه في البلدان الرأسماليّة ذات الصناعات المتخلّفة ، في المستعمرات و البلدان التابعة ، كان من الضروريّ أوّلا " تطوير " قوى الإنتاج بما أنّه [ حسب زعمهم ] دون قوى إنتاج عالية التطوّر ، لا يمكن للبروليتاريا أن تخوض غمار ثورة . فمثّل هذا النسخة الأوّليّة " لنظرية قوى الإنتاج " صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة . و قد عاطت هذه النظريّة الخاطئة مع التغيير الاجتماعي على أنّه مجرّد مسألة تطوّر قوى الإنتاجز و تجاهلت تمام التجاهل أنّ علاقات الإنتاج تؤثّر بدورها في تطوّر قوى الإنتاج و أنّ البنية الفوقيّة تؤثّر بدورها في القاعدة الإقتصاديّة . كما تجاهلت مبدأ من مبادئ الماديّة التاريخيّة ألا وهو أنّ التغيير الاجتماعي في المجتمعات الطبقيّة لا يمكن أن يتحقّق غلاّ عبر صراع طبقي شرس .
و قد وجّه مؤسّسا الماركسيّة صفعة صارمة ل " نظريّة قوى الإنتاج " التحريفيّة حيث أشار إنجلز إلى أنّ : " وفقا للمفهوم المادي عن التاريخ ، يشكّل إنتاج و تجديد إنتاج الحياة الفعليّة العنصر الحاسم ، في آخر المطاف ، في العمليّة التاريخيّة. و أكثر من هذا لم نؤكّد في يوم من الأيّام ، لا ماركس و لا أنا . أمّا إذا شوّه أحدهم هذه الموضوعة بمعنى أنّ العنصر الاقتصادي هو ، على حدّ زعمه ، العنصر الحاسم الوحيد ، فإنّه يحوّل هذا التأكيد إلى جملة مجرّدة ، لا معنى لها ، و لا تدلّ على شيء . " ( رسالة " من إنجلز إلى يوسف بلوخ " – سبتمبر 1890؛ ضمن " رسائل حول المادية التاريخيّة " ، و " مختارات ماركس و إنجلز في 4 أجزاء "، الجزء الرابع ، الصفحة 171 ؛ الكتابان صدرا عن دار التقدّم ، موسكو ).
و اثناء الثورة البروليتاريّة في روسيا ، أمسك أناس مثل توتسكي و بوخارين مرّة أخرى ب " نظريّة قوى الإنتاج " الرثّة في مسعى عبثيّ لمعارضة التقدّم المظفّر للبروليتاريا الروسيّة ضد النظام الرأسماليّ . و شدّدوا على أنّ روسيا المتخلّفة إقتصاديّا لم تكن مؤهّلة لنظام إشتراكي . و هذا النوع من العبثيّة تناوله لينين بالنقد الحاد و القاسي متسائلا : " لماذا لا يمكن لنا أن نبدأ أوّلا بالظفر ، عن طريق الثورة ، بالشروط المسبٌّة لهذا المستوى المعيّن ، لكي نتحرّك فيما بعد للحاق بالشعوب الأخرى ، مستندين إلى حكم العمّال و الفلاّحين و إلى النظام السوفييتي ".( " حول ثورتنا " ، المجلّد العاشر من " المختارات في 10 مجلّدات " ، الصفحة 563 ، باللغة العربيّة ، دار التقدّم ، موسكو .)
و خلال الثورة الصينيّة ، إستعار قادة الخطّ التحريفيّ أمثال تشن تو-هسيو " نظريّة قوى الإنتاج " الرجعيّة من تحريفيّى الأمميّة الانية و التروتسكيّين ليقولوا إنّ الاقتصاد الصيني كان متخلّفا و إنّ البروليتاريا لا يمكن أن تفتكّ السلطة السياسيّة إلاّ بعد أن تكون الرأسماليّة قد تطوّرت تطوّرا كبيرا . و فعلا تنكّرت هذه النظريّة إلى الحاجة إلى الثورة في الصين و كانت ستبقى الصين في وضعها شبه المستعمر و شبه الإقطاعي . فعارض الرئيس ماو هذا الموقف بهذه الملاحظة : " بدون الإصلاحات السياسيّة فإنّ جميع القوى المنتجة ، الزراعيّة و الصناعيّة ، سيكون مصيرها الدمار " (10- ماو ، " حول الحكومة الإئتلافيّة " ، " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " ؛ مجلدّ 3 ، ص 252 باللغة الأنجليزية ، ص 345 الطبعة العربيّة لدار النشر باللغات الأجنبيّة ، بيكين ) .
و محيلا على الطابع شبه المستعمر شبه الإقطاعي للمجتمع الصيني القديم ، أشار الرئيس ماو إلى أنّه يجب على الثورة الديمقراطيّة الصينيّة أن تمرّ بمرحلتين . المرحلة الأولى هي مرحلة الثورة الديمقراطية الجديدة ؛ و المرحلة الثانية هي مرحلة الإشتراكيّة . و السيرورتان الثوريّتان مختلفتان على أنّهما مرتابطتان .فالثورة الديمقراطية الجديدة هي الإعداد الضروريّ للثورة الإشتراكيّة و الثورة الإشتراكية هي المنحى الحتميّ للثورة الديمقراطية الجديدة . و قد حطّم هذا تحطيما كلّيا دقيقا مؤامرة أمثال تشن تو – هسيو الذين سعوا بلا طائل إلى عرقلة الإعصار المتطوّر لثورة الشعب الصينيّ باللجوء إلى " نظريّة قوى الإنتاج " الرجعيّة .
قال الرئيس ماو : " صحيح أنّ القوى المنتجة ، و الممارسة العمليّة ، و القاعدة الإقتصاديّة ، تلعب عادة الدور الرئيسي الحاسم ، و من ينكر هذه الحقيقة لا يكون ماديّا . لكن يجب أن نعترف كذلك بأنّ علاقات الإنتاج و النظريّة و البناء الفوقيّ تلعب بدورها ، في ظلّ ظروف معيّنة ، الدور الرئيسيّ الحاسم ." (11)
( 11- ماو ، " في التناقض " ، " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " ؛ مجلّد 1 ، ص 336 باللغة الأنجليزيّة ؛ ص 487 الطبعة العربيّة لدار النشر باللغات الأجنبيّة ، بيكين ) .
و يبيّن تاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة أن خطّ التمايز بين الماركسيّة و التحريفيّة في النضال البروليتاريّ من أجل السلطة السياسيّة يكمن في ما إذا كان المرء يثابر على الدفاع عن نظريّة الوحدة الجدليّة بين قوى الإنتاج و علاقات الإنتاج و بين القاعدة الإقتصاديّة البنية الفوقيّة أو ما إذا كان المرء يروّج ل " نظريّة قوى الإنتاج " الرجعيّة .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة الإسرائيليّة تُطلق العنان ل - مستوطنين - عنصريّين مس ...
- بوب أفاكيان:لا لترامب الفاشيّ ! لا لجو بايدن الإبادي الجماعي ...
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ...
- لنحشد قوّة دفاعا عن أرنداتى روي – لنوقف هجوم الحكومة الهنديّ ...
- جمهوريّة إيران الإسلاميّة ليست - مناهضة للإمبرياليّة - – إنّ ...
- إزدواجيّة خطاب و تواطؤ الحكومة المكسيكيّة في ما يتّصل بالإبا ...
- 4 جويلية 2024 : لنقُل لا للإحتفال بأمريكا – نموذج حقيقيّ للإ ...
- تحيين غزّة : - هذه اللحظات من اللحظات الأكثر وحشيّة في تاريخ ...
- تقرير الأمم المتّحدة توثّق جرائم حرب إسرائيل و جرائمها ضد ال ...
- بايدن يلعب - لعبة اللوم - بشأن إيقاف إطلاق النار و أجندا الك ...
- الديمقراطيّة في ظلّ الإشتراكيّة
- جمهوريّة الإعدامات : أنتم المجرمون ! أوقفوا إعدام البشر ! - ...
- مجزرتان إسرائيليّتان في النصيرات في غضون ثلاثة أيّام : مئات ...
- بوب أفاكيان : الفلسفة و الثورة – الجزء الأوّل و الجزء الثاني
- إدانة دونالد ترامب لإرتكابه 34 جريمة ¬¬¬– الصدام الآتى والحا ...
- - الخطوط الحمراء - لجو بايدن الإبادي الجماعي مكتوبة بحبر يتب ...
- أرقام قياسيّة مسجّلة على الأرض و في البحر : الكوكب يغلى غليا ...
- مفترق طُرق في النضال من أجل إيقاف الإبادة الجماعيّة للولايات ...
- إلى الطلبة المناضلين من أجل إيقاف الإبادة الجماعيّة التي تقت ...
- المحكمة الدوليّة تبحث أمر محاكمة نتن – النازي لجرائم حربه و ...


المزيد.....




- فوز اليسار.. هل يتحالف ماكرون مع الفائز أم يناور سياسيا؟
- ساحة الجمهورية بباريس تعج بالمحتفلين بعد فوز تحالف اليسار
- بلاغ صادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي ...
- فوز اليسار بفرنسا.. ارتياح عربي على منصات التواصل الاجتماعي! ...
- عاجل | الغارديان عن مسؤولين في حزب العمال: لا نزال نعتقد أن ...
- فرنسا: فوز مفاجئ لجبهة اليسار على حساب اليمين المتشدد في الا ...
- الخطأ الذي حدث في الرأسمالية/ روشير شارما*
- بعد فوز اليسار.. ليبرمان يدعو يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل ...
- سياط الفقراء.. إلى أين تمضي الديمقراطية الغربية؟
- بعد الفوز المفاجئ لليسار.. شاهد كيف تفاعل الفرنسيون مع نتائج ...


المزيد.....

- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى
- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - المؤتمران الماويّان للحزب الشيوعي الصيني و تحريفية دنك سياو بينغ و أمثاله و أتباعه الفصل الثاني من كتاب - مواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا للإنقلاب التحريفي و إعادة تركيز الرأسمالية في الصين ، منذ سبعينات القرن العشرين