أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - دبلوماسية (صرف البركاوي)!














المزيد.....

دبلوماسية (صرف البركاوي)!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 8014 - 2024 / 6 / 20 - 08:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نرثي لحالة مندوب السودان لدي الأمم المتحدة الحارث إدريس، الذي أتت به ثورة ديسمبر (السلمية) ولم تشفع له الجنسية المزدوجة ليتعلم من حكمة دبلوماسيتها، فيكون مترافعا عن بلده باحترام، اذ ان الحق في السلام هو أصل الحقوق على الاطلاق، لدي الاحكام السماوية والارضية، وانه لا توجد أي فرصة لنيل حقوق اخري في ظل الحرب، واستعلاء لغة الكراهية كشعار دبلوماسي.. ففي ظل اجتياح حالة كوكبية من الاحتراب والعنف والتوترات السياسية، تحدث المندوب وهو مشدود الوثاق بوظيفة، شروط الاستمرار فيها الولاء والبراء، تحدث وتلبسته روح الجلافة، والرعونة، التي فارق فيها اعراف الدبلوماسية المعروفة، وهو يعلم يقينا انه لم يكن يخاطب مناديب الأمم المتحدة خفيضي الصوت، مسددي البيّنات، بليغ اللغة، من النساء والرجال المبتعثين من بلدانهم، بشروط الكفاءة والاستحقاق، بل كان في الحقيقة لا يري ولا يسمع سوي أصوات من ابتعثوه، فهو يتسقط رضاهم، بعد أن صار بوق أولياء نعمته (البلابسة) حتي ولو فاضت دماء السودانيين للركب! كان جل سعيه التصفيق والتهليل المرتقب للفلول دعاة الحرب، الذين كان يخطب فيهم رئيس مهووس سفيه، نعته الشعب بالرئيس (الراقص)، كانت سمات سياسته الخارجية (أمريكا تحت مركوبي) والسفيرة البريطانية السابقة روزا ليندا مارسدن ومبعوثة الاتحاد الأوروبي (صرفت ليها بركاوي صاح)، و(المحكمة الجنائية تحت جزمتي).
لذلك انصرفت شكوى السيد المندوب على نفس نسق معارك الدونكيشوت من شاكلة اننا نحن من بنينا دولة الامارات، واساس نهضتها! بالفعل كان السودانيون جزء من (عمال) بناء دولة ذات بترول في طور نهضة وقتها، نالوا اجورهم كغيرهم من الوافدين من انحاء العالم، فقط كان السودانيون اقواماً حازوا على احترام، وثقة حكام وشعب الامارات، لما اشتهروا به من مكارم الاخلاق. لكن (انما الأمم الاخلاق ما بقيت ** فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا). وذهاب الاخلاق هو محل الشكوى الأساسية في الحقيقة، اذ ان تصدير الذهب والمعادن والحبوب، والماشية هي مجلبة ثروات وبناء وعمران للبنية التحتية ونهضة ومفخرة للبلدان، ان تم ذلك عبر القنوات الرسمية لمؤسسات الدولة المحترمة!
والشاهد ان وزراء حكومة الإسلاميين خلال ثلاثين عام، كان بينهم تسابق محموم في الثراء الحرام، وغسيل الأموال، والتهريب، فتحت فيها الحكومة أبواب الاستثمار والاتجار الغير مشروع في موارد الدولة، ليس للإمارات وحدها بل بلغت حتي اقاصي الصين وروسيا، وحين عجزت عن محاربة هؤلاء القطط السمان في حكومتها، طفقت في مواجهة الانهيار الاقتصادي للدولة باستدانة القروض مقابل الأراضي والاستثمار فيها للمانحين، وفتحت أبواب تهريب الذهب علي مصراعيه، وبحسب تقارير الأمم المتحدة نفسها، ان السودان فقد نحو 267 طناً من الذهب تم تهريبه عبر الحدود البرية، ومطار الخرطوم، وبعلم الأجهزة الرسمية، بل سهلت الحكومة لمليشيا الدعم السريع، وللأجهزة النظامية الأخرى، بل للأفراد من كبار ضبط الجيش والأمن، كما أفاد مبارك أردول في التسريبات الأخيرة، من بيع الذهب وثراء الشركات الخاصة بهذه المنظومات والأفراد وبصورة خاصة آل دقلو من عائداته! فهل تتوقع حكومة الجنرال الغافل ان تكف الدول المستفيدة من صراع الافيال في ان تمتنع من شراء ما تحتاجه بلدانها في سبيل زيادة اعمارها! وبين البائع والشاري مصلحة بائنة بينونة كبري! ام يعقل ان يرعوي الدعم السريع في الكف عن بيع وتصدير الذهب للإمارات وهو يحتاج لتسليح الجنجويد المنتشرين في ساحات المعارك بطول البلاد وعرضها؟
نوكد انه لا اعتراض علي عريضة المندوب في شكوى الإمارات، فهي تنخرط تحت بنود تنظيم الحروب بين الدول والتعهد بحماية المدنيين، بل والمقاتلين من الجرحى والاسري! ان كان قد وفق في حيثياتها بالصورة المتعارف عليها في الشكاوى، أو كان المكون العسكري الذي يقوده البرهان وتدعمه الحركة الإسلامية حريص على إيقاف الحرب، وحفظ دماء المواطنين، أو لو كانت الحرب الدائرة في السودان تلتزم بأخلاقيات الحروب المتعارف عليها، اذ شهدنا قوات الجنجويد يتاجرون بالسلام، ولا تعنيه أرواح وامان المواطنين في شي فلا امنهم في منازلهم وبيوتهم، ولا هو تركهم يأكلون خشاش ارضهم في المناطق التي استولي عليها، كما ان الجيش المدفوع برغائب وخطط الفلول الخائبة، ظل رافعاً لسلاح الحرب واستمرارها، يخسف منازل المواطنين والمنشآت العامة بالبراميل المتفجرة وتقتل كتائبه المهووسة الأبرياء على الأسس العرقية والجهوية كما حصل اليوم في القرية (32) التابعة لمحلية ام القرى بولاية الجزيرة.. فلا هو انتبه لمهمته الأساسية في حماية أمن المواطنين، وطرد المحتلين للبيوت، ولا فتح معابر الإعانات الإنسانية لإنقاذ من تبقي منهم، بل أكثر من ذلك ارتكب جرائم في حق المواطنين لا تقل بشاعة من تلك التي ارتكبها الجنجويد.. مطلوب مندوب الأمم المتحدة للسودان كان امامه لكنه عجز عن الإفصاح عنه، الا وهو إيقاف الحرب ومحاسبة مجرمي الحرب من الطرفين، لكنه وكما قلنا يخدم غرض أرباب نعمته من الفلول لا غرض المواطن السوداني المحروب والمشرد في السلام والأمن والاستقرار.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم قرون ودواس الساسة الذكوريون!
- قلوب الاَثمين اَسنة من الظلم!
- قول عسكرية.. قول جاهزية!
- صناعة الموت! حرب المسيرات
- يا ضريح الشعب الحزين!
- الهيافة في الحرب المنسية!
- دواعش الجيش والرهان الخاسر!
- محمود جنا طه.. رجل السلام!
- أيها الجنرال هل للثعالب دينا؟
- الروبوبعاتي يهزم الفلول عسكرياً والشعب يريد السلام
- خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع
- حاقت عليهم لعنة اللاعنين!
- بروف شيني.. وتشفٍ الاخوان المسلمين
- ورّاق، والمؤتمرون وعصا موسى!
- يا ويل النساء من الجيش والدعم السريع!
- (نزعة) برهانية وغزوة القماير!
- برهان وعقار.. بيانات الخذلان!!
- -حميدة- تاجر التعليم في السلم والحرب
- الشعب السوداني خراف الاخوان!
- قرع الطبول يطرب الفلول!


المزيد.....




- انسحاب مرشحين محافظين من الانتخابات الرئاسية الإيرانية قبيل ...
- -أبو حمزة-: -كتيبة جنين- تمكنت من تفجير آليتين إسرائيليتين ش ...
- صحيفة: مصر والإمارات أبدتا استعدادهما للمشاركة في قوة أمنية ...
- مرشحون من أصول فلسطينية في الانتخابات البريطانية
- -نتنياهو في مواجهة الجيش الإسرائيلي- - صحيفة هآرتس
- إحصائية: زيادة عدد القادمين إلى ألمانيا عن عدد المغادرين في ...
- ليبرمان: إسرائيل تخسر الحرب والردع تراجع إلى الصفر
- الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يوقعان اتفاقية في بروكسل حول الضم ...
- بالفيديو.. منجم في ولاية إلينوي الأمريكية يتسبب بانهيار أحد ...
- غوتيريش: إصلاح مجلس الأمن الدولي يبدأ من منح إفريقيا مقعدا د ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - دبلوماسية (صرف البركاوي)!