أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفلسطيني والاحتلال في مجموعة -على جسر النهر الحزين- محمد علي طه














المزيد.....

الفلسطيني والاحتلال في مجموعة -على جسر النهر الحزين- محمد علي طه


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8029 - 2024 / 7 / 5 - 18:21
المحور: الادب والفن
    


الفلسطيني والاحتلال في مجموعة
"على جسر النهر الحزين"
محمد علي طه
عندما يكون الأدب والأديب ملتزما فإنه سيحمل قضايا وهموم شعبة وأمته، بصرف النظر عن حجم الرقابة وطريقتها، وما يترتب على من يتجاوزها من (عقاب)، وبما أننا نتحدث عن أدب فلا بد من وجود شكل/طريقة /اسلوب أدبي يليق بالأدب، وهذا يجعل مهمة الأديب الملتزم مضاعفة.
تتكون هذه المجموعة من ثلاث عشرة قصة، وكلها تتناول القضايا والهموم الوطنية الفلسطينية، وبما أننا نتحدث عن أدب فلسطيني فقد التزم القاص بجعل الشخصيات تتحدث بلغة بسيطة، وما وجود الأمثال الشعبية إلا صورة عن بساطة الشخصيات وبساطة لغتها، كما نجد الثقافة الدينية حاضرة، إن كانت إسلامية أم مسيحية، وهذا يشير إلى اجتماعية الفلسطيني المنفتح على أبناء شعبه، كما نجد حضور المكان، وكذلك الاحتلال وما يفعله لمحوه ومحو الشخصية الفلسطينية.
سنتوقف عند قصة "اللجنة" التي جاءت بلغة أنا القاص، حيث يعطينا صورة واضحة عن تحالف الديني والسياسي والطبقي، لخدمة الاحتلال، فنجد شخصية "المختار، الشاويس "حاييم" وجابي الضرائب "سالم" والشيخ "سعد" كلهم يعملون معا لعدم حدوث أي تغيير في القرية، فالمختار "حسن عبد القادر" مختار أبا عن جد: "لم يستطع أحد أن يعانده طيلة عشرين سنة، وإذا عانه أحدنا هرا جلده سالم ضريبة الدخل" ص10،
وعندما تم تشكيل لجنة لإدارة تنفيذ شارع القرية، وفاز الشباب فيها، دون أن يعطوا المختار أي منصب/مكان فيها كانت ردة فعله: "وتوعد أن يخرب البيوت ويقيم الدنيا على رؤوسنا ويقعدها فهو ابن حكومة وصديق الشاويش حاييم وصاحب سالم ضريبة الدخل" ص18و19، وهنا يأتي دور لرجل الدين الشيخ "سعد" الذي يقوم بدوره في (تهدئة) الأمور وإبقاءها على حالها: "يا عمي يا ابن رباح، تنازل عن الرئاسة للمختار، من أبوك يا ولد؟ كل واحد يعرف مجلس أبيه! ونحن نريد أن نعمر ولا نريد أن نخرب!" ص19، هذا التحالف بين السياسي/المختار وبين السلطة التنفيذية الشاويس "حاييم" وسالم ضريبة الدخل، وبين الأمام "سعد" يتجاوز قرية القاص ليصل إلى كل القرى الفلسطينية، وحتى العربية، فطريقة هيمنة النظام على الشعب/الأمة يعتمد على هذه الثلاثية من التحالفات.
يركز القاص على دور "المختار" الفاسد والمرتشي والمتعاون مع الاحتلال من خلال: "وحتى العجوز المقطوعة أم هاني التي تقبض كل مطلع شهر عشرين ليرة من الشؤون الاجتماعية يأخذ منها في كل سنة راتب شهر تسميه "شهر المختار" وفي أيام البقل تجمع له من البر الزعتر والعلت والشومر والعكوب" ص11، وهذا ما جعل عملية إزالته من اللجنة وعدم إعطاءه أي مكان فيها أمر ضروري ليكون عملها ناجح وسليم.
وبما أن القاص يتحدث عن قرية فلسطينية، فقد أشار إلى حال هذه القرية: "بلدنا بدون شارع، وفي أيام الشتاء تصبح جزيرة بلا موانئ، ووسيلة النقل المعرفة هي البهائم" ص13، اللافت أن طريقة تقديم حال القرية يأتي بسلاسة وسهولة، فالقاص يوصل لنا حال القرية دون أن نرى/نجد أي إقحام، فهو يتحدث بطريقة (عادية) كما يتحدث أي إنسان.
وعندما أراد الحديث عن الشاويش "حاييم" وما يفعله بأهل القرية، أيضا استخدم الطريقة (البسيطة/العادية) بعيدا عن المباشرة والإقحام: "والشارع مضر، والشاويش حاييم سيجعل بلدنا محطة، طر، طر، السلام عليكم، مع السلامة، مرحبا، دعونا مرتاحين منه في فصل الشتاء" ص14، اللافت في طريقة تناول القاص أنه أشار إلى بطش "حاييم" وإلى الزمن الذي يكون البطش على أشدة، فصل الصيف تحديدا، عندما لا (تغرز) إطارات سيارته في الوحل.
قلنا إن الفلسطيني يهتم بالمكان، فرغم أن القاص لا يحدد اسم قريته، إلا أنه يذكر القرى والمدن التي تحيط بها: "والذي يزيد الطين بلة كما يقول هؤلاء الأولاد الذين تعلموا في مدارس الناصرة وكفر ياسيف وحيفا أن منافس المختار هذه المرة ابن رباح، ابن راعي عجال بلدنا، أيام أن كان لبدنا عجال ومراع" ص10، نلاحظ أن القاص يشير بطريقة (بسيطة) إلى ما فعله المحتل في البلدات والمدن الفلسطينية، فقد أزال المراعي أو استولى عليها، مما حرم البلدات والقرى من مراعيها.
في قصة "الاستثناء والقاعدة" يأتي "الخواجا" ضيفا عند (القاص) الذي يتحدث بطلاقة عن همومه: "هل شاهدت مرة دودة أرض في الشارع، طبعا لا، فشوارعكم بلا تراب، أما شوارعنا فيكسوها الغبار صيفا والوحل شتاء" ص50، وعن بقية نواحي الحياة: "مجيئك أكبر أحجية، فأنت خواجة، أي نعم، ولست من ضريبة الدخل، حسن جدا، ولا من دائرة الأراضي، تشرفنا إذن من تكون؟ الانتخابات قد مرت وارتحنا، ...إذا اقتربتم سنخرب بيوتكم، ونزيد الضريبة، ونفصل لأولادكم من العمل، والذي يأكل من خبز السلطان يضرب بسيفه" ص51و52، بهذا المشهد يجمع القاص العديد من حالات/طرق القمع التي يتعرض لها الفلسطيني، مما يجعله مقيدا، فهو مربوط/محاصر اقتصادينا/أمنينا/تعليميا.
المجموعة من منشورات الصداقة، الناصرة، الطبعة الثانية 1978.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ذاكرة في الحَجْر تفضح أنظمة الاستبداد كوثر الزين
- المثقف في رواية -موسم الهجرة إلى الشمال- الطيب صالح
- الصوفية والحرب في -أجيء إلى ذراعيك- جواد العقاد.
- الشاعر والوطن في ديوان -لا أكتب الشعر- جمال قاسم
- تناسق الشكل والمضمون في -ديوان ما ظل مني- عبدالسلام عطاري
- الهدوء والقسوة في -ولي لغتي- جمال قاسم
- العدوان واللغة في قصيدة -نهار متوحش- جواد العقاد
- عناصر الفرح/التخفيف في أنا لا أكتب لأحد جروان المعاني
- الهزيمة والنصر في قصيدة -أمطار حزيرانية- علي البتيري
- رواية الحكاية في رواية -تزوجت شيطانا- كفاح عواد
- القصيدة الساخنة -رسائل لم تصل- سميح محسن
- انحياز المرأة للمرأة في -نساء في غزة- هند زيتوني
- الواقع الفلسطيني في قصيدة -سجل- هنادي خموس في ذكرة الخام
- درب الآلام الفلسطيني في قصيدة -وكبر الرحيل- منير إبراهيم
- الطرح الكامل في قصيدة -جذور- سامي البيجالي
- المسموح والممنوع في -شرط- مأمون حسن
- ثنائية الإبداع في قصيدة -خلف الباب- سمير التميمي
- الازدواجية في كتاب متلازمة ديسمبر للكاتب فراس حج محمد
- الغرب والمنطقة العربية في كتاب -انتفاضة رشيد عالي الكيلاني و ...
- الخطورة في رواية -سجينة الشر- بدر رمضان


المزيد.....




- من هنا.. رابط الاستعلام عن نتائج الدبلومات الفنية 2024 بالاس ...
- مصر.. دعوة لمقاطعة أحمد حلمي بسبب فيلم مع تركي آل الشيخ
- تعدد الرواة في قصص قصيرة.. تراث الممالك وقضايا معاصرة في -فه ...
- ألعاب باريس 2024: الشعلة الأولمبية بين الرياضة والثقافة
- أَجمل حلقات سبونج بوب الجديدة .. تردد قناة سبونج بوب للاطفال ...
- شوف أفلام Animation جديدة .. تردد قناة توم وجيري نايل سات 20 ...
- -سموكي آيز-.. تناول جريء لقصة تدور في شوارع القاهرة
- “كٌـــل المحافظات” نتيجة الدبلومات الفنية 2024 برقم الجلوس ع ...
- كيف كانت ستبدو السعودية في لوحات الفنان الشهير فان جوخ؟
- أول تعليق من حسام حبيب على واقعة ضربه شيرين عبد الوهاب


المزيد.....

- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفلسطيني والاحتلال في مجموعة -على جسر النهر الحزين- محمد علي طه