أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لماذا لاتعلن القوى الايديلوجية هزيمتها؟















المزيد.....

لماذا لاتعلن القوى الايديلوجية هزيمتها؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8015 - 2024 / 6 / 21 - 14:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من بين مظاهر الانحدار الشامل المخيم على المنطقة الشرق متوسطية العربية، يحتل الاحجام الايديلوجي دون الاعتراف بالهزيمة الكلية، واعلان عدم الجدوى والتوهمية، مكانة خاصة بين اجمالي علائم التردي الحال على هذا الجزء من المعمورة، والاخطر الدال على مايتعدى مجرد الغفلة او السهو غير المقصود، فثمة اصرار ايمانوي يقول بالصوابيه المطلقة بغض النظر عن عدم التحقق او اللافعالية، مصدره نوع من علاقة توهمية بالمستقبل اعتمادا على مشروع غيرها، لامجال لهزها او القول بلا صوابيتها الاصل، وبعدما كانت القوى المذكورة متلبسه لمشاريع تاريخيه، صارت بالاحرى قوة تاكيد بلا اي دليل، على الانهيار والانحطاطية الذاتية المتناميه بوضوح منذ اكثر من نصف قرن، لم تعرف المنطقة ابانها الا الانحدار والمزيد من الضياع واللااجدوى.
ولاشك اننا نتحدث بالاحرى عن قرنين من الزمن الاتباعي الملتحق بالغرب ونهضته الالية، هي مايعرف ب "النهضة الحديثة"، والتي هي بالاحرى نهضة الضفة الاخرى من المتوسط، مع الافغاني ومحمد عبده ومن جاء باثرهم من تيارات انتهت الى الحزبية الايديلوجيه: ليبرالية، وقوموية، واشتراكية، لم يعرف ابانها اي منجز خاص، او اية اضافة في اي من المجالات الرئيسية غير التماهي والنقل الاتباعي المنصب تحديدا، على تعظيم الدور الاوربي ومنجزه الالي المصنعي، قبل العولمه الامريكية والانتقال الى التكنولوجيا الانتاجية وكيانيه الفكرة، في الموضع المفقس خارج رحم التاريخ، من دون تاريخانيه مجتمعية، وقد تلقف زعامة الطور الالي من التاريخ الاوربي الحديث، لياخذه نحو مسارات لاعلاقة لها بالكيانيه الاوربية والدولة الامه الافتتاحية، او "الاشتراكوية" الذهنوية الروسية، حيث تنطوي تاسيسات مفاهيم "القومية"، و"الليبرالية"، و "الاشتراكية" المنتهية الصلاحية منذ القرن الماضي، قرن الامبراطورية الامريكيه، بما يعني مرور التحول الالي مجتمعيا بطورين وتحورين مختلفين، اول هو المصنعي الاوربي، والثاني التكنتروني فوق المجتمعي العولمي، الذاهب الى مابعد مجتمعية.
وفي حين يدخل العالم مرحلة التازمية مابعد الكيانوية ( الوطن/ قومية) مع العولمه التي تسقط الكيانوية وسيادة الدول واستمرارها، وتخرج من التداول والممكن الاصطراعية الطبقية وقد تعدت المجتمعية الالية، مفعول البيئية النمطي كما كانت ارسيت ابان الزمن اليدوي، في وقت يصر الايديلوجيون على تكريس والاصرار على التمسك بما تجاوزه الزمن، لتقع هذه الظاهرة بموقع "الرجعية"، والتخلف عن السياقات التحولية والمتغيرات الاساسية الكبرى الحالة على العالم، عدا عن مفارقتها الكبرى لمقتضيات واقعها في الاصل، واستمرارا لما بعد "الربيع العربي" 2011و" التشرينيه" العراقية 2019 الظواهرالكبرى الفاصلة الصادحة باسم" النطقية" الغائبة، وضرورتها غير القابلة للتاجيل، والتي عالجها الايديلوجيون، ان لم يكونو حاربوها عمليا، باعادة تكرار المعزوفة الممله الجاهزه، مكرسين بقصدية ووعي موقفا دالا على العداء للمستقبل.
مايزال هؤلاء يعتقدون بما قاله عفلق بان النبي العربي محمد هو غاريبالدي الاوربي، وليس قائد ثورة كونيه ابراهيميه لاارضوية لايمكن تشبيهها باي حدث في التاريخ الارضوي، يصدر عن موضع صحراوي معزول ومختنق تحت وطاة الاحتلالات، ليذهب بمئتي الف محارب حاف الى الصين وغرب اوربا، ويظل حيا فاعلا الى الساعة، او يعتقدون بالبروليتاريا وثورتها في بلد مصطنع غير منصهر مجتمعيا، ناهيك عن الانصهار الطبقي، كما الحال في لبنان او سوريا التي لم تعرف الدولة في تاريخها، او ان يدعي هؤلاء مايدعونه وهم في ركاب الاحتلال والغزو الامريكي، جاءوا خلف دباباته، ويعيشون تحت رعايته، ماعاد من مبرر ولا امكانيه لوجودهم، بالاخص العلني الحالي، سوى كدكانه تأتمر باوامر حاميها، مدمر العراق، ومن القى على اطفاله عشرات الاف الصواريخ واليورانيوم المنضب، السفارة الامريكية، بينما الرسائل والمقالات تصلهم من كوادرهم(1) بالعشرات، مطالبة بالتغيير الجذري كحد ادنى، عدا القول بعدم الحاجة لهم كحزب شيوعي، وقد سقط اي مبرر او ضروره لهم، كما هو الحال في العراق.
لن تكون لدى هذا النفر الحمية الضرورية التي تدفعه لعقد مؤتمر لهم مجتمعين او متفرقين يعلن حلهم لكياناتهم، مع مايلزم من اعتذارية تاريخيه عن العقود التي امضوها في تزوير الارادة الذاتيه، وتشويهها، مع ضرورة طرح شعار" لزوم الوعي المتاخر للذاتيه" وابقاء المؤتمر المذكور مفتوحا لاستقبال الاراء والتصورات والمقترحات المستجده من خارجهم، وتلك هي الطريقة الوحيده، او المسلك الذي يمكن ان يخفف من وطاة حكم التاريخ على جماعة وفرت لها الظروف ممكنات الادعاء التزويري للحقيقة لما يقرب من قرنين، ولما يتطابق مع الاشتراطات التاريخيه لمكان كوني تاريخي، هو موضع البدئية الحضارية المعروفة ومحورها، واحد اهم مراكز فعلها الدينامي وتحولاته.
ماهو المحور او المسالة الرئيسية والجوهر المستقطب، والذي يجب ان يستجلب التركيز من قبل العقل البشري خارج المحفوظات والجاهز المستهلك الخارج عن نطاق الضرورة والمقبول، وبالذات منه الايديلوجي المنقضي الصلاحية، بينما العالم يذهب الى مايتعدى الوعي المجتمعي الراهن، نحو مابعد كيانيه، افتتحت العولمه الامريكيه بابها من دون تصور مواكب، ومع العجز عن ادراك منتهياتها، واذ تم اليوم بالعولمه التاسيس لانهاء الكيانوية الوطنيه القومية والدولة /الامه بكسر تفردها وخصوصيتها السيادية، وفتح الباب امام مابعد كيانوية دونها الفوضى ومخاطر الفناء، تعجز الولايات المتحدة الامريكية كامبراطورية ايلة للزوال، بحسب الرؤى والنظرات المتعددة المتاخرة بخصوصها، عن العبور هي بذاتها وتكوينها، بالمجتمعات البشرية الى صيغة قابلة للعيش "مابعد كيانوية"، التحدي الاكبر الناهض بوجه العقل البشري، والذي لن تعفى منه، ولن تتاخر عن طرق ابوابه، الارض التي عرفت وبلورت البدئية التاريخيه الاولى، الانتاجوية اليدوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في مقاله منشورة في موقع "الحوار المتمدن" بتاريخ 24/ 3/ 2024، بجمل صباح كنجي 22 نصا هي رسائل موجهه من كوادر حزبيه، ومنتمين سابقين، واصدقاء للحزب الشيوعي العراقي، تطالب بحزب اخر، احداها لحسين كركوشي عنوانها" هل ثمت ضرورة للحزب الشيوعي العراقي"، واخرى بذات العنوان تقريبا تتساءل"هل هناك ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق" لصباح كنجي نفسه، بينما تصمت قيادة الحزب تماما، ولاترد على احد، دلالة على عمق ماتعانيه من مازق مقفل بلا افق.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/*2
- برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/1
- اللاعراق واللاعالم/ ملحق 2
- اللاعراق واللاعالم / ملحق1
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-اولاعراق/6
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/5
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/4
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/3
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/2
- تولد-الحركة الوطنية العراقية-اولاعراق؟/1
- امة اللاامة، اللادولة، اللانخبه/5
- ماركس والعودة على بدء؟
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبة/4
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/3
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/2
- امة اللاامة اللادولة واللانخبه/1
- اسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/ 3
- إسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/2
- إسقاط الارضوية تجنباً للفنائية؟/1
- نهاية الارضوية بصيغتها التوهمية الاوربية


المزيد.....




- نائب أمين عام حزب الله اللبناني: تهديدات إسرائيل فارغة ولن ت ...
- الرئيس البوليفي يُشدّد على التمسك بالديمقراطية بعد محاولة ان ...
- إيران.. انتخابات رئاسية بدون مرشح يثير حماسة الناخبين
- تقرير: ترجيح أمريكي باقتراب نشوب الحرب بين إسرائيل وحزب الله ...
- -حزب الليكود-: التحريض ضد نتنياهو تجاوز خطا أحمر جديدا
- حميميم: طائرة روسية تتفادى الاصطدام بمسيّرة -للتحالف الدولي- ...
- تأهب جزائري.. تحد لإسرائيل بدعم فلسطين
- خاميار: توقعوا مفاجئات في إيران!
- -بوليتيكو-: مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل و-حزب الله- قد ت ...
- حزب الله أم إسرائيل.. من يحضر المفاجآت


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لماذا لاتعلن القوى الايديلوجية هزيمتها؟