حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (53)

نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 8011 - 2024 / 6 / 17 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في الوقت الذي تُباع فيه الأوهام إلى الشعب، إسرائيل على عتبة هزيمة ذات أبعاد تاريخية
حاييم رامون
معاريف؛31مايو 2024

هل بات ماء بوصلة الكيان غورا. بعد أن كسحه دفق من طوفان لجي؛ أفقد الإبرة الناظمة مؤشر وجهتها؟.
"الجنود الذين يدخلون إلى البيوت المفخخة لا يقدمون أيّ مساهمة للدفع قدماً بالحرب. هذا الجنون لا يمكن قبوله وفهمه والوقوف موقف المتفرج عليه"
الكلام ذا؛ ليتسحاق بريك؛ اللواء احتياط ومفوض شكاوى جنود العدو الصهيوني سابقًا؛ و حاله من الضعة بلغ منه كل وجهة يوليها؛ و لا يوقفه على العشم؛ فزاد من حسرته تعبيرا عن ضيقه:
"هذا فقط غيض من فيض، مقارنةً بالحرب الإقليمية التي تنتظرنا، وتشكل تهديداً وجودياً حقيقياً لدولة إسرائيل، ونحن غير جاهزين لها قط".
هذا ما رامه كرد فيصل يخلي بريك منه ذمته؛ و الحقيقة من البيان لا تجارى؛ و على تبين لا تمارى. (معاريف/12 يونيو 2024)
أما حاييم رامون؛ فكان أكثر جرأة من يتسحاق على اقتناص العلة و هو يجترح الكلام وفق منطق "اننا انما ننظر بأن نقبل شيئا فينا؛ لا بأن ندفع شيئا منا"؛ و أخذ المعنى الحاصل بحسب ما يعطيه العقل فيه؛ لا وفق ما يفهم من وجه الوضع؛ " بعد أن ارتكب مجلس الحرب وهيئة الأركان جميع الأخطاء التي يمكن ارتكابها في هذه الحرب، لا تزال هاتان الهيئتان مصرّتان على مواصلة القيام بالأمر ذاته. إن رفْض أعضاء المجلس الحربي وهيئة الأركان الاعتراف بأن الإخفاق المريع في 7 تشرين الأول/أكتوبر قد أُضيف إليه إخفاق مريع آخر يتمثل في هزيمتنا الإستراتيجية في الحرب يدفعهما إلى محاولة مواصلة بيع الأكاذيب نفسها إلى الشعب، والتي فحواها أننا على مرمى حجر من النصر المؤزر، بينما نحن نقف على حافة هزيمة تاريخية. (معاريف؛31مايو 2024) (1)
إيهود باراك؛ رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق؛ لم يخرج من الجوقة إلا غصبا؛فأذعن بالقول صاغرا: "سنظل في غزة بلا نصر واضح، بينما نخوض أيضا حربا شاملة مع حزب الله في الشمال، وانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، وصراعات مع الحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية في مرتفعات الجولان، وبطبيعة الحال هناك صراع مع إيران نفسها التي أظهرت بالفعل من خلال الهجوم الصاروخي الذي وقع في أبريل أنها مستعدة للعمل ضدنا بشكل مباشر".
ولما لاح المآل عيانا. زاد باراك إفصاحا مدفوعا بيقين الحال بيانا: "نحن الآن نواجه قرارات صعبة بين بدائل رهيبة فيما يتعلق بمواصلة القتال في قطاع غزة وتوسيع العملية ضد حزب الله في الشمال والمخاطرة بحرب متعددة الجبهات تشمل إيران ووكلائها.. كل هذا يحدث بينما يستمر الانقلاب القضائي في الخلفية بهدف إقامة دكتاتورية دينية عنصرية وقومية متطرفة ومسيحانية ظلامية". أما "النصر المطلق هو شعار فارغ منذ البداية فبالإدارة الفاشلة لنتنياهو نحن أقرب إلى الفشل المطلق،(هآرتس: 2024-06-13)
"و الشيء الثابت، أنه إذا ظل الشعب اليهودي على اختلاف نزعاته يتحمل نتيجة أخطاء إسرائيل السياسية، فان ذلك سيؤدي به إلى الدمار لان سياسة إسرائيل الارتجالية من شأنها أن تؤلب الأعداء عليها، و تقودها إلى الهاوية عندما يأتي اليوم الذي تتخلى فيه أمريكا عن مساعدتها". (2)
و الحال أن أمريكا لم تتخل عن ربيبتها لما رجها طوفان الأقصى رجا؛ لكن اليوم جاءها على غفلة من أمرها، لأهل الأرض دان؛ و للمقاومة موحدة و جبهة إسناد متماسكة انتصر و ما استكان.
الكيان بوغت؛ فاختل توازنه؛ فبات في حكم الأكيد لديه؛ إن الاندحار لواقع؛ و أن الزوال ما له من دافع، (3)
1. الصهيونية بحروب السرديات ظلت مستنفرة :بمفاد إننا لا نكذب و لكنا نقتصد في قول الحقيقة. فالتجربة الجارية من غطرستها قد أعطت في الطوفان برهانا لا يحتمل متعلقه النقيض بوجه.
2. و بالهسبرا السوداء المضللة أدامتها مسخرة.بمقتضى إن أفضل طريقة للكذب المشروع هي قول نصف الحقيقة. لأن ما صار كالوصف الثابت لا يتصرف صاحبه إلا على وفقه اعتيادا.
تلكم أقانيم أحبار الصهاينة بالكيان؛ تهافتت تترى؛ لما هز طوفان الأقصى كل الأركان.
و متى انجلى الطلاء عن المعبود غدا منبوذا.
------------
1- https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/34484
2- الفريد ليلينتال؛ ثمن إسرائيل. ترجمة؛ حبيب نحولي و ياسر هواري. كتاب الملايين. مطابع دار الكشاف- بيروت. الطبعة الثالثة. 1954. ص2-3
3- حرب المباغتة؛ العقيد البرت ميرغلن. ترجمة المقدم بسام العسلي. المؤسسة العربية للدراسات و النشر. الطبعة الثالثة، بيروت.1989. ص 5.

#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات