أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - الحرية تكمن في الموسيقى وحدها!














المزيد.....


الحرية تكمن في الموسيقى وحدها!


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8019 - 2024 / 6 / 25 - 02:21
المحور: الادب والفن
    


وقف الموسيقار ميشائيل بارتوش قائد الأوركسترا السيمفونية السويدية، مبهورا وهو يشارك المايسترو علاء مجيد البروفات على لحن رائعة الفنان العراقي أحمد الخليل “بين دمعة وابتسامة” التي قدمتها فرقة “طيور دجلة”، وتساءل بشيء من الحيرة والذهول “هل حقا أنت متأكد أن هذه الموسيقى عراقية صرفة؟” أجاب علاء بثقة مفرطة بالتأكيد، وتعود إلى خمسينات القرن الماضي.
لم يجد لحظتها الموسيقار السويدي بارتوش، غير تساؤل عصي على الإجابة، عن شعب ينتج هذه التعبيرية العميقة في الموسيقى، لكنه في الوقت نفسه يتقاتل!
ذلك يفسر لنا الحرية الكامنة في الموسيقى، التي لا يمكن أن نجدها بأي إبداع آخر موحد لكل شعوب العالم. فالفرقة السيمفونية السويدية، شاركت في العزف مع أغنية عراقية بولع قل نظيره، من دون أن يفهم العازفون معنى كلمات الأغنية، وهذا سبب يجعلنا نقدر قيمة الموسيقى بوصفها الأداة الموحدة بين شعوب الأرض وعلى مر التاريخ، من دون أن تكسر أشد الحروب ضراوة تأثير الموسيقى والغناء على الروح البشرية.
ذلك ما تجسد عندي أيضا وأنا أستمع مصادفة إلى صوت باهر ولحن عميق، في أغنية لم أفهم من لغتها غير الأحاسيس العميقة الكامنة فيها.
كانت أغنية المطربة الآذرية شيبنيم توفوزلو، “لقد حل الشتاء على عمري بعدك يا أمي” درسا فائق التعبيرية عن العبارة التأريخية السائدة بأن الموسيقى لغة الشعوب.
كان عليّ أن أبحث عن ترجمة نص واسم شاعرها وملحنها، ولسوء الحظ لم أجد بعدُ شاعر وملحن الأغنية، بيد أنها بقيت ترنيمة ساحرة تعبّر عن معنى شرف الأغنية عندما تدخل إلى المهج من دون أن يكون حاجز اللغة مصدا.
وسيكتشف المستمع العربي والمتخصص بالموسيقى أيضا، وإن كانا لا يفهمان النص المغنى، كيف أن البناء اللحني على بساطته في أغنية “لقد حل الشتاء على عمري بعدك يا أمي” الآذرية جعل منها درسا لحنيا.
لم تمنع بساطة البناء اللحني من عذوبة الأغنية التي بنيت على مقام الكرد، وقد يوحي ضغط العازف المبالغ فيه على آلة الكمان بأنها أقرب إلى مقام البيات، لكنها ليست كذلك، بني اللحن على إيقاع ثنائي من فصيله إيقاع الجيرك الغربي وبسرعة بطيئة.
تبدأ الأغنية بمقدمة موسيقية مأخوذة من لحن المذهب “مقدمة لحن الأغنية” وبدأت المغنية شيبنيم ذات الصوت الساحر والإحساس العميق، وحسب ما قرر الملحن كما يبدو، أن تغني من قرار المقام في غناء المذهب وبعدها مباشرة تقفز لتغني باقي المقاطع من الجواب وبأداء باهر وبشجن ليس له غير طريق القلب مباشرة.
بقي اللحن للأسف يتكرر إلى نهاية الأغنية من دون انتقالات موسيقية. ربما وقع الملحن تحت وطأة الوجع الكامن في النص عن فقدان الأم والمناجاة المستمرة لها! مع أنه كان ينبغي عليه أن يتفرع في الكوبليهات لأنغام وانتقالات أخرى كون المطربة شيبنيم تمتلك قدرة صوتية مذهلة وجوابا رائعا ومؤثرا وقرار صوتها من الجمال بمكان ما يجعله يحلق ساحرا بالقلوب.
ليتخيل المستمع العربي كيف تسنى لي أن أحلل هذه الأغنية من دون أن أفهم كلامها بالأساس، وكأن في ذلك إجابة قاطعة على حقيقة أن الموسيقى وحدها مصدر الحرية للشعوب بغض النظر عن اختلاف اللغات.
احتلت هذه الأغنية مكانة متقدمة في ذائقتي السمعية ودفعتني إلى الكتابة عنها، وهذا طريق يقود إلى جمال اللحن والصوت المتمكن للمغنية الآذرية شيبنيم توفوزلو.
في النهاية تبدو هذه الأغنية بمثابة دعوة إلى استعادة روح الأغنية المختطفة بذريعة المتاجرة بها من أجل الانتشار، مثلما هي دعوة أخرى إلى مساعدتي بمعرفة شاعر وملحن أغنية “لقد حل الشتاء على عمري بعدك يا أمي” على الأقل ممن يتقن اللغة الآذرية.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزلة جو بايدن الأوروبية
- شطرنج كرة القدم
- أوروبا المحبطة أمام خطر مميت
- هل ضمرت روعة الصحيفة الورقية؟
- إيران والعراق ما بعد خامنئي والسيستاني
- مثالنا النهائي في الأخلاق والحب
- تدمير قرطاج أم هدم معبد فيسبوك!
- ماسك يعمل على كسر الصحافة
- الانتقال من الفشل إلى الفشل جدًا
- الأحلام أكثر ما نحتاجه من النوم
- أزمة الفهم الأخلاقي الأمريكي للمسلمين
- بدر بن عبدالمحسن العراقي
- كاظم الساهر ما بعد الحب
- الفساد شريان الحياة السياسية في العراق
- عادل الهاشمي وظلم الذاكرة
- المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض
- نادٍ للرجال، يا للعنصرية!
- القصة لا تبدأ من أبو فدك
- انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق
- عدنان حمد في “ملاعب محتلة” أخلاقي بجبين عال


المزيد.....




- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - الحرية تكمن في الموسيقى وحدها!