أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - لابان/لبن بن ناحور في التوراة وفي التقليد














المزيد.....

لابان/لبن بن ناحور في التوراة وفي التقليد


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 8018 - 2024 / 6 / 24 - 22:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


Laban Son of Nahor in the Torah and Tradition
بقلم فؤاد منير ألطيف الدنفيّ (1928-2001)
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


בנימים צדקה (כתב וערך), אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים–חולון, 2021, כרך א’ עמ’ 48–49.

شخصيّة لابان/لبن الحقيقيّة

يشعر الكثيرون من هذه البلاد، بالأهمية الكبيرة في بحث وتحليل حيوات آباء الأمّة، والشخصيّات المقرّبة منهم الواردة في التوراة. كتابتي هذه، تفصّل سيرةَ حياة لابان/لبن بن ناحور، في أيّام أبينا يعقوب عليه السلام.

لابان/لبن بن ناحور الآراميّ، ابن صحراء سوريا ومدينة حرّان/حاران، شخصيّة عظيمة، ولقاؤه بيعقوبَ حصل بعد حادثة دحرجة يعقوب للحجر من على فُوّهة البئر ليَسقي رُعاة لابان/لبن غنمَهم.

علاقة عائلة أبينا يعقوب، بعائلة لابان/لبن بن ناحور كانت وطيدة، غير منفصمة، وتجسّدت ليس بالقَرابة فحسب بل بنمط حياة مشابه وآداب أصيلة. ومنذ اللقاء العَرَضيّ، أوضح يعقوب لراحيل ابنة لابان/لبن الصلة العائليّة ”وخبّر يعقوب راحيل ان اخا ابيها هو وان ابن ربقة هو...“ [تكوين 29: 12؛ اُنظر حسيب شحادة، الترجمة العربيّة لتوراة السامريّين. المجلّد الأوّل: سفر التكوين وسفر الخروج. القدس: الأكاديمية الوطنيّة الإسرائيليّة للعلوم والآداب، 1989، ص. 133]، ليحيطَها علمًا بأنّهما أخوان هدفًا وإيمانا. كما أسرعت رفقة في أيّام إبراهيم لتبشّر لابان/لبن بقدوم إليعزر، كذلك ركضت راحيل لتبشّر لابان/لبن أباها بمجيء يعقوب. هنا نشهد كرمَ الضيافة، في أفضل التقاليد المتّبعة حتّى يومنا هذا.

إنّها بالفعل عادة قديمة وتقليد قديم. الترحيب بالضيف بابتسامة عريضة وإسباغ حُسن النيّة والشعور بالأمان. أثبت لابان/لبن ثانيةً قَرابتَه بعرضه على يعقوب الإقامة عنده. وبعد مرور بضعة أيّام، أصرّ لابان/لبن بأنّ يكون السكن المشترك مَشْروطًا بقبول يعقوب الأجر منه.

عادة أُخرى قديمة من زمن لابان/لبن، ما زالت باقيةً في طائفتنا حتّى اليوم، وهي تتمثّل بقضيّة استبدال راحيل- عبء عمل يعقوب الشاق ّ- بليئه، التي بالرغم من جمالها، إلّا أنّها لم تكن بجمال راحيل الباهر. وقد عبّر عن تلك العادة لابان/لبن في قوله: ”… لا يُصنع كذلك في مواضعنا اعطاء الصغيرة قبل الكبيرة“ [تكوين 29: 26؛ اُنظر حسيب شحادة، أعلاه، ص، 133].

إنّ وليمة الزِّفاف التي نُقيمها اليوم بقدْر كبيرٍ من البهاء والروعة، أصلها تلك الوليمة التي أقامها لابان/لبن عند زواج يعقوب من بنتيه.

لابان/لبن- إنسان يَرَعُ/يخاف إلهَ العِبرانيّين

إضافة للإسهاب المعروض هنا حولَ قِصص الخِلافات بين لابان/لبن ويعقوب، والتي بلغت ذُروتَها بهروب يعقوب عائدًا إلى وطنه، من الجدير التأكيد على شخصيّة لابان/لبن، في الإجابة عن السؤال: هل كان عابدًا لله أم عابدًا للأوثان.

لا شكّ أنّ لابان/لبن عبَد إله العبرانيّين، من كلّ قلبه ونفسه. وهذا ما يُثبته التقليد السامريّ على ضوء عاداته وأقواله. إنّه لابان/لبن، الذي انطلق لاستقبال إليعزر عبد إبراهيم وقال له: ”ادخل يا مباركا من الله/ادخل تبارك الله“ [تكوين 24: 31؛ اُنظر حسيب شحادة، أعلاه، ص. 104-105]؛ وهو مع بتّوال أبيه ردّا على قصّة إليعزر بشأن رفقة، ”من الله خرج الامر“ [تكوين 24: 50؛ اُنظر حسيب شحادة، أعلاه، ص. 108-109]، هو الذي قال ليعقوب: ”ان الآن وجدت حظا عندك تفاءلت وباركني الله بسببك“ [تكوين 30: 27؛ اُنظر حسيب شحادة، أعلاه، ص. 141]؛ ”ليس رجل معنا ناظر الله شاهد بيني وبينك“ [تكوين 31: 50؛ اُنظر حسيب شحادة، أعلاه، ص. 153]؛ ”اله ابرهيم واله ناحور يحكم بيننا اله ابرهيم...“ [تكوين 31: 53؛ اُنظر حسيب شحادة، أعلاه، ص. 153].

الأَسْطُرلاب الذي كان لابان/لبن مُمسكًا به، ما كان سوى كُتب عن النجوم والأبراج المدعوّة في عصرنا باسم كتب الفلك/فلكيّة، وهي موجودة اليوم لدى السامريّين، وهي مبنيّة على حسابات دقيقة لحركات النجوم والقمر، بحسب معطيات جُغرافيّة. وبموجب هذه المعطيات، تجري حسابات لما سيحدث من أحداث ذات تأثير كبير. ووَفْق التقليد فإنّ كُتُب الأَسْطُرلاب القديمة، كانت لدى لابان/لبن، وهذا التقليد، تلقّاه آباؤن ونقلوه لنا جيلًا إثرَ جيل.



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاة آدم الأوّل
- حياة آدم الأوّل
- الكاهن الأكبر يعقوب شفيق/عزّي
- الحنين إلى الوطن
- ملاحظات موجزة على -حتى تبقى لغتنا العربيّة حيّة-
- شجرة المبلاد وعاكسات الضوء
- إنّي أتوسّل: لا تدخلوا رفح
- مستشارٌ كبيرٌ لبايدن: أخطأنا في الردّ على السابع من تشرين ثا ...
- احتلال وسلام: إسرائيل دمّرت كلَّ الجامعات الفلسطينيّة في قطا ...
- أصل الكلمة -حنفيّة-
- حول مكانة وسمات بعض اللغات
- وزير الدقاع البريطانيّ: عصر أرباح سهم السلام ولّى
- الحِكمةُ والمستقبل في كفِّ اليدِ اليُمْنى
- الكاهن الأكبر توفيق خضر واللاعن يُصاب في عينيه
- مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب -فاء-
- مقتطفات من أحكام وعادات - اِسألِ الراب -الحرف - قاف-
- حول -سبيل اللهفان لمعرفة الإيمان-
- إطلالة على السامريّين
- صلاة الملائكة
- الموسميّة اللاذعة


المزيد.....




- رجل يتفاجأ بدب ضخم عالق داخل سيارته.. فيديو صادم يصور ما فعل ...
- وسط مخاوف من تصعيد عسكري.. الأردن يدعو مواطنيه -لتجنب- السفر ...
- إردوغان: تركيا مستعدة للعمل على تطوير العلاقات مع سوريا ولا ...
- مجلس النواب الأمريكي يُصوّت لصالح إخفاء عدد القتلى في الحرب ...
- هل ما جرى في بوليفيا انقلاب أم مشهد مسرحي؟
- 4 طرق تضمن لك مفعولا مماثلا لمشروبات الطاقة دون آثار جانبية ...
- المغرب.. اكتشاف مخلوق -استثنائي- من عصور ما قبل التاريخ
- بعد انتظارها لعدة أسابيع.. ميلوني تخرج عن صمتها بشأن فضيحة ض ...
- غيتس يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض كارثية
- بوناصر الطفار: كلمات لا تعرف الخوف ولا المواربة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - لابان/لبن بن ناحور في التوراة وفي التقليد