أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - ذكريات من الحارة














المزيد.....

ذكريات من الحارة


ريان علوش
(Rayan Alloush)


الحوار المتمدن-العدد: 8027 - 2024 / 7 / 3 - 14:53
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد ظهور القنوات اللبنانية في التسعينات كان الاتجاه العام هو حيازة الشبكات الحديثة بشكل جنوني كنوع من الثورة غير المعلنة، أو بمعنى آخر كانت الحال أشبه بالنزوع نحو الانعتاق من الرق، رق القناة الأولى والثانية أيضاً .
في حارتنا وكغيرها من الحارات كان التنافس على أشده فيمن يحوز تلك الشبكة الذهبية، فكانت أغلب الأحاديث عن فلان الذي اشتراها نوعية جيدة، وفلان الذي لم يوفق في ذلك .
جواد الرجل الستيني الذي تقاعد مؤخرا كان مسرورا بما يجري فهو وجد تسلية جعلت منه خبيرا يستشار حول النوعية و كيفية تركيبها.
في الآونة الأخيرة لاحظت بأن جواد قد بدأ ينحو باتجاه آخر، حيث صرح تصريحا خطيرا بقوله :النوعية وحدها لا تكفي بل يجب أن يكون ذلك مترافقا مع طول الأنتيل، فكلما كان أطول كلما كانت النتيجة أفضل.
هنا وبعد تصريح جواد بات التنافس على أشده بين أهل الحارة حول من يستطيع حيازة أطول انتيل، وكان جواد هو الحكم ففي كل يوم يقف جواد معلنا أن انتيل فلان أطول انتيل بالحارة.
ما قاله جواد إضافة للمنافسة الحادة في الحارة دفعني للذهاب إلى أقرب حداد طالبا منه : انتيل بطول عشرة أمتار .
بعد عدة أيام كان أهم تصريح صرح به جواد وجعله مصدر فخر لي، ومصدر حسد جيراني بأن انتيلي هو الأطول على الإطلاق .
بعد عدة أيام لاحظت بأن انتيل جواد بات أطول من انتيلي ولدى سؤالي أجابني:بأنه أحضر خشبة و أدخلها بالحديدة حتى باتت كأنها قطعة منه.
يومئذ اعتبرت ما قام به جواد نوع من الثعلبة لذلك قاطعته فترة من الزمن.
في تلك الفترة كانت عيني على انتيل جواد لأرى المستجدات التي ستطرا عليه، وهذا الاهتمام أعترف الآن بأنه كان نوع من الغيرة .
مع حلول الصيف كان شاغلي الأكبر هو توجيه انتيلي على الجهة التي يكون عليها انتيل جواد وهذا ما اتعبني صراحة إذ لم أصل إلى نتيجة فعلى ما يبدو أن ذلك الأزعر يشاهد قنوات لا يعرفها أحد غيره.
في أحد الأيام سألته عن سر ذلك فكان جوابه صادم حين قال:والله الخشبة اللي أدخلتها بالحديدة شتاءا جفت صيفاً وصارت تميل مع الهوى لذلك صرلي فترة ما عبيطلع عندي أي محطة وبدي شيلا
في اليوم التالي صعد جواد مع آخرون إلى السطح وبينما كان يخرج الخشبة من الحديدة سقطت على رأسه فجرح جرحا بليغا.
عندما عايدته في منزله قلت له بأن يكف عن هذه الإهتمامات التي أرهقتنا مادياً وجسدياً، وجعلت الخلافات بين أهل الحارة على أشدها، حيث لم يعد لنا اهتمام سوى طول الانتيل ، ووصل الأمر إلى أن بعض نسوة الحارة قاطعن بعضهن لأن فلانة تكلمت بسوء عن انتيل جارتها.
أصغى جواد لي مليا، ووعدني أن يكف عن هذا الاهتمام، لكن قبل أن أخرج قال لي: هل سمعت بالصحن؟!
سألته مستغرباً: أي صحن ؟!
قال لي: إنه صحن يشبه صينية الأكل يوضع على السطح فيستقبل آلاف المحطات، وكلما كان الصحن أكبر كان استقباله أفضل.
بعد أن أنهى جواد كلامه هززت برأسي يائسا، وقلت بأن الرجل لا بد وأنه جن نتيجة تلك الضربة على رأسه، فكيف لنا من خلال صينية الأكل أن نشاهد التلفزيون؟!



#ريان_علوش (هاشتاغ)       Rayan_Alloush#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرقي سلمية نصب( من مآسي الحرب في سوريا)
- قصص قصيرة
- القاتل المتسلسل
- حمولاتنا الثقيلة
- الحرب العالمية الثالثة
- لقد فات الآوان
- نباح قبل النوم
- مجتمعات اخرطي
- أصحاب العمامات
- السوريون مرتزقة
- حمير الشرق
- نبوغ مبكر
- الماركسيون لا يمثلون الماركسية!!
- الضحية
- أمارجي


المزيد.....




- منذ الرومان.. مدينة تونسية تحافظ على فن الفسيفساء
- المخرج عبد الرحمن المانع.. إبداع قطري في مهرجان أثينا السينم ...
- انطلاق الدورة الصيفية لموسم  أصيلة الثقافي الدولي ال45
- أعرفها قبل أي حد نتيجة الدبلومات الفنية 2024 بالاسم ” بوابة ...
- استعلم برابط مباشر.. نتائج الدبلومات الفنية 2024 برقم الجلوس ...
- الان ظهرت ..نتيجة الدبلومات الفنية 2024 جميع المحافظات fany. ...
- استعلم حالا وفورا.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 صناعي و ...
- أصالة في -ليلة وردة-.. اعتذار وتفاعل على رد طريف من أحلام بخ ...
- شاهد.. حضور لافت للفنانين الإيرانيين في الانتخابات الرئاسية ...
- بالصور| بيت المدى يستذكر الفنان المسرحي قاسم محمد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - ذكريات من الحارة