حسيب شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 8022 - 2024 / 6 / 28 - 02:47
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حمامات اُستُبْدلت بجُرذان
Pigeons Replaced by Rats
Collections from the Samaritan Tradition
مقتطفات من تقليد السامرة
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
בנימים צדקה (כתב וערך), אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים–חולון, 2021, כרך א’ עמ’ 102–103.
مِنَشه وإفرايم
بجِوار شارع القدس- نابلس، بجبال الضفّة الغربيّة (السامرة، في الأصل)، تقع القرية العربيّة ياسوف المذكورة في التاريخ السامريّ أيضا. بالقرب منها كانت تفوح المذكورة في الكتاب المقدّس (المِقْرا). وفي قرية ياسوف كان شقيقان سامريّان، إفرايم ومنشه، وذات يوم مرّ بالقرية حاجٌّ يهوديّ متوجّهًا إلى القدس، ومعه حَمامتان، زُغْلولان، قُربان للهيكل في القدس.
بات اليهوديّ في ياسوف، أتى الشقيقان وسرقا زُغْلولَيه من السلّة ووضعا بدلهما جُرَذين.
سِجنٌ مؤبّد في الهيكل
نهض اليهوديّ في الصباح، وتابع سفرَه إلى القدس، دون أن يعرف ما مطمور في سلّته. أتى إلى الكاهن في الهيكل وقال له: قرِّب الزُّغْلوليْن اللذيْن أحضرتهما قربانًا!
حينما فتح الكاهن السلّة ورأى جُرَذَيْن، أمسك بالرجُل وهمّ بقتله.
قال الرجُل: لقد خدعوني! بِتُّ في فندُق في ياسوف، ولم يكن هناك سوى فتيين سامريّين. سرت قُبيل الصباح، خوفًا من فَوات أوان قُرباني الذي عليّ تقديمه، تكفيرًا على خطيّتي، ولم أعرف أنّي وقعت في خديعة.
أرْسَلوا جنودًا إلى صاحب الفندق وألقوا القبض على الشقيقيْن اللذيْن اِعترفا بفِعلتهما.
قال بعض رجال المحكمة: من الأفضل أن يبقيا في الهيكل، ويخدما فيه طوالَ حياتهما، وأن يأكلا الشوكَ ويشربا منَ البئْر ويناما على الأرض. وهكذا كان.
جمْع وتنقيح الأمين صدقة.
ملاحظة: هذه القصّة شبيهة بقصّة المورِّخ، يوسف بن متتياهو، عن حُجّاج يهود باتوا في قرية جنيم (اليوم، مدينة جنين) في فترة الكراهية الشديدة بين اليهود والسامريّين في القرن الأوّل للميلاد. قتل سامريّون من سكّان القرية الحاجّيْن. اِندلعت في أعقاب ذلك، أعمال شغب وانتقام متبادلة بين اليهود والسامريّين، وأُهرقتْ دماءٌ غزيرة. هدأت تلك الأعمال نتيجة لتدخّل المفوَّض الرومانيّ.
#حسيب_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟