أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - شعوبنا تخلق أنظمتها الفاسدة














المزيد.....

شعوبنا تخلق أنظمتها الفاسدة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8016 - 2024 / 6 / 22 - 08:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنظمتنا الشريرة والفاجرة ظهرت من أحضان مجتمعاتنا، لم تأتي من كوكب أخر، ولا من أرحام شعوب غريبة، ولا من نتاج مصانع خاصة، أنهم أبناء الشعب، وإلا ما كان بإمكانهم الديمومة، وجمع الحشود حولهم. شرائح واسعة من شعوبنا ومداركها في كثيره هي المذنبة، بغض النظر عن الثقافة التي ترسخها أنظمتنا.
أنظمتنا تهيمن عليها أبناء الشعب، بغض النظر عن جدلية القوى الخارجية، فنحن أمم تعاني من جدلية التأثير والتأثر ما بين الجزء والكل، وفي مقدمتها العلاقة بين الدين والسياسة، بين ثقافة المجتمع الراضخ للفكر الديني، والدساتير المبنية على أسسها، والمدارس التي تدرس ثقافة النقل وليس العقل، للأطفال من الأيام الأولى، وحيث الضياع بين التطور الحضاري والتمسك بالماضي الغارق في الظلمات.
كوريا الشمالية عدد سكانها بقدر عدد سكان سوريا تقريبا قبل الحرب، ورغم بشاعة نظامها، تصنع القنابل النووية، والصواريخ العابرة القارات، وبلغت سوية احتياج روسيا لها، وعقد اتفاقية دفاع مشترك معها في حال تم اعتداء على أحد الطرفين، وتطلب منها المساعدة بتقديم صواريخ في حربها على أوكرانيا، ومواجهة الناتو. كوريا تهدد أمن اليابان وأمريكا في الشرق. فماذا قدمت وفعلت سوريا وتركيا وإيران، بل ومعظم الدول العربية لشعوبها والعالم؟
كوريا الجنوبية عدد سكانها قرابة 56 مليون إنسان، تملك أحد أكبر مصانع الإلكترونيات في العالم، سامسونغ، وأحد أكبر مصانع السيارات في العالم، هونداي، وغيرهما. تنافس مصانع أمريكا وأوروبا في أسواقها، في عدة مجالات، فماذا فعلت الدول المسمات بالعربية أو حتى الإسلامية، غير أن تفتح حروب أهلية وتدمر شعوبها، وتصرف المليارات لاستيراد تلك التكنولوجية.
أنظمة متطورة تكنولوجيا، رغم الدكتاتورية، وحضارية واعية ثقافيا، مقابل فاسدة وفاشلة، في النظام والتكنولوجيا والمؤسسات الحضارية وفي نوعية الثقافة، مع ذلك يتباهون بأنهم يحمون مؤسسات إسلامية تحمل وتنشر رسالة إلهية لتوعية وتطوير البشرية، وهم أخر من يجب التحدث بالتطور والوعي.
شرائح واسعة من المجتمع المعاني من أزمة الفكر والوعي الخاطئ، رغم التراكم المعرفي لدى بعضهم، يجدون أن المنطقة سوف تنهض مع إزالة إسرائيل، وتقوية حزب الله وحماس وإعادة إحياء البعث وجبهة الصمود والتصدي، ومذهب اللطميات، والتكفيريين.
أنظمة أغرقت شعوب المنطقة في الظلمات، لدرجة لم يعد يتمكن رؤية الصح من الخطأ، يعيش على النقل وتناسي منطق العقل، إلى درجة أصبحت تفقس سلطات أفسد يوما بعد أخر، وتخلق الأنظمة الداعمة للأوبئة الثقافية، وتتلذذ وتتباهى بالمفاهيم المشوهة.
شرائح ترى بعد كل الدمار الذي حصل في غزة على أن حماس تنتصر، وحزب الله بإمكانها أن تدمر إسرائيل، وتتناسى أن خلفها الإمبراطوريتين الأمريكية والأوروبية وإلى حد ما الروسية. وتتناسى أن الحروب الجارية ضد إسرائيل وفي سوريا وغيرها حروب دينية، مماثلها أغرقت أوروبا قرون طويلة في عصر الظلمات؟ شرائح من شعوبنا تستمع العيش في الحضيض والظلمات على الأمل في الجنة، علما أنهم لم يقدموا لتأمينها سوى الفسق والكذب والإجرام.
شرائح تتباهى بدعمها لنظام الأسد والمعارضة السورية التكفيرية ومرتزقة أردوغان، وتتلذذ بما تعبث به نظامي أئمة ولاية الفقيه وأردوغان في المنطقة.
أين يكمن الفساد؟
لماذا دول رغم الطغيان والدكتاتورية، ككوريا الشمالية استطاعت أن تملك كل هذه القوة، ورديفها بعكسها سياسيا، تقف بين الدول الأكثر تطورا في العالم، وبالمقابل دولنا وشعوبنا تعاني الويلات؟
أليست للعقلية الدينية الخاطئة، أو حتى المدنية المدعية العلمانية، والمتأثرة في الواقع بتلك الذهنية، دور واسع في هذا؟ المنهجية الفكرية المبنية على عدم الفصل بين الدين والدولة هي التي دفعت بشعوبنا ودولنا إلى المستنقع الذي نتمرغ فيه؟ شعوبنا التي تحكمها بشكل مباشر أو غير مباشر جامعة كالأزهر، ووزارات الأوقاف، ومنظمات النهي عن المنكر، وأغلب خطباء المساجد، وغيرها، هي التي شوهت الدين وأفسدت المجتمع معا لينتجوا أنظمة غارقة في القذارات؟ أليست أوروبا التي عانت من عصر الظلمات، دخلت الحضارة بعدما تمكنت من الفصل بين الكنيسة والسياسية؟ واقتنعت شعوبها بأن العلاقة بينهم والله ذاتية، وهيمنة الكنيسة لا تتعدها جدرانها. ألم تعش أوروبا المنهجية الدينية التي تعيشها دولنا؟
لماذا شعوبنا لا تؤثر فيها موجات الفكر الحضاري، ولا يتطور الوعي؟ ولا تقف من إنتاج السلطات الفاسدة، ولا ترى ما يجري في منطقتنا، ولا تميز بين الصح والخطأ، بين الدمار واحتمالات وجود النعيم على الأرض، لماذا تعبد ولا تعمل، تعيش ولا تفكر إلا من أجل النعيم بعد الموت.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية حزب الله مثل حماس
- رؤية حول الدراسة الديمغرافية لغرب كوردستان المنشورة تحت اسم ...
- إلى متى ستظل كوردستان بين براثن الأعداء
- ما هي غاية أردوغان من إثارة تقسيم تركيا وسوريا
- كيف يجب أن تنقذ الإدارة الذاتية ذاتها
- ما هي حصة كوردستان من التغيير القادم لجغرافية الشرق الأوسط؟
- للكورد وحدهم الحق بتجريم بريطانيا وفرنسا
- من سيحكم مناطق الإدارة الذاتية؟
- زيارة أردوغان لإقليم كوردستان الفيدرالي
- ما بال شبابنا؟
- ماذا يعني لنا الجلاء؟
- نحن الكورد انفصاليون - 6 - الأخيرة
- ماذا عن تاريخنا؟
- نحن الكورد انفصاليون - 5
- نحن الكورد انفصاليون - 4
- من أخبر إسرائيل عن موقع جنرالات إيران
- نحن الكورد انفصاليون - 3
- نحن الكورد انفصاليون - 2
- نحن الكورد انفصاليون - 1
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 13 – الأخيرة


المزيد.....




- نائب أمين عام حزب الله اللبناني: تهديدات إسرائيل فارغة ولن ت ...
- الرئيس البوليفي يُشدّد على التمسك بالديمقراطية بعد محاولة ان ...
- إيران.. انتخابات رئاسية بدون مرشح يثير حماسة الناخبين
- تقرير: ترجيح أمريكي باقتراب نشوب الحرب بين إسرائيل وحزب الله ...
- -حزب الليكود-: التحريض ضد نتنياهو تجاوز خطا أحمر جديدا
- حميميم: طائرة روسية تتفادى الاصطدام بمسيّرة -للتحالف الدولي- ...
- تأهب جزائري.. تحد لإسرائيل بدعم فلسطين
- خاميار: توقعوا مفاجئات في إيران!
- -بوليتيكو-: مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل و-حزب الله- قد ت ...
- حزب الله أم إسرائيل.. من يحضر المفاجآت


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - شعوبنا تخلق أنظمتها الفاسدة