الولاء و البراء في كرة القدم المصرية !!

محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 8018 - 2024 / 6 / 24 - 20:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

الولاء:
ان يكون ولاءك للأهلي
تحب له الأنتصار دائما
وتحب له كل الخير
وتحب من يحبه
وتكره من يكرهه

ولأن الزمالك هو منافس الأهلي
فالبراء:
أن تتبرأ من الزمالك
تحب له الهزائم
تحب له السوء والشر
وتكره له الخير
تحب من يكرهه
وتكره من يحبه !!

ويصل الولاء والبراء
الي درجة انه
اذا انتصر اي فريق اخر
علي الأهلي
مهما كان ضعفه
ان تتمني له الهزيمة الدائمة
لذلك الفريق
وتنبسط كل الانبساط
اذا هبط الفريق
من الدرجة الممتازة !!

المشكلة الكبيرة في مصر
ان الغالبية العظمي
هم أهلاوية
خاصة من ينتمون
الي عامة الشعب
من الموظفين والعمال
ومحدودي الدخل
وعموما ..
من يسكنون الأحياء الشعبية
فهناك قلما تجد
من يشجع الزمالك
ففي كافيهات تلك الأحياء
حتي يوم مباراة الديربي
تجد الجميع يشجع الأهلي
قد يختلفون في تشكيلة الفريق
او طريقة اللعب
لكن كل تعليقاتهم توضح
انهم يشجعون فريقا واحدا !!
ولو كان احدهم يشجع الزمالك
فإنه لا يظهر ذلك أمام الملأ !!

لماذا كل ذلك؟؟
السبب هو أن هناك لخبطة !!
ليس الأمر
كما تشطح قنوات المعارضة
ان للحكومة توجه عام
بالتحيز لصالح فريق الأهلي
الحقيقة..
أن المشكلة أكبر من ذلك

ففي مصر هناك ظاهرة حميدة
أن الناس والمجتمع
والدولة والأعلام
والمؤسسات والأفراد
لديهم ما يشبه العقيدة
أو هي فعلا عقيدة ..
هي الوقوف مع الضعفاء..
الكادحين الذين يمثلون
عامة الشعب..
سكان المناطق الشعبية..
طبقة العمال و الفلاحين الصغار
وهذا أمر جّيد
ربما هذا نتيجة كفاح طويل
للحركة السياسية في البلد
والصراع القديم
بين البروليتاريا والبرجوازية
وتأثير الفكر الناصري الإشتراكي
الذي بدأ قبل سبعين عاما
والذي لا زال
يؤيده الكثيرون.

هذه كله جيد جدا
وهذا نعتبره
اساس تماسك الأمة المصرية
فالكل يراعي
حقوق الشعب المكافح
فمثلا قبل اسابيع
اتخذت الحكومة قرارا
بزيادة اسعار الخبز المدعوم
كان ذلك بعد تردد كبير جدا
مع ان الزيادة
كانت طفيفة نسبيا
فلا زال الخبز المدعوم
شبه مجاني:
٥٠ رغيفة كبيرة
بعشرة جنيهات !!
وأقل يومية للعامل
بين ١٥٠ - ٢٠٠ جنيه
قارن ذلك
مع ما حدث عندنا في السودان
قبل حوالي ثلاثة اعوام
عندما رفع الدعم كليا عن الخبز..
مرة واحدة !!
ومع ما حدث قبل سبع او ثمان سنوات
عندما زيدت اسعار غاز الطبخ
ثلاثة اضعاف..
مرة واحدة !!

هناك اذا 《ولاء》 عام
للشعب المكافح
و《براء》
من طبقة الاثرياء
من رجال المال والأعمال
والتجار الكبار
هذا جيد ..
ولكن لا يمكن تطبيقه
بحال من الأحوال
علي كرة القدم
لا يمكن اعتبار
ان فريق الاهلي
هو فريق الشعب الكادح
ولذلك يلزم الكل مساندته !!
وحتي انهم يسمونه
النادي الأهلي
بمعني (النادي الشعبي) !!
وكل الفرق الأخري
غير أهلية أي غير شعبية !!
ربما كان ذلك في الأول
عندما تأسست الأندية لأول مرة
قبل اكثر من مائة عام
لكن لا يمكن القول الآن
ان الأهلي اكثر شعبية
من الإسماعيلي أو المصري
او الإتحاد
فالأهلي هو النادي
صاحب الميزانية الأكبر
ومع ذلك تجد الكل
ينحاز للأهلي
بصورة لا شعورية
يشجع الأهلي
حتي أن بعض الأندية
التي تلعب ضده وتهزمه
تجد اللاعبين والمدرب
يشعرون بالذنب
كونهم هزموا الأهلي
وتسببوا في تعاسة
غالبية الشعب !!

فلذلك من الطبيعي جدا
ان تجد حكم أو اداري
او اعلامي
ينحاز تلقائيا للأهلي
حقا أو زورا
وهو يفعل ذلك
بقلب جامد !!
لأنه يعتقد أن هذا هو الصح
فمثلا ..
دعك من ركلة الجزاء
لصالح الزمالك علي المصري
خذ مثلا ركلة الجزاء
مع اوباما ضد فاركو
كانت واضحة
وضوحا تاما
مع ذلك جاء قرار الحكم الأولي
انها ليست بينالتي !!
وال -var-هو من احتسبها
هذا لأن الحكم
لاشعوريا لا يريدها بينالتي
فقد تحركت فيه
غريزة 《البراء》
ضد الزمالك !!
اما حكام ال VAR
في مباراة المصري
فلم يروا دخول لاعبي المصري
اثناء تنفيذ الركلة
لكن لو كان المصري
يلاعب الأهلي
فإن هذا يتم ببساطة شديدة
لا يمكن تجاهل دخول لاعبي المصري
بأي حال من الأحوال
ف ..
مليون في المية
كانت ستعاد الركلة
هذا اذا لم يتم احتساب الهدف
لماذا ؟؟!!
أنه 《الولاء》 الغريزي
للنادي الأهلي !!!

#محمد_الصادق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات