مع روزا مجردتشيان والأرمن في أستراليا

عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 8023 - 2024 / 6 / 29 - 22:48
المحور: مقابلات و حوارات
    

تزايدت أعداد الأرمن المهاجرين إلي أستراليا بعد الحرب العالمية الثانية ، وذلك بعد تعديل سياسة الهجرة في أستراليا وسياسة التنمية الاقتصادية ، فتوافد الأرمن من البلدان المجاورة ،وفي الخمسينيات توافد الأرمن من سوريا ولبنان وقبرص ومصر والهند وإندونيسيا والصين ودول أخرى في أستراليا حتي وصل عدد الأرمن في أستراليا إلي ما يقرب من 60 ألف أرمني..
وعن الجالية الأرمنية في أستراليا تحاورت مع السيدة " روزالين مجردتشيان " مصرية أرمنية ، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس ، وهاجرت مع زوجها إلي أستراليا بعد قرارات التأميم التي أصدرها عبد الناصر في مصر.حصلت في أستراليا علي دراسات في السياحة والمحاسبة، ولديها ثلاث بنات ، الأولي تترأس شركة والدها والثانية مذيعة بالإذاعة والتلفزيون والصغري تعمل محامية... وللسيدة روزالين حضورها الاجتماعي والثقافي بين الجالية الأرمنية في أستراليا.
متي بدأ الوجود الأرمني في أستراليا...؟ وما الأماكن التي تشهد تمركزًا للارمن للأرمن في أستراليا..؟
بدأ الأرمن في الاستقرار في أستراليا في خمسينيات القرن التاسع عشر عندما قام التجار الأوربيون بطرد الأرمن من التجارة في جنوب شرق آسيا ، فتوجهوا ناحية أستراليا ، التي جذبت الأرمن بمعادنها ، وخاصة مناجم الذهب.
ومع بداية القرن العشرين ، و الفشل في العمل بالمناجم بدأ الأرمن بالتمركز تدريجياً في المدن الكبيرة ، خاصة في "ملبورن "و" أديلايد" ، فعملوا بشكل أساسي في التجارة الصغيرة والحرف اليدوية ، وفي بعض الأحيان كبحارة علي السفن.
في عام 1918 ، وبعد نجاة عدد قليل من الإبادة الجماعية للأرمن و بمساعدة المتبرعين الأستراليين الأرمن ،استقروا في (سيدني) و(ملبورن) ،وكذلك في أجزاء أخرى من أستراليا ،وانخرط معظمهم في الحرف اليدوية ، والتجارة الصغيرة ، وفي الصناعة، وعدد قليل منهم في الزراعة.
بعد الحرب العالمية الثانية ، تغيَّر الوضع عندما تم تعديل سياسة الهجرة في أستراليا وسياسة التنمية الاقتصادية، بدأ توافد الأرمن من الصين وسنغافورة وإندونيسيا ودول جنوب شرق آسيا الأخرى ، حيث كانوا مختلفين بشكل كبير ، لأنهم يعرفون عدة لغات ولديهم مؤهلات مهنية عالية ، وفي الخمسينيات توافد الأرمن من سوريا ولبنان وقبرص ومصر والهند وإندونيسيا والصين ودول أخرى في أستراليا .
وخلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، أدى عدم الاستقرار في مصر وسوريا ، و الحرب الأهلية في لبنان إلى هجرة بعض الأرمن إلى أستراليا ، وتضم مدينة "رايد" أكبر كثافة للأرمن في سيدني حيث يصل عدد سكانها إلى 15000 نسمة ، تليها مدينة "ويلوبي " ومدينة "وارينجاه".
وكم يبلغ عدد الأرمن في أستراليا...؟
يوجد ما يقرب من 50000 إلى 60.000 أرمني في أستراليا، حيث تزايدت أعداد الأرمن الأستراليين ليصبحوا أحد أكثر الجاليات الأرمينية أهمية في جميع أنحاء العالم، وواحدة من أكبر الجاليات الأرمينية في العالم الناطق باللغة الإنجليزية.
والجالية الأرمنية في أستراليا ليست كبيرة مثل الجاليات الأرمنية الأخرى في الشتات ، لكنها لا تزال قوية للغاية مع الازدهار الاقتصادي لأستراليا .
ما الذي ساعد علي تدعيم الوجود الأرمني في أستراليا..؟
بفضل الجهود والمساعدات التي قامت بها (الرابطة الأسترالية الأرمينية المتحدة) التي تأسست في سيدني عام 1974، بمبادرة من مجموعة من الشخصيات الوطنية الأسترالية، وكانت تهدف إلي المساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأرمن في أستراليا ، ومساعدة الأرمن الذين هاجروا إلى أستراليا ، وحماية الحقوق المدنية للأرمن الأستراليين من خلال إقامة علاقات مع الهيئات الحكومية والمجتمعات الأسترالية الأخرى ، وتعمل علي تنظيم الأحداث الثقافية والدينية والدورات التعليمية ، وتقديم المساعدات لتلك الجمعيات التي تقوم بأنشطة الحفاظ على الأرمن.
ماذا عن الكنيسة الأرمنية في أستراليا..؟
تأسست أبرشية أستراليا ونيوزيلندا " للكنيسة الرسولية الأرمنية " في عام 1968 ، وبدأت الحياة الكنسية للمجتمع الأرمني الأسترالي في التبلور في الخمسينيات من القرن الماضي ، وكان "أسوغيك غازاريان" أول رجل دين أرمني جاء إلى أستراليا في عام 1954 ، وعمل علي تنظيم مجتمعات كنسية وإدارات كنسية في (سيدني) و(ملبورن) دون وجود مبنى للكنيسة ، وتم تكريس أول كنيسة للقيامة المقدسة في سيدني في عام 1957 ، و"كنيسة السيدة العذراء " في (ملبورن) عام 1962..
و تتم إدارة العمل القومي والروحي والتربوي للمجتمع الأسترالي الأرمني من قبل مجلس الأبرشية الحالي المكون من 7 أشخاص (4 من سيدني و 3 من ملبورن) برئاسة رئيس الأبرشية ، وفي المدن التي لا توجد فيها كنائس يعتني القس الزائر بالاحتياجات الروحية للأرمن. وأيضًا مجتمعات أرمنية كاثوليكية وإنجيلية صغيرة لها كنائسها الخاصة في سيدني.
أكثر من 90٪ من الأرمن الأستراليين هم من أتباع " الكنيسة الأرمينية الرسولية المقدسة" ، وحوالي 7٪ من الكاثوليك (توجد كنائس أرمينية كاثوليكية في ملبورن وسيدني). يعيش أيضًا عدد صغير من الأرمن الإنجيليين في أستراليا ولديهم كنيستهم في سيدني.
ماذا عن التعليم الأرمني في أستراليا...مناهج التعليم و المدارس..؟
تأسست أول مدرسة أرمينية في أستراليا عام 1960 في( سيدني) ، وحاليًا هناك ثلاث مدارس يومية وست مدارس أحد ملحقة بالكنائس، وهذه المدارس:
مدرسة القديس "غريغوريوس المنور" ، تأسست عام 1985 تحت رعاية " الكنيسة الأرمينية الكاثوليكية " في ( سيدني) ، ويدرس بها حوالي 250 طالب وطالبة تحت إشراف الحكومة الأسترالية ، و يتم تدريس فيها اللغة الأرمنية والتاريخ والفنون.
مدرسة "أرشاك وصوفي چولست" ، تأسست في (سيدني ) في عام 1986 ،بتبرع من "صوفي وأرشاك چولستيان" (چالستيان) ،تحت رعاية اتحاد "هامازكازيان " الثقافي، وتشرف عليها الدولة ، ويتم تدريس فيها اللغة الأرمنية والتاريخ والدين ، ويدرس بها حوالي 300 طالب .
مدرسة " إلكسندر" ، التي تأسست في عام 1990 ، و تتبع المدرسة خطة وزارة التعليم في (نيو ساوث ويلز) ، ويدرس فيها اللغة الأرمنية والتاريخ والدين. لديها 7 فصول ، و 70 طالب وطالبة.
ما أهم المنظمات والجمعيات الأرمنية في أستراليا.. والأنشطة التي تقوم بها..؟
ليس للأرمن في أستراليا الكثير من المنظمات مثل الأرمن في العديد من الدول الأخري ، وعلى الرغم من ذلك ، أنشأ الشتات الأرمن في أستراليا منظمات مجتمعية وفتحت منظمات الشتات والأحزاب السياسية فروعاً لها في أستراليا.
ومن هذه اللجان : "اللجنة الوطنية الأرمنية في أستراليا "(ANCA) هي أكبر منظمة أرمينية أسترالية تشمل أهدافها الرئيسية في التعبير عن قضايا الأرمن ، وكذلك أولئك الذين يعيشون في أستراليا، ورفع مستوى الوعي لأرمينيا حرة وموحدة ومستقلة ، و التعبير عن الرأي العام الأرميني الأسترالي بشأن المسائل السياسية ، و العمل كحلقة وصل بين المجتمع والسلطات المنتخبة.
ولا تزال تواصل وتساعد الأرمن الذين يعيشون في أستراليا وخارجها من خلال جمع التبرعات المستمر، وتقدم المنح الدراسية ، وتتناول الموضوعات الهامة ، وتجمع الأموال لصندوق أرمينيا ، وتحاول مكافحة كوفيد ، تربط أيضًا الأرمن في كلا البلدين - أستراليا وأرمينيا وتركز على التواصل المهني.
و جمعية " الاستراحة الأرمنية " التي تأسست في عام 1979 بمبادرة من مجموعة من النساء الأرمن في (سيدني) ، كان الهدف إنشاء دار لرعاية المسنين الأرمن، ولديها 12 شقة سكنية للمسنين تسمى "سبيتاك" تخليدا لذكرى ضحايا زلزال "سبيتاك "عام 1988،وغيرهما من المنظمات والجمعيات.
ماالمجالات التي برز فيها الأرمن في أستراليا..ومن هم أشهر الشخصيات الذين برعوا في هذه المجالات..؟
ثلث الأرمن الأستراليين يعملون عمالَا، ومنهم عدد كبير من الحرفيين (خاصة الجواهرجية) والتجار ،وموظفي الخدمة المدنية والصناعيين الكبار والمتوسطين والمحامين والأطباء.
ومن أشهر الشخصيات السيدة "أچلاديس بريچيكليان" - عضو برلمان نيو ساوث ويلز ،ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز ،و "فيك دارشينيان "- ملاكم وبطل العالم ،و"چورچ دنيكيان" - مقدم أخبار الشبكة العاشرة ، و" بريان چورچيان - يُعتبر أنجح مدرب كرة سلة في أستراليا ،وأكثر من ذلك بكثير من بين الأرمن الأستراليين البارزين.
هل يمارس الأرمن العمل السياسي..وما أبرز مظاهر هذا العمل..؟
ينشط "الاتحاد الثوري الأرمني" في المجتمع الأرمني الأسترالي منذ عام 1964، و كان هدف المجموعة الكونڤدرالية الأولى هو القيام بأعمال حماية تنظيمية وأرمينية في أستراليا ،وتطورت المنظمة من مجموعة إلى لجنة ثم إلى لجنة مركزية ، وتعمل لجنة "دات" الأرمنية ونقابات الشباب تحت قيادة " الهيئة الإقليمية للحزب الوطني الديمقراطي الأرمني" ، الذي يهدف إلى تثقيف الأطفال الأرمن بالروح الوطنية ، ولديه هياكل تنظيمية في (سيدني) و(ملبورن).
تأسس فرع " الحزب الليبرالي الإطاري" (FPA) في أستراليا عام 1976، ولديه مجلس للحقوق الأرمنية ، يقوم بالتعريف بالقضية الأرمنية ونزاع " أرتساخ " ، ولهذا الغرض يقيم اتصالات مع رجال الدولة الأستراليين ،ويقوم النادي بأنشطة وطنية واجتماعية وثقافية ، وينظم حملة لجمع التبرعات لصالح أرمينيا .
تأسست الهيئة الحاكمة للمنطقة الأسترالية لحزب "هونتشاك" الاشتراكي الديمقراطي في عام 1983 في (سيدني )، وأنشأ لجنة "الدفاع عن حقوق الأرمن" التي تنظم إحياء ذكرى الإبادة ، ومحاضرات عامة وتجمعات سياسية وتعمل اتصالات مع رجال الدولة الأستراليين ، وكذا تأسس فرع (سيدني لاتحاد الجيل الجديد الثقافي) في عام 1983.
ويعمل الفرع الاسترالي لاتحاد الشباب "تخروني" منذ عام 1983، ويقوم بإحياء ذكرى الإبادة ، وعمل محاضرات سياسية ، و تجمعات شبابية.
هل للأرمن في أستراليا أعيادهم الخاصة ..؟
الأعياد التي يحتفل بها أرمن في المهجر هي:
"عيد الميلاد" في 6 يناير من كل عام ، و"ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن" في 24 أبريل 1915 من كل عام ، و"استقلال أرمينيا الأول" في 28 مايو 1918 من عام ، و"معركة أفاراير" ضد بلاد فارس في 2 يونيو 451، و"اختراع الأبجدية الأرمنية" عام 405 أبريل من كل عام ، و"استقلال أرمينيا الثاني" في 21 سبتمبر 1991 من كل عام ،و"عيد الفصح المقدس" في أبريل من كل عام.
ماذا عن الحياتين الثقافية والفنية... (الأنشطة- الجمعيات- الصحف)؟
تُمارس الأنشطة الثقافية والفنية في "مدارس الأحد" و"الفرق المسرحية" و" الفرق الرياضية " و"جمعيات الشباب" وغيرها من المؤسسات داخل المجتمع بجانب الكنائس ، ويعمل " الفرع الأسترالي للاتحاد الثقافي الوطني" منذ عام 1964 ،ويهدف إلي تثقيف الشباب الأرمني وتقريبهم من الثقافة الأرمنية، ويرعى "المدارس الأرمنية " و"مدارس الأحد" ، و فرقة مسرحية "هاكوب بارونييان" وجوقة " كوميتاس" وفرق رقص "ساسان" و "نايري".
وكذا أنشطة فروع "شانت" و "نايري" و "سيفان" و "كوميتاس" النقابية واللجان الأدبية والرياضية في مدينتي (سيدني) و(ميلبورن)، وهناك أنشطة الفرع الأسترالي للاتحاد العام الأرمني للتربية البدنية الذي تأسس في عام 1965، و من خلال القيام بالأنشطة الرياضية والكشفية جمع فيها بين الشبابين الأرمني والشباب الأسترالي من حوله ،و أنشطة فروع النقابة (" أراكس" ، "أندرانيك" ، "ناڤاسارد" ، "كامك" ، "أرارات") في سيدني وملبورن.
وتوجد "الجمعية التاريخية للأرمن الأستراليين " التي تأسست عام 1975،وتقوم بتنظم المحاضرات والمعارض عن التاريخ والثقافة الأرمنية.
تأسس فرع سيدني لاتحاد "تكيان الثقافي" في عام 1984 بمبادرة من " نوبار بيربريان "، ومنذ عام 1990 أطلق عليه اتحاد "فاهان تكيان الثقافي الأرمني"، و يهدف إلي تنشئة الشباب الأرمني ، وتنمية الروابط الثقافية بين المغتربين والوطن. وبفضل جهود الاتحاد قام العديد الفنانين الأستراليين الأصليين بالكثير من الأنشطة الفنية .
يوجد في فرع "سيدني للاتحاد الرياضي الأرمني" (AGU) فرق كرة القدم وكرة السلة التي تشارك بانتظام في بطولات الاتحاد المحلي.، وينظم فريق كرة القدم أيضًا مباريات ودية مع فرق من اتحادات رياضية أرمينية أخرى
تصدر الجالية الأرمنية 6 دوريات أرمينية ( " أرمينيا " في سيدني ، " غارون " ، " زانغ " ، " لويس " ، " ميوتيون " في سيدني ، " هويز " في ملبورن ). وهناك فرق مسرحية ، وجوقات ، وبرامج إذاعية أرمينية ("صوت الجيل الجديد" "إيريبوني").
ما المشكلات التي تواجه الأرمن في أستراليا..؟
في بداية الهجرة تمثلت في اللغة واختلاف الثقافة والعادات والتقاليد، لكن تلاشت تدريجيًا بعد الاندماج والانخراط في المجتمع الأسترالي.
هل اندمج الأرمن مع المجتمع الأسترالي أم يشعرون بالغربة..؟
تُعد الجالية الأرمنية في أستراليا واحدة من أكثر المجتمعات الأرمنية نشاطًا في الشتات ويمكن أن تكون مثالًا رائعًا للتعايش المنظم للمجتمعات الأرمينية في البلدان الأخرى.
هل حافظ الأرمن علي هويتهم وتراثهم في أستراليا....؟
إن الأرمن يحرصون على التمسك بهويتهم ولغتهم، بالرغم من توزعهم وانتشارهم في كل أنحاء العالم،
هل يتواصل أرمن أستراليا مع أرمن الشتات في البلدان الأخري..؟
نعم هناك تواصل دائم مع أرمن الشتات من خلال دور الجمعيات والمنظمات الأرمنية التي تتفاعل مع الأحداث والفاعليات التي يقوم بها الأرمن في جميع أنحاء العالم ، وتمثل في التواصل مع الجالية الأرمنية في لبنان حيث تعتبر شريحة أساسية من نسيج المجتمع اللبناني، فهي" طائفة من طوائف لبنان السبع"، والعراق وسوريا ومصروالولايات المتحدة وأوروبا وأمريكا اللاتينية
وفي فبراير 2023 ، قام العمدة الأرميني الأسترالي ، المستشار "سركيس يديليان" ، التبرع بمبلغ 10.000 دولارلضحايا الزلزال في سوريا.
ما الدور الذي يقوم به الأرمن في أستراليا للتعريف بالقضية الأرمنية..؟
قامت الجالية الأرمنية في أستراليا بالضغط من أجل اعتراف أستراليا بالإبادة الجماعية للأرمن، و أقر برلمان ولاية "نيو ساوث ويلز" اقتراحًا بشأن إدانة الإبادة الجماعية في عام 1997 وقرر برلمان "نيو ساوث ويلز" أيضًا إنشاء النصب التذكاري للإبادة الجماعية للأرمن في 29 أبريل 1998، وافتتح هذا النصب التذكاري في 5 مارس 1999 .
وحدثت اتصالات بين أعضاء البرلمان الأرميني والأسترالي، وفي أغسطس 2001 تم تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية بين أرمينيا وأستراليا.
وكذا يعمل الفرع الأسترالي للجنة "دات" الأرمينية في سيدني منذ السبعينيات.، وينظم الخطب السياسية والاجتماعات مع شخصيات الدولة الشهيرة، ومن بين المبادرات الجديرة بالذكر مناقشة مسألة الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن في برلمان ولاية "نيو ساوث ويلز" وإقامة نصب تذكاري لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية في مبنى البرلمان.
هل من الممكن نسيان الماضي و المصالحة مع الأتراك..؟وهل يمكن نسيان الماضي التركي..؟
الأرمن من جهتهم يبدون استعداداً للمصالحة أكثر من مرة شرط اعتراف تركيا الرسمي بالمجزرة ، والاعتذار للشعب الأرمني والتعويض عن مأساته معنوياً ومادياً، فالأرمن لا يعادون الشعب التركي والمشكلة مع السلطة التركية رغم عدم مسؤوليتها مباشرة عن المجزرة . أما تركيا فلا تستطيع التصالح مع ماضيها ومع الشعب الأرمني المجاور إلا بالبدء بالتخلي عن إنكارها الكاذب، ولقد دعا أردوغان الأرمن للحوار ولفتح الملفات والوثائق القديمة في أرشيف الحكومة، لكن هذه الدعوة لن تؤدي لنتائج إذا كانت مُخططة مسبقاً لإظهار أن التفسير الرسمي للمجزرة هو الحقيقة الوحيدة.
لماذا نجد النشاط أو الحركة في مطالبة تركيا الاعتراف بالإبادة الأرمنية أكثر من الأرمن في أرمينيا..؟
لأن أرمن الشتات ورثوا عن آجدادهم ذكريات آلام ومآسي الإبادة ، وقد أثبت إصرارًا عنيداً بعدم التخلي عن حقوقه ،وفي كل مكان تتواجد فيه جالية أرمنية عملت بنجاح لدفع دول ومؤسسات للاعتراف بالمجزرة ، ومنها العدد الأكبر من الدول الأوروبية والبرلمان الأوروبي ودول أخرى.
هل يلعب الأرمن الأستراليون دورًا كبيرًا في تدعيم العلاقات الأسترالية مع البلد الأم..وما أبرز مظاهر هذا التعاون في مختلف المجالات..؟
حاول الأرمن في جميع الولايات ربط الأرمن بأرمينيا التي اعتبرها الأرمن وطناً، ومع ذلك خلال الحرب الباردة ، كان اتصال الشتات بأرمينيا محدودًا في أستراليا ،ودعت الكنيسة بعض المجموعات الأرمينية إلى حفلات موسيقية.
وتمكن عدد من الأرمن من زيارة أرمينيا عبر لبنان، وتم إنشاء لجنة العلاقات الثقافية مع الأرمن في الخارج في أرمينيا، وتتواصل مع الأرمن في أستراليا.
وتصدرهذه اللجنة صحيفة أسبوعية ترسل إلى العديد من الأرمن في الخارج بالمجان، و أرسلت اللجنة وفودًا أرمينية إلى أستراليا ودعت قادة مجتمعات الشتات إلى أرمينيا، وترسل المنظمات الأرمينية في أستراليا مثل AGBU" "والجمعية الثقافية الأرمنية المعلمين والطلاب إلى أرمينيا كل عام.،كما أرسلت الجالية الأرمنية في أستراليا مساعدات إلى أرمينيا بعد الزلزال،حتى استقلال أرمينيا.
كيف ساعد استقلال أرمينيا علي تواصل أرمن أستراليا مع وطنهم الأم..؟
فتح استقلال أرمينيا فرصة جديدة للشتات لتوسيع اتصالاته مع الوطن الأم ، وبالنسبة للعديد من أرمن الشتات ،كانت أرمينيا دولة بعيدة لا يعرفون الكثير عنها، وعندما أصبحت أرمينيا مستقلة رحبت منظمات الشتات والأحزاب السياسية الاستقلال ودعمته.
كيف تطورت العلاقة بين أرمن أستراليا والوطن الأم بعد الاستقلال..؟
تطورت العلاقات بين أرمينيا والشتات بسرعة،على عكس ما حدث خلال الحرب الباردة ، قامت منظمات الشتات والسياسيون ورجال الأعمال بزيارة أرمينيا بشكل متكرر، و لقد واجهوا أرمينيا الحقيقية وشعبها بدلاً من تصورهم لأرمينيا .
أدرك أرمن الشتات أن أرمينيا لم تكن تاريخًا أو متحفًا وأن أناسًا حقيقيين يعيشون في أرمينيا حيث توجد مشاكل حقيقية مثل البطالة والتضخم والفقر، وأرسلت منظمات الشتات الكثير من المساعدة لأرمينيا وسارعت أحزاب الشتات في فتح فروعها في أرمينيا.
ويمكن القول إن الشتات يتمتع بسلطة كبيرة على أرمينيا وأصبح عاملاً مهمًا في علاقات أرمينيا مع البلدان التي يعيش فيها الأرمن في الشتات، على الرغم من أن الجالية الأرمينية في أستراليا ليست فعالة مثل الأرمن في الشتات في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا ، إلا أنهم ما زالوا يلعبون دورًا في علاقات أستراليا مع أرمينيا، و اعترفت أستراليا بأرمينيا في 26 ديسمبر 1991 ، وأقامت علاقات دبلوماسية في 15 يناير 1992.
رغم اعتراف الكنيسة الموحدة ومناطق متفرقة بالإبادة الأرمنية..فلماذا لم نشهد اعترافأ موحدأ بالإبادة من قبل الحكومة الاسترالية..؟
إن اعتراف أستراليا بالإبادة الأرمنية مسألة وقت ،وإن الموافقة بالإجماع على اقتراح من مجلس النواب الأسترالي يدعو الحكومة الفيدرالية إلى الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن هو "إنجاز مهم" ويدعو الاقتراح الحكومة الأسترالية إلى الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن والآشوريين واليونانيين، ويضغط البرلمان الاسترالي بصفة مستمرة علي الحكومة الأسترالية ، ومن المتوقع أن تستمع الحكومة إلى البرلمان، فقد رأينا هذا في الولايات المتحدة، وعندما يكون هناك ضغط من البرلمان فإن اعتراف الحكومة بالإبادة الجماعية للأرمن عام 1915 هو مسألة وقت، ولذا فإن الأرمن سيواصلون العمل بنشاط في جميع الاتجاهات للضغط علي الحكومة الأسترالية.
ففي 29 نوفمبر 2021، ناقش مجلس النواب في البرلمان الفيدرالي بالإجماع اقتراحاً مقدمًا من النائب " ترينت زيمرمان"، وأيَّد الاقتراح أعضاء المعارضة "جوش بيرنز" و"ستيف چورچاناس" و"جويل فيتزچيبون"، ودعا الحكومة الأسترالية إلى الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن والآشوريين واليونانيين.
هل يهتم الأرمن بما يدور في كارباخ..وما مظاهر هذا الاهتمام..؟
بسبب الجهود الأرمنية ومساعي لجنة "دات" الأسترالية الأرمنية تشكلت مجموعة "أصدقاء أرتساخ الأسترالية" في عام 2019، وذلك للدفاع عن الأرمن الأصليين في جمهورية" أرتساخ "وعند تشكيلها ضمت حوالي 40 عضوًا ، ويتجاوز هذا العدد حاليًا 70 عضوًا.
و تحت قيادة السناتورين الفيدراليين "أندرو براچ" و"چانيت رايس" ، انضم 16 شخصية بارزة إلى المجموعة المتزايدة باستمرار من أصدقاء" أرتساخ الأستراليين" لدعم حق تقرير المصير لجمهورية" أرتساخ الأرمنية" .
و استضافت لجنة "دات" الأسترالية والممثل الدائم لجمهورية " أرتساخ" في أستراليا وفد جمهورية "أرتساخ "، بقيادة وزيرالخارجية آنذاك "مايسيس ماييليان" ووزير" أرتساخ" النائب "دافيت إشخانيان".
وفي عام 2020 أقر برلمان جنوب أستراليا بالحق في تقرير المصير لجمهورية "أرتساخ" أثناء الحرب ، وكذلك رحب "هايك كيسريان " المدير التنفيذي للجنة " دات " الأسترالية الأرمينية ، بإضافة المجموعة ، مؤكدًا أن الجالية الأرمنية الأسترالية لن تتخلى أبدًا عن حماية حقوق شعب جمهورية "أرتساخ" البطل، و نتيجة لجهود اللجنة الأرمنية "دات" ، قام السياسيون الذين انضموا مؤخرًا إلى مجموعة "أصدقاء آرتساخ" الأستراليين من خلال المناصب السياسية المختلفة الدفاع عن مصالح شعب أرتساخ.

#عطا_درغام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات