أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان شتيوي - رواية اليتيمة والمجتمعات الذكورية














المزيد.....

رواية اليتيمة والمجتمعات الذكورية


وجدان شتيوي

الحوار المتمدن-العدد: 8024 - 2024 / 6 / 30 - 09:28
المحور: الادب والفن
    


رواية اليتيمة رواية صادرة عن مكتبة كل شيء في حيفا للأديب المقدسي جميل السّلحوت عام 2021. تقع في 260 صفحة من الحجم المتوسّط. وتأتي هذه الرواية ضمن سلسلة روايات السّلحوت الاجتماعية المناصرة للمرأة، التّي جاءت هذه المرّة لتسلّط الضّوء على قضيّة اليتم من خلال رحلة حياة فتاة اسمها عبير بدأت معاناتها حين فقدت أباها وأخويها في حادث سير، وحرمانها من حقّها في التّعليم، وظلم أمّها لها حين قرّرت منح المال الذي حصلت عليه عبير كهديّة تفوّقها من معلّماتها ومديرتها في المدرسة؛ لتتمكّن من الالتحاق بالجامعة لأخيها عزيز لزواجه.
وبدا تمييز الأمّ في معاملتها لابنتها رغم تفوّقها على أخيها في دراستها، وشخصيتها استنادا لموروث تخلّف مجتمعيّ في قولها:" شقيقك سيحمل اسم أبيه وجدّه، وهذا ما سيفعله أبناؤه من بعده، أَمّا البنات فسينتقلن إلى بيوت أزواجهن".
وفي مدحها الدّائم لعزيز على مسامعه بقولها:" عزيز شابّ-اسم الله عليه- كلّ فتاة تتمنى أن يقبل بها شريكة له."
كما بدا ذلك التّمييز من قبل في كلام جدّة عبير في صغرها:" كم تمنّيت لو كانت هذه البنت ولدا؛ لتكون عونا وسندا لأخيها عزيز؛ وليبقى اسم العائلة خالدا بين أهل البلدة." كما بدا في قضية الميراث بتسجيل شقّتين وقطعة أرض باسم أخيها عزيز دون أن يسجّل شيئا باسمها.
تستمرّ رحلة ظلم عبير بزواجها من مهيب بتدبير زوجة أخيها، التّي كانت تعرف حالته العصبيّة، وتناوله للمهدئات بحكم أنّه ابن خالتها، مع تستّر أمّه عليه، وكان في الرّواية رسالة بعدم الاغترار بالمظاهر، والماديّات، والحكم على الأشخاص من خلالها، وعدم التّسرّع في عقد القران كما حدث مع عبير إذ انبهرت بوسامة مهيب الخارجيّة، وتسرّعت بقبول الزّواج منه بتشجيع أمّها.
وحين سافرت عبير مع مهيب بعد الزّواج حيث عمله في الكويت، بدأت صدمتها ابتداء من سكنه المشترك مع صديقه في بيت قديم، وضعفه الجنسيّ، ومرضه النّفسي، وظهر دور إيجابيّ لأبيه في سفره إليه ليطمئن عليه؛ خوفا من إفشاله زواجه لمعرفته بطباعه الصّعبة، لكن دون جدوى، وبعد ولادة عبير لم يحتمل صراخ طفله فضربها، وكسر يدها، وانتهت الأمور بالطّلاق، فما بني على ضعف الأساس لا يلبث طويلا لينهار.
رغم ما احتوته الرّواية من تجسيد لمظاهر تخلّف مجتمعيّة، وظلم للفتيات إلّا أنّها لم تخلُ من الإشارة لكثير من العادات والتقاليد الإيجابيّة ومنها:
- رعاية الجدّ لأحفاده بعد وفاة أبيهم، ومحاولة توفير متطلّباتهم بكلّ وسعه، وإظهاره القوّة أمامهم.
- التّكافل الاجتماعيّ الذي بدا في مواطن عدّة في العلاقات بين الجيران والأقارب، كما بدا في جمع المعلمات والمديرة المال لعبير مساعدة لها لإكمال دراستها.
‌ - الرّوابط المتينة الطّيّبة بين الأخوة العرب، كما بدا في العائلة الكويتيّة التي اهتمّت بعبير حين سافرت مع زوجها إلى الكويت، ومعاملتهم لها كأهل بدّدوا عنها ليل غربتها.
‌وتعدّ هذه الرّواية أدبا واقعيا اجتماعيّا نفسيّا، ودعوة لتغيير الأفكار المغلوطة حول الزّواج، والتّخلّص من الأفكار الذّكوريّة البالية.
‌لم تخل الرواية -كباقي روايات الكاتب- من الاستشهاد بآيات القرآن، والأمثال الشّعبيّة، والأسلوب البسيط واللّغة السّهلة مع استخدام لبعض المفردات العاميّة لإيصال الفكرة بأقصر الطّرق إلى القلب، كما لم تغفل عن حضور القدس وأحيائها لتسليط الضّوء على معاناة الفلسطينيين هناك، حيث اختار قرية سلوان أكثر القرى استهدافا مكانا لسكن أبطال الرّواية، وتحدّث عمّا تعانيه بفعل الانتهاكات الإسرائيلية التّي تسعى إلى إخلائها من سكانها الأصليّين، ومنحها للمستوطنين المتطرّفين بين ثنايا الرّواية.
28|6|2024



#وجدان_شتيوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقّف قليلا واختبر أفكارك
- قراءة في رواية المائق...كيف يصير المائق حليما؟
- حبّ في زمن الحرب
- حتّى يدوم أثر رمضان فينا
- أحلامنا.. كيف السّبيل إلى وصالها؟
- مع كثرة الفتن والشهوات.. كيف نتمسّك بديننا؟
- نصيحة تحذيريّة
- هواجس نفس ما بين الصّباح والمساء
- -الأرملة- بين مطرقة المجتمع وسنديان عاداته


المزيد.....




- -الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
- عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
- -لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع ...
- العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها ...
- معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
- فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا ...
- جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
- مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
- كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا ...
- الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان شتيوي - رواية اليتيمة والمجتمعات الذكورية