دينا سليم حنحن
الحوار المتمدن-العدد: 8014 - 2024 / 6 / 20 - 14:25
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة - اسمي غريب.
دينا سليم حنحن - أستراليا
دخل لكي يصبغ شعره لأول مرة، أراد أن يبدو مثل باقي الشبان، تسريحات عصرية دون سوالف أو حواجب مكتظة، أو شاربان يشبهان العقرب، وجد نفسه في صالون النساء، تعرّق ورشح جلده بالماء، ابتهجت دواخله واغتبطت، سوف يخرج من التربية الدينية الصارمة ويدخل عالم التحرر، امرأة تصبغ له شعره؟ يا للحرمان!
بحث في أمور نفسه، خشي أن تفضحه نظراته المختلسة لجسد الكوافيرة، يدير عينيه، ابتسمت له ابتسامة خفيفة، قلبه ينبض، شعور لم يألفه، تسري به لذة ما، تألّق، تضاعفت نشوة اللذة وهو بين يديها، انهارت حالته!!
وتفشّت أوبئة العالم الذكوري، خرجت إلى العلن المستور، لقد استباح الحرمات! قال في سرّه:
- أنستني اسمي الحقيقي عندما سألتني الكوافيره عنه، قلت لها (اسمي غريب)، بدوري وافقتُ على التسمية منذ زمن، فلم الاعتراض! دب سؤالها في قلبي الحياة، ابتسمت لي مجددًا، لمعت عيناي في المرآة، نزلت بي قشعريرة جديدة، تعلّقت روحي المترنحة بين السماء والأرض، أينما استدرت وجدت وجهي، تلألأت ملامحي كلما نبشت الكوافيرة أكثر في قسمات رأسي.
خرجتُ من عندها مترنحا، انتشر ظلي في كل مكان، على جدران المحال التجارية، وفي أركان التسلية والفنون داخل المجمع المكتظ بالناس، كشفت الواجهات وجهي، عرفه الجميع، ضعتُ بين ظلالي.
وعندما عدتُ أدراجي ودخلتُ بيتي، اهتزّ وجهي وأصبح قزما يخشى الدخول.
#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟