أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل الأوّل من كتاب - مواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا للإنقلاب التحريفي و إعادة تركيز الرأسمالية في الصين ، منذ سبعينات القرن العشرين















المزيد.....



مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل الأوّل من كتاب - مواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا للإنقلاب التحريفي و إعادة تركيز الرأسمالية في الصين ، منذ سبعينات القرن العشرين


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 8025 - 2024 / 7 / 1 - 14:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة
الفصل الأوّل من كتاب - مواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا للإنقلاب التحريفي و إعادة تركيز الرأسمالية في الصين ، منذ سبعينات القرن العشرين

الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 48 / مارس 2024
شادي الشماوي
https://www.ahewar.org/m.asp?i=3603
مواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا للإنقلاب التحريفي و إعادة تركيز الرأسمالية في الصين ، منذ سبعينات القرن العشرين
-------------------------------------------------------

مقدّمة الكتاب 48

في أواسط خمسينات القرن الماضيّ ، عقب وفاة ستالين ، لمّا حصل الإنقلاب التحريفي في الإتّحاد السوفياتي و صعدت التحريفيّة إلى السلطة و بالتالى صعدت البرجوازية الجديدة إلى السلطة فحوّلت الحزب و الدولة البروليتاريّين إلى حزب و دولة برجوازيّين و أعادت تركيز الرأسماليّة ، ذُهل الشيوعيّون الحقيقيّون بالحزب السوفياتي و ذُهلت الغالبيّة الساحقة من أحزاب و منظّمات الحركة الشيوعيّة و لم تجد نفسها قادرة على فهم ما كان يجرى على أرض الواقع فهما علميّا ماديّا جدليّا لأنّ هذه الإمكانيّة كانت مستبعدة نظريّا و عمليّا فمنذ ثلاثينات القرن العشرين و صياغة الدستور الجديد للإتّحاد السوفياتي، إعتُبر أنّه لا توجد في الإتّحاد السوفياتي الإشتراكي حينها غير طبقتين صديقتين هما البروليتاريا و الفلاّحين إلى جانب الأنتلجنسيا أو المثقّفين الثوريّين أساسا . و لسنوات ما من حزب تمكّن من إدراك كنه و فحوى ما كان يجدّ هناك من إعادة تركيز للرأسماليّة في الإتّحاد السوفياتي غير الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ . فظلّت الغالبيّة الساحقة من الأحزاب و المنظّمات صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة تتّبع عن عمى القيادة التحريفيّة السوفياتيّة بينما وقف عدد لا بأس به من الأحزاب و المنظّمات في البداية مكتوفى الأيدى ، في ذهول و تردّد أمام الصراع الذى كان يشنّه الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفية المعاصرة منذ الخمسينات . لكن هذا الصراع العظيم أتى أكله في بداية ستّينات القرن العشرين حركة ماركسيّة – لينينيّة قطعت في الأساس مع التحريفيّة المعاصرة بشتّى ألوانها كان محورها الشيوعيّون الصينيّون و قامت على عديد الوثائق التي صاغها هؤلاء بإشراف من ماو تسى تونغ و أبرزها " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعيّة العالميّة " الذى نشر سنة 1963 (وهو معروف أيضا ب" رسالة الخمسة و العشرين نقطة " )...
لكن لمّا إستولى التحريفيّون الصينيّون على مقاليد السلطة في الحزب و الدولة و حوّلوهما إلى نقيضهما ، من بروليتاريّين على برجوازيّين ، سرعان ما قام عدد هام من الأحزاب و المنظّمات الماركسيّة – اللينينيّة الحقيقيّة بخوض صراع لا هوادة فيه ضد الخطّ التحريفيّ الصينيّ داخل الصين و خاصّة خارجها . و مردّ هذا البون الشاسع في التعاطى مع الإنقلابين التحريفيّين هو أن الحركة الماركسيّة – اللينينيّة كانت متسلّحة في معظمها بنظريّة مواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا ، النظريّة التي طوّرها ماو تسى تونغ على أساس التقييم العلمي المادي الجدلي الذى أجراه للتجربة الإشتراكية السوفياتيّة و تجربة صراعات الخطّين صلب الحزب الشيوعي الصيني و بناء الإشتراكيّة في الصين و طبعا قتال التحريفيّة المعاصرة بجميع أرهاطها .
و هكذا حدث تطوّر نوعيّ من إنكار لوجود الطبقات و التناقضات الطبقيّة العدائيّة و الصراع الطبقي في ظلّ الإشتراكية و من ثمّة إنكار إمكانيّة إعادة تركيز الرأسماليّة بإعتبار الإشتراكية ماركسيّا و كما بيّنت التجارب مرحلة إنتقاليّة تحتمل التقدّم و التراجع ، تحتمل إمكانيّة العودة إلى الوراء ، إلى الرأسماليّة ، كما التقدّم نحو الشيوعيّة ؛ إلى نظريّة مواصلة الصراع الطبقي في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا و الثورة الثقافيّة وسيلة و أداة بيد الشيوعيّين الثوريّين لخوض مثل ذلك الصراع و الحيلولة دون إنتصار الخطوط التحريفيّة و إعادة تركيز الرأسماليّة . و هذه حقيقة موضوعيّة لا يزال يدير لها ظهورهم كافة الإنتهازيّين و منهم بخاصة التروتسكيّين و الخوجيّين بكلّ أصنافهم .
في الصين الإشتراكية عهد ماو تسى تونغ ، و بوجه خاص إبّان الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى التي إمتدّت من 1966 إلى 1976 ، واجه الماركسيّون – اللينينيّون – الماويّون ألوانا من الخطوط التحريفيّة التي كان يتزعّمها ليو تشاوتشى و دنك سياو بينغ و لين بياو و غيرهم . و قبل وفاة ماو بأكثر من السنتين ، خاضوا نضالات عظيمة في شكل حملات سياسيّة ضد " ريح الإنحراف اليميني " الذى قاده دنك سياو بينغ و أمثاله . و حتّى حينما جدّ الإنقلاب التحريفي ، قاوم الماويّون الصينيّون مقاومة شرسة التحريفيّين المستولين على الحزب والدولة وقد سجّل التاريخ أنّ مقاومتهم بلغت المقاومة المسلّحة. و على سبيل المثال لا الحصر، ورد التالى في مقال ريموند لوتا، " المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ 1973-1976"، ( مقدّمة كتاب ، " و خامسهم ماو " ، بانر براس ، شيكاغو ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، 1978 ) :
" فقد إضطرّ [ التحريفيّون ] إلى إرسال جيش التحرير الشعبي إلى شنغاي و بيكين و إلى غيرها من المناطق أيضا . فى مفترق سكك حديدية محوري ، باوتين ، جنوب بيكين ، وجد تقرير إعلامي عن كون آلاف الفرق إلتحقت بالمتمرّدين و حتى الحكّام الحاليّين إعترفوا بأنّهم لم يستطيعوا السيطرة على المعارضة إلاّ فى مارس 1977 .
و كانت إذاعات مقاطعات تذيع فى الخارج بين نوفمبر 1976 و جوان 1977 تكشف أحداثا متواترة من الهجمات ضد المقرّات و المنشآت العسكرية فى بيكين و أعمال مقاومة مسلّحة . و فى بعض المناطق لم تعد من جديد حركة نقل السكك الحديدية إلاّ فى مارس 1977 و وردت تقارير عن إضطرابات فى عديد المصانع الكبرى فى مختلف جهات البلاد . و فى يونان ، وجدت تقارير عن غياب جماعي إحتجاجا على فرض ضوابط و قوانين ما قبل 1966 . و فى المدّة الأخيرة ، تسرّبت تقارير عن الصراعات فى الجامعات . و مع ذلك ، يجب الإقرار بأنّ اليمين ماسك بصلابة بزمام القيادة فى هذه اللحظة .
و جرى طرد نحو ربع اللجنة المركزية ( بما فى ذلك الأعضاء النواب ) إثر الإنقلاب ، 51 منهم كانوا قادة جماهيريّين بارزين من الطبقة العاملة . و عُزل ستّة وزراء مرتبطين بالأربعة من مجلس الدولة و 13 من ال29 قائدا حزبيّا من الوحدات الإداريّة ( محافظات و مناطق حكم ذاتي إلخ ) طُردوا. و حدثت التغييرات الأتمّ فى قسم دعاية اللجنة المركزيّة و وسائل الإعلام المركزيّة التى كانت منذ الأيّام الأولى للثورة الثقافيّة حصنا لليسار بدعم نشيط من ماو تسى تونغ . و أربعة عشر شخصا من الموظّفين الرئيسيّين الذين يحتلّون الآن مواقعا محوريّة فى جهاز الإعلام المعاد بناؤه من الذين أطاحت بهم الثورة الثقافيّة . و توجّه القمع إلى المستويات الأكثر قاعديّة بما أنّه هناك كانت القوّة الأوفر للقوى الثوريّة .
فى مارس 1977 ، أعلم لأوّل مرّة عن إعدامات من خلال ملصقات على الجدران و سنة بعد الإنقلاب دعت إفتتاحية مشتركة بين " يومية الشعب " و " الراية الحمراء " و جريدة جيش التحرير الشعبي إلى " بذل جهود كبرى لنقد " مجموعة الأربعة " و " التحطيم التام لبرجوازيّتهم الحمراء السكتاريّة " ؛ و هذا ليس مؤشّرا فقط عن تواصل المقاومة بل أيضا عن موجة الإرهاب التى تطبّق ضد الجماهير ( و كذلك عن صراع الكتل داخل اليمين ). "
( إنتهى المقتطف )
و نهض الماويّون الحقيقيّون عبر العالم ( ليس جميع الماويّين طبعا فمنهم من تبنّى الخطّ التحريفي لدنك سياو بينغ على أنّه زورا و بهتانا خطّ ماو الثوريّ ) بالواجب الذى دعاهم إلى القيام به ماو تسى تونغ منذ 1965 حيث قال صراحة و بلا مداورة متحدّثا عن إمكانيّة خسارة الصين الإشتراكية و إعادة تركيز الرأسماليّة فيها :
" إذا إفتكّ التحريفيّون مستقبلا قيادة الصين ، على الماركسيّين – اللينينيّين فى كافة البلدان أن يفضحوهم بصرامة و أن يناضلوا ضدّهم و أن يساعدوا الطبقة العاملة و الجماهير الصينيّة فى قتال هذه التحريفيّة ."
( ماو تسى تونغ ، 1965 )
و كمدخل و تلخيص للموقف الشيوعي الثوري دفاعا عن علم الشيوعية الذى طوّره ماو تسى تونغ ذاته كأحد أبرز قادة البروليتاريا العالمية لعقود ، نقترح عليكم ما أعربت عنه مجموعة لا بأس بها من الأحزاب و المنظّمات الماويّة التي عملت موحّدة ضمن " الحركة الأمميّة الثوريّة " من 1984 إلى 2006 – على أنّه وجب التنويه إلى تطوير الخلاصة الجديدة للشيوعية / الشيوعيّة الجديدة و مهندسها بوب أفاكيان لهذا الملخّص من المواقف و قد جدّ صراع خطّين بشأن نقاط منه و نقاط أخرى صلب الماويّين الذين إنقسموا إلى إثنين أساسا و قد حمل أحد كتبنا المخصّص للغرض عنوان " الماوية تنقسم إلى إثنين ". و قد ورد فى " بيان الحركة الأممية الثوريّة " لسنة 1984 :
" ماو تسى تونغ ، الثورة الثقافية و الحركة الماركسية - اللينينية - الماوية :
لقد شرع ماوتسى تونغ و الماركسيين – اللينينيين فى الحزب الشيوعي الصيني، مباشرة بعد الإنقلاب الذى قاده خروتشوف، فى تحليل ما حصل داخل الإتحاد السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية.و أخذوا فى النضال ضد التحريفية المعاصرة . و فى 1963 ، نشرت الرسالة ذات الخمسة و عشرين نقطة (" إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية ") التى أدانت التحريفية بصفة علنية و كاملة ووجهت نداءا لجميع الماركسيين – اللينينيين الحقيقيين فى جميع البلدان.
إنّ جذور الحركة الماركسية - اللينينية- الماوية المعاصرة ترجع بالنظر إلى هذا النداء التاريخي و الصراعات التى صاحبته.
و لقد قام ماو و الحزب الشيوعي الصيني ، محقين كثيرا فى الرسالة ذات الخمسة و عشرين نقطة و الصراعات التى صاحبتها،
- بالدفاع عن الموقف اللينيني بخصوص دكتاتورية البروليتاريا ودحض النظرية التحريفية المزعومة" لدولة الشعب كله ".
- بالدفاع عن ضرورة الثورة المسلحة ورفض الإسترتيجيا المزعومة " للتحول السلمي للإشتراكية "
- بمساندة و تشجيع نموّ الحروب التحررية الوطنية للشعوب المضطهَدة و أظهروا أنه من المستحيل وجود إستقلال فعلي فى ظلّ "الإستعمار الجديد"و فنّدوا الموقف التحريفي المزعوم القائل بتجنب الحروب التحررية الوطنية خوفا من إنخرام "السلم العالمي".
- برسم تقييم عام إيجابي حول مسألة ستالين و تجربة البناء الإشتراكي فى الإتحاد السوفياتي ، ومقاومة التشويهات التى تجعل من ستالين "جزارا "و "طاغية " مع توجيه فى نفس الوقت بعض النقد العام للأخطاء التى سقط فيها ستالين .
- بمواجهة مجهودات خروتشوف الهادفة إلى فرض خط تحريفي على الأحزاب الأخرى ، ونقد توراز و توليوتي ، و تيتو و تحريفيين معاصرين آخرين .
- بتقديم رسم أولي جنيني حول الطرح الذى يشتغل عليه ماو تسى تونغ و المتعلق بالطبيعة الطبقية للمجتمع الإشتراكي و مواصلة الثورة فى ظلّ ديكتاتورية البروليتاريا .
- بالدعوة للقيام بتحليل عميق للتجربة التاريخية للحركة الشيوعية العالمية و جذور التحريفية .
إن هذه المقترحات و بعض الجوانب الأخرى من رسالة ال25 نقطة و الصراعات ، كانت و لا تزال ذات أهمية كبرى للتفريق بين الماركسية - اللينينية و التحريفية . و لقد شجع ماو و الحزب الشيوعي الصيني من خلال هذه الصراعات الماركسيين - اللينينيين على القطع مع التحريفيين و على إعادة بناء أحزاب جديدة بروليتارية ثورية . ومثلت هذه الصراعات قطيعة أساسية مع التحريفية المعاصرة و شكلت أساسا كافيا للماركسيين - اللينينيين يقدرون من خلاله على خوض النضال . رغم ذلك فإن نقد التحريفية لم يذهب بعيدا و لم يتناول العديد من المسائل و برزت بعض وجهات النظر الخاطئة فى نفس الوقت الذى وقع فيه نقد وجهات نظر أخرى . و بالذات لأن ماو و الحزب الشيوعي الصيني و هذه الصراعات لعبوا دورا ذا أهمية كبيرة فى بناء حركة ماركسية - لينينية - ماوية فى العالم فإنه من الحق و الضروري الإشارة إلى المظاهر الثانوية ذات الطابع السلبي لهذه الصراعات و لنضال الحزب الشيوعي الصيني فى الحركة الشيوعية العالمية .
لقد طرحت رسالة ال25 نقطة بخصوص البلدان الإمبريالية الموضوعة التالية :
" و فى البلدان الرأسمالية التى يسيطر عليها الإستعمار الأمريكي أو يحاول السيطرة عليها ينبغى على الطبقة العاملة و جماهير الشعوب أن توجه هجومها بصورة رئيسية إلى الإستعمار الأمريكي ، و أيضا إلى الطبقة الرأسمالية الإحتكارية و القوى الرجعية المحلية الأخرى التى تخون المصالح الوطنية ". إن رؤية الأشياء بهذه الكيفية التى أضرت بتطور الحركة الماركسية – اللينينية فى مثل هذه البلدان قد أخفت حقيقة أن "المصالح الوطنية " فى بلد إمبريالي هي مصالح الإمبرياليين و أن الطبقة الرأسمالية الإحتكارية فى السلطة لا تخون هذه المصالح بل بالعكس تدافع عنها مهما كانت طبيعة التحالفات التى تقوم بإبرامها مع بعض القوى الإمبريالية الأخرى بالرغم من أن هذه التحالفات تشمل لا محالة لامساواة. فى حين أنه وقع تشجيع بروليتاريا هذه البلدان على مزاحمة البرجوازية الإمبريالية لمعاينة من هو قادر أكثر على الدفاع عن مصالح هذه الأخيرة . للحركة الشيوعية العالمية تاريخ كامل مع طريقة رؤية الأشياء هذه و قد حان الوقت للتخلص منها .
و على الرغم من أن الحزب الشيوعي الصيني قد أولى إهتماما بالغا لتطوير الأحزاب الماركسية - اللينينية - الماوية المعارضة للتحريفية ، فإن هذه الأحزاب لم تقدر على وضع الأشكال و الطرق الضرورية لبناء الوحدة الأممية للشيوعيين . ورغم كل الإسهامات فى الوحدة الإيديولوجية و السياسية ، فإنها لم تقم بالمجهودات الملائمة لبناء الوحدة التنظيمية على الصعيد العالمي. لقد إهتم الحزب الشيوعي الصيني أكثر من اللازم بالجوانب السلبية (مثل مشكلة المركزية المجحفة خاصة ) التى خنقت مبادرة و إستقلالية الأحزاب الشيوعية أعضاء الكومنترن . وعلى الرغم من أن الحزب الشيوعي الصيني كان على حق حين إنتقد نظرية " الحزب الأب " و تأثيرها السيئ على الحركة الشيوعية العالمية و حين أكد على ضرورة مبدأ العلاقات الأخوية بين الأحزاب ، فإن غياب الإطار التنظيمي الذى كان يمكّن من الخوض فى جميع وجهات النظر والوصول إلى أفق موحد ، لم يساهم فى حلّ هذه المشكلة بل زاد من حدتها .
و إن كان النضال ضد التحريفية المعاصرة على المستوى النظرى لعب دورا عظيما فى تجميع الحركة الماركسية – اللينينية - الماوية ، فإن الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ( و التى كانت هي الأخرى فى جزء كبيرمنها ثمرة هذا النضال ضد التحريفية المعاصرة ) جسدت الشكل النضالي الجديد الذى لم يسبق له مثيل فى التاريخ وولدت جيلا جديدا من الماركسيين -اللينينيين – الماويين . فقد إندفع عشرات الملايين من العمال و الفلاحين و الشباب الثوري للنضال من أجل الإطاحة بالمسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي ( المندسين داخل الحزب و أجهزة الدولة ) ومن أجل مزيد تثوير المجتمع بأكمله و مسّوا فى العمق ملايين البشر فى جميع أنحاء العالم كانوا يخوضون نضالا ثوريا و يشكلون جزءا من الإندفاع الثوري الذى إجتاح العالم خلال الستينات و بداية السبعينات .
الثورة الثقافية هو قمة المستوى الراقي فى إلى حدّ الآن ما بلغته دكتاتورية البروليتاريا و عملية تثوير المجتمع . و لأول مرة فى تاريخ الإنسانية ، وجد العمّال و العناصر الثورية الأخرى أنفسهم مسلحين بفهم جيد لطبيعة الصراع الطبقي فى المجتمع الإشتراكي و ضرورة النهوض و الإطاحة بالمسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي و الذين يظهرون لا محالة وسط المجتمع الإشتراكي و خاصة على مستوى قيادة الحزب نفسه ، و بضرورة النضال لدفع التحولات الإشتراكية إلى الأمام أكثر و إجتثاث الظروف المادية التى تولد هذه العناصر الرأسمالية من الجذور .
و قد ساهمت الإنتصارات الكبرى التى بصمت مجرى الثورة الثقافية فى منع إرتداد تحريفي فى الصين طيلة عشر سنوات و أدت إلى تحويلات إشتراكية هامة فى ميدان التعليم و الفن و الأدب و البحث العلمي و فى العديد من الميادين الأخرى فى مستوى البنية الفوقية . و قد عمق الملايين من العمال و الثوريين الآخرين فى خضم المعارك الإيديولوجية و السياسية الضارية للثورة الثقافية وعيهم السياسي الطبقي و إستيعابهم مما جعلهم قادرين أكثر على ممارسة السلطة السياسية . و خيضت الثورة الثقافية على نحو جعل منها جزءا لا يتجزأ من نضال البروليتاريا الأممي فشكلت أرضية تثقيفية للماركسية - اللينينية و للمبادئ الأممية البروليتارية و ما يبرهن على هذا ليس الدعم المقدم للنضالات الثورية عبر جميع أنحاء العالم وحسب و لكن أيضا التضحيات التى قدمها الشعب الصيني لتوفير ذلك الدعم .
و أفرزت الثورة الثقافية قادة ثوريين مثل كيانغ تشينغ و تسينغ سوين كياو إنظموا إلى جانب الجماهير وواصلوا الدفاع عن الماركسية - اللينينية - الماوية حتى أمام الهزيمة القاسية .
قال لينين : " ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا ". لقد تدعم هذا الشرط الذى طرحه لينين أكثر على ضوء الدروس و النجاحات القيّمة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بقيادة ماو تسى تونغ .
و يمكن لنا القول الآن ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا و أيضا على الوجود الموضوعي للطبقات و التناقضات الطبقية العدائية و مواصلة صراع الطبقات فى ظل دكتاتورية البروليتاريا طوال مرحلة الإشتراكية و حتى الوصول إلى الشيوعية . و كما قال ماو فإن : " كل خلط فى هذا المجال يؤدى لا محالة إلى التحريفية " .
و قد كانت الثورة الثقافية دليلا حيا على حيوية الماركسية – اللينينية و أظهرت أن الثورة البروليتارية تتميز عن كل الثورات السابقة التى لم تكن قادرة إلا على تعويض نظام إستغلالي بآخر . ومثلت مصدر إلهام لجميع الثوريين فى كل البلدان . لهذه الأسباب ما إنفك الرجعيون و التحريفيون ينفثون سمومهم ضد الثورة الثقافية وضد ماو و لهذه الأسباب أيضا فإن الثورة الثقافية تشكل عنصرا لا يمكن الإستغناء عنه ضمن التراث الثوري للحركة الشيوعية العالمية .
لقد تمكّن التحريفيون داخل الحزب و أجهزة الدولة الصينية، بالرغم من الإنتصارات العظيمة للثورة الثقافية ، من مواصلة إحتلال مناصب هامة و تشجيع خطوط و إجراءات سياسية أضرت بالمبادرات الهشّة لأولئك الذين قاموا بمحاولات إعادة بناء حركة شيوعية عالمية حقيقية . فقد عمد التحريفيون فى الصين الذين كانوا يمسكون بجزء لا يستهان به من الديبلوماسية و العلاقات بين الحزب الشيوعي الصيني و الأحزاب الماركسية – اللينينية - الماوية الأخرى إما إلى إدارة ظهورهم للنضالات الثورية للبروليتاريا و الشعوب المضطهَدة و إما إلى توظيف هذه النضالات لمصالح الدولة الصينية . وهكذا أسندت صفة " المعادين للإمبريالية " لبعض الحكام المستبدين الرجعيين الحقيقيين ، و بتعلة النضال العالمي ضد "الهيمنة " تم إعتبار بعض القوى الإمبريالية الغربية كقوى وسطية و حتى إيجابية فى الظرف العالمي . بعدُ فى ذلك الوقت قد سارت العديد من الأحزاب الماركسية – اللينينية الموالية للصين و التى كانت تحظى بدعم التحريفيين فى الحزب الشيوعي الصيني فى ركب البرجوازية و وصل بها الأمر إلى حد الدفاع ( أو على الأقل عدم مواجهة ) التدخلات العسكرية للإمبريالية أو تحضيراتها للحرب الموجهة ضد الإتحاد السوفياتي البلد الذى وقع إعتباره أكثر فأكثر ك"عدو رئيسي" على المستوى الدولي . وقد إنتعشت تماما جميع هذه التيارات على إثر الإنقلاب الذى حصل فى الصين وما تلاه من قيام التحريفيين بصياغة " نظرية العوالم الثلاثة " و محاولتهم فرضها على الحركة الشيوعية العالمية . و كان الماركسيون –اللينينيون- الماويون على حق عندما دحضوا تشويهات التحريفيين التى كانت تدعى بأن ماو قد دافع عن " نظرية العوالم الثلاثة " . و لكن هذا غير كاف إذ يجب تعميق نقد " نظرية العوالم الثلاثة " بنقد المفاهيم التى تدعمها و بالكشف عن جذور هذه النظرية .
و تجدر الملاحظة هنا أن المغتصبين التحريفيين فى الصين كانوا مضطرّين للتنديد علنا برفاق ماوتسى تونغ فى السلاح متهمينهم بمعارضة " نظرية العوالم الثلاثة ".
إنّ التناقض بين البلدان الإشتراكية والبلدان الإمبريالية هو أحد التناقضات أو السمات الأساسية لعصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية . و على الرغم من أن هذا التناقض قد غاب اليوم مؤقتا بسبب التحولات التحريفية لمختلف البلدان الإشتراكية سابقا ، فإن هذا لا يغير فى شيئ من ضرورة تقييم التجربة التاريخية للحركة الشيوعية بصدد الكيفية التى عولج بها هذا التناقض و التى تبقى مسألة نظرية ذات أهمية : و بالفعل ستجد البروليتاريا يوما ما نفسها أمام ظروف يكون فيها بلد ( أو عدة بلدان ) إشتراكية فى مواجهة سافرة مع أعداء إمبرياليين مفترسين. لقد تمكّن المسؤولون السائرون فى الطريق الرأسمالي، سنة 1976 بعد وفاة ماو، من القيام بإنقلاب دنيئ نجحوا من خلاله فى فسخ الإستنتاجات الصحيحة للثورة الثقافية و طرد الثوريين من قيادة الحزب الشيوعي الصيني و تطبيق برنامج تحريفي فى جميع الميادين و الرضوخ للإمبريالية .
و قاوم الثوريون فى الحزب الشيوعي الصيني هذا الإنقلاب وواصلوا النضال من أجل أن تسترجع القيادة البروليتارية مقاليد السلطة فى هذا البلد . أما على المستوى الدولي فإن العديد من الشيوعيين الثوريين ، فى عدد لا يستهان به من الدول، لم ينساقوا وراء الخط التحريفي لدنغ سياو بينغ و هواو كوفينغ و قاموا بمبادرات ملموسة لتعرية و نقد المسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي فى الصين . لقد حيت هذه المقاومة ( فى الصين و كذلك على المستوى الدولي ) للإنقلاب على القيادة الصحيحة لماوتسى تونغ الذى ما إنفك يعمل بدون كلل على تسليح البروليتاريا و الماركسيين – اللينينيين - الماويين بتحليل للصراع الطبقي فى ظل دكتاتورية البروليتاريا وتمكينهم من فهم إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية . و قد أمد العمل النظري للقيادة البروليتارية بزعامة ماو تسى تونغ الماركسيين - اللينينيين - الماويين بالعناصر الضرورية لكي يتمكنوا من الفهم الصحيح لطبيعة التناقضات فى المجتمع الإشتراكي و شكّل هذا العمل إضافة هامة للماوية مكنت الحركة الماركسية - اللينينية - الماوية من التهيؤ إيديولوجيا لمواجهة الأحداث الأليمة لسنة 1976 أكثر مما كانت عليه قبل 20 سنة عند حدوث الإنقلاب التحريفي فى الإتحاد السوفياتي بالرغم من أنها تواجه هذه الحالة فى هذه المرة فى غياب دولة إشتراكية فى العالم .
غير أنه كان لزاما أن تكون لعودة الرأسمالية فى بلد يضع بين حدوده ربع سكان العالم و إستيلاء التحريفيين على حزب ماركسي – لينيني - ماوي كان سابقا فى طليعة الحركة الشيوعية العالمية ،إنعكاسات عميقة على النضال الثوري فى العالم و الحركة الماركسية - اللينينية - الماوية . هتفت العديد من الأحزاب التى تنتمى للحركة الشيوعية العالمية، طويلا للتحريفيين و تبنّت " نظريتهم حول العوالم الثلاثة " و تخلت نهائيا عن النضال الثوري . و تمكنت بذلك من زرع الإنهيار فى الوقت الذى خسرت فيه كل ثقة من قبل العناصر الثورية فعرفت هذه الأحزاب أزمة داخلية عميقة أو إنهارت تماما .
و حتى فى صفوف قوى ماركسية- لينينية- ماوية أخرى رفضت الإنسياق وراء القيادة التحريفية الصينية أدى الإنقلاب الذى حصل فى الصين إلى نوع من الإنهيار ووضعت الماركسيية - اللينينيية - الماوية موضع التساؤل من جديد و لقد تعزّز هذا التيار أكثر عندما شنّ أنور خوجة و حزب العمل الألباني حربا شعواء ضد الماوية.
و بالرغم من أنه كان من المنتظر أن تمر الحركة الشيوعية العالمية بأزمة معينة بعد الإنقلاب فى الصين، فإن عمق هذه الأزمة و الصعوبات الكبيرة الناجمة عنها تبرز بوضوح مدى عمق إنغراز أنياب التحريفية بمختلف أشكالها داخل الحركة الماركسية – اللينينية - الماوية حتى قبل سنة 1976 . لذا يجب على الماركسيين - اللينينيين - الماويين مواصلة بحثهم و دراستهم لهذه المسائل للوصول لفهم جيد لجذور التحريفية لا فحسب فى هذه الفترة و لكن أيضا فى الفترات السابقة للحركة الشيوعية العالمية . و يجب عليهم مواصلة المعركة ضد تأثير التحريفيين و فى نفس الوقت الدفاع و السير قدما على أساس المبادئ الأساسية التى أفرزتها الإنفجارات الثورية للبروليتاريا العالمية و الحركة الشوعية على مدى تاريخها . "
( إنتهى المقتطف )
( " علم الثورة البروليتاريّة العالمية : الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة " ، شادي الشماوي ؛ مكتبة الحوار المتمدّن )

حالئذ ، نلمس مدى تهافت أعداء الماويّة و تأكيدهم الزائف و المجافي للحقيقة و الذى يخلط الأوراق عمدا كتكتيك إنتهازي معروف ، معوّلين على الجهل و باثّين سمومهم التحريفيّة و الدغمائيّة المعادية لعلم الشيوعية ، أنّه لا فرق بين الخطّ الماوي الثوريّ و الخطوط التي قاتلها قتالا مريرا و قاسيا لا هوادة فيه لعشرات السنين و من وجهة نظر الثورة البروليتارية العالمية و مزيد التقدّم صوب الشيوعيّة . و من المؤسف بل و المحزن حقّا أنّ أناسا شرفاء كُثر ما إنفكّوا يردّدون كالببّغاء هذه الإفتراءات بدلا من إعمال الفكر و البحث عن الحقيقة و التثبّت من الوقائع و من مضامين الوثائق التاريخيّة و النصوص الماويّة التاريخيّة منها و الراهنة و قد صارت متاحة أكثر من أيّ زمن مضى لا سيما بفضل الأنترنت .
و من كتابنا هذا نرمى إلى بلوغ أهداف ثلاثة أوّلها المزيد من إجلاء حقيقة ما حصل من إنقلاب تحريفي في صين ما بعد ماو تسى تونغ ؛ و ثانيها المزيد من رفع الغشاوة التحريفيّة و الدغمائيّة عن عيون الباحثين حقّا عن الحقيقة التي هي وحدها الثوريّة و المزيد من دحض خزعبلات أعداء الماويّة ، أعداء الماركسية - اللينينيّة - الماويّة ، أعداء الشيوعيّة الثوريّة ؛ و ثالثها تسليح الرفاق و الرفيقات بفهم أرقى و أعمق للصراع الطبقي في ظلّ الإشتراكية و بمساهمة من أهمّ مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة .
و بطبيعة الحال ، ليس هذا الكتاب الجديد منعزلا عن أعمالنا السابقة الأخرى بصدد الصين الإشتراكيّة الماويّة و إنّما هو لبنة أخرى مكمّلة و متمّمة لها . إنّه متمّم لكتابنا الأوّل بهذا المضمار
- " الصين الماويّة : حقائق و مكاسب و دروس " ،
و ما تلاه من كتب في الغرض عينه :
- " نضال الحزب الشيوعيّ الصينيّ ضد التحريفيّة السوفياتية 1956 - 1963 : تحليل و وثائق تاريخية "،
- " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو " ،
- " الماويّة تدحض الخوجيّة ، و منذ 1979 " ،
- المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعيّ الصينيّ ( الماويّ – 1974 )،
- " ماو تسى تونغ و بناء الإشتراكية ( نقد لكتاب ستالين " القضايا الإقتصادية للإشتراكية في الإتحاد السوفياتي " و لكتاب" الاقتصاد السياسي ، السوفياتي ")،
و الكتاب الذى ألّفناه بمناسبة الذكرى الخمسين للثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و إخترنا له من العناوين
- " الصراع الطبقيّ و مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا : الثورة الثقافيّة البرولتاريّة الكبرى قمّة ما بلغته الإنسانيّة فى تقّدّمها صوب الشيوعيّة ".
و من يتطلّع إلى المزيد بشأن موضوع الحال ، الإنقلاب التحريفي في الصين فنحيله أوّلا و قبل كلّ شيء ، على كتابنا الأوّل أو العدد الأوّل من" الماويّة : نظريّة و ممارسة ": " علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسيّة -اللينينيّة - الماويّة "؛ و ثانيا ، على كتيّب باللغة الأنجليزيّة لبوب أفاكيان هو في الأصل نصّ لخطاب إعلان الموقف الرسميّ للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة عنوانه " خسارة الصين و الإرث الثوريّ لماو تسى تونغ " ( منشورات الحزب الشيوعي الثوري ، 1978 ) و رابطه على الأنترنت هو
http://bannedthought.net/USA/RCP/Avakian/Avakian-LossInChina.pdf
و هذا لا يعنى أنّنا أهملنا التناول التقييمي العلمي و النقدي للتجربة الإشتراكية في الصين الماويّة ، بالعكس أولينا الموضوع ما يستحقّ من عناية و الكتب التالية التي نشرنا تندرج فى هذا الإطار :
- " المساهمات الخالد لماو تسى تونغ " لبوب أفاكيان ،
- " ماتت الشيوعية الزائفة ... عاشت الشيوعية الحقيقية ! " لبوب أفاكيان،
-" تقييم علمي نقدي للتجربتين الإشتراكيّتين السوفياتيّة والصينيّة : كسب العالم؟ واجب البروليتاريا العالمية ورغبتها " لبوب أفاكيان و
- " لا تعرفون ما تعتقدون أنّكم " تعرفون " ... الثورة الشيوعيّة و الطريق الحقيقيّ للتحرير : تاريخها و مستقبلنا " لريموند لوتا .
كما أنّ هذا لا يعنى أنّنا أهملنا بأيّ شكل من الأشكال الصراعات صلب الحركة الماويّة العالميّة ذلك أنّ عدد الكتب المخصّصة للغرض ( الصراعات حول خيانة حرب الشعب في النيبال و إنقسام الماويّة إلى إثنين و الجدالات حول الخلاصة الجديدة للشيوعية – الشيوعية الجديدة و تطوير الماويّة ...) يشهد على عكس ذلك أي على إيلائنا المسألة الأهمّية اللازمة . و الكتب العديدة التي تجدون عناوينها و محتوياتها في الملحق الثاني لهذا الكتاب و هي متوفّرة بمكتبة الحوار المتمدّن خير دليل على ذلك.
و يقوم كتابنا الجديد هذا على فصل أفردناه لمقدّمات نظريّة صاغها ماويون صينيّون أساسا في سبعينات القرن العشرين بشأن الصراع الطبقي في ظلّ الإشتراكية يليه فصل خصّصناه لخلفيّة تاريخيّة لفهم خطّ المؤتمرين الماويّين الأخيرين للحزب الشيوعي الصينيّ و لنموذج من وثائق عديدة لصراع الماويّين صلب ذلك الحزب ضد الإنحراف اليميني لدنك سياوبينغ و أتباعه و أشباهه . و لتكوين فكرة شاملة عن هذه المعركة ، إنتقينا للفصل الثالث قراءة قيّمة للمعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ صاغها ريموند لوتا كمقدّمة لكتابه " و خاسهم ماو " المذكور أعلاه . و قصد تقديم نماذج لا غير من – و ليس جميع - المواقف الماويّة المناهضة للتحريفيّة و الإنقلاب المعيد لتركيز الرأسماليّة في الصين ، إصطفينا للفصلين الرابع و الخامس رسالة مفتوحة بعث بها الحزب الشيوعي الثوري الشيلي و مقالا للحزب الشيوعي الثوري الأمريكي يُعنى بدحض " نظريّة العوالم الثلاثة " التي كانت تمثّل الخطّ العالمي للتحريفيّين الصينيّين . و خيارنا لهذهين النموذجين يُعزى إلى كون هذين الحزبين كانا مبادرين في تجميع الماويّين أحزابا و منظّمات عبر العالم لفضح التحريفيّين الصينيّين و صياغة وثائق و تشكيل منظّمة عالميّة للماويّين الحقيقيّين رأت النور فعلا سنة 1984 ( الحركة الأمميّة الثوريّة التي نشطت موحّدة مذّاك إلى سنة 2006 و التي مرّ بنا ذكر بيانها لسنة 1984 ) .
و إلى ما تقدّم ، أضفنا فصلا من تأليفنا أنف نشره ضمن كتاب من وضعنا ، " الصراع الطبقيّ و مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا : الثورة الثقافيّة البرولتاريّة الكبرى قمّة ما بلغته الإنسانيّة فى تقّدّمها صوب الشيوعيّة " ، فيه لخّصنا أهمّ نقاط التمايز بين الماويّة الثوريّة و التحريفيّة الصينيّة الرجعيّة كما بيّنت ممارسة الصراع الطبقي و الأحداث و الوثائق ، قبل الإنقلاب و بعده . و إعتبارا لأنّ الخوجيّين يزعمون معارضتهم للتحريفيّة الصينيّة من موقع ماركسي- لينينيّ ( رغم عدم تفريقهم بين الماويّة و التحريفيّة الصينيّة لدنك سياو بينغ و شنّهم هجوما لامبدئيّا دغمائيّا تحريفيّا مسعورا على ماو تسى تونغ تمّ الردّ عليه في كتابنا " الماوية تدحض الخوجيّة ، و منذ 1979 " ) ، رأينا من المفيد للقرّاء باللغة العربيّة أن يطالعوا أوّلا ملحقا هاما للغاية هو " ماو تسى تونغ : خطاب أمام البعثة العسكريّة الألبانيّة " و ثانيا ، مقال ينقد كتاب أنور خوجا ، " الإمبرياليّة و الثورة " و يعرّى أخطاءه من بدايته على نهايته ؛ و ثالثا ، ملحقا في منتهى الأهمّية هو مقال يُعنى بتوضيح تحريفيّة شخصيّة هامة في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني ظلّ يحفّ بها الكثير من الغموض لوقت طويل حتّى لدى الكثير من الماويّين و نقصد شو آن لاي .
و من يتطلّع إلى دراسة تحوّل الصين إلى دولة رأسماليّة – إمبرياليّة ، فعليه/ عليها بكتاب من إنتاجات الماويّين في الهند عنوانه " الصين – قوّة إمبرياليّة – إشتراكيّة جديدة ! جزء لا يتجزأ من النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي " وهو متوفّر باللغة الأنجليزية و باللغة الفرنسية و الرابطان تباعا هما :
- https://www.bannedthought.net/India/CPI-Maoist-Docs/Books/China-Social-Imperialism-CPI-Maoist-2021-Eng-view.pdf
- https://www.bannedthought.net/India/CPI-Maoist-Docs/Books/China-Social-Imperialism-CPI-Maoist-2021-French-20211001.pdf
و المحتويات التفصيليّة لهذا الكتاب 48 ، فضلا عن هذه المقدّمة ، هي :
الفصل الأوّل : مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة
( 1 ) قوانين الصراع الطبقي في المرحلة الإشتراكيّة
- لا يمكن تجنّب الصراع الطبقي
- الخلفيّة العالميّة
- صراع كبير كلّ بضعة سنوات
- ليس بوسع الإضطراب إلاّ أن يتحوّل إلى النظام
(2) أتباع الطريق الرأسمالي هم ممثّلو علاقات الإنتاج الرأسماليّة
( 3 ) بصدد الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية
الفصل الثاني : المؤتمران الماويّان للحزب الشيوعي الصيني و تحريفية دنك سياو بينغ و أمثاله و أتباعه
( 1 ) تقرير المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني
- خطّ المؤتمر التاسع
- إنتصار سحق طغمة لين بياو المعادية للحزب
- الوضع الراهن و مهامنا
( 2 ) خطّ عام لإعادة تركيز الرأسماليّة – تحليل ل " حول البرنامج العام لكلّ عمل كامل الحزب و كامل الأمّة "
الفصل الثالث : المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ
مدخل الكتاب
فهرس كتاب " و خامسهم ماو "

المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ ( 1973 - 1976)
مقدّمة :
- مسألة لين بياو
- المؤتمر العاشر
- حملة " نقد لين بياو و كنفيشيوس "
- المجلس الوطني الشعبي
- " الأعشاب السامّة الثلاثة "
- نقد "على ضفاف الماء "
- مزيدا من " ريح الإنحراف اليميني "
- نقد دنك سياو بينغ
- الإنقلاب
الفصل الرابع : رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوعي الصيني
الفصل الخامس : إستراتيجيا " العوالم الثلاثة " : إعتذار للإستسلام
- إستبعاد التحليل الطبقي
- الدفاع عن الإستعمار الجديد
- نظريّة قوى الإنتاج
- الدفاع عن الوطن ، أسلوب " العوالم الثلاثة "
- الخطر الأساسي السوفياتي
- جبهة متّحدة من أجل ماذا ؟
- تاريخ " العوالم الثلاثة "
- الصراع حول الخطّ الأمميّ
- الحزب الشيوعي الثوري و نظريّة العوالم الثلاثة
- نظريّة العوالم الثلاثة و الصراع صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة
- تحليل أعمق
- الدفاع عن ماو تسى تونغ
- خاتمة
الفصل السادس : من صين ماو الإشتراكية إلى صين دنك الرأسمالية : برنامج دنك الذى طبّق فى الصين بعد إنقلاب 1976 يميط اللثام حتّى أكثر عن الخطّ التحريفي الذى ناضل ضدّه الشيوعيّون الماويّون
1- أهم محطّات التخلّى عن الماويّة
2- خط التعصيرات الأربعة التحريفي يتناقض مع الخط الشيوعيّ الماويّ " القيام بالثورة مع دفع الإنتاج " أو خطّ المؤتمر الحادي عشر يتناقض مع خطّ المؤتمرين التاسع و العاشر
3- خطّان فى فهم السياسة التعليميّة
4- من أدب فى خدمة الشعب و الثورة إلى أدب فى خدمة التحريفيّة و بالتالي البرجوازية
5- من السعي إلى معالجة التناقض بين الرّيف و المدينة إلى تعميق هذا التناقض
6- من صناعة من أجل العمّال إلى عمّال من أجل صناعة ما عادوا يملكونها
7- التنكّر للمفاهيم الماويّة لمواصلة الصراع الطبقيّ فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا
8- نقاط إضافيّة يتناقض فيها خطّ دنك التحريفيّ البرجوازيّ مع الخطّ الماويّ الثوريّ البروليتاريّ
ملاحق الكتاب (4)
(1) ماو تسى تونغ : خطاب أمام البعثة العسكريّة الألبانيّة
(2) كتاب أنور خوجا " الإمبريالية و الثورة " على خطإ من بدايته إلى نهايته
-1- العالم حسب خوجا
-2- أطروحة خوجا حول " العالمين "
-3- خوجا و التحرّر الوطنيّ
- 4 - البلدان الرأسماليّة المتقدّمة و الحرب العالميّة
- 5 - حرب عالميّة – " سياسة " الصين
- 6 - الدفاع عن الوطن على طريقة خوجا
-7- خوجا و الإتّحاد السوفياتي
المراجع :
( 3 ) إعتاد على مهاجمة خطّ ماو – الدور الرجعيّ الخفيّ لشو آن لاي
( 4 ) فهارس كتب شادي الشماوي
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الفصل الأوّل :
مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة

( 1 )
قوانين الصراع الطبقي في المرحلة الإشتراكيّة

شي بينغ – " مجلّة بيكين "عدد 33 ، 18 أوت 1972 ( مقال نُشر في مجلّة " الراية الحمراء " ، عدد 8 ، 1972 )
النص (2) الوارد في كتاب ريموند لوتا " و خامسهم ماو " ، بانر براس 1978 ، شيكاغو ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة
http://www.bannedthought.net/China/MaoEra/GPCR/Mao5/AndMaoMakes5-Lotta-1978-All.pdf
--------------------------------
في المرحلة التاريخيّة الإشتراكيّة ، كيف تتطوّر التناقضات الطبقيّة ويتطوّر الصراع الطبقيّ و يتغيّران ؟ وما هي قوانينها؟ للتمكّن من قوانين الصراع الطبقي في المرحلة الإشتراكيّة ، يجب علينا قبل كلّ شيء أن نفهم التناقض الأساسي في الصين أثناء هذه المرحلة . و بالعودة إلى بعيدا إلى الوراء ، إلى سنة 1949 ، غداة تأسيس جمهوريّة الصين الشعبيّة ، أشار الرئيس ماو بوضوح في الإجتماع العام الثاني للجنة المركزيّة السابعة للحزب الشيوعي الصيني ، إلى أنّه ، إثر إفتكاك السلطة عبر الصين و معالجة مشكل الأرض ، التناقض الرئيسي داخل البلاد هو " التناقض بين الطبقة العاملة و البرجوازية ". و مذّاك ، في عدّة مناسبات ، أشار الرئيس ماو إلى أنّه خلال المرحلة التاريخيّة الإشتراكيّة ، يوجد صراع بين البروليتاريا و البرجوازيّة و بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، و إلى أنّه هناك خطر إعادة تركيز الرأسماليّة .
في 1962 ، في الاجتماع العام العاشر للجنة المركزيّة الثامنة ، تقدّم الرئيس ماو بخطّ أساسي للحزب أشمل حتّى لكامل المرحلة التاريخيّة الإشتراكية و حذّر بانّ يجب أن " لا تنسوا أبدا الصراع الطبقي ". وهو يقود الشعب الصيني إلى الأمام في نضال الثورة الإشتراكيّة و البناء الإشتراكي ، طبّق موقف ووجهة نظر و منهج الماديّة الجدليّة و التاريخيّة لإستيعاب التناقض الأساسي - التناقض بين البروليتاريا و البرجوازيّة - و لخّص تجربة مواصل الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا، و بلا هوادة كشف قوانين الصراع الطبقي بين البروليتاريا و البرجوازية .

لا يمكن تجنّب الصراع الطبقي

في 1957، صرّح الرئيس ماو : " سيبحث الأعداء الطبقيّون دائما عن فرص ليؤكّدوا أنفسهم . لن يستسلموا لخسارتهم سلطة الدولة و أملاكهم . و رغم أنّ الحزب الشيوعي الصيني إلى حدّ كبير يحذّر أعداءه مسبّقا و يجعل سياسته الأساسيّة الإستراتيجيّة معلومة لديهم ، سيواصلون مع ذلك شنّ الهجمات . الصراع الطبقيّ واقع موضوعي مستقلّ عن إرادة الإنسان . و هذا يعنى أنّه لا يمكن تجنّبه ".
جميع الأعداء الطبقيّين ، جميع الأشباح و الوحوش ، سيظهرون دائما إلى العلن ، هاذ ما تحدّده طبيعتهم الرجعيّة . لم يوجد أبدا و لن يوجد أبدا مثال واحد تركت فيه الطبقات الرجعيّة المطاح بها مسرح التاريخ بمحض إرادتها و دون تنظيم مقاومة. غنّ طبيعتها الطبقيّة الرجعيّة و نظرتها المثاليّة للعالم ن على الدوام ، تجعلها تخطأ و تغالى في تقدير قوّتها و تستهين بقوّة الثورة . تعوّض خطأ التفوّق المطلق للبروليتاريا بالدونيّة المطلقة . و بالتالى ، كلّما توفّرت فرصة ، لا يسعها سوى البروز. و على الرغم من الضربات القاسية و الهزائم المشينة ، يتواصل التحرّك وفق هذا القانون .
لقد دلّلت ممارسة الصراع من أجل تعزيز دكتاتوريّة البروليتاريا طوال العشرين سنة الماضية أو أكثر ، على صحّة أطروحة الرئيس ماو هذه . ففي الفترة الأولى عقب تأسيس الصين الجديدة ، عندما كان الشعب الصيني ينجز حركة مقاومة العدوان الأمريكي و مساعدة كوريا ، إنخرط رأسماليّون غير قانونيّون بلا رحمة في رشوة الكوادر في إدارات الحكم و مؤسّساته ، و في التهرّب الضريبي و غيرها من النشاطات غير القانونيّة لتقويض الإشتراكيّة و تخريب قطاع الدولة الاقتصادي . و قد شنّوا هجوما مسعورا على البروليتاريا ل " الإطاحة بكوادرنا " و " التسلّل إلى صفوفنا ". و قد حاولت زمرة هو فانغ الرجعيّة بلا طائل الإنقلاب على السلطة البروليتاريّة بشقّ طريقها إلى الصفوف الثوريّة وسلوك سياسة التقويض من الداخل. و في 1955 ، تقدّموا ب " مذكّرة " معادية للثورة تتضمّن 300 أل حرف صيني . و في 1957 ، إستغلّ اليمنيّون البرجوازيّون حملة تصحيح في صفوف الحزب كانت تسعى إلى تجاوز نقائص حزبيّة ليتآمروا للإطاحة به و التنكّر للنظام الإشتراكي و الإستيلاء على السلطة . هذه المثلة جميعها و غيرها تبيّن كيف يظهر الأعداء الطبقيّون ليهاجمونا عن وعي منهم . و هذا قانون موضوعي مستقلّ عن إرادة الإنسان .
إنّ ممثّلى البرجوازيّة الذين تسرّبوا إلى صفوف الحزب لن يذهبوا هم أيضا ضد هذا القانون. فهم يمثّلون مصالح و تطلّعات الطبقات المستغِلّة و كافة القوى الرجعيّة المطاح بها . سيؤكّدون أنفسهم بعناد . جميع المتآمرين و الوصوليّين من كاو كانغ إلى ليوتشاوتشى و غيرهما من المحتالين السياسيّين ، بإتفاق فيما بينهم ، شنّوا هجمات ضد الحزب في محاولة بلا جدوى للإستيلاء على قيادة الحزب و إفتكاك السلطة و تغيير خطّ الحزب و سياساته و تغيير النظام الاجتماعي . لقد حدّدت طبيعتهم الطبقيّة الرجعيّة و تكتيكاتهم المخادعة و نظرتهم الرجعّة بعمق للعالم أن يكونوا أعداءا للحزب و للشعب . و من المستحيل الحيلولة دون قيامهم بذلك ، و ليس بوسع أي كان إنقاذهم . بعدما تكون النشاطات المناهضة للحزب للمحتالين مثل ليو تشاوتشى قد فُضحت ، و إنطلاقا من سعة صدر البروليتاريا الثوريّة ، حاول الرئيس ماو مرّة تلو المرّة قصارى جهده لإنقاذهم . و مع ذلك ن لم يبدو أيّة توبة بل واصلوا بجنون جرائمهم المعادية للثورة ما نجم عنه تحطيمهم لأنفسهم. و الآن، وضع ثورتنا و بناؤها الإشتراكين في تحسّن مطّرد ، و قد غدت دكتاتوريّة البروليتاريا معزّزة أكثر و حتّى ثمار نضرة قد أينعت بفضل الخطّ الثوري لماو في الشؤون الخارجيّة . كلّ هذا قد سرّ و ألهم الشعب من كافة القوميّات في الصين .

الخلفيّة العالميّة

مثلما أشار لينين : " التحريفيّة ظاهرة عالميّة " ( " الماركسيّة و التحريفيّة " ) . لواقع انّ قادة الخطّ التحريفي في الحزب سيظهرون بطريق الحتم جذوره العالمية . للإنقلاب على دكتاتوريّة البروليتاريا في الصين ، على الدوام ستسعى الإمبريالية الإمبريالية الإشتراكية إلى إيجاد عملاء لهم في صفوف الحزب و من ناحيتهم ن التحريفيّون و الإنتهازيّون المختفون في حزبنا سيلجؤون إليهم دائما بحثا عن الدعم . و ليست المؤامرات المناهضة للحزب التي يقوم بها المحتالون السياسيّون مثل ليو تشاوتشى منعزلة أو عرضيّة ، لها أيضا خلفيّتها العالميّة . و وجّه الإنتصار الكبير لحملة نقد التحريفيّة و تصحيح أسلوب عمل الحزب صفعة قاسية للإمبرياليّة الإشتراكيّة . و تنبئنا وقائع الصراع الطبقي بأنّ " الرجعيّين في البلدان الإشتراكيّة ، بالتواطؤ مع الإستعماريّن و بإستغلال وجود التناقضات بين صفوف الشعب ، يعمدون إلى بذر بذور الشقاق و إثارة الإضطراب ، ساعين إلى تحقيق مؤامرتهم ." ( ماو تسى تونغ، " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب"). و فقط بالإعتماد على وجهة النظر الماركسيّة – اللينينيّة لدراسة الصراعات الطبقيّة محلّيا في إرتباط بالصراع الطبقيّ العالمي ، بوسعنا أن نستوعب إستيعابا صحيحا قوانين الصراع الطبقي و الصراع بن الخطّين في المرحلة الإشتراكيّة .

صراع كبير كلّ بضعة سنوات

هناك قانون بالنسبة إلى الزمن المتحكّم في تطوّر و تغيّر الصراع بين البروليتاريا و البرجوازيّة في المرحلة الإشتراكيّة . ملقين نظرة على تاريخ بلادنا ، بإمكاننا رؤية أنّه وُجد صراع كبير كلّ بضعة سنوات ا صحيح بالنسبة للصراع الطبقي في المجتمع و في صراع الخطّين صلب الحزب . في السنوات الأولى عقب ولادة الصين الجديدة عندما كانت الثورة و كان البناء الإشتراكي قد حقّا إنتصارا أوّليّا و أخذا يتطوّران بعمق ، أنشأ كاو كانغ و جاو شو شيه تحالفا معاديا للحزب في محاولة يائسة لإفتكاك السلطة . و في ندوة لوشان سنة 1959 ، وزّع بنغ تاه هاي رسالة مفتوحة متحدّية ، مهاجما الخطّ العام لبناء افشتراكية و القفزة الكبرى إلى الأمام و الكمونات الشعبيّة بهدف الإستيلاء على قيادة الحزب . لكن هذه المحاولة باءت بالفشل و سُحقت . و تاليا ، دفعين خطّا تحريفيّا ، إنخرط ليو تشاوتشى و محتالون آخرون في الدسائس و المؤامرات على صعيد كبير و أنشأوا هيئة قيادة برجوازيّة في محاولة يائسة لشقّ صفوف حزبنا و إعادة تركيز الرأسماليّة . و مع ذلك، إنتهوا إلى أن منيوا بهزيمة نكراء حتّى أكبر .
لماذا يوجد صراع كبير كلّ بضعة سنوات ؟ يعكس هذا مراحل تطوّر التناقض الرئيسي في المرحلة الإشتراكيّة . لقد علّمنا الرئيس ماو : " إنّ التناقض في عمليّة تطوّر ما ، و جوه العمليّة التي يحدّده هذا التناقض الأساسي ، لن يتلاشيا قبل إكتمال العمليّة ؛ لكن الوضع في كلّ مرحلة من مراحل عمليّة التطوّر الطويلة للشيء كثيرا ما يختلف عن وضع مرحلة أخرى . و السبب في ذلك أنّه على الرغم من أنّ طبيعة التناقض الأساسي في عمليّة تطوّر شيء ما و جوهر العملي يتغيذران ، إلاّ أنذ التناقض الأساسي يتزايد حدّة في المراحل المختلفة من عمليّة التطوّر الطويلة . " ( " في التناقض " ) و في بلدنا تعمّقت الثوة الإشتراكية خطوة خطوة ؛ و الإنهاء التام للتغيير الإشتراكي لملكيّة وسائل الإنتاج و تلته ثورة إشتراكيّة على الجبهة الإيديولوجيّة و السياسيّة . كلّ خطوة على المام و كلّ نصر حقّقناه ألحق على الدوام الضرر بالبرجوازيّة و عملائها في الحزب . و لقي بالتالى معارضة منها . و هكذا ، في السيرورة امديدة للتناقض و الصراع بين البروليتاريا و البرجوازيّة ، تتشكّل مراحل خاصة مع تعمّق الثورة الإشتراكيّة خطوة خطوة . و شأنها شأن حركة التناقضات الأخرى، تتّخذ مرحلة خاصة وضعين من الحركة ، وضع الاستقرار النسبيّ و وضع التغيير الجلي. و في ظلّ ظروف معيّنة ، يتحوّل الوضع الأوّل إلى الوضع الثاني ، أي ، من المعتدل نسبيّا إلى الشديد نسبيّا ؛ يحلّ التناقض خلال الوضع الثاني و تبدأ مرحلة خاصة جديدة . و من ثمّة فإنّ الصراع بين البروليتاريا و البرجوازية في المرحلة الإشتراكيّة ، يرتفع أحيانا إلى أعلى و ينخفض أحيانا أخرى كالأمواج . و بخصوص الزمن ، يجد تعبيره في صراع كبير كلّ بضعة سنوات . و طبعا ، ليس هذا سوى الوضع العام . أمّا بالنسبة إلى كلّ صراع كبير في حدّ ذاته ، إنّ كان سيحدث إثر فترة زمنيّة قصيرة أو أطول بكثير يرتهن بالوضع المحلّى و العالمي و بعملنا .
عقب كلّ صراع كبير ، يضطرّ الأعداء الطبقيّون إلى التحوّل من الهجوم إلى التراجع . و إعتبارا لطبيعتهم الطبقيّة الرجعيّة، مع ذلك ، لا يمكن توقّع أن يغسلوا أيديهم و يطووا الصفحة . لكن من المستحيل عليهم أن يقوموا بهجوم مضا- شامل مباشرة إثر الهزيمة . و يعزى هذا إلى كونه في كلّ صراع كبير ، يتعرّضون للضرب بشدّة ، و يتمّ تحطيم مراكز قيادتهم البرجوازيّة ،و يجرى نقد شامل لبرنامجهم و خطّهم التحريفي و كذلك لمغالطاتهم الرجعيّة التي يستخدمونها لخداع الناس ، بينما حفنة الأتباع المتعنّتين المناهضين للثورة الذين إجتمعوا معا قد تشتّتوا جرّاء ضرباتنا و إفتضحت تكتيكاتهم المخادعة في صفوف الجماهير ، و لم تعد تفعل فعلها . بإختصار ، يحتاجون إلى تفرة راحة . في بلادنا ، يتمتّع الحزب بسمعة جيّدة جدّا و قد مدّت الماركسيّة – اللينينيّة – فكر ماو تسى تونغ جذورا عميقة جدّا في قلوب الناس ،و الحزب و الحكومة و الجيش و الشعب متّحدون جدّا و دكتاتوريّة البروليتاريا صلبة كالصخر بحيث أنّ الأعداء الطبقيّين ليس بوسعهم إلاّ أن ينجزوا عملا تحضيريّا معاديا للثورة في السرّية و من العسير عليهم القيام بذلك . أمام القلعة الفولاذيّة لدكتاتوريّة البروليتاريا ، يحتاجون إلى عدّة سنوات لتوحيد قواهم من جديد و يقوموا بمنازلة كبرى جديدة معنا . و لا حاجة إلى قول إنّ الصراعات تتشابك أحيانا . و قد وُجد مثال لذلك : بعض قادة الخطّ التحريفي في هذا الصراع ليسوا إلاّ الزعماء الحاليّين أو العناصر الأساسيّة التي دفعت الخطّ التحريفي في الصراع الأخير لكنّها هربت و لم يقع إكتشافها . و مع ذلك ، مهما كانت التحضيرات التي يمكن أن تقوم بها القوى الرجعيّة المطاح بها أو الوقت الذى ستقفز فيه إلى الأمام ، ليس لدينا في جعبتنا لهم غير الهزيمة النكراء .
و حينما نقول إنّ صراعا كبيرا يحدث كلّ بضعة سنوات ، لا نقصد أنّه ثمّة سلام و هدوء في أوقات أخرى و بإمكاننا أن نجلس و نرتاح . إنّ قول إنّ الصراع الطبقيّ يعلو و ينخفض كالأمواج لا يساوى قول إنّه تارة يظهر و طورا يختفى . كلّ صراع كبير إستمرار و تطوّر للصراعات اليوميّة – سيرورة تطوّر من التغيّر الكمّي إلى التغيّر النوعيّ . لهذا علينا أن نتذكّر الصراع الطبقي كلّ سنة ، كلّ شهر ، كلّ يوم . و فقط بالحصول على فهم طبقيّ سليم للصراع الطبقي و قوانينه ، يكون بمستطاعنا أن نتّخذ المبادرة في خوض الصراعات .

ليس بوسع الإضطراب إلاّ أن يتحوّل إلى النظام

في المرحلة الإشتراكيّة تحدث الأشباح و الوحوش بإستمرار الإضطرابات و ما تنفكّ البروليتاريا تكنسهم . و نتوصّل إلى النظام بعد إضطراب كبير . و هذا أيضا قانون آخر لتطوّر الصراع الطبقي . و تعلّمنا الماديّة الجدليّة أنّ الإضطراب و النظام يمثذلان وحدة أضداد . و في غياب الإضطراب ، ليس النظام موضع سؤال ؛ و الإضطراب بطريق الحتم يتحوّل إلى نظام . قد قال الرئيس ماو: " هكذا للإضطرابات طابع مزدوج . يمكن أن يُنظر على كلّ إضطراب على هذا النحو ." ( " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات في بين صفوف الشعب " ) . إنّه لشيء سيّئ أن يظهر الأعداء الطبقيّون و أن يحدثوا إضطرابات ، لكن عندما يقومون بذلك ، يعرّوضون مظاهرهم المعادية للثورة في وضح النهار . و بالنتيجة ، يصبح الإصطفاف الطبقي أوضح من ذي قبل ، و بإمكان الجماهير الشعبيّة أن تخوض نضالات ضد هؤلاء الأعداء بطريقة أفضل و تتّخذ إجراءات للقضاء على هؤلاء الأوغاد ؛ و من ثمّة تعزّز أكثر دكتاتوريّة البروليتاريا . بهذا المعنى ن يمكن تحويل شيء سيّئ إلى شيء حسن . أثناء الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى ، ظهر الأشباح و الوحوش ليحدثوا إضطرابات و في بعض الأماكن وُجد إرتباك لفترة من الزمن كما لو أنّ الأمور أصبحت جدّية حقّا . لكن ما كانت النتيجة ؟ حفنة الأعداء الطبقيّين تمّ سحقها و صُهرت الجماهير في هذا النضال. ليوتشاوتشى و محتالون آخرون وضعوا سلفا قناع أناس صادقين عرّوا أنفسهم و كشفوا ألوانهم الحقيقيّة الوحشيّة فور ظهورهم و شروعهم في التآمر للإستيلاء على قيادة الحزب . حينها نهض الكوادر و نهض الشعب و تحرّكوا لفضح و نقد جرائمهم المعادية للحزب، و قد وطّد هذا بشكل هائل من قدرتهم على التمييز بين الماركسيّة الحقيقيّة و الماركسيّة المزيّفة . و هكذا يمكن رؤية أنّ الأعداء الطبقيّين يقتربون من حتفهم عندما يصعدون إلى الركح ليكشّروا عن أنيابهم . أكثر من 95 بالمائة من الجماهير و الكوادر لن يسمحوا أبدا بأفعالهم الضارة .
تدافع الماركسية عن أنّ الصراع الطبقي هو القوّة المحرّكة لتقدّم التاريخ . و فقط في مجرى الصراع الطبقي يتطوّر المجتمع الإشتراكي . و في كلّ مرّة تحدث الأشباح و الوحوش إضطرابا و تمنى بهزيمة على يد الثوريّين ، تضعف قوّات الطبقات المستغِلّة و كافة الرجعيّة بينما تتعزّز أكثر دكتاتوريّة البروليتاريا . و مع تحوّل قوى الطبقات الرجعيّة إلى قوى أضعف فأضعف عقب مواجهات متكرّرة ، ستتمكّن البروليتاريا في النهاية من إنجاز المهمّة التاريخيّة الكبرى للقضاء على البرجوازيّة و كافة الطبقات المستغِلّة . و طبعا كلّ جولة من الإضطراب و النظام لا تعيد نفسها ببساطة ، و كذلك لا تتحرّك في دائرة ميكانيكيّة و إنّما على الدوام تنطوى على مضمون جديد. و إثر كلّ صراع ، يرتفع مستوى معرفة الشعب إلى درجة أرقى و تحقّق القضيّة الإشتراكيّة للبروليتاريا خطوة أخرى مظفّرة إلى الأمام . في بلادنا ، تعزّزت دكتاتوريّة البروليتاريا بإستمرار و بإستمرار تطوّرت قضيّة الإشتراكيّة مع مرور الأيّام تحديدا لأنذ البروليتاريا قد حقّقت النصر في الصراع تلو الصراع ضد طبقات الملاّكين العقّارّين و الرأسماليّين و ضد كافة القوى الرجعيّة و ممثّليها الذين أحدثوا بإستمرار إضطرابات و قاموا بنشاطات تخريبيّة .
تحويل الأشياء السيّئة إلى أشياء حسنة مشروط . فطبقات الأعداء لن تنزل عن ركح التاريخ بمحض إرادتها ؛ و الإضطراب لن يتحوّل بنفسه إلى نظام . " في شروط معيّنة يتحتّم أن يتحوّل كلّ مظهر من المظهرين المتعارضين لتناقض ما إلى نقيضه نتيجة التنزع بينهما . إنّ الشروط هنا هامة . فبدون شروط معيّنة ن لا يمكن لأيّ من هذين المظهرين المتنازعين أن يتحوّل إلى نقيضه " ( " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " ) . و لأجل تحويل إضطراب إلى نظام في بلدنا ، من الأهمّية بمكان أن نطبّق بصرامة الخطّ الثوري للرئيس ماو و أن نعزّز قيادة الحزب و أن نتّحد مع أوسع الجماهير الشعبيّة . و بهذا الشرط ، في الصراع الطبقي و في صراع الخطّين الحادين و المعقّدين ، بوسعنا أن نرى بوضوح التوجّه ،و أن نرسم خطّا حادا للتمييز بيننا و بين العدوّ ، و أن نميّز و نعالج بصفة صحيحة نوعي التناقضات و نوحّد كافة القوى التي يمكن توحيدها بغاية توجيه ضربة قويّة للأعداء الطبقيّين و تمكين الثورة من التقدّم على الدرب الصحيح . و على وجه الضبط ، بفضل القيادة الحكيمة للجنة المركزيّة بقيادة الرئيس ماو و خطّه البروليتاري الثوريّ أخفقت قيادات متنوّعة للخطوط الإنتهازيّة في تحطيم حزبنا طوال العقود الماضية . دون هذا الشرط ، لا يمكن للإضطراب أن يفسح المجال للنظام . إن التطوّر التاريخي في نهاية المطاف مستقلّ عن إرادة الرجعيّين الذين ستتمّ الإطاحة بهم بالتأكيد على يد الشعب .
في ظلّ قيادة الخطّ البروليتاري الثوري للرئيس ماو ، يجب أن نستوعب القوانين الحاكمة للصراع الطبقي في المرحلة الإشتراكية و خطوة خطوة ننجز الثورة البروليتارية و نمضى بها إلى النهاية .
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

(2)
أتباع الطريق الرأسمالي هم ممثّلو علاقات الإنتاج الرأسماليّة

شوانغ لان ، مجلّة " دراسة و نقد " عدد 6 ، سنة 1976
النص (40) الوارد في كتاب ريموند لوتا " و خامسهم ماو " ، بانر براس 1978 ، شيكاغو ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة
http://www.bannedthought.net/China/MaoEra/GPCR/Mao5/AndMaoMakes5-Lotta-1978-All.pdf
----------------------------------
إنّ التحليل الطبقي سلاح من أسلحة الثورة . في عمله اللامع ، " تحليل طبقات المجتمع الصيني " ، أشار الرئيس ماو إلى أنّه : " علينا لكي نميّز بن هؤلاء [ الأعداء ] و أولئك [ الأصدقاء ] ، أن نقوم بتحليل عام للمركز الاقتصادي لمخلف الطبقات في المجتمع الصيني و لموقف كلّ منها تجاه الثورة ." توجيه الرئيس ماو هذا هو كذلك ذي دلالة هامة في قيادة تحليلنا للجوهر الطبقي لأتباع الطريق الرأسمالي اليوم و لفهمنا أنّ أتباع الطريق الرأسمالي في الحزب هم الهدف الأساسي للثورة الإشتراكية .
و المكانة الإقتصاديّة تعنى موقفا في إنتاج مجتمع معيّن . و مثلما أشار إلى ذلك لينين ، ليس بوسع المجتمع الإشتراكي إلاّ أن يمتلك مظاهر أو ميزات نوعي الهيكلة الإقتصاديّة – الإجتماعيّة و أنّ هذه المرحلة " مرحلة صراع بين الرأسماليّة المتداعية و الشيوعيّة الوليدة " ( " الاقتصاد و السياسة في عهد دكتاتوريّة البروليتاريا ") . إنّ أتباع الطريق الراسمالي داخل الحزب يحاولون بلا جدوى أن يعيدوا تركيز الرأسماليّة ببذل أقصى العهود للدفاع عن البنية الفوقيّة و علاقات الإنتاج التي تعرقل القاعدة الإقتصاديّة الإشتراكيّة و تطوّر قوى الإنتاج . في المجتمع الإشتراكي ، هم ممثّلو علاقات الإنتاج الرأسماليّة التي هُزمت لكنّه لم يُقضى عليها تماما بعدُ .
في البداية لنلقى نظرة على وضع ملكيّة وسائل الإنتاج . في الوقت الحاضر ، يمارس بلدنا في الأساس النظام الإشتراكي لملكيّة الدولة و النظام الإشتراكي للملكيّة الجماعيّة . و في ظلّ هذين النظامين من الملكيّة ، يملك الشغّالون و يُمنحون وسائل الإنتاج التي يملكونها جماعيّا من خلال دولة دكتاتوريّة البروليتاريا أو وحدات الاقتصاد الجماعي ، و سلطة منح و إدارة وسائل الإنتاج و سلطة توزيع المنتوجات تجد تعبيرها بطريقة مكثّفة في سلطة القيادة السياسيّة . و نظرا لوجود هذهين النظامين من الملكيّة و تطبيق النظام السلعي و التبادل عبر النقود / المال ، فإنّ قانون القيمة و أنماط إقتصاديّة أخرى التي تحتلّ الموقع الهيمني في الإنتاج الرأسمالي لا تزال سارية المفعول ، و إن وقع تقليص فعلها و تحديده . وليس فقط بين وحدات ملكيّة الشعب بأسره و وحدات الملكيّة الجماعيّة بل أيضا بين مختلف وحدات ملكيّة الشعب بأسره ، فإنّ المحاسبة الإقتصاديّة لّة يجب أن تطبّق في ظلّ الاقتصاد الإشتراكي المخطّط . و بالتالى ، إن كان الذين يتحكّمون في سلطة القيادة يطبّقون حقيقة الخطّ البروليتاري الثوري لماو ، إن كانوا قادرين على إستغلال بعض المظاهر الإيجابيّة في المرحلة الراهنة لمثل هذه الأشياء كقانون القيمة في ظلّ الاقتصاد الإشتراكي المخطّط ، أم يوسّعون عمدا مبدأ تبادل السلع و يقلّصون أو يقوّضون الاقتصاد الإشتراكي المخطّط ، له تأثير مباشر على الطبيعة الطبقيّة لنظام الملكيّة . لقد أشار الرئيس ماو :
" يبدو أنّنا لم ننه الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى لأنّ قاعدتنا ليست صلبة. حسب ملاحظاتي، ليس فى كلّ و لا فى الغالبية الغالبة ولكن فى غالبيم كبيرة من الحالات ،ليست القيادة بأيدى ماركسيين حقيقيين و لا حتى بأيدى جماهير العمّال. و لا يعزى هذا إلى أنه لم يوجد أناس جيدون فى قيادة المصانع . وجدوا . وجد أناس جيدون ضمن الكتاب العامين والكتاب العامين المساعدين و عناصر لجان الحزب و ضمن لجان و فروع الحزب . غير أنهم إتبعوا خط ليوتشاوتشى الداعي بالضبط إلى الدوافع المادية ، واضعوا الربح فى مصاف القيادة و لم يكونوا ينشرون السياسات البروليتارية ، و عوض ذلك كانوا يطبقون نظام العلاوات إلخ " .
هنا الحوافز الماديّة و وضع الربح في مصاف القيادة مظهر سيطرة أتباع الطريق الرأسمالي الذين يدفعون بقوّة الخطّ التحريفي ، سيتحوّل الإنتاج الإشتراكي إلى حركة مضاعفة قيمة رأس المال بالبحث عن تحقيق أقصى الأرباح كهدف وحيد ، نظام عمل مأجور رأسمالي . في حين يُقلّص النظام الإشتراكي الملكيّة إلى " غطاء خارجي " ، سيتحوّل عمليّا إلى نظام رأسمالي للملكيّة تحت سيطرة أتباع الطريق الرأسمالي ، و سيفقد فعلا الكادحون هذا الجزء من وسائل الإنتاج .
بالحكم على العلاقات المتبادلة بين الناس ، النظام الإشتراكي الذى ليس قائما على إستغلال الإنسان للإنسان ن نظام في ظلّه العلاقات بين الكوادر و الجماهير و بين المستويات العليا و السفلى في الصفوف الثوريّة ينبغي أن تكون رفاقيّا علاقات مساواة . لكن ، ف نهاية المر ، الإختلافات الكبرى الثلاثة [ بين العمل الفكري و العمل اليدوي ، و بين الريف و المدينة ، و بين العمّال و الفلاّحين – المرتجم ] تظلّ قائمة و الممارسة القديمة لتقسيم العمل في المجتمع و نظام التدرّج في الجور يظلاّن موجودين ،و في صلة بهذا ، يبقى موجودا الحقّ البرجوازي بدرجة جدّية . و حتّى الحقّ البرجوازي في العلاقات المتبادلة بين الناس ، الذى ينبغي إلغاؤه اليوم ، مثل التدرّج الصارم و التسلّط على الجماهير و الطلاق معها ، و المعاملات غير المتساوية مع الآخرين و ما إلى ذلك ن عادة ما تعود للظهور بعد كسرها . إن إستولى أتباع الطريق الرأسمالي على قيادة بعض الأقسام ، سيعزّزون و يوسّعون الحقّ البرجوازي في العلاقات بين الناس ، و يضعون العمّال تحت " السيطرة و التفقّد و القمع " ، و يحوّلون العلاقات الإشتراكيّة بين الناس إلى علاقات رأسماليّة مأجورة ، و يُعزّزون دكتاتوريّة البرجوازيّة . و هذا الوضع بديهي أضحت الطبقة العاملة مادة إنسانيّة لإستخراج فائض القيمة . بوسع المديرين أن يستخدموا أيّة " تعلّة " لتسريح العمّال الذين " من واجبهم " أن يعملوا صاغرين و يخضعوا ل" الضوابط الداخليّة ".و في المزارع الجماعيّة السوفياتيّة ، يتحكّم المديرون في الفلاّحين و " يقومون بما يحلو لهم ". و مثلما أقرّوا بذلك هم أنفسهم ، " ينهضون بدور الكرباج أو السوط " إزاء الفلاّحين . أنظروا ، العلاقات بين حفنة من أتباع الطريق الرأسمالي ، أشار ماركس و إنجلز إلى أنّ العمل : " ليسوا عبيد طبقة البرجوازيّين ودولة البرجوازيّين فحسب ، بل هم أيضا ، في كل يوم وكل ساعة ، عبيد للآلة ، ولمراقب العمل ، وخصوصا للبرجوازيّ صاحب الفبركة نفسه ". ( " بيان الحزب الشيوعي " ) و اليوم ، الخطوط التحريفيّة التي يحثّ عليها أتباع الطريق الرأسمالي على غرار ليو تشاوتشى و لين بياو و دنك سياو بينغ ، في نهاية التحليل ، تهدف إلى إعادة تقييد البروليتاريا بسلاسل رأس المال و جعلهم عبيدا للدولة البرجوازية .
و مظهر آخر للبرجوازية داخل الحزب هو سعيها المحموم إلى توطيد و توسيع الحقّ البرجوازي في مجال التوزيع و إمتلاك عمل الآخرين دون تعويض. قال الرئيس ماو :
" حاليا تمارس بلادنا الإنتاج السلعي و نظام أجور غير عادل كذلك ،على غرار ما فى سلّم الأجور ذو الثماني درجات ، و ما إلى ذلك . فى ظل دكتاتورية البروليتاريا لا يمكننا إلا أن نحدد مثل هذه الأشياء . ".
في المرحلة الإشتراكيّة ، لا بديل عن تكريس مبدأ " لكلّ حسب قدراته ، لكلّ حسب عمله " . و هذا يعنى التوزيع وفق الكمّيات المختلفة من العمل الذى يقدّمه عامل للمجتمع . لكن كما أعرب عن ذلك ماركس " هنا الحقّ المتساوى لا يزال مبدئيّا حقّا برجوازيّا " .( " نقد برنامج غوتا " ) . و بالفعل ن عديد مظاهر اللامساواة لا تزال موجودة في مجال التوزيع . إن كان ينبغي تدريجيّا تقليص مثل هذه اللامساواة و في النهاية إلغائها في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا أم تعزيزها و توسيعها حسب الإرادة مظهر هام يميّز بين الماركسيّة والتحريفيّة . و متحدّثا عن نشوء الطبقات ، أشار إنجلز على أنّ : " مع ظهور الإختلافات في التوزيع ظهرت أيضا الإختلافات الطبقيّة . وإنقسم المجتمع إلى مالكين و غير مالكين ، مستغِلين و مستغَلّين ، حكّام و محكومين ." ( " ضد دوهرينغ ") . و لتوسيع الحقّ البرجوازي في التوزيع بما يوجّه عمليّا صفعة ، يتمّ السماح لقسم من الناس بإمتلاك عمل قسم آخر من الناس دون تعويض ، ما يعنى توسيع الإختلافات الطبقيّة . و اليوم ، في الإتّحاد السوفياتي ن ألم تشكّل حفنة من الفئة البرجوازيّة ذات الإمتيازات و الأرستقراطية الروحيّة بقيادة بريجناف و ألم تتطوّر إلى طبقة مستغِلّة في مسار إعادة تركيز الرأسماليّة ؟ بإستغلال الموقع و السلطة الذين إستولوا عليهما ، و من خلال وسائل كرفع الأجور ،و الحوافز الماليّة و الأجر مقابل مخطوطات كتابيّة ، و من خلال كافة أنواع الإمتيازات و الفساد و السرقة و الإستغلال ، يتملّكون ثمار عمل العمّال و الفلاّحين إلى درجة كبيرة . هذا من جهة و من الجهة الخرى ، تُوضع جماهير العمّال و الفلاّحين تماما في موقع المستعبدين و المستغَلّين فيجدون أنفسهم بصورة متصاعدة نهبا للفقر. و يبيّن الدرس التاريخي المستخلص من إعادة تركيز الرأسماليّة في الإتّحاد السوفياتي بصفة تامة مدى أهمّية ذلك بالنسبة إلى دولة إشتراكيّة ، بينما يتمّ تعزيز دكتاتوريّة البروليتاريا و الملكيّة العامة لوسائل الإنتاج ، و لبذل الجهد لتقليص الحقّ البرجوازي في مجال التوزيع و ذلك قصد الحيلولة دون تغيير لون الحزب و الدولة . لهذا أبرز ماركس عند تلخيصه لتجربة كمونة باريس إبرازا خاصا الإجراءات المتّخذة من قبل أبطال الكمونة : " من فوق إلى أسفل ، إبتداء من أعضاء الكومونة كان يتعيّن أداء الخدمة العامة لقاء أجرة تساوى أجرة العامل . و قد أزيلت جميع الإمتيازات و علاوات التمثيل التي يتقاضاها كبار موظّفى الدولة مع زوال هؤلاء الموظّفين ." ( " الحرب الأهليّة في فرنسا " ) و يعود إمتعاض المرتدّين عن الماركسيّة مثل دنك سياو بينغ و خشيتهم نقد و تقليص الحقّ البرجوازي إلى كون الحقّ البرجوازي يمثّلأ شريان دم حياة البرجوازية داخل الحزب و تقليصه يعنى القيام بالثورة ضدّهم .
بواسطة التحليل الطبقي ، بإمكاننا أن نشاهد بوضوح أنّ اتباع الطريق الراسمالي في السلطة من أمثال ليو تشاوتشى و لين بياو و دنك سياو بينغ ، بفعل الموقع الذى يحتلّونه في علاقات الإنتاج في المجتمع اليوم ، يمثّلون تمام التمثيل علاقات الإنتاج الراسماليّة المتداعية . و كأفراد قد لا يملكون بالضرورة رأس مال ، و يسيّرون مصانعا و يديرون بنوكا كالرأسماليين السابقين ، لكنّ خطّهم السياسي الذى يدافع بقوّة عن علاقات الإنتاج الرأسماليّة يعكس على نحو مكثّف المصالح الإقتصاديّة و التطلّعات السياسيّة للبرجوازيّة ككلّ . عن كان الرأسمالي " تشخيص فقط لرأس المال ، فبالتالى روحه هي روح رأس المال " ( " رأس المال " ) . و في هذه الحال ، روح عناصر البرجوازية داخل الحزب هؤلاء مثل ليو تشاوتشى و لين بياو و دنك سياو بينغ هم روح البرجوازيّة القديمة الحالمة بالعودة إلى الماضي و إن جرت الإطاحة بها و روح البرجوازية الجديدة التي تولّدها تناقضات المجتمع الإشتراكي و ، و التي تحاول بلا جدوى أن تستولي على السلطة . و حالما يستولون على الحزب و سلطة الدولة ، سيُطيحون كلّيا بدكتاتوريّة البروليتاريا و النظام الإشتراكي ، و يغيّرون طبيعة النظام الإشتراكي للملكيّة العامة و يعيدون على الملأ تركيز النظام الرأسمالي . عندها ، سيتقاسم أتباع الطريق الرأسمالي ، الكبار منهم و الصغار ، فيما بينهم و حسب رأس مالهم و سلطتم ، كافة الثروة التي خلقتها الجماهير الكادحة . لقد طبخ لين بياو " مخطّط مشروع "571" " و نفّذ إنقلابا عسكريّا معاديا للثورة ؛ و بذل دنك سياو بينغ جهوده كلّها للتشجيع على إعادة تركيز الرأسماليّة و الإنقلاب على القرارات و نظّم الحادث السياسي المعادي للثورة في ساحة تيان آن مان . و قد فضح هذا على نحو كبير الجوهر الرجعي للبرجوازيّة .
إنّ ظهور أتباع الطريق الرأسمالي داخل الحزب في المرحلة الإشتراكيّة ، إلى جانب كونه يُعزى إلى أسباب متنوّعة كوجود الحقّ البرجوازي و الحصار الإمبريالي و الإمبريالي الإشتراكي ، ليس صدفة بالنظر على الموقع الاجتماعي الذى يحتلّه أتباع الطريق الرأسمالي . فعقب وصف " كيف أنّ الذين كانوا يخدمون المصالح العامة للمجتمع في البداية تحوّلوا تدريجيّا إلى سادته و قد تمّ ذلك بسلاسة " في المراحل الأخيرة من المجتمع البدائي ، أشار إنجلز إلى أنّ أحد العوامل الكامنة كان : عمل الحفاظ على المصالح العامة " رغم كونه كان تحت إشراف كافة المجتمع ، ما كان لينجز إلاّ من طرف أعضاء أفراد" ( " ضد دوهرينغ " ) . و لأنّ هؤلاء " الأعضاء الأفراد " إستغلّوا الفرصة التي وفّرتها لهم إدارتهم للملكيّة العامة و إستغلّوا نفوذهم في توزيع مواد الإستهلاك و المنتوجات لتحصيل أرباح خاصة و إمتلاك فائض إنتاج أكثر من الآخرين ، ظهرت براعم الملكيّة الخاصة على وجه الأرض في ظلّ نظام العشيرة للملكيّة العامة و بالنتيجة ، أولئك الذين كانوا في الأصل " في خدمة " المجتمع ، أضحوا حكّاما له متمتّعين بكافة أنواع الإمتيازات . و لئن كانت ولادة أتباع الطريق الرأسمالي أكثر تعقيدا بكثير ، ثمّة كذلك أوجه شبه . عندما لخّص إنجلز لاحقا التجربة التاريخيّة لكمونة باريس ، شدّد مجدّدا على أنّه إثر تركيز دكتاتوريّة البروليتاريا ، كان من الضروري " منع الدولة و أجهزة الدولة من التحوّل من خادمة للمجتمع إلى سيّدة له " و " تحقّق مصالحها الذاتيّة الخاصة "( " مقدّمة إنجلز لطبعة 1891 من كتاب ماركس " الحرب الأهليّة في فرنسا " ) و أشار أيضا الرئيس ماو في المدّة الأخيرة إلى أنّه :
" إثر الثورة الديمقراطية لم يقف العمال و الفلاحون الفقراء و المتوسّطون مكتوفي الأيدى ، أرادوا الثورة . و من جهة أخرى ، لم يرد عدد من عناصر الحزب المضي قدما ، فبعضهم تراجع و عارض الثورة . لماذا؟ لأنهم أصبحوا موظّفين سامين و أرادوا الحفاظ على مصالحهم كموظّفين سامين ."
و هذه الملاحظات التي ساقها معلّمو الثورة لم تضرب فقط أتباع الطريق الرأسمالي حيث تكون أكثر وجعا ،و إنّما أيضا تسلّط ضوءا على سبب هام من أسباب ظهور أتباع الطريق الرأسمالي داخل الحزب في المرحلة الإشتراكيّة .
ظهور أتباع الطريق الرأسمالي داخل الحزب في المرحلة الإشتراكيّة ليس غريبا بتاتا . فكلّ شيء ينقسم إلى إثنين . و الحزب السياسي للبروليتاريا ليس إستثناءا. و طالما تواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقي ، فإنّ مثل هذه الصراعات ستنعكس حتما في الحزب . " أتباع الطريق الرأسمالي لا زالوا سائرين على الطريق الرأسمالي " – سيكون هذا ظاهرة تاريخيّة طويلة المد . و الماركسيّة متباينة مع التحريفيّة في أنّ الأخيرة تخشى الإشارة إلى وجود الصراع الطبقي في المجتمع الإشتراكي ،و بصورة خاصة ظهور البرجوازيّة داخل الحزب . لقد حاول خروتشوف و بريجناف و أشباههما أن يخدعوا أنفسهم و يخدعوا غيرهم بمقولات خاطئة من مثل " حزب الشعب بأسره " و " دولة الشعب بأسره ". و دنك سياو بينغ يخشى سماع مصطلح " أتباع الطريق الرأسمالي " مثلما كان آه كا يخشى سماع حديث الآخرين عن الجرب في راسه . و مردّ ذلك أنّه إن أقرّوا بهذا الواقع ن فذلك يعادل الإقرار بأنّهم البرجوازيّة داخل الحزب و هذا يعنى تحطيمهم . و هذا بالنسبة لهم أمر مؤلم و لا يطيقون التفكير فيه . و الحزب البروليتاري الثوري و الماركسيّون لا يتجرّأون فقط على الإعتراف بانّ البرجوازيّة يمكن أن توجد داخل الحزب لكن أيضا على خوض الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و إستنهاض الجماهير لبثّ وجهات النظر و لتلصيق معلّقات ذات حروف كبيرة و لعقد نقاشات جماهيريّة في صراع مصمّم ضد أتباع الطريق الرأسمالي . و لأنّه على هذا النحو بوسعنا تعزيز دكتاتوريّة البروليتاريا و الحيلولة دون إعادة تركيز الرأسماليّة و في نهاية إرسال البرجوازيّة إلى حتفها و تحقيق الشيوعيّة .
الثورة الإشتراكيّة ثورة عظيمة تهدف إلى دفن آخر طبقة من الطبقات المستغِلّة منذ ظهور الإنسانيّة إلى الوجود : " و نحن نحيا في هذا العصر ، يجب أن نستعدّ لخوض نضال عظيم في عديد مظاهره مختلف في الشكل عن النضالات الماضية ". و هذا بالتالى سيتطلّب منّا أن نطبّق منهج التحليل الطبقي كي نفهم فهما تاما مظاهر الصراع الطبقي و التغيّرات في العلاقات الطبقيّة من أجل توضيح هذا المشكل الهام – البرجوازيّة داخل الحزب ، و المثابرة على ممارسة دكتاتوريّة البروليتاريا الشاملة عل البرجوازيّة ، و هكذا نمضى بالثورة الإشتراكيّة إلى النهاية .
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

( 3 )
بصدد الدكتاتورية الشاملة على البرجوازيّة

شانغ تشن- تشياو – " مجلّة بيكين " عدد 14 ، 4 أفريل 1975 / " الراية الحمراء " عدد 4 ، 1975

النص (19) الوارد في كتاب ريموند لوتا " و خامسهم ماو " ، بانر براس 1978 ، شيكاغو ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة
http://www.bannedthought.net/China/MaoEra/GPCR/Mao5/AndMaoMakes5-Lotta-1978-All.pdf
(ملاحظة : تمّ نشر هذا المقال سابقا في كتاب شادي الشماوي ، " قيادات شيوعيّة ، رموز ماويّة " ؛ مكتبة الحوار المتمدّن )
------------------

منذ زمن طويل تقع مسألة دكتاتورية البروليتارية موقع القلب من الصراع بين الماركسية و التحريفية. لقد قال لينين ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا. و عندما ينادى الرئيس ماو البلاد برمّتها لأن تفهم هذه المسألة فقطعا كي نطبّق الماركسية و ليس التحريفية ، نظريّا و عمليّا.

تمرّ بلادنا بلحظة تاريخية هامة فى تطوّرها. فبعد أزيد من عقدين من الثورة و البناء الإشتراكيين ، خاصّة بعد الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى التي حطّمت مركزي قيادة برجوازيين هما مركز قيادة ليوتشاوتشى و مركز قيادة لين بياو، باتت دكتاتورية البروليتاريا أصلب من أي زمن مضى و الآن تتنفّس قضيتنا الإشتراكية الإزدهار.

فى الوقت الحالي ، وهو مندفع بروح قتالية ، الشعب قاطبة مصمّم على جعل بلادنا دولة إشتراكية قوية قبل نهاية القرن. الإستمرار أو عدمه فى تكريس دكتاتورية البروليتاريا طوال هذه المرحلة و كذلك المرحلة التاريخية للإشتراكية مسألة تقع على رأس الأولويّات التي تحدّد التطوّر اللاحق لبلادنا. و بدوره يتطلّب الصراع الطبقي الراهن أن نفهم جيّدا هذه المسألة. " فعدم الوضوح بهذا الصدد يؤدى إلى التحريفية " هذا ما صرّح به الرئيس ماو. لا يكفى أن يفهمها عدد قليل من الناس ، ينبغى أن تفهمها البلاد قاطبة ".

مهما شدّدنا لن يكون أبدا تشديدنا كافيا على درجة أهمّيتها- ليومنا هذا و للمستقبل- لإنجاز دراستنا على أفضل وجه. فمنذ 1920 ، بالإعتماد على تجربته العملية المكتسبة فى قيادة ثورة أكتوبر العظيمة و أوّل دولة دكتاتورية البروليتاريا، أشار لينين بدقّة متناهية إلى أنّ :

" دكتاتورية البروليتاريا هي حرب بطولية و الأشرس تخوضها الطبقة الجديدة ضد عدوّ أقوى ، ضد البرجوازية التى تتضاعف مقاومتها بسبب الإطاحة بها ( ولو فى بلد واحد) و التى تكمن قوّتها ليس فحسب فى قوّة رأس المال العالمي ، فى قوّة و شدّة العادة ، فى قوّة الإنتاج الصغير . لأنّه للأسف ، يظلّ هناك فى العالم قدر كبير و كبير جدّا من الإنتاج الصغير و الإنتاج الصغير يولّد الرأسمالية و البرجوازية بإستمرار ، كلّ يوم و كلّ ساعة ، بشكل عفوي و على نطاق واسع . لكلّ هذه الأسباب ، دكتاتورية البروليتاريا ضرورية " .

وهو يحدّد أنّ هذه الدكتاتورية صراع شرس ، دامي و غير دامي ، عنيف و سلمي ، عسكري و إقتصادي، تربوي وإداري ، موجه ضد قوى المجتمع القديم و تقاليده ، أنّ الأمر يتعلّق بدكتاتورية شاملة على البرجوازية.

و شدّد فى عديد المناسبات على أنّه من غير الممكن إلحاق الهزيمة بالبرجوازية إذا لم نمارس ضدّها دكتاتورية شاملة و طويلة الأمد. جمل لينين هذه ، و خاصّة المقاطع التى سطّرها هو ذاته أكّدتها الوقائع . و بالفعل ظهرت عناصر برجوازية جديدة ، الواحدة بعد الأخرى . و قد تجسّدت فى طغمة المرتدّين خروتشاف و بريجناف.

عموما ، من أصول طبقية شعبية ، نمى هؤلاء الناس جميعهم فى ظلّ الراية الحمراء و إنتموا إلى الحزب الشيوعي من الناحية التنظيمية و تكوّنوا فى الجامعات و أصبحوا ما يسمّون بالأخصائيين الحمر . إلاّ أنهم مثلوا أعشابا سامّة جديدة ولدت من بقايا الرأسمالية القديمة.

وعقب خيانة طبقتهم و الإستيلاء على قيادة الحزب و الدولة و إعادة تركيز الرأسمالية ، أضحوا يمثّلون قيادة الدكتاتورية التى تمارسها البرجوازية على البروليتاريا ، فنجحوا حيث أخفق هتلر. " أُرسل سبوتنيك إلى السماء ، و أُسقطت الراية الحمراء أرضا " . هذه التجربة التاريخية لا يجب بتاتا نسيانها و خاصة حين نبذل قصارى الجهد لبناء دولة قويّة .

ينبغى أن نعي تمام الوعي أن الصين متعرّضة على الدوام لخطر السقوط بين يدي التحريفية. و ذلك لأنّ الإمبريالية و الإمبريالية الإشتراكية لم تتخلّيا قطّ عن مطامعهما العدوانية و تشجيعهما التمرّد ضدّنا و لم يكفّ عن الوجود الملاّكون الإقطاعيون القدماء و البرجوازية وهم لا يسلّمون بخسارتهم و إنّما أيضا كما كان يقول لينين ، كلّ يوم ، كلّ ساعة ، تولد عناصر برجوازية جديدة.

يؤكّد بعض رفاقنا على أنّ لينين يتحدّث حينها عن ظاهرة وجدت قبل التعاونيات. و هذا رأي ببداهة خاطئ . أطروحات لينين لم يتجاوزها الزمن . لا تزال صالحة. ونقترح على هؤلاء الرفاق أن يقرأوا مجدّدا كتاب الرئيس ماو الذى نشر سنة 1957 أي " المعالجة الصحيحة للتناقضات فى صفوف الشعب ". ففيه يحلّل بالملموس الوضع فى بلادنا حيث إثر الإنتصار الجوهري المحقّق فى التحويل الإشتراكي لنظام الملكية – وهو يشمل تركيز التعاونيّات – تبقى قائمة بعدُ الطبقات و التناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقي حيث علاقات الإنتاج و قوى الإنتاج ، و كذلك البنية الفوقية و البنية التحتية الإقتصادية ، فى آن منسجمتان و فى تناقض.

إنّه يلخّص التجربة الجديدة لدكتاتورية البروليتاريا المكتسبة بعد لينين و يجيب منهجيّا على كافة المسائل التى أثيرت منذ تغيّر نظام الملكية، و يحدّد المهام و الإجراءات السياسية لدكتاتورية البروليتاريا ، مرسيا هكذا الأساس النظري للخطّ الأساسي للحزب و مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا.

و تدلّل تجربة هذه السنوات 18 الأخيرة ، لا سيما تجربة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، على أنّ نظرية ماو تسى تونغ و خطّه و الإجراءات السياسية المقدّمة صحيحة تماما.

وقد أشار الرئيس ماو فى المدّة الأخيرة - فى كلمة - إلى أنّ الصين بلد إشتراكي، قبل التحرير كان يشبه تقريبا الرأسمالية . و الآن أيضا ، يُمارس نظام الأجور ذى الثمانى درجات ، و التوزيع حسب العمل ، و التبادل عبر النقد ، و كلّ هذا لا يختلف أبدا عن المجتمع القديم. الإختلاف الوحيد هو أنّ نظام الملكية تغيّر .

لتعميق فهمنا لتوجيه الرئيس ماو هذا ، سنلقى نظرة على التغيّرات التى حدثت فى نظام الملكية فى الصين و حصص مختلف القطاعات الإقتصادية فى الصناعة و الفلاحة و التجارة فى 1973.

أوّلا، فى الصناعة . يشمل قطاع ملكية الشعب بأسره 97% من العقّارات ، و يشغّل 63% من العمّال وينتج 86% من القيمة الجمليّة للإنتاج الصناعي. و يشمل قطاع الملكية الجماعية 3% و 36.2 % و 14% تباعا. و يبقى الصناعيون الأفراد الذين يمثّل عددهم 0.8 %.

ثانيا ، فى الفلاحة : فيما يتصل بوسائل الإنتاج ، يناهز حجم الملكية الجماعية 90% من الأراضى الزراعية و تجهيزات الحفر و الريّ و تقريبا 80% من الجرّارات و المواشي الكبيرة . و حجم ملكية الشعب بأسره ضئيل . و هكذا 90%| من الإنتاج الوطني للحبوب و الزراعات الصناعية يُنتجها الإقتصاد الجماعي ، و لا تدخّل مزارع الدولة و لا تساهم إلاّ بنسبة مئوية ضئيلة جدّا .

هذا من جهة و من جهة أخرى ، نحافظ بدرجة محدودة على قطع أرض مخصّصة للإستعمال الخاص لأعضاء الكمونات الشعبية ، وكذلك للإستعمالات التعديلية للأسر .

و ثالثا، فى التجارة : من الحجم العام للبيع بالتقسيط ، يمثّل قطاع الدولة ،و قطاع الملكية الجماعية و التجار الصغار تباعا 98.5% و 7.%3 و 0.2% . و فى المناطق الريفية ، يظلّ للتجارة عبر الأسواق [الأسبوعية أو الموسميّة ] أهمّية معيّنة .

و نستشفّ من هذه الأرقام أنّ الملكية الإشتراكية للشعب بأسره و الملكية الإشتراكية الجماعية للجماهير الشغيلة غالبة فعلا بشكل جلي فى بلادنا. و هيمنة ملكية الشعب بأسره تأكّدت بقوّة حتى أكبر ، و فى اقتصاد تسيره الكمونات الشعبية ، فإنّ حجم سلّم الملكيات الثلاث – الكمونة الشعبية و مفارز الإنتاج و فرق الإنتاج – شهد أيضا تغيّرات .

لنأخذ مثال ضاحية تشانغ – هاي . مرّت المداخيل الراجعة بالنظر إلى نطاق الكمونة الشعبية من 28.1% فى 1973 إلى 30.5 % فى 1974، والراجعة بالنظر إلى مفارز الإنتاج ، مرّت من 15. 2 % إلى 17. 2 % فى الفترة ذاتها، فى حين أنّ تلك فى فرق الإنتاج تراجعت من 56.7% إلى 52.3%.

و هكذا شيئا فشيئا تبرز أفضلية الكمونة الشعبية ، المميّزة بإتّساع حقل النشاط و درجتها العليا من المشركة.

أثناء هذه السنوات ال25 الأخيرة ، ألغينا تدريجيا الملكيات الإمبريالية و الرأسمالية البيروقراطيّة و الإقطاعيّة و غيّرنا خطوة خطوة ملكيات الرأسمالية الوطنية و العمّال الأفراد و قد عوّضت موجات الملكية العمومية الإشتراكيّة تدريجيا الأشكال الخمسة للملكية الخاصة .

و من هنا و على أساس صلب ، نؤكّد ، ليس دون فخر، أنّ بلادنا قد تغيّر نظام الملكية و أنّ البروليتاريا و العمّال الآخرين قد تحرّروا فى الأساس من ربقة الملكية الخاصّة و أنّ القاعدة الإقتصادية للإشتراكية تطوّرت و تعزّزت تدريجيا .

و يعكس الدستور الذى تبنّاه المجلس الوطني الشعبي بكلمات صريحة هذه الإنتصارات الكبرى التى حقّقناها. و مع ذلك ، علينا أن نعلم أنّ مشكل الملكية لم يُحل بعدُ بشكل كلّي. إن كنّا نقول عادة إنّه " قد حلّ فى الأساس" فذلك لأنّه لم يحلّ بشكل كلّي و لأنّ الحق البرجوازي هو أيضا لم يلغ كلّيا من ناحية الملكيّة .

و تسمح لنا الأرقام المشار إليها أعلاه بأنّ نلاحظ أنّ الملكية الفردية تتواصل جزئيّا فى الصناعة ، و الفلاحة و التجارة و بأنّ الملكية العامّة الإشتراكية توجد فى شكلين إثنين ،و ليس حصرا فى شكل ملكية الشعب بأسره و أنّ قسط ملكية الشعب بأسره بعدُ ضعيف جدّا فى الفلاحة ، أساس إقتصادنا الوطنيّ .

عندما كانا يتوقّعان أنّ الحق البرجوازي فى المجتمع الإشتراكي لن يوجد فى ميدان الملكية ، كان ماركس و لينين يفترضان أنّ مجمل وسائل الإنتاج ستكون على ملكية المجتمع بأسره . و نحن بالتأكيد لم نبلغ هذه المرحلة. لذا لا ينبغى أن نتغاضى عن كون فى هذا المضمار على المستوى النظري مثلما على المستوى العملي ، تواجه دكتاتورية البروليتاريا على الدوام مهمّة عسيرة للغاية .

و كذلك علينا أن نعرف أنّه بالنسبة لملكيّة الشعب بأسره شأنها شأن الملكيّة الجماعيّة يطرح سؤال فى ظلّ أية قيادة يوضعان، أيّ طبقة تمتلكهما ، ليس بالإسم بل بالفعل .

فى 28 أفريل 1969 ، أثناء الإجتماع العام الأوّل للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر التاسع، قال الرئيس ماو :

" يبدو أنّه دون الثورة الثقافية لم يكن الأمر لينجح لأنّ قاعدتنا لم تكن صلبة . حسب ما لاحظته ، لا أقول غالبية و لا الغالبية الساحقة ، و إنما ، أخشى أن تكون ، غالبية كبيرة من المصانع ، لم تكن بعدُ بين يدي الماركسيّين الحقيقيّين و لا حتّى بين يدي جماهير العمّال. وهذا لا يعنى أنّه لم توجد عناصر جيدة ضمنهم كانوا يديرون المصانع. بلى وُجدت، وُجدت ضمن الكتاب العامين ، و الكتاب العامين المساعدين و أعضاء لجان الحزب ووجدت ضمن الكتاب العامين للخلايا.

لكنّهم كانوا يتّبعون الخطّ الذى رسمه قبلا ليو تشاوتشى ، ما يعنى ببساطة من جهتهم ممارسات من نوع الحوافز الماديّة و الربح فى موقع القيادة لا السياسة البروليتارية ، و توزيع علاوات و هكذا ".
و " مع ذلك توجد فعليّا عناصر سيئة فى المصانع ". " وهذا يبيّن انّ الثورة لم تكتمل ". كلمات الرئيس ماو هذه تشرح ضرورة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و تفهمنا بصورة أوضح أنّه فى ما يتصل بالملكية مثلما فى أية مسألة أخرى، ليس بوسعنا أن نقتصر على رؤية الأمور فى ظاهرها و إنّماعلينا أن ندرك مضمونها الحقيقي.

من الصحيح تماما أن نولي إهتماما كبيرا للدور الحيوي للملكية فى علاقات الإنتاج . و سيكون مع ذلك من الخاطئ أن نلاحظ مع كلّ العناية اللازمة هل أنّ مشكل الملكية قد جرى حلّه فعلا أم فقط ظاهريّا. سنقترف خطأ إن إستهنّا بإنعكاسها على العنصرين الآخرين لعلاقات الإنتاج- العلاقات بين الناس و شكل التوزيع. و إنعكاس البنية الفوقية على البنية التحتية الإقتصادية ، لأنّ هذين العنصرين و البناء الفوقي ينهضان بدور حيوي فى ظروف معيّنة.

السياسة تعبير مركّز عن الإقتصاد

إنّ الخطّ الإيديولوجي و السياسي و الطبقة التى تقود هي العوامل التى تحدّد إلى أية طبقة تعود ملكية المصانع فى الواقع . و بإمكان رفاقنا أن يتذكّروا كيف أنّ مؤسسة تابعة للرأسمالية البيروقراطية أو الرأسمالية الوطنية تصبح مؤسسة إشتراكية حينما نبعث إليها ممثّلينا من لجنة المراقبة العسكرية أو من القطاع العام، لتحويلها تكريسا لخطّ الحزب و إجراءاته السياسية، أليس كذلك ؟ بلا إستثناء ، كلّ تغيّر هام فى نظام الملكية تاريخيا، سواء عند تعويض النظام العبودي بالنظام الإقطاعي، أم أثناء تعويض الرأسمالية للإقطاعية، قد بدأ بإفتكاك السلطة ، للمرور بعدئذ ،بالإعتماد على قوّة السلطة المكتسبة ، على تغيير على نطاق واسع للملكية و إلى تعزيز و تطوير نظام ملكية جديد.

و الشيء نفسه أصحّ حتى بالنسبة للملكية العامّة الإشتراكية التى ليس بوسعها هي أن تنشأ فى ظلّ دكتاتورية البرجوازية . و الرأسمال البيروقراطي – الذى كان يتدخّل بنسبة 80% فى صناعة الصين القديمة – لم نستطع تحويله إلى ملكة الشعب بأسره إلاّ إثر إنتصار جيش التحرير الشعبي على تشان كاي تشاك.

و كذلك ، إعادة تركيز الرأسمالية تبدأ بالضرورة بإفتكاك السلطة بتغيير خطّ الحزب و سياساته . ألم يحدث خروتشاف و بريجناف تغييرا فى الملكية على هذا النحو فى الإتحاد السوفياتي؟

و أيضا علينا أن نعي أنّنا نطبّق حاليّا النظام السلعي . لقد قال الرئيس ماو إنّ بلادنا تطبّق فى الوقت الحاضر النظام السلعي و نظام الأجور غير متساوي ، و يوجد سلّم أجور بثمانى درجات إلخ . و كلّ هذا ليس بوسعنا إلاّ تقليصه فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا. لهذا ، إنّ توصّل أناس مثل لين بياو إلى السلطة ، سيكون من السهل عليهم إرساء نظام رأسمالي .

و هذه الحالة التى يشدّد فى إبرازها الرئيس ماو لا يمكن أن تتغيّر على المدى القصير. ولنذكر مثال الكمونات الشعبية بشنغاي حيث كان التطوّر الإقتصادي سريعا نسبيّا على نطاق الكمونة مقارنة بمفارز الإنتاج فى العقارات المرتبطة بها على المستويات الثلاثة للملكية، تعدّ الكمونة 34.2% و المفارز 15.1% فقط و الفرقة 50.7 % .

لو أخذنا فى عين الإعتبار فقط الظروف الإقتصادية للكمونات الشعبية ، سيظلّ من اللازم زمن طويل حتى يمرّ دور وحدة الحساب الأساسية من مستوى فرقة الإنتاج إلى مفرزة الإنتاج ثمّ إلى مستوى الكمونة.

و حتّى عندما تصبخ الكمونة ، هي الوحدة الحسابية ، سيتعلّق الأمر كذلك بنظام الملكية. و بناء عليه ،لا يمكن تغيير الوضع المتميّز بتواجد جنبا إلى جنب لشكلين – ملكية الشعب بأسره و الملكية الجماعي- تغييرا راديكاليا على المدى القصير. و طالما ظلّت موجودة ، فإنّ الإنتاج السلعي و التبادل عبر النقد/ المال و التقسيم حسب العمل سيكونون حتميّين .

و نظرا لكلّ هذا ، ليس بمستطاعنا سوى تقليص ذلك فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا . إنّ تطوّر المظاهر الرأسمالية فى المدن مثلما فى الأرياف و ظهور عناصر برجوازية جديدة أمر حتميّ أيضا. إذا لم نفرض عليها حدودا ، فإنّ الرأسمالية و البرجوازية سيشهدان تطوّرا أسرع حتّى .

لذا ، لا ينبغى بأي حال أن نخفض من يقظتنا بتعلّة تحقيق إنتصار كبير فى ميدان تغيير نظام الملكيّة و إنجاز ثورة ثقافيّة بروليتاريّة كبرى .

يجب ان ننظر إلى أنّ قاعدتنا الإقتصادية ليست بعدُ صلبة و أنّ الحقّ البرجوازي لم يُقضى عليه قضاءا مبرما فى علاقة بالملكية ، و أنّه يظلّ يظهر جدّيا فى العلاقات بين الناس وهو يحتلّ موقعا مهيمنا فى التوزيع .

فى مختلف ميادين البنية الفوقيّة ، بالفعل تمسك البرجوازية ببعض القطاعات و تحافظ فيها على الأفضلية و إن كانت تجرى إصلاحات فى بعض القطاعات الأخرى ، فإنّ نتائجها لم تتعزّز بعدُ ؛ إنّ الإيديولوجيا القديمة و القوّة القديمة للعادة تعرقل بعناد نموّ الأشياء الإشتراكية الجديدة .

و بحكم تطوّر العوامل الرأسمالية فى المدن و فى الأرياف ، تظهر عناصر برجوازية جديدة الواحدة تلو الأخرى و الصراع الطبقي بين البروليتاريا و البرجوازية و بين مختلف القوى السياسية و بين الإيديولوجيا البروليتارية و البرجوازية ستكون أطول و عرضة للتقلّبات ، و أحيانا ستصبح حتى حادة للغاية.

و حتّى عندما يصبح الملاكون العقّاريون و البرجوازيون من الجيل القديم جميعهم رمادا ، فإنّ هذا الصراع الطبقي لن ينتهي بعدُ ، و من الممكن أن يصعد أناس من أمثال لين بياو إلى السلطة و أن تعيد البرجوازية تركيز الرأسماليّة .

فى خطابه حول الوضع و سياساتنا إثر الإنتصار فى حرب المقاومة ضد اليابان ، قال الرئيس ماو إنّه فى 1936، قرب باووان حيث كانت مجتمعة للجنة المركزية ، كانت عصابة مسلّحة معادية للثورة تمسك قرية قامت بتحصينها و كانت ترفض الإستسلام بعناد و فقط لمّا هاجم الجيش الأحمر و إفتكّ القرية ، حلّت المشكلة .

و هذه القصّة الأمثولة ذات بعد عالمي ، لأنّها تعلّمنا أنّ " كلّ ما هو رجعي متشابه ، طالما لم نضربه ، من المستحيل إسقاطه. و يشبه الأمر عملية الكنس فحيث لا تمرّ المكنسة ، لا يندثر الغبار بمحض إرادته " . واليوم ، عديدة هي" القرى المحصّنة " التى تمسك بزمامها البرجوازية و لمّا نقضى على واحدة ، يمكن لأخرى أن تظهر حتى و لو بقيت واحدة فحسب ، لن تضمحلّ مع ذلك بمحض إرادتها، طالما لم تمرّر عليها المكنسة الحديدية لدكتاتورية البروليتاريا . و كان لينين على حقّ تماما عندما قال إنّه نظرا لكافة هذه الأسباب دكتاتورية البروليتاريا ضروريّة .

و من التجربة التاريخيّة نستخلص الدرس التالي مواصلة ممارسة الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية ، فى كافة الميادين و فى كافة مراحل تطوّر الثورة ، أمر ضروريّ يضمن أن تنتصر البروليتاريا على البرجوازيّة و أن لا تصبح الصين دولة تحريفيّة .

ما هي الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية ؟

إنّها الصيغة الأكثر جوهريّة فى هذا المقتطف من رسالة وجّهها ماركس سنة 1852 إلى ج وايدماير ، و نحن الآن جميعا بصدد دراستها . كتب فيها ماركس :

" و فيما يخصّنى ليس لى لا فضل إكتشاف وجود الطبقات فى المجتمع المعاصر و لا فضل إكتشاف صراعها. فقد سبقنى بوقت طويل مؤرّخون برجوازيون بسطوا التطور التاريخي لصراع الطبقات هذا ، و إقتصاديون برجوازيون بسطوا تركيب الطبقات الإقتصادية. و ما أعطيته من جديد يتلخّص فى إقامة البرهان على ما يأتى :

1- إنّ وجود الطبقات لا يقترن إلاّ بمراحل تاريخية معينة من تطور الإنتاج ،2 - إنّ النضال الطبقي يفضى بالضرورة إلى دكتاتورية البروليتاريا ، 3- إنّ هذه الدكتاتورية نفسها ليست غير الإنتقال إلى القضاء على كلّ الطبقات و إلى المجتمع الخالي من الطبقات..."

و أشار لينين إلى كون هذه الأطروحة اللامعة لماركس تسلّط الضوء تماما على الإختلاف الأساسي و الجوهري بين نظريّة الدولة التى تقدّم بها ماركس و النظرية البرجوازية و تبرز إبرازا جيّدا جوهر أطروحة ماركس .

و تجدر الملاحظة أنّ صيغته حول دكتاتورية البروليتاريا تقدّم بثلاث مصطلحات مترابطة ، وثيقة الإرتباط لا يمكن فصل الواحد منها عن الآخر. لأنّ الجملة تترجم بصفة شاملة التطوّر العام لدكتاتورية البروليتاريا - ولادة و تطوّر و إضمحلال- وهي تلخّص كافة المهام و المضمون الملموس .

فى " صراع الطبقات فى فرنسا ( 1848-1850)، حدّد ماركس بدقّة و إن كانت هذه الدكتاتورية تمثّل مرحلة إنتقالية ضرورية لبلوغ القضاء على كلّ الإختلافات الطبقية و القضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تعتمد عليها ، و القضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تترافق مع علاقات الإنتاج هذه ، و قلب كلّ الأفكار النابعة عن هذه العلاقات الاجتماعيّة .

هنا يستعمل ماركس كلمة " كلّ " أربع مرّات و لا يقول جزئيّا و لا فى الجزء الكبير منها ، و لا فى أكبر جزء منها ، يقول "كلّ". و لا شيء مفاجئ فى ذلك بما أنّ البروليتاريا لن تستطيع التحرّر النهائي دون تحرير الإنسانية جمعاء.

و لبلوغ ذلك ، يجب بالضرورة ممارسة الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية و مواصلة الثورة فى ظلّ هذه الدكتاتورية إلى النهاية ، إلى أن نبلغ على كوكبنا الأهداف الأربعة - بحيث لا تستطيع البرجوازيّة و الطبقات المستغلّة الأخرى لا أن توجد و لا أن تولد من جديد - و لا يجب خاصّة الوقوف فى منتصف الطريق من السيرورة الإنتقاليّة .

فى رأينا، فقط بفهم من هذا القبيل ، سنستوعب حقّا جوهر المفهوم الماركسي للدولة. لنعمل فكرنا قليلا أيّها الرفاق .إذا لم نفهم الأمور على هذا الوجه ، و نمضى ، نظريّا و عمليّا ، فى تقليص و بتر و تحريف الماركسية ، فى أن نجعل من دكتاتورية البروليتاريا لفظا خاويا ، فى أن نجتزأ الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية و نمارس هذه الدكتاتورية فى بضعة ميادين فحسب ، و ليس فى جميعها ، فى مرحلة معيّنة فقط ( مثلا قبل تحويل نظام الملكيّة ) و ليس طوال كافة المراحل، بكلمات أخرى ، إذا عوض أن نحطّم كلّيا كلّ " القرى المتحصّنة " البرجوازية ونحافظ على بعضها و نجعلها توسّع من جديد من قواها، ألا يُعدّ هذا إعدادا لظروف إعادة تركيز البرجوازية و جعل دكتاتورية البروليتاريا جسرا لخدمة البرجوازية ، لا سيما البرجوازية الجديدة النشأة ؟

كلّ عامل ، كلّ فلاّح فقير ،فلاّح متوسّط - فقير أو شغيل آخر يرفض السقوط فى البؤس و عذابات الماضي كلّ عضو فى الحزب الشيوعي مصمّم على تكريس حياته للنضال من أجل الشيوعيّة ، كلّ رفيق لا يريد أن يرى الصين تتحوّل إلى التحريفية يجب أن يحفر فى ذهنه هذا المبدأ الجوهري للماركسية . يجب أن نمارس دكتاتورية شاملة على البرجوازية و فوق كلّ شيء عدم الوقوف فى منتصف الطريق .

ما لا يمكن نكرانه هو أنّ عددا من الرفاق لم ينخرطوا فى الحزب الشيوعي إلاّ على المستوى التنظيمي، لكن ليس على المستوى الإيديولوجي . نظرتهم للعالم لم تتجاوز بعدُ إطار الإنتاج الصغير و الإنتاج البرجوازي. إنّهم مع دكتاتورية البروليتاريا فى مرحلة معيّنة أو فى ميدان معيّن، و يفرحون ببعض إنتصارات البروليتاريا ، لأنّهم يجدون فيها بعض الإمتيازات .

لكن حين يتمّ الحصول على هذه الإمتيازات ، يعتقدون أنّه حان وقت الترجّل و تنظيم المنزل برفاهة. دكتاتورية شاملة على البرجوازية ؟ خطوة أولى من مسيرة ألف ميل ؟ أمر لا أهمّية له بالنسبة إلي فليقم به آخرون . بالنسبة إلي إنّها المحطّة الأخيرة، أغادر الركب .

لهؤلاء الرفاق ، نسدى النصيحة التالية : النزول فى منتصف الطريق خطير. البرجوازية بعدُ تناديكم ملوّحة بإشاراتها ، من الأفضل أن تلتحقوا بأغلبيّة قوانا و أن تواصلوا المضيّ قدما .

و فضلا عن ذلك ، تعلّمنا التجربة التاريخية إنّه ، قبل الإنتصارات التي تحقّقها دكتاتورية البروليتاريا الواحدة تلو الأخرى ، تدعى البرجوازية القبول بهذه الدكتاتورية ، لكنّها مع ذلك تسعى ، عمليّا ، إلى إعادة تركيز دكتاتوريتها هي . و هذا بالضبط ما قام به خروتشاف و بريجناف . لم يغيّرا إسم السوفيات و لا إسم حزب لينين و لا إسم الجمهوريّات الإشتراكيّة . بيد أنّه ، تحت غطاء هذه التسميات التي يحافظون عليها ، أفرغوا دكتاتورية البروليتاريا من مضمونها ، وجعلوا منها دكتاتوريّة البرجوازيّة الإحتكاريّة معارضة للسوفيات و لحزب لينين و الجمهوريّات الإشتراكيّة . لقد قدّموا برنامج دولة الشعب بأسره و حزب الشعب بأسره ، و برنامجا تحريفيّا يخون بوضوح الماركسيّة .

لكن حين ينهض الشعب السوفياتي ضد الدكتاتورية الفاشيّة ، يرفعون راية دكتاتوريّة البروليتاريا ليخضعوا الجماهير إلى القمع .

و حصلت أشياء مماثلة فى بلادنا أيضا. ألم ينشر ليو تشاوتشى و لين بياو ببساطة نظرية " إضمحلال الصراع الطبقي " بينما كانوا يرفعون الشعار ذاته و هم يقمعون الثورة ؟ ألم يكن لدى لين بياو قدّاس بأربع نقاط منها نقطة تؤكّد عدم نسيان دكتاتورية البروليتاريا أبدا ؟ و بالفعل لم يكن ينساها قطعا ، غير أنّه يجدر بنا أن ندخل هنا لفظ " الإنقلاب على " ، ما يعطينا " عدم نسيان الإنقلاب على دكتاتورية البروليتاريا ".

و وفق الإعترافات الخاصّة لهؤلاء الناس ، يتعلّق الأمر ب" هاجمة قوى الرئيس ماو مع رفع راية الرئيس ماو".أحيانا ، يبدون " خاضعين " للبروليتاريا و يظهرون حتى طابعا أكثر ّ من أيّ كان ، باثين شعارات " يساريّة " لتشجيع الإضطرابات و القيام بأعمال تخريبيّة .

و لكن فى غالبية الأحيان ، يخوضون صراعا بلا هوادة ضد البروليتاريا . تريدون التحويل الإشراكي ؟ يدّعى أنّه يعزّز نظام الديمقراطيّة الجديدة . تريدون تركيز تعاونيّات و كمونات شعبية ؟ يقول إنّ الوقت مبكّر جدّا . تعتبرون أنّه يبغى تثوير الفنّ و الأدب ؟ يدافع عن أنّ عرض بعض مسرحيّات الأشباح لا يضرّ أصلا . تريدون أن تحدّدوا الحقّ البرجوازي ؟ يجده جيّدا و يقول إنّه يجب بالأحرى توسيعه .

و أنصار هذه الأفكار العتيقة كثيرون كما فى خليّة الذباب ، حول ما سمّاه ماركس " بقايا " و " مخلّفات " المجتمع القديم . يولون إهتماما جدّ خاص لتوجيه خطابهم إلى الشباب و المراهقين ، مستفيدين من إنعدام تجربتهم ، بأنّ الحافز المادي مثل الجبن المتخمّر الذى و إن كانت رائحته قويّة فهو مع ذلك ليس أقلّ لذّة . و كلّ هذه التصرّفات القذرة ، يخفونها تحت إسم الإشتراكيّة .

و بعض الأنذال ، وهم يمارسون المضاربة و الإختلاس و السرقة ، ألا يدّعون أنّهم يمارسون التعاون الإشتراكي ؟ و هؤلاء المحرّضين المجرمين الذين يسمّمون الشباب و المراهقين ألا يتظاهرون بأن يكونوا مواصلى قضيّة الشيوعيّة .

ويترتّب علينا دراسة تكتيكاتهم و تلخيص تجربتنا حتى نكرّس بشكل فعّال أكثر الدكتاتوريّة الشاملة على البرجوازيّة . " تريدون أن تهبّ ريح " الشيوعيّة " ؟ طرح هذا النوع من السؤال لبثّ الدعايات تكتيك إستخدمه بعض الأشخاص فى المدّة الأخيرة .

و يمكننا أن نجيبهم بوضوح بأنّنا لن نسمح مجدّدا أبدا بأن " تهبّ ريح " شيوعيّة " على نمط " شيوعية " ليو تشاوتشى و تشان بوتا . لقد إعتبرنا دوما أنّ بلادنا ، بعيدا عن أن تمتلك من السلع اكثر من اللازم ، لم تبلغ بعدُ الوفرة الكبيرة . و طالما أنّه ليس للكمونات قدر كاف ل" ممارسة جماعية الممتلكات " مع مفارز الإنتاج و فرق الإنتاج و أنّ نظام ملكية الشعب بأسره لا يتمتّع بأقصى الوفرة فى السلع ليطبّق ، فى صفوف 800 مليون ساكن ، مبدأ التوزيع حسب الحاجيات ، لن يكون بوسعنا إلاّ المحافظة على الإنتاج السلعي و التبادل بواسطة المال و التوزيع حسب العمل .

أمّا بالنسبة للتبعات الضارة الناجمة عن ذلك ، فإنّنا إتّخذنا و سنواصل إتّخاذ الإجراءات المناسبة لتحديدها . دكتاتوريّة البروليتاريا تمارسها الجماهير . و نحن مقتنعون بأنّه فى ظلّ قيادة الحزب ، للجماهير الواسعة القوّة و القدرة على القتال و الإنتصار فى النهاية على البرجوازيّة .

لقد كانت الصين القديمة بلدا غارقا تماما فى بحر من الإنتاج الصغير . و مثّلت دوما التربية الإشتراكيّة لمئات الملايين من الفلاّحين مشكلا جدّيا ، ما سيتطلّب جهود أجيال عديدة . و من مئات الملايين من الفلاّحين الفقراء و الفلاّحين المتوسّطين –الفقراء هم الأغلبية و قد فهموا ، عبر الممارسة ، انّ الطريق الوحيد المضيء بالنسبة لهم هو إتباع سياسات الحزب الشيوعي و إنتهاج الطريق الإشتراكي . و بالتعويل عليهم لتحقيق الوحدة مع الفلاّحين المتوسّطين ، سمح حزبنا للفلاّحين بأن يمضوا خطوة خطوة نحو الكمونة الشعبية ، مرورا بفرق التعاون ، و التعاونيّات الفلاّحية للإنتاج ذات الأشكال الأوّلية و العليا و كذلك نستطيع أن نقودهم فى مواصلة سيرهم قدما .

و نودّ بالأحرى أن نلفت إنتباه رفاقنا إلى كونه اليوم يهبّ نوع آخر من الريح ، يسمّى " البرجزة " . يتعلّق الأمر بنمط حياة برجوازيّ تحدّث عنه الرئيس ماو ، ريح خطيرة تفسد " البعض" الذين ألمحنا إليهم و تحوّلهم إلى عناصر برجوازيّة . و من ضمن هؤلاء " البعض " برجزة جزء من الشيوعيّين و خاصّة من الكوادر القياديّة قادرة على أن تلحق بنا أكبر الضرر .

تحت وطأة هذا التيّار الخطير ، ينطلق بعض الأشخاص المتشبّعين بالأفكار البرجوازيّة فى سباق محموم نحو التشريفات و الثراء و عوض أن يخجلوا من ذلك ، تراهم فخورين بما يفعلون . و قد بلغ الحدّ ببعضهم حتّى أن يحوّل كلّ شيء إلى سلع حتّى ذواتهم . و بالنسبة لهم ، الإنخراط فى الحزب الشيوعي و العمل من أجل البروليتاريا ليس سوى وسيلة لتتمكّن كسلعة من ميزة ترتيب طبقي للحصول على أعلى أجر تدفعه لهم البروليتاريا . و الذين ليسوا بشيوعيّين فى الإسم و هم فى الواقع عناصر برجوازيّة جديدة يمثّلون ميزات مجمل البرجوازيّة المتداعية للموت و الفاسدة .

طوال التاريخ ، بينما كانت طبقات ملاّكي العبيد و الملاّكين العقّاريين و البرجوازيّة فى مرحلة صعودها ، قدّمت للإنسانية مساهمات معيّنة . أمّا اليوم وهم يديرون ظهرهم لسابقيهم ، لا تمثّل العناصر البرجوازيّة الجديدة إلاّ فئة مكروهة و قذرة " جديدة " و لا يؤدون إلاّ أدوارا ضارة بالإنسانيّة . ومن ضمن الذين يبثّون الإشاعات بإسم ريح " الشيوعيّة " هناك عناصر برجوازيّة جديدة ، وقد إستحوذت على الأملاك العامة و تخشى أن يجعل الشعب ريح " الشيوعيّة " تهبّ عليها هي و عناصر ترغب فى الإستفادة من هذه الوليمة .

لكلّ هؤلاء الناس إحساس أرهف بكثير من إحساس العديد من رفاقنا . و بينما يعدّ بعض رفاقنا الدراسة مهمّة ضاغطة يشعرون بالحدس أنّ حركة الدراسة الحالية مهمّة ضروريّة لكلّ من البروليتاريا و البرجوازيّة .

يمكن أن يجعلوا حقّا ريحا صغيرة من " الشيوعيّة " تهبّ أو يحيكوا بعض المؤامرات مستعملين شعاراتنا و محدثين عمدا بلبلة حول النوعين المختلفين من التناقضات ذات الطبيعة المختلفة . وهي مسألة تستحقّ أن نوليها إنتباهنا . و قوّته تعدّ بمئات الملايين ، جيشنا الثوري البروليتاري الكبير الذى نشكّله يتقدّم بقيادة اللجنة المركزية للحزب و الرئيس ماو على رأسها.

لدينا 25 سنة من تجربة دكتاتوريّة البروليتاريا ، إليها نضيف التجربة الحاصلة على المستوى العالمي منذ كمونة باريس. لئن تقدّم مئات أعضاء اللجنة المركزيّة لحزبنا ، و آلاف كوادرنا و أنجزوا البحوث و الدراسات و لخّصوا تجربتهم ، سنتوصّل إلى تجسيد نداء الرئيس ماو ، إلى التمكّن من فهم جيّد لمسألة دكتاتورية البروليتاريا و إلى ضمان أن يتقدّم حزبنا منتصرا على ضوء الماركسية - اللينينية - فكر ماو تسى تونغ .

ليس للبروليتاريا ما تخسره سوى قيودها و لها عالم تربحه . إنّه أفق فى منتهى الإشراق يحثّ و سيحثّ عددا متزايدا من العمّال و الشغّالين الواعين طبقيّا و فيلقهم الطليعي ، الشيوعيّون ، على مواصلة السير على هدي الخطّ الأساسي للحزب و للدكتاتورية الشاملة على البرجوازية و على مواصلة المضيّ بالثورة إلى النهاية فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و سيقع القضاء على البرجوازيّة و كافة الطبقات المستغِلّة الأخرى و ستنتصر الشيوعيّة ، وهو أمر حتميّ ، لا مفرّ منه ، مستقلّ عن إرادة الإنسان .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنحشد قوّة دفاعا عن أرنداتى روي – لنوقف هجوم الحكومة الهنديّ ...
- جمهوريّة إيران الإسلاميّة ليست - مناهضة للإمبرياليّة - – إنّ ...
- إزدواجيّة خطاب و تواطؤ الحكومة المكسيكيّة في ما يتّصل بالإبا ...
- 4 جويلية 2024 : لنقُل لا للإحتفال بأمريكا – نموذج حقيقيّ للإ ...
- تحيين غزّة : - هذه اللحظات من اللحظات الأكثر وحشيّة في تاريخ ...
- تقرير الأمم المتّحدة توثّق جرائم حرب إسرائيل و جرائمها ضد ال ...
- بايدن يلعب - لعبة اللوم - بشأن إيقاف إطلاق النار و أجندا الك ...
- الديمقراطيّة في ظلّ الإشتراكيّة
- جمهوريّة الإعدامات : أنتم المجرمون ! أوقفوا إعدام البشر ! - ...
- مجزرتان إسرائيليّتان في النصيرات في غضون ثلاثة أيّام : مئات ...
- بوب أفاكيان : الفلسفة و الثورة – الجزء الأوّل و الجزء الثاني
- إدانة دونالد ترامب لإرتكابه 34 جريمة ¬¬¬– الصدام الآتى والحا ...
- - الخطوط الحمراء - لجو بايدن الإبادي الجماعي مكتوبة بحبر يتب ...
- أرقام قياسيّة مسجّلة على الأرض و في البحر : الكوكب يغلى غليا ...
- مفترق طُرق في النضال من أجل إيقاف الإبادة الجماعيّة للولايات ...
- إلى الطلبة المناضلين من أجل إيقاف الإبادة الجماعيّة التي تقت ...
- المحكمة الدوليّة تبحث أمر محاكمة نتن – النازي لجرائم حربه و ...
- الموت المفاجئ لرئيس إيران إبراهيم رئيسي : ما يعنيه و ما لا ي ...
- ممارسة الديمقراطية ، ممارسة المساومة مع الوضع السائد ( الجزء ...
- حكم الإعدام لا يزال قائما ضدمغنّى الراب توماج صالحى : أصوات ...


المزيد.....




- موريتانيا: وفاة ثلاثة متظاهرين أثناء احتجازهم بعد احتجاجات ع ...
- بريطانيا على عتبة تحول سياسي كبير.. توقعات بفوز ساحق لحزب ال ...
- لا ثورة إلا ثورة يناير
- مسؤول جزائري يرد على -استفزازات اليمين المتطرف- في فرنسا
- موريتانيا.. مصرع 3 متظاهرين أثناء احتجازهم بسبب شغب أعقب الا ...
- انسحاب أكثر من 200 مرشح في فرنسا لعرقلة اليمين المتطرف
- توقعات بتحقيق حزب العمال البريطاني فوزا ساحقا بالانتخابات
- انسحاب مرشحين لماكرون ولليسار لقطع الطريق أمام اليمين المتطر ...
- إطلاق نار قرب نقطة تفتيش الأتارب أثناء اشتباك القوات التركية ...
- العنصرية والآثار.. معرض عن الاستعمار الألماني يواجه بغضب الي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى
- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل الأوّل من كتاب - مواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا للإنقلاب التحريفي و إعادة تركيز الرأسمالية في الصين ، منذ سبعينات القرن العشرين