|
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 1
أمين بن سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 8027 - 2024 / 7 / 3 - 02:52
المحور:
كتابات ساخرة
- لم تغفري لي... - ماذا؟ - قلت، لم تغفري لي... - عزيزي، تريد أن تفسد الحفلة؟ - فقط أردت أن أقول أني كنت مجرد مراهق... - عزيزي، الناس ينتظروننا، تعالى... ولم تكن مراهقا، كانت سنة تخرجنا... - نعم... كنت متأكدا أنك لم تغفري... عشرون سنة... ولا تزالين كما أنت. - لذلك أحببتني، ولذلك لازلت تحبني، أم أنا مخطئة؟ - لا، لست مخطئة، أنا المخطئ دائما...
بدأت القصة بجانب كافتيريا الكلية، أول سنة دراسية لي في ذلك المكان، أول يوم. كنت مع بعض من تعرفت عليهم، ومرت ملاك مع فتاة، فقلت "ليلة معهما واذبحوني ثم أطعموني للكلاب". تكلمت بصوت عال حتى سمعتاني، توقفتا، وعادت نحونا فقط رفيقتها... - من قليل الأدب الذي قال ذلك؟ - أنا، هل تقولين عمن أطراك بأجمل ما يمكن لرجل أن يقوله لامرأة قليل أدب؟ - ووقح أيضا! - لا، لكن أصر على إطرائي... - وقاحتك تحرش وليست إطراء! - لست مذنبا، وأنت ورفيقتك الملامتان... - ستندم على اليوم الذي ولدت فيه لو تحرشت بنا مرة أخرى! - سأندم على شيء واحد لو اغتالني أحد يوما... - قليل أدب حقا، غريب كيف سمح لأمثالك بالوصول إلى هنا... - تلك قصة أخرى، محصولي أوصلني إلى أبعد من هذا المكان، لكني فضلت البقاء في بلدي، وحسنا فعلت... ما كنت رأيتكما لو لم أختر هذا المكان... - قليل أدب! لم يتكلم أحد ممن كانوا معي، لكن ما إن ابتعدت حتى لاموني كلهم، لم أهتم للومهم لكن اهتممت لقول أحدهم: "أظنها الرجل في الزوج"... هل سحرتني في تلك اللحظة؟ لا أستطيع الجزم، لكن كانت أول مرة أشهد موقفا مماثلا. توقفت وعادت، سألت وعندما عرفت أني من تكلم، تقدمت نحوي وسط قرابة السبعة أولاد، وقفت أمامي مباشرة وقالت ما قالت بجرأة لم أر مثيلا لها، نعم كانت لبوة شرسة رأيت ما لم أره سابقا في عينيها... كانت بالكاد تصل كتفي، وربما لو كنت أقصر لصفعتني، لم تنزل عينيها وواصلت نظرها الحاد لي حتى أكملت كلامها وغادرت إلى رفيقتها... ملاك. ما قلته كان مجرد كلام يمكن أن يقوله أي شاب عند رؤية جميلة أو جميلتين تمران بجانبه، مجرد كلام لا غير. لكنها عندما عادت واقتربت مني وصرخت في وجهي، لم يبق مجرد كلام بل تحول إلى حقيقة... نعم، رغبت في تقبيلها وهي تصرخ في وجهي، ورغبت في أكثر معها ومع رفيقتها... رغبت فيما قلت، فكان رغبة حقيقية لا مجرد كلام. تفرق من حولي جميعهم، ولم يبق إلا من سيصبح بعد ذلك أقرب أصدقائي وأهم شخص في حياتي كلها بعد إيمان وملاك. إيمان اللبوة الشرسة وملاك "الملاك" ولا وصف آخر يمكن أن أصفها به. - هل تعرفهما؟ - لا، سنرى في المدرج بعد قليل إن كانتا معنا - هل رأيت جمالها؟ ورفيقتها مثلها! اللعنة واحدة يمضي الرب في نحتها سنوات والأخرى لا تأخذ منه إلا ثوان وتظن نفسها مثيرة! انظر... انظر إلى تلك الواقفة هناك ما أبشعها! - لا تكن جلفا، ما ذنبها المسكينة؟ هل صنعت نفسها؟ - قلت أنها مسكينة، لماذا؟ لأنها قبيحة... تكلم أنت بلباقة ودعك من جلف مثلي... - رفيقتها أجمل... - لم أرها من قريب، عندما أفعل سأعطيك رأيي. - ظاهر عليك تبحث عن المشاكل... انتظر على الأقل حتى نعرف من تكونان وخصوصا التي كلمتك... ربما كانت ابنة وزير أو جنرال. - وأنت ما دخلك في القصة؟ - مبروك عليك ابنة الجنرال، الأخرى لي... - ابحث لك عن أخرى... أريدهما معا. - احلم، احلم... العاشرة لنذهب إلى المحاضرة... - لا تزالان في الكافتيريا، انتظر حتى تعودان ثم نذهب وراءهما... - مبروك عليك الاثنتين، انتظر وحدك، أنا سأذهب... بقيت وحدي أنتظر، لكنهما لم تخرجا، فقصدت الكافتيريا، وعند دخولي سألت نادلا فقال لي أنهما خرجتا منذ مدة من ذلك الباب... وكان ذلك الباب يفتح على ساحة أخرى تتوسط مدارج الطلبة. سحقا! ليستا من دفعتي، معرفتهما بالمكان، بذلك الباب، دليل على أنهما قديمتان هنا... لكني قلت "لا يهم"، لن أتركهما مهما كان الفارق بيننا، ليستا من الأساتذة وهذا يكفيني، وحتى لو كان بيني وبينهما فارق سنتين أو ثلاث سنوات لن أتركهما... خمنت ذلك قبل أن أهتدي لسؤال النادل مرة أخرى: "هل هما من الدفعة الجديدة" فقال: "نعم، ابنة العميد وصديقتها"! اللعنة... لو كانت ابنة وزير لكان الأمر أهون! جيد، قلت، دخلت المكان منذ أقل من ساعتين وأول مصيبة أقع فيها... ابنة عميد الكلية! و"عميد الكلية" يعني حسبما كنت أعرف "الرب الأعلى"، "الدكتاتور"، "هتلر"! فالكلية كانت الوحيدة في كل البلاد، والمونوبول يجعل من العميد الرب الأعلى ومن رؤساء الأقسام الأرباب بعده... لا أحد يستطيع المرور لو غضب أحد الأرباب... أصابني ذعر شديد بعد معرفتي أنها ابنة العميد، ورأيت نفسي أعيد سنتي الأولى مرتين ثم الثالثة ثم أطرد من الكلية، ففتر كل ما كنت فيه قبل ذلك الخبر الصاعق من النادل، وطلبت قهوة ومعها بعض السجائر، وخرجت أبحث عن مكان بعيد أجلس فيه أندب حظي السيء وألعن اللحظة التي فكرت فيها في قول ما قلت لابنة الرب...
#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...6: الله وأمين وأمينة
-
!Enough is enough ألمانيا مستعمرة إسرائيلة!
-
القضية الفلسطينية: الموقف بإيجاز
-
تحولت إلى امرأة مثلية يهودية بقضيب
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...5: كنزة (البقية)
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...5: كنزة
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...4: سارة
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...3
-
اِضحك مع منظمة الجحيم العالمية (WHO): المسرحية الجديدة A(H5N
...
-
الإحتقار: أمثلة من الدين والكوفيد
-
إدعاء الـ -حقيقة-
-
عالم من الأكاذيب
-
-هدية- عيد الذبح: اليهودية ومن يمثلها من اليهود
-
-نعم... لكن- - -المتطرف-
-
-الملحدون والسلفيون-: ردا على مقال السيد سامح عسكر
-
-هذا ما جناه علي أبي- 2
-
-هذا ما جناه علي أبي-
-
الحوار المتمدن: الحرية مرة أخيرة واقتراحات
-
الحوار المتمدن: السخرية والسب
-
-لا إله إلا الله محمد (وحده) عبده رسوله-!
المزيد.....
-
الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا
...
-
الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي
...
-
-تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار
...
-
مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني
...
-
تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة
...
-
“Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة
...
-
اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن
...
-
والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|