أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - إدغار موران: -لدي تعاطف نقدي مع الجبهة الشعبية الجديدة-















المزيد.....

إدغار موران: -لدي تعاطف نقدي مع الجبهة الشعبية الجديدة-


جيلاني الهمامي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8027 - 2024 / 7 / 3 - 05:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(إدغار موران في لقاء صحفي مع جريدة La Tribune de Dimanche) (1)

Tribune de dimanche (TdD) : لقد قضيت حياتك في التفكير في الطريقة، لكن الطريقة، كما يشير أصل الكلمة (في اليونانية، odos " طريق" وmeta، "نحو") ، تعني "الطريق الصحيح". فما هو الطريق الصحيح لفرنسا اليوم؟
إدغار موران: شرحت هذا المسار في كتابي "الطريق". يتعلق الأمر أولا وقبل كل شيء، بإعادة تأسيس سياسي كبير انطلاقا من نظرة للعالم وللإنسان والتاريخ، مثلما كانت نظرة ماركس والتي ينبغي تجديدها. وينبغي أن يؤدي هذه النظرة إلى إصلاح اقتصادي يحد من القدرة المطلقة للربح، وإلى إصلاح اجتماعي يقلل من أوجه عدم المساواة، وإصلاح بيئي يقلل من التدهور والتلوث الحضري والريفي، ويهم جميع القطاعات: التعليم والصحة والغذاء والظروف المعيشية والتهيئة العمرانية. أجد بعض عناصر الإصلاح في برنامج الجبهة الشعبية الجديدة، لكنه يفتقر إلى فكر كبير يقوده.
Tribune de dimanche (TdD) : ماذا يعني هذا؟
إدغار موران: بما أن الجبهة الشعبية الجديدة تشكلت انطلاقا من تشرذم اليسار، فإنها تخضع لصراعات الافراد والأفكار. هناك جوانب إيجابية في برنامجها، مثل مكافحة عدم المساواة وهيمنة الربح، ناهيك عن رؤيتها البيئية الواضحة. ولكنه يفتقر إلى الفكر التأسيسي والصياغة الواضحة والمتماسكة لمسار جديد. ومع ذلك، فإنه يحمل في داخله الحد الأدنى من الإصلاح ويجب أن يظل معقلا للقيم النابعة من القرن التاسع عشر من الفوضوية (حرية الأفراد) والشيوعية (الأخوة) والاشتراكية (مجتمع أفضل).

Tribune de dimanche ( TdD) : نشعر بتعاطفكم مع هذه الجبهة الشعبية الجديدة ...
إدغار موران: صحيح أن لدي تعاطف نقدي معها وهو ما يحفزني على دعمها في الوضع الحالي.

Tribune de dimanche ( TdD) : الوضع الوطني أم الدولي؟
إدغار موران: من الضروري وضع الأزمة الفرنسية في سياقها والتي، على الرغم من مميزاتها الخاصة، تندرج ضمن أزمة الديمقراطية العالمية. وقد مست هذه الأزمة بطرق مختلفة جميع القارات، بما في ذلك الولايات المتحدة، فهي أوروبية مع ديكتاتورية "بوتين"، واستبداد ديني مع "أردوغان"، ونظام الاستبداد الجديد في المجر مع "أوربان"، وإعادة تأهيل الفاشية مع جورجيا ميلوني في إيطاليا، والتهديد المباشر بانتصار التجمع الوطني RN في فرنسا، فضلا عما يسمى بالحركات الشعبوية والاستبدادية الجديدة المختلفة في العديد من البلدان الأوروبية. تعود هذه الأزمة العالمية إلى هيمنة الربح على العالم قاطبة التي أدت إلى تفاقم عدم المساواة، وفي نفس الوقت وإلى تدهور الأحزاب التي أصبحت فارغة من الفكر بشكل متزايد: يجب أن تستند كل السياسة إلى مفهوم للعالم، وللحياة، وللإنسان، وللتاريخ، كما كانت الماركسية، التي في جزء هام منها قد عفا عليها الزمن تماما كما كان الامر لفكر توكفيل بالنسبة إلى أحزاب الوسط واليمين.
والأزمة العالمية هي أيضا أزمة إيكولوجية خطيرة جدا، لا تدمر فقط جزء من المحيط الحيوي، بل تؤثر على الحضارات والمجتمعات وتلوثها. وهي العولمة هي التي بدلا من أن تعطي لجميع الأمم الوعي بالمصير المشترك، لم تنتج تضامنا بل انقسامات وصراعات. إنها أزمة حالة السلام النسبي التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، مع استمرار تصاعد الحرب في أوكرانيا واحتمال توسعها، وحرب إسرائيل ضد حماس واحتلال الضفة الغربية، واستفزازات كوريا الشمالية تجاه كوريا الجنوبية، ورغبة الصين في السيطرة على تايوان، والحروب الأفريقية، وفي كل هذه الصراعات، التدخل النشيط للقوى العظمى الإمبريالية روسيا والولايات المتحدة. هل يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يقتصر على تزويد أوكرانيا، وإن بشكل متواضع، بالأسلحة والقروض؟ ألا يتعين عليه أن يحاول دفع المفاوضات التي من شأنها احترام استقلال أوكرانيا وسيادتها مع احترام الطابع الروسي للمقاطعات الانفصالية وشبه جزيرة القرم؟ وإذا نظرنا إلى مستقبل العالم، فإنه يسير من الارجح نحو كوارث وحروب اقتصادية وبيئية. وفرنسا الآن في قلب الإعصار العالمي.
Tribune de dimanche ( TdD) : لم تذكر التجمع الوطني بعد...
إدغار موران: إن القوة الدافعة لها هي الوهم بأن الهوية الفرنسية تستند إلى سلالة محددة تميز الفرنسيين الحقيقيين عن المتجنسين والمهاجرين. غير أن فرنسا كانت قد تشكلت على مر القرون ف خضم ومن خلال دمج المجموعات العرقية الأجنبية في بعضها البعض: البريطانيون les Bretons، الفلمنكيون les Flamands، الألزاسيون les Alsaciens، البروفنسال les Provençaux، إلخ… لقد أعلنت وحدتها من خلال التجمع الكبير للمقاطعات في 14 يوليو 1790. وواصلت هجرات الايطاليين والاسبان التي بدأت في نهاية القرن التاسع عشر في الواقع عملية التكامل التي خلقت فرنسا. لا شك أن كان هناك رفض كما حصل في مرسيليا حيث تم وصم الإيطاليين، ونعتهم بـ"معكرونة قذرة". لكن الاندماج يتم في الجيل الثاني وفي الزيجات المختلطة. واستمرت الهجرة مع اليهود الروس والبولنديين الفارين من معاداة السامية، ومع الروس البيض والعمال البولنديين في مناجم الشمال، وعمال منطقة "القبائل". ولم تعد الهجرة أوروبية فحسب مثل البرتغاليين إلا بعد الحرب العالمية الثانية ولكن أيضا من شمال افريقيا وجنوب الصحراء وآسيوية ... ومع ذلك، وعلى الرغم من الفشل في دمج جزء صغير من السكان من أصل مهاجر، وخاصة في صفوف الشباب، فإن الاندماج يستمر قدر الإمكان. العديد من الأطفال من أصل مهاجر هم اليوم أبناء الجمهورية. وقد نجح العديد منهم في إندماجهم. ارتقى البعض إلى قمة الدولة، والبعض الآخر يدير شركات كبيرة أو هم أطباء أو علماء ذوي شهرة عالمية أو محامون أو أساتذة مدارس وجامعات أو حتى أبطال رياضيون كبار.
فجوهر فرنسا هو إذن الاندماج وليس الجذور. وخطأ التجمع الوطني RN هو أنطولوجي.

Tribune de dimanche ( TdD) : هل تعتقد أن تطور RN مزيف؟
إدغار موران: تطورت لغة RN بشكل كبير منذ الجبهة الوطنية. مع الاحتفاظ بأسسها المناهضة للهجرة والنزعة القومية، أصبحت هذه اللغة جمهورية وعلمانية وديمقراطية وفلسفية يهودية. ويرافق هذا الانقلاب المذهل إدانة لمعاداة السامية المزعومة لـ"فرنسا الابية" la France Insoumise وحتى الجبهة الشعبية الجديدة. ويخشى أن تكون أسوأ الأوهام هي أدوات إرساء الاستبداد الجديد في فرنسا، الذي يهدد بالتفاقم إلى الشمولية الجديدة، على غرار الصين، حيث تسمح الإلكترونيات بالسيطرة على الأفراد عبر الهواتف ورسائل البريد الإلكتروني والتعرف عبر قسمات. يمكن أن تكون الجبهة الشعبية الجديدة أداة الحرية في مقاومة شرسة للاستبداد الجديد إذا استولى على السلطة.

Tribune de dimanche (TdD) : لقد كنت مقاوما عظيما، فماذا تعني اليوم المقاومة؟
إدغار موران: أول أمس كانت المقاومة ضد عدو احتل أرضنا، وبالأمس كانت ضد اقتران همجيتين، واحدة آتية من العصور الغابرة والثانية همجية الربح منفلت العقال وهمجية الحسابات المجمدة للتفكير. اليوم، يجب على المقاومة أن تؤكد نفسها ضد الاستبداد الجديد والشمولية الجديدة. المقاومة هي أولا وقبل كل شيء مقاومة العقل: الوضوح اليقظ، ورفض الأوهام والهستيريا الجماعية، والكراهية ضد الكراهية والازدراء ضد الاحتقار. إنها التأكيد رغم كل الصعاب على قيم الجمهورية والقيمة العليا: الحرية.

أجرت المقابلة آنا كابانا
ترجمة جيلاني الهمامي

هوامش
1 – من هو إدغار موران؟
ولد إدغار ناحوم المعروف بـ"إدغار موران" يوم 8 جويلية 1921. يوم الاثنين القادم 8 جويلية 2024 يوما بعد الدور الثاني من الانتخابات التشريعية في فرنسا يبلغ إدغار موران من العمر 103 سنوات.
هو فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي مرموق.
معروف عليه نشاطه الاممي إلى جانب الجمهورية أثناء الحرب الاهلية في اسبانيا (1933 – 1939) ثو نشاطه كمقاوم للفاشية في فرنسا أثناء الحرب العالمية الثنية والغزو الهتلري لفرنسا.
كان منذ صغر سنه مناضلا نشيطا في الحزب الشيوعي الفرنسي الذي غادره سنة 1951.
رغم أنه عصامي التكوين فهو يحمل شهائد جامعية في التاريخ والجغرافيا والحقوق. درس الفلسفة والاقتصاد. عمل في الجامعات الفرنسية وفي أشهر مراكز البحث الفرنسية.
يحتل مكانة بارزة في علم الاجتماع وعلم الاجتماع الفرنسي وهو صاحب نظرية التفكير المعقد la pensee complexe.
له كتابات كثيرة وما زال رغم تقدمه في السن لا يكف عن الإنتاج وعلى التدخل في الحياة الفكرية والسياسية في فرنسا.



#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو انتصر اليسار في فرنسا ؟؟
- اليوم الأول من نهاية عهد الماكرونية (1)
- تونس في لعبة الاصطفافات والمحاور
- الأسبوع الدموي 21 – 28 ماي 1871 درس من دروس الكومونة
- الأزمة الراهنة للرأسمالية العالمية وصعود نزعة الحرب وقوى الي ...
- مرة أخرى اللهث بحثا عن القروض في زمن -التعويل على الذات-
- جورجيا ميلوني وقيس سعيد والهدايا المتبادلة
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ...
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية حوصلة كتاب صاد ...
- الثورة والسلطة ومسألة في الثورة التونسية
- موضوعات حول الحزب - اليساري - الكبير
- حول خط الجبهة السياسي وتكتيكها المباشر
- بصدد التحالفات - جبهة الإنقاذ الوطني الضرورة والإرادة الجزء ...
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة لكتاب ص ...
- ردا على تصريحات راشد الغنوشي الأخيرة بذات فمه يفتضح الكذوب
- ظاهرة الإرهاب نتاج أزمة الرأسمالية - الجزء الأول
- الانتخابات الرئاسية في تونس موضوع تلاعب من جهات مشبوهة تقف و ...
- وداعا، أخي وصديقي، حبيب بسباس
- الانخرام يدب إلى جسم المنظومة الشعبوية
- مراد بو بالة وأشباح الماضي


المزيد.....




- -حزب الله- يصدر بيانا عن حصيلة لقتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي ...
- انفجارات ضخمة في بيروت بعد صدور أمر إخلاء من قبل الجيش الإسر ...
- طائرة عسكرية تعيد 97 شخصًا من لبنان إلى كوريا الجنوبية
- أوكرانيا تُسقط طائرة حربية وروسيا تدعي سيطرتها على قرية في م ...
- مواجهات عنيفة في وسط الهند: مقتل 31 مسلحا ماويا في اشتباكات ...
- فرنسا تنظر في طلب إفراج مشروط عن أقدم سجين عربي في العالم (ص ...
- ترامب يعود إلى بنسلفانيا حيث تعرض لأول محاولة اغتيال
- غارات إسرائيلية على منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية ...
- عشرات القتلى والجرحى وقصف غير مسبوق.. تحديث الوضع الميداني ف ...
- كاميرا RT ترصد معاناة ذوي الإعاقة داخل خيام النزوح والمستشفي ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - إدغار موران: -لدي تعاطف نقدي مع الجبهة الشعبية الجديدة-