أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الحرب الحالية استكمال لحربي 48 و67















المزيد.....

الحرب الحالية استكمال لحربي 48 و67


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8014 - 2024 / 6 / 20 - 15:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما صدر قرار التقسيم 181 عام ١٩٤٧ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ينص على قيام دولة لليهود ودولة عربية كانت المشكلة كيف يمكن تنفيذ القرار فيما يتعلق بدولة اليهود وغالبية سكان فلسطين من الفلسطينيين؟ فكانت المؤامرة والتنسيق بين بريطانيا ودول جامعة الدول العربية آنذاك (المملكة المصرية، المملكة السعودية، مملكة اليمن، مملكة العراق، إمارة شرق الأردن، لبنان، وسوريا) بافتعال حرب تؤدي لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتطهير دولة اليهود من غالبية الفلسطينيين، وبالفعل تم تشكيل جيش عربي تحت قيادة جلوب باشا وهو ضابط كبير في الجيش البريطاني، وللتذكير فبريطانيا هي التي أصدرت وعد بلفور وثبتته في صك الانتداب على فلسطين وساعدت اليهود خلال استعمارها لفلسطين على الهجرة والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين كما ساعدتهم عسكرياـ ليقود الحرب تحت عنوان رفض قرار التقسيم، وكان عدد الجنود من كل الجيوش العربية حوالي ٢٢ ألف بأسلحة متواضعة وبعضها فاسد كما كان الأمر مع الجيش المصري وهو أكبر الجيوش المشاركة وعدد مقاتليه 10000جندي، أما عدد المقاتلين اليهود من العصابات اليهودية المتواجدة – الهاجاناة واشتيرن وأتسل- يفوق ذلك بأضعاف ووصل في ذروة الحرب إلى مائة ألف مزودين بأسلحة حديثة وما تركه الجيش البريطاني من أسلحة وثكنات عسكرية وطرق إمداد، كما وظف اليهود قضية الهلوكوست والمظلومية اليهودية لتمرير المؤامرة عالميا، ونجح المخطط (النكبة) وتم التطهير العرقي بتهجير حوالي ٨٠% من الفلسطينيين وتدمير حوالي 500 قرية ، وبدلا من أن تقوم دولة اليهود على نصف مساحة فلسطين كما نص قرار التقسيم قامت على مساحة ٧٨% من فلسطين، وكثير من أسرار المؤامرة ذكرها جمال عبد الناصر في مذكراته عن الحرب أيضا القائد الأردني عبدالله التل الذي شارك في الحرب.
في حرب حزيران ٦٧ (النكسة) وهي حرب عربية إسرائيلية لا دور للفلسطينيين فيها استكملت إسرائيل احتلال بقية فلسطين، الضفة بما فيها القدس الشرقية وغزة بالإضافة الى أراضي عربية أخرى.
بالرغم من النكبة والنكسة نهضت الوطنية الفلسطينية مجدداً وانطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة واعترفت غالبية دول العالم بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحقه في دولة مستقلة وبمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً له مما قطع الطريق على من يريد استكمال مخطط التآمر وتصفية القضية الوطنية، كما فشل العدو في كسر شوكة الشعب الفلسطيني واستمر صموده أرضه واستمرت المقاومة بكل أشكالها في فلسطين وخارجها وكانت الرواية الفلسطينية تكسب مزيداً من الأنصار والفلسطينيون يتزايدون في فلسطين بالإضافة إلى وجود سلطة فلسطينية تشكل نواة دولة يتزايد اعتراف العالم بها كل يوم.
بعد عقود من الاحتلال أصبح عدد الفلسطينيين في فلسطين يوازي أو يزيد عن عدد اليهود مما هدد فكرة و مشروع يهودية الدولة الذي يسعى لأقامه دولة يهودية خالصة، والذي تتبناه الحكومة اليمينية الحالية بزعامة نتنياهو وبنغفير وسموترتش فكان لا بد من عملية تطهير عرقي جديدة، وبالتالي الى حرب، وكانت البداية محاولة افتعال فتنة وحرب داخليةـ فكان الانقسام أو النكبة الفلسطينية الثانية في يونيو 2007 وإضعاف منظمة التحرير واضعاف السلطة الفلسطينية والمساعدة على ظهور سلطة منافسة وموازية في قطاع غزة تقودها حركة حماس.
حرب الإبادة والتطهير العرقي لاستكمال المشروع الصهيوني على كامل فلسطين كان يحتاج لأدوات عربية واقليمية وفلسطينية وبيئة دولية مواتية لتنفيذ هذا المخطط أو السكوت عنه، فكان تعزيز دولة الاحتلال علاقاتها مع واشنطن والغرب، وتوظيف الفضاء السيبراني لنشر الرواية اليهودية عن المظلومية والهلوكوست، كما تمكن العدو بمساعدة واشنطن في التطبيع مع دول عربية وإسلامية لفك الارتباط بين فلسطين ومحيطها العربي والإسلامي.
كانت خطة الحسم التي وضعها الوزير المتطرف سموترتش عام ٢٠١٧ للضفة لتوسيع الاستيطان والتهويد النهائي للقدس والمسجد الأقصى وانهاء وجود سلطة وطنية يمكنها أن تكون قاعدة ومنطلقاً للدولة الفلسطينية وتغيير التركيبة السكانية والعمرانية والثقافية، وفي نفس الوقت التهيئة لافتعال حرب كبيرة في قطاع غزة يؤدي لتهجير أكبر عدد من السكان بالإضافة إلى محاولة تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) كعنوان لقضية للاجئين..
وعندما جاءت لحظة الحسم اليهودية الصهيونية استغلت إسرائيل ما جرى في غلاف غزة وضخمته إعلامياً لتبدو وكان اليهود يتعرضون لخطر وجودي كما جرى في هولوكست الحرب العالمية الثانية وهوَّلت وضخمت من الخطر الايراني والقدرات العسكرية لحماس. قد يقول قائل إن عملية طوفان الأقصى تندرج في سياق مقاومة مشروعة ضد الاحتلال الذي يرفض السلام ويرفض الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في دولة مستقلة الخ ولكن الأمور فلتت من يد المقاومين الذين اقتحموا غلاف غزة، وهذا ما قاله أكثر من قائد حمساوي، وحتى لو صدق هذا القول كان على حركة حماس سرعة تدارك الأمر وعدم منح العدو فرصة لتنفيذ مخططه إلا أنها استمرت في بإطلاق صواريخ عبثية وعظمت من قدراتها العسكرية ورفعت من سقف مطالبها وتساوقت مع تهريجات قناة الجزيرة وجيش مرتزقتها من المحللين الأمنيين والسياسيين.
نكبة الفلسطينيين الأولى وملامح النكبة الجديدة ليست فقط بسبب اليهود أقذر وأحقر شعوب الأرض والمدعومين من واشنطن الأكثر عدوانية ومعاداة للشعب الفلسطيني، بل أيضا بسبب الجهل والخيانة سواء كانت متخفية تحت عباءة العروبة والبعد القومي أو تحت عباءة الإسلام والبعد الإسلامي لفلسطين والقدس وبسبب انقسام فلسطيني سمح للعدو باختراق الجبهة الداخلية وغيَّب وحدة الشعب والقيادة واستراتيجية مقاومة شاملة.
إن كان مخطط التطهير العرقي نجح بسهولة في النكبة الأولى إلا أن الظروف مختلفة الآن. مواصلة حرب الإبادة والتطهير العرقي وامتداد أمد الحرب لثمانية أشهر وحديث قادة العدو أنها ستستمر لأشهر وربما سنوات قادمة لا يعود لقوة المقاومة وعجز جيش الاحتلال عن تحقيق أهدافه المعلنة غير الحقيقية – تحرير معتقليه والقضاء على حماس- بل لاستكمال مخطط الإبادة وتحويل القطاع لأرض محروقة لتصبح الأوضاع في قطاع غزة أيضا الضفة غير قابلة للحياة حتى بعد وقف الحرب، في مراهنة منه أن الآلاف من الفلسطينيين سيضطرون للهجرة قسراً تحت وقع القصف أو طواعية بعد تدمير كل شيء وانعدام فرص الحياة، هذه المراهنة تواجهها عراقيل قد تنجح في إجبار العدو على التراجع عن تنفيذ أهدافه في هذه الجولة من الحرب، ومن هذه التحديات:
1- وعي الفلسطينيين وادراكهم لمخططات العدو واصرارهم على البقاء في أرضهم وبيوتهم حتى وهي مدمرة.
2- بالرغم من الانقسام إلا أن هناك رفض من كل الأحزاب لمخطط التهجير.
3- الموقف المصري الرافض حتى الآن لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
4- المظاهرات الطلابية في الغرب وقرارات محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية والتحولات في الرأي العام العالمي المنددة بحرب الإبادة ولمخطط التهجير.
5- الخلافات داخل الطبقة السياسية الإسرائيلية وحتى داخل مجلس الحرب حول اليوم الموالي لوقف الحرب ومستقبل غزة.
ومع ذلك فإن تخوفات ما زالت تنتابنا في ظل ما يجري في الأيام الأخيرة في رفح من استمرار المجازر بالإضافة الى التوتر على محور فيلادلفيا واستنفار الجيش المصري والتحذيرات المتكررة للرئيس عبد الفتاح السيسي من خطورة تهجير الفلسطينيين ومصر أدرى من غيرها بما يخطط له العدو، كما أن نتنياهو مصر على مواصلة الحرب مدعوما بتأييد شعبي تزايد في الفترة الأخيرة وبموقف أمريكي مؤيد بالرغم من كل ما يقال عن خلافات بين الطرفين.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرار مجلس الأمن يضع حركة حماس في مأزق
- الفضائيات العربية وجيش محلليها وخبراؤها
- قناة الجزيرة وجيش محلليها وخبراؤها
- من أين يأتي مؤيدو حركة حماس؟ ولماذا تراجعت حركة فتح؟
- مسيرة الأعلام اليهودية ومستقبل القدس والمسجد الأقصى
- فلسطين ليست السبب الرئيس في (صراع) ايران واسرائيل
- (جماعات الإسلام السياسي) لايمثلون الإسلام الحقيقي
- مبادرة أو خلطة بايدن
- أين أثرياء فلسطين من المجاعة في غزة؟
- تطبيع المغرب وإسرائيل على المحك
- هل بات تهجير الفلسطينيين القسري وشيكا ؟
- لا تحملوا المقاومة وغزة أكثر من طاقتهم
- هل نحتفي بخطاب الملثم أمس؟ أم نبكي على ضحايا مجزرة مواصي رفح ...
- قراءة متأنية لأحداث متسارعة
- كيف نفكر بعقولنا ومصالحنا لا بعقول ومصالح الغير
- فلسطين و (إسرائيل) من الهولوكست اليهودي إلى الهولوكست الفلسط ...
- حرب الإبادة بين المعلن والخفي
- تطبيع الرياض واقتحام رفح ودولة غزة كبديل عن حل الدولتين
- الطبقة السياسية الفلسطينية كعائق أمام استنهاض الحالة الوطنية
- خطرها الاستراتيجي يفوق الخطر الإيراني المزعوم


المزيد.....




- أين بايدن الآن بعد ضجة مناظرة ترامب واعتراف نائبه كامالا هار ...
- طائرة تفشل بالإقلاع وتصطدم بشاحنة على طريق في كاليفورنيا.. ش ...
- -الأرض تتهيأ لأمر عظيم-.. إمام الحرم ياسر الدوسري يثير تفاعل ...
- -نيويورك تايمز-: ممولو الحزب الديمقراطي يريدون استبدال بايدن ...
- -سكاي نيوز-: مقامرة ماكرون الكبرى ستفشل
- بصورة بوتين.. ناشطون يعطلون خطاب زعيم -حزب الإصلاح- البريطان ...
- 8 قتلى وأضرار مادية جراء انزلاقات طينية في قرغيزستان (فيديو) ...
- تقرير: حادث بحري جنوب غربي ميناء المخا اليمني
- وسائل إعلام تكشف هوية الشخص الوحيد القادر على إرغام بايدن عل ...
- الفرنسيون يصوتون في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية ال ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الحرب الحالية استكمال لحربي 48 و67