أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - من يعترف بمغربية الصحراء ؟















المزيد.....


من يعترف بمغربية الصحراء ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8015 - 2024 / 6 / 21 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مناسبة طرحنا لهذا السؤال ، لا يعني طرحنا لسؤال سابق " هل الصحراء مغربية " ، لان لا علاقة تجمع بينهما على الاطلاق .. ان سؤال " من يعترف بمغربية الصحراء " ، لا علاقة له لا بالتاريخ ، ولا بالأرض ، بل ان طرحنا للسؤال " من يعترف بمغربية الصحراء " هو فرز ونتيجة منطقية مادية بسبب النجاح في الاقناع ، حتى تَكَوّن الكم ، لتصبح قوة ضاغطة في العلاقات الدولية ، وطبعا من داخل المنظمات والمؤسسات الدولية ، وبالأخص مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحادات القوية كالاتحاد الأوربي ..
ان السؤال " من يعترف بمغربية الصحراء " ، يحيلنا الى نجاح المبادرات التي تؤثر في دول العالم ، خاصة عندما تكون الدعاية محترفة ، وهادفة ، ومقنعة ، وبمستوى جد عال ، كوزير الدعاية الألماني Gobelz ، لان اسلوب الدعاية هو الذي يحيلنا الى طرح السؤال " هل الصحراء مغربية " . وهذه حلها وحده التاريخ ، بدل السؤال " من يعترف بمغربية الصحراء " ، وهو سؤال لا علاقة له بالتاريخ ، ولا بالجغرافية التي تؤكد على حقيقة الصحراء " هل هي مغربية او ليست مغربية " .. فنتائج دراسة التاريخ ، هي التي تدفع الى طرح سؤال الانتماء . ونتائج الدعاية في المجتمع الدولي ، هي التي تحيلنا الى السؤال " من يعترف بمغربية الصحراء " .. وهذا الاعتراف المادي والسياسي ، لا علاقة له بما ينطق به التاريخ ، وتنطق به الجغرافية ..
اذن . " من يعترف بمغربية الصحراء " ؟ . وهي النسبة العددية التي تحلل الحرام وتحرم الحلال ، خاصة وان السؤال لا علاقة له بسؤال " هل الصحراء مغربية " ؟
ان مناسبة طرح هذه التساؤلات ، خروج العديد من الأوساط ، ومن الشخصيات الوازنة في العلاقات الدولية ، لأنها تشغل مناصب حساسة بدولها ، برفع خريطة المغرب ، من دون الصحراء ، او برفع خريطة المغرب ، مبتورة منها الصحراء .. ان حصول مثل هذه الخرجات ، اعتبرها النظام المزاجي البوليسي المخزني ، ضربا لأطروحة مغربية الصحراء ، وتحاملا على الوحدة الترابية للدولة .. لكن الملاحظ ، ان رد فعلة النظام الاحتجاجية ، وردة كل الفاعلين المنساقين معه ، ليست ردة فعل عامة ، تجعل النظام المزاجي البوليسي ، والمرتبطين بسياسته في الصحراء ، يعاملون بنفس المعاملة ، ما دام ان الملك في احد خطاباته التي حررها له قصارى بُعدِ النظر ، اعتبر الصحراء هي مفتاح التعامل مع الدول ، واياً كان انتماء تلك الدول ، أي بما فيها الاتحاد الأوربي ، ومن المفروض ان يكون من بينها الولايات المتحدة الامريكية ، وكندا ، وروسيا الاتحادية ، وجمهورية الصين الشعبية . بل ان هذا التمييز في ردة الفعل ، لم يستثني الدول العربية ، والافريقية .. فجمارك الدخول الى المغرب ، يبقى وحده الموقف من الصحراء . وهنا فخطاب الملك الذي حرره له ( جهابذة السياسية الدولية ) ، كان يعني دول القارة الاوربية ، قبل غيرهم من الدول الغير اوربية ..
فهل حقا نجح النظام المزاجي البوليسي ، في فرض اسطورة مغربية الصحراء ، على دول الاتحاد والاوربي ، وعلى دول الاتحاد الافريقي ، وعلى الولايات المتحدة الامريكية ، وروسيا الاتحادية ، والصين ، وكندا ... الخ .. بل هل نجح النظام المزاجي البوليسي في فرض قضية الصحراء ، عند التعامل مع الدول العربية ، بنفس الحدة كما حدث مع تونس التي استقبلت إبراهيم غالي كرئيس دولة بقصر قرطاج التونسي .. لكن ماذا عن الشأن الموريتاني الذي ذهب بعيدا في تعامله مع نزاع الصحراء الغربية ، سواء عندما خرجت موريتانية من وادي الذهب في سنة 1979 ، بل ضلت تحتفظ بالگويرة ، والاحتفاظ هذا هو احتلال واستعمار ، ما دامت موريتانية اعتبرت عند خروجها من وادي الذهب في سنة 1979 ، بان تواجدها فوق أراضي الصحراء ، منافيا للقانون الدولي ، ويشكل احتلالا واستعماراً .. لكن رغم هذا النقد الذاتي الذي قد يعتبره مراجعة ، فان احتفاظها بالگويرة ، ظل في العرف الدولي ، وحسب القانون الدولي العام ، يمثل احتلالا واستعمارا لأرض ليست موريتانية ، سيطرت عليها سيطرة صعاليك الصحراء ، على الطريدة والفريسة ، بل ان موريتانية ذهبت بعيدا حتى على القانون الدولي ، وناقضت المشروعية الدولية التي تنص على الاستفتاء وتقرير المصير ، وليس فيها ولو بالمُبطّن ما يشير الى الدولة الصحراوية التي اعترفت بها .. بل وتأكيد الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني مرتين خلال السنة الفارطة ، بانّ اعتراف موريتانية بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، هو اعتراف استراتيجي بالأساس ، والرئيس الموريتاني هنا ، يقصد الحدود بين المغرب وبين موريتانية ، التي يجب ان تصبح حدودا بين حدود الدولة الصحراوية وحدود المغرب ، فما اعتبره الرئيس الموريتاني بالاستراتيجي ، هو تغيير حدود الجغرافية بالمنطقة ..
لكن . لماذا لم يكن رد فعل النظام المزاجي البوليسي ، بنفس الحدة مع تونس ، ومع لبنان الذي استضاف ندوة عن الصحراء ، ومع دول الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وكندا ، وروسيا الاتحادية ، والصين الشعبية ... الخ .. ما دام ان موقف هؤلاء كان اقل حدة ، من موقف كل المتعاونين والمتعاملين مع الدولة الصحراوية ؟ ..
وهنا نطرح السؤال . هل فعلا ان النظام المزاجي البوليسي المخزني ، يكون فعلا ، قد اعتبر الموقف من أطروحة مغربية الصحراء ، هو المنفذ الوحيد للدخول الى المغرب ، طبعا الاستثمارات والشركات ... الخ ..
والسؤال سيصبح . هل نجح النظام المزاجي البوليسي المخزني ، في فرض مغربية الصحراء ، على دول الاتحاد والاوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وكندا وروسيا الاتحادية ، والصين الشعبية ... الخ ؟
عندما نرى بأم اعيننا تمسك الاتحاد الأوربي ، وامريكا .. بالمرجعية الدولية ، أي المشروعية الدولية في فض نزاع الصحراء الغربية ، أي حل الاستفتاء وتقرير المصير . ومع ذلك لم يؤدّب النظام المزاجي البوليسي هذه الدولة ، التي ترفض مغربية الصحراء، بل رفضت خيار الحكم الذاتي ، كما رفضت ، بل تجاهلت اعتراف النظام المزاجي البوليسي بالدولة الصحراوية ، وامام العالم في يناير 2017 ، وشرْعنت هذا الاعتراف عندما اصدر الملك ظهيرا أشّر بهذا الاعتراف الذي نشره في الجريدة الرسمية للدولة المزاجية البوليسية عدد 6539 / يناير 2017 ، وتشدد فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير .. ونتائجهما معروفة حتى قبل تنظيم حل الاستفتاء ..
فهل يستطيع النظام المزاجي البوليسي ، معاداة كل العالم ، اذا لم يتبنى أطروحة مغربية الصحراء كما يراها النظام ، لا كما يراها العالم .. فحتى إسبانية الدولة شدّدت على حل تقرير المصير ، ولم تعترف بمغربية الصحراء ، وهنا فحتى Pedro Sanchez تخلى عن مساندته لحل الحكم الذاتي ، ما دام ان الموقف من نزاع الصحراء الغربية ، سيكون قرار الاتحاد الأوربي اجمعين ، لا مجرد قرار لدولة من دوله .. فقرار الاتحاد الأوربي ، له حق الاسبقية والاولوية في التنزيل عن قرار دولة من دوله ، حتى وان كانت تتصرف باسم السيادة .. فالدولة الاسبانية ، أي القصر ، والجيش ، والمخابرات ، والمحكمة الدستورية والجنائية الاسبانية ، إضافة الى التقاليد والكنسية الكاثوليكية ، أي اسبانية الظل ، وهي التي تحكم ، لا يعترفون بأطروحة مغربية الصحراء ، ويرفضون حل الحكم الذاتي ، بل تجاهلوا حتى اعتراف النظام المزاجي البوليسي ، بالجمهورية العربية الصحراوية .. وعندما يكون Sanchez يتصرف خارج الحكومة ، وخارج مجلس الوزراء ، ويُعوّل على شخص الملك الذي يعطيه الدستور ، سلطات خطيرة في الدبلوماسية ، وفي السياسية الخارجية ، وفي الاتحاد الاسباني ، وموقف الملك يمرر ضمن المؤسسات العميقة التي تحكم الدولة الاسبانية ، يكون ما قام به Sanchez ، خاوي الوفاض ، ويكون ملهاة ومضيعة للوقت ، سرعان ما تجلى كل شيء ، عندما تدعو الدولة الاسبانية الى المشروعية الدولية ، التي هي الاستفتاء وتقرير المصير ..
فالإسبان والفرنسيين يعرفون تاريخ الصحراء من السؤال الطازج " هل الصحراء مغربية " ، لكن يغمضون الاعين ، عندما يكون اصل النزاع ثقافتين متناقضتين ، الثقافة المسيحية الكاثوليكية بالأساس والبروتستانتية ، وثقافة الجار الجنوبي المتعارضة مع الثقافة السالفة الذكر .. أي " من يعترف بمغربية الصحراء " ..
ان الإيجابية عن هذا التساؤل ، مردها خروج النظام المزاجي البوليسي عن التاريخ ، بل ان النظام البوليسي المخزني ، هو من طعن في الحقوق التاريخية والجغرافية للصحراء ، عندما قسمها قسمة الوزيعة والغنيمة مع موريتانية ، ومع اسبانية التي اخذت حقوقها في ثروات المنطقة .. فالسؤال هنا . لو كان النظام ينظر الى الصحراء التاريخ ، والصحراء الجغرافية ، وتشغله الموارد الطبيعية ، في حين اهمل الكائن البشري الصحراوي .. ، هل كان له ان يقتسمها مع موريتانية ، التي سيطرت على وادي الذهب ، مقابل سيطرة النظام المزاجي البوليسي على الساقية الحمراء ..
ولو كان النظام المزاجي البوليسي يؤمن بمغربية الصحراء ، هل كان له يدخل الى وادي الذهب عند خروج الموريتان منه في سنة 1979 ، مع بقاء الگويرة تحت ظل الاحتلال الموريتاني ، رغم انها جزء من إقليم وادي الذهب . بل تقديم النظام الموريتاني نقدا ذاتيا ، اعتبر فيه التواجد الموريتاني بالصحراء ، مخالفا للقانون الدولي ، ومخالفا للمشروعية الدولية . وهنا يكون النظام الموريتاني بهذا الوصف ، قد طعن في تواجد النظام المزاجي البوليسي بالساقية الحمراء ، وطعن بدخول جيش النظام الى وادي الذهب بالقوة .. بل ان الطعن وجهه النظام الموريتاني للنظام المزاجي البوليسي ، عندما اعترف ومن جانب واحد ، بالدولة الصحراوية ، واعتبار هذا الاعتراف بالاستراتيجي ، لأنه سيغير حدود موريتانية ، لتصبح حدود موريتانية ، وحدود الدولة الصحراوية . ويكون النظام الموريتاني ، قد ابعد شبح الخطر الامبراطوري ، الذي سيصبح بين الحدود الترابية للمغرب ، والحدود الترابية للدولة الصحراوية .. بل ان احتفاظ موريتانية بالگويرة ، كان ضربة لتواجد جيش النظام المزاجي بالصحراء . لان ما حصل لا أساس له من ناحية القانون الدولي العام ، ولا من ناحية المشروعية الدولية التي تنطق بها قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي اجابت في الحين عن دخول جيش النظام المزاجي لوادي الذهب ، عندما اعتبرت في قرارها 34/37 الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، بمثابة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي .. وطبعا ستتم تزكية هذه الحقيقة عند ابرام النظام المزاجي البوليسي اتفاق 1991 ، مع الجبهة لا مع شبح من الاشباح ، والتنصيص على المادة 690 المهتمة بتنزيل نتائج اتفاق 1991 ..
اذن . ولنساير حماقة ومزاجية النظام المزاجي البوليسي ، الذي جعل الاعتراف بالصحراء ، هو جواز المرور والدخول الى المغرب ..
عن أي ارض يشير النظام ، لتوضيح المخاطبين ، وهو يقصد الاوربيين .. هل الأراضي التي يسيطر عليها ، وهي الساقية الحمراء ؟ . هل المقصود بإشارة النظام ، الأراضي التي كانت موريتانية تحتلها ، وأصبحت بين عشية وضحاها خاضعة للنظام المزاجي .. وما الموقف من الگويرة التي تعود الى أراضي 1975 " اتفاقية مدريد " ، وبقيت بيد الاحتلال الموريتاني حتى بعد سنة 1979 ، عندما لم تنتقل مع أراضي 1975 ، واراضي 1979 ، الى وادي الذهب ؟
وماذا عن ثلث الأراضي الخارجة عن سيطرة أي كان ، وتسمى في القانون الدولي ب " الأراضي العازلة " ؟ .. فالوضع القانوني للصحراء اليوم هو مرتبك ، وان السبب في الوصول الى هذه المحطة الخطيرة ، النظام المزاجي نفسه ، عندما دخل الى الساقية الحمراء ، وترك وادي الذهب لموريتانية ، ودخوله وادي الذهب عند خروج موريتانية منه في سنة 1979 ، مع احتفاظها بالگويرة المحتلة ، باعتراف النظام الموريتاني نفسه ، بوضعه الغير قانوني ، عندما قبل توزيع وتقسيم أراضي الصحراء الغربية ، بمقتضى " اتفاقية مدريد " في سنة 1975 .
فالنظام المزاجي البوليسي ، الذي تصرف بالمزاج ، لعلاج إشكالية يرتبط بها نظامه ، لأنها تهدده بالسقوط عند ضياعها .. هو سبب الوعرة القانونية للصحراء ، وهو السبب الرئيسي الذي جعل دول العالم ، وبما فيهم مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي .. الخ ، يرفضون أطروحة مغربية الصحراء ، ويتشددون على تنزيل المشروعية الدولية ، التي تبقى الاستفتاء وتقرير المصير ..
فلو كانت الانطلاقة سليمة ، طبعا ستكون النتيجة اسلم ، وبما ان البداية معطوبة " تقسيم الصحراء " كغنيمة وطريدة " ، طبعا فالحل ، هو الحل الاممي التي تؤكد عليه المشروعية الدولية لا غير ..
اذن . لماذا يغضب النظام المزاجي البوليسي ، عند عرض خريطة المغرب مبتورة منها الصحراء ؟ .
ان عرض خريطة المغرب من دون الصحراء ، لانه كما حلّلت . هل المقصود بالصحراء أراضي اتفاقية مدريد ، الساقية الحمراء ( المغرب ) ، ووادي الذهب ( موريتانية ) ، ام أراضي 1979 بعد خروج الجيش الموريتاني منها ، ام ان المقصود الگويرة التي لا تزال تحت الاحتلال الموريتاني ، ام ان المقصود ثلث الأراضي المسماة بالأراضي العازلة ، الخارجة عن سيطرة اطراف النزاع .. والتي من المفروض ان تكون خاضعة للأمم المتحدة ، التي اهملتها عن قصد في انتظار الترتيبات الأخيرة التي سيخرج بها مجلس الامن ..
إذن . هل عند عرض خريطة المغرب من دون الصحراء ، هو عمل اعتداء على حقوق النظام المزاجي البوليسي ، وهل هو بالفعل اعتداء يبقى غير مقبول في القانون الدولي .. وهو تحيّز لأطراف النزاع الأخرى ، التي تتحرك في ثلث الأراضي العازلة ..
مؤخرا خرج علينا رئيس الحكومة الإسرائيلية Ben Jaman Netanyahou ، وهو يشرح خريطة الوطن العربي ، وعندما وصل الى خريطة المغرب ، كانت من دون الصحراء ..
وهو نفس الشيء قام به وزير الخارجية الامريكية Antony Blenken ، حيث كانت خريطة المغرب تعرض من دون الصحراء .. وهو نفس الشيء تقوم به قنوات فضائية عربية كالجزيرة ، وتقوم به دول كالسعودية وقطر ، وتونس ، والجزائر ، وليبيا ، وسورية ، والسلطة الفلسطينية .. الخ .. فهل ما تقوم به هذه الدول ، خاصة إسرائيل الدولة الديمقراطية ، الولايات المتحدة الامريكية ، دول الاتحاد الأوربي من دون استثناء ، روسيا الاتحادية ، كندا ، سويسرا ، مجلس الامن ، الجمعية العامة للأمم المتحدة ، المنظمات التابعة للأمم المتحدة ، كمنظمة الصحة العالمية مثلا .. هو حقا اعتداء مقصود على حقوق المغرب التاريخية ، التي اساء اليها النظام المزاجي البوليسي اكثر من غيره ..
فهل عرض خريطة المغرب من دون الصحراء ، خدمة لأعداء الصحراء المغربية ، التي لا ينبغي السكوت عنها بالنسبة للبعض ، وينبغي السكوت عنها بالنسبة لبعض آخر .. كتونس ولبنان مثلا .. والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي كمثل اخر .. ؟
ما يجب الاشارة له بالنسبة ( لجهابذة ) النظام المزاجي البوليسي ، بل ولكل النظام المزاجي ، انّ ربط او عدم ربط الصحراء بخريطة المغرب ، لا يشكل عداء من أي كان .. لان السؤال . هل هناك دولة من هذه الدول ، مثلا إسرائيل ، او الولايات المتحدة الامريكية ، او الاتحاد الأوربي .. الخ ، تعترف بمغربية الصحراء ؟
وهل قضية الصحراء التي هي قضية مجلس الامن ، وقضية الأمم المتحدة ، وحتى قضية الاتحاد الأوربي ، سبق لاحد من هؤلاء ان اعترف بمغربيتها ؟ ..
وهل الاعتراف بالدول ، وبأراضيها المتنازع عليها ، يكفي فيه ان يقول وزير ما ، انه يؤمن بمغربية الصحراء ، حتى تصبح دولة الوزير المسؤول تعترف بمغربية الصحراء ؟ . وان ما يسمى باعتراف Pedro Sanchez ، من دون الحكومة ، رغم انه اعتراف لهو وتسلية ، مات موتته الطبيعية ، خاصة عندما أعلنت الدولة الاسبانية ، الأجهزة العميقة ، تشبتها بالمشروعية الدولية .. وعند الحديث عن المشروعية الدولية ، فالحديث يكون حديث حياد يأخذ نفس المسافة من اطراف النزاع الرئيسيين ، لان القضية هي مِلك لمجلس الامن ، وللأمم المتحدة ، وان أي حل يطرح خارج المشروعية الدولية ، هو حل غير مقبول ، بل يعتبر تدخلا سافرا في اختصاصات مجلس الامن ، وفي اختصاصات الجمعية العامة للأمم المتحدة .
لذا فان تداول رئيس الحكومة الإسرائيلية Ben Jamin Netanyahou ، ووزير الخارجية الامريكية Antony Bleiken ، وتصرف الاتحاد الأوربي ... الخ ، هو تصرف عادي يتماشى مع الوضع القانوني لنزاع الصحراء الغربية .. لأنه ما دام ان الاستفتاء الذي تنص عليه المشروعية الدولية ، لم ينظم ، فان نتيجة الاستفتاء وحده المؤهل حسب نتائجه ، بإضفاء او بتحديد جنسية الصحراء الغربية .. فالمعمول به في انتظار ان ينظم الاستفتاء ، فان الخريطة المعتمدة ، هي الخريطة العالمية ، خريطة الأمم المتحدة ، المعلقة بباب الجمعية العامة ، وبباب الهيئات ، كمقر المخابرات الامريكية .. ومن ثم فان التصرف هذا لا يشد عن القاعدة العامة المعمول بها ، التي هي الخريطة العالمية ، او خريطة الأمم المتحدة ..
فلو كانت الأمم المتحدة مثلا تعترف بمغربية الصحراء ، أي تعترف فقط بثلثي الأراضي عام 1975 ، وبأراضي 1979 التي جرجت منها موريتانية ، لاعتبر المحللون ، ان في الاجراء هذا الذي عرض خريطة المغرب من دون الصحراء ، فيه إساءة الى المغرب .. لكن ان تكون خريطة العالم المعلقة بباب الجمعية العامة ، أي الخريطة العالمية ، فان هذا الاجراء يعتبر سليما ، لأنه يتماشى مع القانون الدولي ، ومع المشروعية الدولية ، وانْ لا أحد من حقه ان يمنع أحد آخر من التمسك بإقرارات الأمم المتحدة .
ان إسرائيل الدولة ، لا تعترف بمغربية الصحراء ، والولايات المتحدة الامريكية ، والاتحاد الأوربي لا يعترفون بمغربية الصحراء ، ويكون من ثم نشرهم لخريطة المغرب من دون الصحراء ، عملا مشروعا ، يأخذ نفس المسافة من اطراف النزاع ..
ان اعتماد خريطة الأمم المتحدة ، التي تفصل الصحراء عن المغرب ، هو اعتماد صحيح ، ما دام ان الأمم المتحدة التي تمسك الملف بين ايديها ، لم تتوصل الى تحديد الشكل القانوني للصحراء ، وما دام الاستفتاء لم ينظم ، فليس من حق احد ان يعترض على عدم عرض شكل المغرب من دون الصحراء . وعند تنظيم الاستفتاء الذي وحده من سيحدد جنسية الصحراء ، فان رسم او عرض خريطة المغرب من دون الصحراء ، يعتبر عملا عدوانيا ضد المغرب ، الذي نتيجة الاستفتاء كانت مع مغربية الصحراء ..
نهاية نزاع الصحراء سيكون على طريقة تيمور الشرقية Le Timor Oriental ..
وسيكون للرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وللدولة الاسبانية ، كلمة الفصل عند تحديد وسائل الاستفتاء ، وتقبّل نتائجه ..
وبما ان كل معطيات الساحة تفيد بتحول جغرافي ، وان الحلقة الأضعف نظام محمد السادس ، فان شخص محمد السادس ، سيكون موضوع تغيير جذري ، ينهي مع نظام الطقوس ، ويسلم الباقي من التراب الوطني ، لشخص اخر من نفس العائلة ، تكون ثقافته غربية ، ويكون من انصار حقوق الانسان ..
ان الغرب ، فرنسا واسبانية والولايات المتحدة الامريكية .. الذين يؤيدون ويدعون لحل المشروعية الدولية .. وهم يعرفون نتائج هذا التحول على شخص محمد السادس ، وعلى نظامه ، لم يعد يعيرونه ادنى أهمية او قابلية ، وان ذهابه احسن من بقاءه ، الذي تسبب في عزلة للنظام ، لم يسبق اي عزلة مماثلة ان تعرض لها ملك ..
لقد حملوا الملك السبب .. لكن المسؤول عن هذا الوضع المريض الغير صحي ، يبقى بوليس " البنية السرية " التي يجب ان تعطي الحساب عن جرائمها الموصوفة والمتعددة ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم
- الشعب الصحراوي ونزاع الصحراء الغربية
- الأمم المتحدة وحقوق الانسان
- المغرب الى أين ؟ المحددات المرحلية ، والاحتمالات المقبلة
- مفهوم الأرض في الفكر السياسي اليهودي الصهيوني
- ( طوفان الأقصى ) وإسرائيل
- تحليل أسباب ظهور التطرف الديني
- هل تنجح الجزائر في بناء نظام إقليمي مؤسساتي
- نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل لم يصفع محمد السادس ، وإسرائيل ال ...
- القضاء الإيطالي يرفض تسليم ادريس فرحان المطلوب من البوليس ال ...
- حان موعد الرحيل . المنفى ينادينا
- هل دعا حاكم المغرب الفعلي من الشرق ، الجزائر الى التعقل وفتح ...
- النظام الطائفي والطائفية في لبنان
- نداء حركة - صحراويون من اجل السلام -
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابع ...
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية -- الحلقة الثال ...
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية --- تابع ---
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية
- الإطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية
- أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية في الدولة الاسلامية


المزيد.....




- نائب أمين عام حزب الله اللبناني: تهديدات إسرائيل فارغة ولن ت ...
- الرئيس البوليفي يُشدّد على التمسك بالديمقراطية بعد محاولة ان ...
- إيران.. انتخابات رئاسية بدون مرشح يثير حماسة الناخبين
- تقرير: ترجيح أمريكي باقتراب نشوب الحرب بين إسرائيل وحزب الله ...
- -حزب الليكود-: التحريض ضد نتنياهو تجاوز خطا أحمر جديدا
- حميميم: طائرة روسية تتفادى الاصطدام بمسيّرة -للتحالف الدولي- ...
- تأهب جزائري.. تحد لإسرائيل بدعم فلسطين
- خاميار: توقعوا مفاجئات في إيران!
- -بوليتيكو-: مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل و-حزب الله- قد ت ...
- حزب الله أم إسرائيل.. من يحضر المفاجآت


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - من يعترف بمغربية الصحراء ؟