أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت خيري - لله في خلقه شؤون














المزيد.....

لله في خلقه شؤون


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 8011 - 2024 / 6 / 17 - 11:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الشأن خصوصية فردية ذاتيه، تقوقع الفرد حول اعتقادات ورغبات وأهواء وتوجهات حسب القناعة ، وليس بالضرورة ان تكون متطابقة في كل الأفراد والجماعات داخل المجتمع الواحد ، بما ان شأن محمد ، الإيمان بالله واليوم الأخر ، فكان يرغب باستقطاب الناس لشأنه ، وهذا غير ممكن ، لان شؤون الناس من شأن الله ، كل يوم هو في شأن ، ولكي يكتفي محمد بشأنه، بالكف عن شؤون الناس ، قال الله ان أنت إلا نذير ، دورك إنذار الناس مع تركهم لشئنهم ، وهذا من باب تقليل الرغبة المفرطة في كسب الناس، التي انعكست عليه نفسيا بسبب الرافضين للإيمان بالله واليوم الأخر ، وضع التنزيل مفارقة اختلافيه بين الشأن الإيماني والشأن الميثولوجي ، عبر عدد من الأمثلة قائلا ، وما يستوي الأعمى والبصير ، ولا الظلمات ولا النور ، ولا الظل ولا الحرور ، وما يستوي الأحياء ولا الأموات ، ولكي ينتبه محمد الى شئن الله ، قال ان الله يسمع من يشاء ، من يشاء الاستماع الى قول الحق ، وما أنت بمسمع من في القبور ، ان أنت إلا نذير

وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ{19} وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ{20} وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ{21} وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ{22} إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ{23}

كان لمحمد طموح خيالي بضم اكبر عدد من الناس الى الدعوة القرآنية ، ولكن وقته الراهن لا يسمح بذلك ، فعندما يكابد الواقع يصدم بكم هائل من المعارضين لتوجهاته الإيمانية ، والسبب لان شأنه في وادِ ، وشؤون والناس في وادِ أخر، فيصاب بالإحباط ، وزعزعه في الإيمان، فيعتليه الشك بما أوحي إليه، ولكي يعيد الله لمحمد الثقة بالنفس ، أكد له على صدق رسالته ، وانه مرسل بالحق ، أنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ، وان من امة إلا خلا فيها نذير

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ{24}

ان التقوقع الفكري والثقافي والعقائدي ، حول الميثولوجيا والدين السياسي ، بلور سيكولوجية عدم الامتثال للتهديد والوعيد الدنيوي والأخروي ،لان شؤون الدينية للناس أحكمت بالرغبات والأهواء الدنيوية ، فأي رسالة جديدة تدعوا الى الإيمان بالله واليوم الأخر، تجابه بالرفض ، لان مفهوم الله الجديد ، اختلف تماما عن مفهوم الله في المعتقد المثلوجي الملائكة بنات الله ، كما ان الشؤون الدينية للناس ارتبطت بالمصالح السياسية والاقتصادية ، فتكذيب الرسل أمر طبيعي ، وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم ، جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير

وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ{25}

ان التهديد بالعذاب الدنيوي ، يصب في مصلحة المجتمع بشكل عام ، للانتباه الى المرتكزات الاقتصادية والمعيشية قبل الانهيار المفاجئ ، فالميثولوجيا والدين السياسي ليس لديهما الوعي الكافي لأدراك جدية التهديد ، لأنهما أنهكا المجتمعات بالسياسة والاقتصاد وبالرغبات والأهواء والملذات الدنيوية ، المحفوفة باسم الله ، لذا استبعدوا العذاب من الله ، ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير

ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ{26}

وضح الله لمحمد مفهوم ان أنت إلا نذير ، عبر ألوان الثمار والأنعام والدواب والجبال ، كأمثلة على اختلاف شؤون الناس التي لا يمكن تغيرها إلا بالإرادة الفردية ، وكآلية توحي له انه مهما حاول حث الناس على الإيمان بالله واليوم الأخر، لن يستجيبوا إلا بإرادتهم ، وهذا من باب لإزالة الجهد النفسي عنه ، وإخلائه عن مسؤولية الرافضيين للإيمان بالله واليوم الأخر، قال الله ، لم تر يا محمد تر رؤية واقعية ، ان الله انزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ، ألوان الثمار المختلفة توحي الى اختلاف شؤون الناس ، مثل أخر على ألوان الطبيعية ، ومن الجبال جدد بيض وحمر مخلف ألوانها وغرابيب سود ، وألوان أخرى كألوان البشر والدواب والأنعام ، الدواب هي الحيوانات التي تعتمد على نفسها في الحصول على غذائها ، أما الأنعام هي الحيوانات التي يهتم الإنسان بتربيتها، مختلف ألوانه كذلك ، إنما يخشى الله ، يخاف الله من عباده العلماء، ليس علماء الدين أهل العمائم والصلبان ، إنما كل فرد اكتسب علمية الإيمان بالله واليوم الأخر ، هو عالم بالله ، ان الله عزيز غفور

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ{27} وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ{28}

أثنى الله على الذين امتثلوا لدعوة الحق المستجيبين لشأنه قائلا ، ان الذين يتلون كتاب الله ، يتلون كتاب القران سواء كان تلاوة فردية أم جماعية ، وأقاموا الصلاة وانقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ، الإنفاق السري يخص الطبقة الفقيرة والمتعففة ، والإنفاق العلني يخص الاستعدادات العسكري، يرجون تجارة لن تبور، لن تفسد ولن تكسد لا في الدنيا ولا في الآخرة ، ليوفيهم أجورهم ويزدهم من فضله ، انه غفور شكور ، غفور لمن أراد المغفرة ، شكور لمن امتثل لشأنه

إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ{29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ{30}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميثولوجيا وبيولوجيا الحمل والإنجاب
- الميثولوجيا وسيكولوجية عدم الرغبة في التغير الفكري
- العقيدة السياسية بين الميثولوجيا والدين السياسي
- الاقتصاد السياسي للرأسمالية الوثنية
- ميثولوجيا مادية الجن والملائكة
- الدين السياسي تاريخ مخزي للشعوب
- الريح والجن وسليمان بين الدين السياسي والتنزيل
- الدين السياسي وميثولوجيا عالمي الجن والإنس
- العذاب الأدنى
- لقاء الله بين الميثولوجيا والدين السياسي
- فوبيا الميثولوجيا أولياء الله وشفعائه
- من راحت الاشتراكية راحت البركة
- سوسيولوجيا المسخرات وسيكولوجية المخاتلة
- الأممية الاشتراكية والنضال ضد الصهيونية والإمبريالية.
- السوسيولوجيا - بين الكتب التراثية والكتب المنزلة
- غزة بعيون سليل ناجين من معسكرات الاعتقال النازية
- السوسيولوجيا والسيكولوجية في وصايا لقمان لابنه
- حرب الإبادة في غزّة، وانبعاث جيل جديد في الغرب
- صيام الأطفال في شهر رمضان
- الدورة الشهرية للمرأة في شهر رمضان


المزيد.....




- 4 أضعاف حجم القطط الاعتيادي.. قط ضخم يحب تناول الطعام يصبح ن ...
- تعيين رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته مارك روته أمينا ...
- استطلاع يكشف رأي الإسرائيليين بحكم المحكمة العليا بتعديلات ا ...
- محكمة أمريكية تطلق سراح أسانج مؤسس موقع ويكيليكس بعد إقراره ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على مسؤول تهريب الأسلحة لـ-حماس ...
- كاميرون للمخادعين فوفان وليكسوس: أوكرانيا لن تدعى إلى حلف -ا ...
- الخارجية الروسية: حجب وسائل الإعلام الأوروبية هو رد فعل مماث ...
- مكتب زيلينسكي يرفض خطة مستشاري ترامب للسلام
- هل يعيد ترامب رسم الخريطة السياسية في الولايات المتحدة؟
- فنلندا تعلن تدريب العسكريين الأوكرانيين على أراضيها وخارجها ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت خيري - لله في خلقه شؤون