أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الواعية ( 4)














المزيد.....


مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الواعية ( 4)


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8013 - 2024 / 6 / 19 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للسياسة مقتضياتها وللظروف الداخلية والخارجية سطوتها , وعليه اصبح العمل بمبدأ : ( السياسة فن الممكن ) متبعا لدى اغلب الحكومات ومنهجا لكل الساسة في العالم , الا ان الكلام في التفاصيل , وكما تقول الحكمة : ( الشيطان يكمن في التفاصيل ) ؛ وقد اتهمني البعض بتبييض صفحة البعض من الفاسدين والمخربين والفاشلين , او القاء طوق النجاة اليهم ؛ من خلال الاستشهاد بما جاء في هذه المقالة و غيرها لاسيما المقالة الثالثة من هذه السلسة , وعندها تنتفخ أوداجه , ويعتريه الغرور والخيلاء , ويتشدق بالقوالب الجاهزة والتي لا يفقه مضمون بعضها احيانا , من قبيل : (( السياسة فن الممكن ؛ او ليس بالإمكان افضل مما كان , او هذا الموجود ... الخ )) ولأمثال هؤلاء ولإزالة الالتباس اقول : خلف هذه المقولات والكثير من الشعارات الانسانية والوطنية و السياسية والدينية قد يختبئ أكابر الخونة والعملاء والفاسدين والمخربين و أكثر الفاشلين والتافهين والمتملقين والمنافقين ؛ وعليه لا يصح الاحتجاج بمبدأ ( السياسة فن الممكن ) لكل من هب ودب من سقط المتاع وحثالة الاغلبية والامة العراقية ؛ وكذلك لا يجوز التفريط بالحقوق العراقية والثروات والمقدرات الوطنية بسبب ومن دون سبب وجيه ( كما يقول المصريون : عمال على بطال ) بذريعة ( السياسة فن الممكن ) .

فالتوازن بين القيم والمثل الوطنية السامية والرؤى والافكار والنظريات السياسية والدينية وغيرها واغراءات السلطة والنفوذ والعلاقات من سمات الشخصيات السوية والساسة الناجحين , وتقدير الامكانيات والمقدرات والطاقات الداخلية بصورة موضوعية وصادقة وحقيقية , ومقارنتها بالضغوط والتحديات الخارجية وامكانيات الاعداء الواقعية , ومعرفة الفوارق والتباين بينهما والخروج بحلول ناجعة وتسويات مرضية ؛ من صفات الساسة الاكفاء والزعماء الحكماء ... ؛ نعم لمثل هكذا ساسة ماهرين وهكذا زعماء وطنيين ؛ الحق في تقييم الاوضاع الداخلية والخارجية , وتشخيص الامكانيات والطاقات الوطنية والتحديات والضغوط الدولية , ثم العمل بمبدأ ( السياسة فن الممكن ) وتقديم التنازلات او عقد الصفقات او ابرام الاتفاقيات .

وعليه هذا الكلام لا يشمل الفاسدين والمخربين والعملاء والخونة والساسة الفاشلين , فالسياسي الذي لا يؤتمن على دولار , كيف لنا ان نسلطه على ثروات الوطن , والمسؤول الدوني الذي يكره اقرب الناس اليه , كيف لنا ان نسلمه شؤون المواطن , فأمثال هؤلاء لا يؤتمنون بإجراء المفاوضات الخارجية او عقد الاتفاقيات الدولية , ولعل تجارب العراق والعراقيين مع الامعات والخونة والفاشلين في تفاوضهم مع الكويت وغيرها , وكيف انهم فرطوا بحقوق الوطن ومستقبل المواطن ؛ من اكبر الشواهد على ذلك .

فاذا كانت التنازلات او المعاهدات او الاتفاقيات تفضي الى منفعة الامة العراقية والبلاد او تمكين الاغلبية الوطنية الغيورة من الحكم ؛ فبها ونعمت ؛ اما اذا لم تستثمر تلك الاتفاقيات لصالح الاغلبية والامة العراقية ولم تخرجنا من عنق الزجاجة ولم تغير واقعنا المعقد ولم تقلب المعادلة بحيث تقلل نسبة الاعداء وترفع معدلات الاصدقاء والحلفاء ... ؛ وبقى الوضع كما هو عليه او انساق نحو واقع أكثر تعقيدًا وتهديدا وبؤسا وتخلفا ؛ فلا خير بمثل هكذا ساسة وهكذا سياسة ؛ وصدق الشاعر عندما قال :

فإمّا حياة تسرّ الصديق * * * وإمّا مماتٌ يغيظ العدى

ونفسُ الشريف لها غايتان * * * ورود المنايا ونيلُ المنى

وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن * مخوف الجناب حرام الحمى

وعليه يصح الاحتجاج بمبدأ ( السياسة فن الممكن ) اذا كان السياسي محنكا حكيما ذكيا وطنيا محاورا ومفاوضا من الطراز الاول , اما اذا كان من شراذم الاغبياء والحمقى والعملاء او من انصاف الساسة والمتعلمين او شلة المرتزقة والنفعيين , فأمثال هؤلاء لا ينبغي لنا تصحيح قراراتهم الكارثية وخطواتهم التخريبية بحجة ان السياسة فن الممكن .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هموم المواطنين (1 )
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- عطاشى سبايكر
- لا يتحقق الاصلاح السياسي في العراق الا بالعفو عن الارهابيين ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- ظاهرة الرجل الملثم
- تفليش بلا تعويض ..!!
- تعارض الآراء و الارادات وتصارع القوى والسلطات في العراق .. ا ...
- التكتك قضية وطن ومحنة أمة (3-4)
- اين اموال الموازنة الثلاثية ؟!
- التكتك قضية وطن ومحنة أمة (1-2)
- مقولة وتعليق / 48/ شظايا الكلمات وكلمات الرصاص
- ادعياء المثالية المزيفة
- الشعبة الخامسة بين الترفيه والتذكير..!!
- عيد الغدير و رمزية الامام علي العراقية
- اشكاليات مفهوم الامة العراقية / 9
- متسولات باكستانيات في بغداد والمحافظات .. ؟!
- تظاهرات شباب البصرة المطالبة بطرد العمالة الاجنبية
- التظاهرات مدفوعة الثمن والاحتجاجات اللاعفوية


المزيد.....




- -حلم بعد كابوس-.. أمريكية من أصل سوري تروي لـCNN شعور عودتها ...
- بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار!
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أس ...
- بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بال ...
- الشرع يطمئن أقليات سوريا ويبحث مع جنبلاط تعزيز الحوار
- الشرع: تركيا وقفت مع الشعب السوري وسنبني علاقات استراتيجية م ...
- أمير الكويت ورئيس الوزراء الهندي يبحثان آخر المستجدات الإقلي ...
- قديروف يتنشر لقطات لتدمير معدات الجيش الأوكراني في خاركوف
- لوكاشينكو يدعو الشيخ محمد بن زايد لزيارة بيلاروس


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الواعية ( 4)