|
الشعب الصحراوي ونزاع الصحراء الغربية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8010 - 2024 / 6 / 16 - 17:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في سبعينات القرن الماضي ، وفي اوج الصراع حول الصحراء الغربية ، الذي غدته ، وكانت تغديه الحرب الباردة ، كان يكفي النطق بكلمة " الشعب الصحراوي " ، او النطق بكلمة " الصحراء الغربية " ، و النطق بحل " الاستفتاء وتقرير المصير " .. ليجد الانسان نفسه وراء القضبان بتهمة الخيانة ، وبتهمة الانضمام الى أطروحة الأعداء ، الذين تم تحديدهم في جبهة البوليساريو، وفي الجزائر ، وفي جميع أعداء مغربية الصحراء .. مع العلم ان ترديد هذه المصلحات لا تعني ان الصحراء مغربية او تعني انها ليست مغربية ، لان هذه المصطلحات السياسية المستعملة ، ليست وليدة النظام المزاجي ، وليست وليدة أعداء أطروحة مغربية الصحراء ، بل هي مصطلحات سياسية يستعملها القانون الدولي بكثرة ، وتستعملها المنظمة الدولية ، الأمم المتحدة ومجلس الامن . فالنزاع الذي يدور منذ اكثر من سبعة وأربعين سنة ، مع عجز الجميع في حله ، هو نزاع يخضع للاستعمالات السياسية للمصطلحات الأممية ، دون ان يكون القصد من ترديد هذه المصطلحات ، الشهرة لأطروحة مغربية الصحراء ، او ضدها .. ان قضية الصحراء الغربية ، من حيث وضعيتها القانونية والسياسية ، هي بيد الأمم المتحدة ، لا بيد غيرها من الأطراف الأخرى . ويكفي الوضع المادي والقانوني الحالي ، الذي يبسط فيه النظام المغربي سيادته على ثلثي الأراضي المسترجعة ، ويبقى الثلث المتبقي يخضع كما هو مفروض لسلطة مجلس الامن ، وبكونه لا يدخل في سيادة احد الأطراف ، جرت الأمم المتحدة على تسميته ب " المنطقة العازلة " ، او " المناطق العازلة " التي يجب ان تكون خالية من رفع السلاح ، ناهيك عن " الگويرة " التي لا تزال للسيادة الموريتانية ، ولم تنضم الى إقليم وادي الذهب ، الذي انسحبت منه موريتانية في سنة 1979 ، أي لم ينتقل مع الأراضي الذي حازت عليها موريتانية بقسمة الوزيعة في سنة 1975 ، وتخلت عنها في سنة 1979 ، وليصبح النظام المغربي يسيطر على وادي الذهب دون الگويرة التي ظلت ( موريتانية ) .. وهنا يجب التذكير بما ردده سعد الدين العثماني لمّا كان وزيرا للخارجية ، عندما اقترح ترديد مصطلح الصحراء الغربية ، بدل الصحراء المغربية ، لان المصطلح اممي ، وليس من ابتكار فريق من اطراف النزاع المعني بالشأن الصحراوي .. فحتى الأمم المتحدة في قراراتها المتعاقبة لم توظف مصطلح الصحراء الغربية للدلالة على عدم مغربيتها ، بل ان من سيحدد الجنسية السياسية للأراضي المتنازع عليها ، يبقى وحده نتائج الاستفتاء وتقرير المصير .. فكم من الناس دخلت الى السجن عندما استعملت مصطلح الصحراء الغربية ، الذي لا يعني عدم مغربيتها .. وهي نفس الحالة لا تزال سائدة ، رغم اعتراف النظام المغربي بالدولة الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، أي اعترافه بجزائرية الصحراء الشرقية ، الى جانب التشكيك والتناقض مع ملف ، ومطلب أراضي الصحراء الغربية التي يدعي مغربيتها ، واعترف رغم ذلك بالجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية .. فرغم هذا الاعتراف الأحادي الجانب ، فالأمم المتحدة لم توليه العناية والاهمية ، لان جميع قرارات مجلس الامن ، وجميع قرارات الجمعية العامة منذ سنة 1960 التي صدر فيها القرار الشهير 1514 ، تجاهلت هذا الاعتراف ، مثلما تجاهلت خرجة " الحكم الذاتي " . لكن التزام الأمم المتحدة بالقرارات الدولية ، ليس فيها اية إشارة الى اعتراف النظام المغربي بالدولة الصحراوية . لكن كل هذه القرارات التي تؤسس المشروعية الدولية ، تؤكد فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، الذي لا يزال معلقا رغم المادة 690 من اتفاق 1991 التي أنشأت بحق " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية " المينورسو " .. ان استعمال مصطلح الصحراء الغربية الذي دخل بسببه الناس الى السجون ، لا يعني عدم مغربيتها او يعني مغربيتها ، بل ان الذي سيحدد جنسيتها ، هو ما تنص عليه قرارات المشروعية الدولية ، أي الاستفتاء وتقرير المصير .. اذن هل استعمال مصطلح الصحراء الغربية لا يزال كما كان في سنة 1975 ، أي يعني عدم مغربيتها . ان أساس الخطء هنا ، وعند بعض الناس والجماعات ، ان مصطلح الصحراء الغربية ، اكيد يعني عدم مغربيتها . لكن هل حقا ان المقصود من استعمال المصطلح ، القصد منه انكار أطروحة مغربية الصحراء .. ؟ .. ان اعتراف النظام المزاجي ، لان خرجاته عند معالجته لقضية نزاع الصحراء ، كانت بسبب المزاج ، الذي ورطه مع الوضع القانوني والسياسي الذي تتواجد عليه الصحراء اليوم ، هو اعتراف النظام المزاجي ، وبسبب المزاج ، بالدولة الصحراوية ، وامام العالم في يناير 2017 ، واصدر الملك ظهيرا وقعه بخط يده ، يقر ويشدد فيه بهذا الاعتراف الذي ذهب بعيدا ، عندما نشره بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 . ان الاعتراف بالدولة الصحراوية الذي لم تعره الأمم المتحدة ادنى أهمية وتجاهلته ، ذهب بعيدا في مغامراته المزاجية ، التي أوصلته الى حوافٍ ينذر منها الخطر على نظامه ، وحتى على دولته . ان الاعتراف بالدولة الصحراوية ، هو اعتراف بوجود شعب هو الشعب الصحراوي ، واعتراف بوجود جيش هو الجيش الشعبي الصحراوي .. ان اية دولة دولة ، يتم الاعتراف بها من قبل الخصم اللدود ، هو اعتراف اكيد بشعب هذه الدولة ، لأنه لا يتصور دولة من دون شعب ، وهو اعتراف بجيش تلك الدولة ، لان . هل توجد دولة من دون جيش .. ؟ . الجيش الشعبي الصحراوي ، الذي اعترف به النظام المزاجي عندما اعترف بالدولة الصحراوية ، اعترف به منذ زمان ، حتى قبل اعترافه بالدولة الصحراوية في خرجة يناير 2017 .. وهنا نتساءل . ماذا تعني اللقاءات بين ممثلي النظام المزاجي ، وممثلي الدولة الصحراوية بالولايات المتحدة الامريكية وبسويسرة ، للتباحث حول مشكل الصحراء الغربية ، اذا لم يكن النظام يتصرف ويعترف بالطرف الذي يفاوض باسم الدولة الصحراوية ، او باسم الجبهة التي اعترف بها هي كذلك .. مع منْ تُبْرم الاتفاقيات العسكرية ، لوقف القتال والاقتتال ، وتحت اشراف الأمم المتحدة . كاتفاق 1991 التي تم تحت اشراف مجلس الامن ؟ . فهل من المعقول والجائز ، الجلوس مع طرف لا تعترف به ، وتوقع معه الاتفاقيات وتحت اشراف الأمم المتحدة ، اذا لم تكن تعترف به ، لأنه ينافسك الدعوة ، سواء للترتيبات الحالية او القادمة ، خاصة وانه ينافسك الأرض المتنازع عليها .. ؟ . واذا كان يستنبط من هذه اللقاءات ، بين النظام المزاجي ، وبين جبهة البوليساريو ، اعتراف النظام بالمشروعية القانونية للجبهة ، فان اعتراف النظام بالدولة الصحراوية في يناير 2017 ، ونشر الاعتراف هذا في الجريدة الرسمية ، يعتبر الدليل الساطع الذي لا يثير شبهة ولا نقاش ، حول اعتراف النظام المزاجي بالجيش الصحراوي ، الذي يقاتل اليوم منذ 13 نونبر 2020 ، واعتراف بالشعب الصحراوي الذي له دولته التي اعترف بها الملك شخصيا ، لأنه لا يتصور الاعتراف بدولة ليس لها شعب تمثله ، وليس لها جيش يدافع عن شعبها ويدافع عن دولته .. يلاحظ ، ومن خلال رصد المعطيات المتوافرة في الساحة ، ان اعتراف النظام المزاجي بالدولة الصحراوية في يناير 2017 ، سهل على الدول ، وسهل على الأمم المتحدة ، طريقة التعاطي مع قضية الصحراء ، باعتباره نزاع يعود اختصاص حله الى الأمم المتحدة لا الى غيرها . وهذا يعني طبعا استحضار المشروعية الدولية قبل التعاطي والشروع في بحث الملف . من هنا وكنتيجة منطقية لاعتراف النظام هذا ، فقد سهل على الاتحادات القارية كالاتحاد الأوربي ، سبل التلاقي واللقاءات بمسميات شتى ، مرة مع الدولة الصحراوية ، ومرة مع جبهة البوليساريو .. فاللقاءات بين الاتحاد الأوربي وبين الجبهة / الدولة ، كانت عديدة ، وكان اكبرها لقاء عاصمة الاتحاد الأوربي Bruxelles ، الذي استقبل فيها إبراهيم غالي كرئيس دولة صحراوية ، وحظي بنفس البروتوكول الذي حظي به رؤساء الدول ، ورؤساء الحكومات الاوربية والافريقية ، التي حضرت لقاء Bruxelles ، حيث رفرف علم الجمهورية الصحراوية بسماء عاصمة الاتحاد الأوربي ، الى جانب راية النظام المغربي .. فحضور لقاء Bruxelles ، كان ضربة موجعة للنظام المزاجي ، لم يكن يتصورها على الاطلاق . وقد بدا التوتر الذي وصل حد الإهانة على وجه وزير خارجية النظام المزاجي ناصر بوريطة ، كما بدت نفس الملامح على وجه الملك محمد السادس ، عندما حضر لقاء مع الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، ويقف من وراء الملك ، رئيس الدولة الصحراوية إبراهيم غالي ، طبعا ضمن جوقة من الحضور منها ، رؤساء دول ، ورؤساء حكومات .. وهنا وحتى نصل الى المعطيات المتوافرة ، والتي تنتصر لجبهة البوليساريو ، على حساب النظام المزاجي ، الذي يكون قد أضاع الصحراء الغربية بسبب المزاج .. ، فرغم ترويج النظام البوليسي المزاجي لإشاعات ، وهي أكاذيب فاق لها الاتحاد الأوروبي ، كما فاق لها العالم ، فشل دعاية البوليس السياسي DGST ، في اقناع العالم بان جبهة البوليساريو منظمة إرهابية ، لا تختلف عن المنظمات الإرهابية المعروفة بالعالم .. لقد رفض النظام الأوربي هذه الاشاعة ، بل سنجد ان للبوليساريو مكاتب إعلامية ودبلوماسية بكل العواصم والمدن الاوربية ، ولها مكتب بالأمم المتحدة على رأسه سفير صحراوي ، ولها مكتب بواشنطن .. وتشتغل بكل حرية ، طبعا مع الانضباط للقانون الأمريكي .. فلو كانت جبهة البوليساريو منظمة إرهابية ، فان اول من سيتضرر من هذه الحالة انْ حصلت ، سيكون النظام الجزائري الذي سيُتهم بإيواء الإرهاب .. اذن . ان اعتراف النظام المزاجي البوليسي بالدولة الصحراوية ، هو اعتراف بكون أراضي 1975 ليست مغربية ، لكنها صحراوية ، وهو نفس اعتراف النظام الموريتاني بان دخوله بالقوة الى الصحراء في سنة 1975 ، كان احتلالا واستعمارا ، حيث خرج من وادي الذهب في سنة 1979 ، واحتفاظه بالگويرة التي لا يزال يحتلها ، دون ان يحدد وضعها القانوني ، لأنها لم تلتحق مع وادي الذهب في سنة 1979 .. ان اعتراف المجتمع الدولي بجبهة البوليساريو ، هو اعتراف للجمعية العامة للأمم المتحدة ، بان الجبهة هي الممثل الشرعي الوحيد ( سطروا على الوحيد ) للشعب الصحراوي .. والاعتراف هذا للجمعة العامة ، جاء كرد فعل من المجتمع الدولي ، على رفض دخول النظام المزاجي البوليسي الى وادي الذهب .. وهو الاعتراف الذي اقره الاتحاد الأوربي ، خاصة من خلال حملته القوية ضد قرار Trump ، الاعتراف بمغربية الصحراء ، رغم انه قرار فاقد للمشروعية القانونية التي تزكيها قرارات الجمعية العامة ، وقرارات مجلس الامن .. ان اعتراف النظام المزاجي البوليسي بالدولة الصحراوية ، وامام العالم في يناير 2017 ، والاعتراف تم نشره بالجريدة الرسمية للدول العلوية عدد 6539 ، هو اعتراف بالجيش الشعبي الصحراوي ، واعتراف بالشعب الصحراوي ، وهو اعتراف صريح ، لان لا يعقل الاعتراف بدولة من دون شعب .. وهو اعتراف بالجيش الشعبي الصحراوي ، لأنه لا يتصور دولة من دون جيش .. كما ان الاعتراف بالحدود الموروثة عن الاستعمار ، هو اعتراف بجزائرية الصحراء الشرقية ، وبإسبانية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية .. لقد خسر النظام البوليسي المزاجي كل شيء ، ولم يربح أي شيء .. فعدما سيتحرك المجتمع الدولي يطالب بتنزيل المشروعية الدولية ، سيما وان المخاطب للنظام المزاجي سيكون مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، وسيكون الاتحاد الأوربي الذي اعضاءه منهم من يتواجد بمجلس الامن ، ومنهم من يتواجد بمجلس الامن وبالجمعية العامة للأمم المتحدة ، ويدعوا الجميع الى الشروع في تنزيل المشروعية الدولية ، فان النظام المزاجي البوليسي ، ليس انه سيكون تحت تهديد المجتمع الدولي ، بل ان القادم من احداث سيؤثر على كل المنطقة ، جغرافيا وسياسيا .. والوضع هكذا ، يستحيل ديمومته مع نشوب الحرب بالصحراء منذ 13 نونبر 2020 .. سيما اذا دخلت الحرب أسلحة نوعية مؤثرة .. ان دول مجلس الامن الدائمة العضوية ، إضافة الى الخمسة عشر من الدول التي ليس لها حق الفيتو ، يصوتون بالإجماع على كل القرارات التي تدعو الى حل الاستفتاء وتقرير المصير . واذا كانت فرنسا التي تصوت لصالح هذه القرارات ، تعطل تنفيذها بمبررات شتى ، حتى تتجنب التأثير في الحلقة الضعيفة التي هي النظام المزاجي البوليسي ، فان طبيعة العلاقات التي أصبحت بين قصر L’Elysée برئاسة الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وبين الملك محمد السادس بسبب الفضيحة الجريمة Pegasus Gate ، غيرت كثيرا من مواقف فرنسا إزاء النظام المزاجي البوليسي ، فسمحت لفرنسا ان تتصرف ومن دون اثارة الغبار ، ضد مصالح الملك محمد السادس ، وضد نظامه ، وأصبحت فرنسا كما كل دول الاتحاد الأوربي ، تلتزم وتدعو الى التشبث بالقوانين غير القوانين . وهنا نعطي المثال عن موقف فرنسا والاتحاد الأوربي ، عندما جددوا الاتفاقيات المبرمة مع النظام المزاجي البوليسي ، رغم ابطال محكمة العدل الاوربية لتلك الاتفاقيات ، في شق ثروات الصحراء الغربية ، وكيف تصدرت فرنسا ومعها دول الاتحاد الأوربي ، في عدم تجديد تلك الاتفاقيات المبرمة ، وانتظار ما سيسفر عنه حكم الإبطال من قبل محكمة العدل الاوربية التي ينتظر الجميع خروجها في نهاية الصيف ، او في فصل الخريف القادم .. فحين تصبح المواجهة باسم الخضوع للقوانين ولقرارات القضاء ، وللمشروعية الدولية ، هنا سترسم صورة جديدة للنظام المزاجي البوليسي مع الاتحاد الأوربي ، الذي سيعتبر الوضع القانوني للصحراء الغربية ، وهو الوضع الذي سيبته قرار الابطال لمحكمة العدل الاوربية . وبما ان دول الاتحاد الأوربي هم أعضاء بمجلس الامن ( الدائمون ) ، وأعضاء بالجمعية العامة .. فأكيد سيصوتون على قرارات تنزيل المشروعية الدولية ، مضافا الى هذا الوضع الأوربي ، الوضع الذي سيكون من خيار الاتحاد الافريقي .. وهنا لا ننسى موقف النظام السياسي العربي من النزاع ، الذي سيكون امميا .. باستثناء بعض امارات الخليج التي تبقى مواقفها متناقضة كالسعودية وقطر .. ان ما يجب توقعه وهو قادم ، ان النزاع لن يطول سبعة وأربعين سنة قادمة ، وطبعا ستؤثر فيه الحرب التي تدور اليوم بالصحراء منذ 13 نونبر 2020 ، وهي حرب قد تنتقل الى مستويات عليا وارقى ، اذا أضيفت اليها أسلحة نوعية تغير وضعية الأرض ، وتعطي زخما لتدخل جهات واوساط خارجية ، بغية إيجاد حل طبقا للمشروعية الدولية .. ان الحرب التي تجري اليوم بالصحراء ، قبل ان تكون حربا صحراوية ، فهي حرب جزائرية يخوضها النظام الجزائري بكل تروٍّ وحيطة ، آملا ان تتلاق نتائج الحرب ، بنتائج التدخل الاممي ليس لوقف الحرب ، وهم يجهلونها او يتجاهلونها ، بل ان تتلاق مع ما تخبئه الأمم المتحدة ، أي الدول العظمى صاحبة الفيتو بمجلس الامن ، والدول العظمى من حيث الاقتصاد كألمانيا وسويسرا ، واسبانية التي انهت مع مسرحية Pedro Sanchez ، التي كانت العوبة لإلهاء النظام المزاجي البوليسي .. في حين ان الموقف الاسباني من قضية الصحراء ، هو مع المشروعية الدولية ، ومع الأمم المتحدة .. خاصة وان أي موقف بشأن النزاعات الحدودية ، او الاعتراف بالدول ..الخ ، أصبحت من اختصاص الاتحاد الأوربي مجتمعا ، بعد صدور قرار محكمة العدل الاوربية في نفس الموضوع . فاذا ابطلت المحكمة الاوربية الاتفاقيات المبرمة مع النظام المزاجي البوليسي ، بخصوص ثروات المناطق المتنازع عليها ، فان أي قرار لدولة اوربية في الموضوع ، يجب ان يكون قرار الاتحاد الأوربي ، وليس قرارا لاحد دوله . وهنا وبمكيافيلية احترافية ، يكون Pedro Sanchez قد تخلص من اعترافه الحربائي بمغربية الصحراء ، بدعمه لحل الحكم الذاتي ، المرفوض من قبل القصر ( الملك ) ، ومن قبل الكنسية الكاثوليكية ، ومن قبل المجتمع السياسي والمدني الاسباني .. ويكون موضوع الصحراء اليوم ، قد رجع الى وضع اقبح من وضع الذي ساد بعد سنة 1979 ، تاريخ طعن النظام الموريتاني للنظام المزاجي البوليسي ، عندما خرج من وادي الذهب ، واعتبر أي تواجد بالمنطقة من دون الصحراويين أصحاب الأرض ، بوضع المحتل الخارج عن القانون الدولي العام .. ان المجتمع الدولي ليس نائما ، بل يجب انتظار المفاجئة التي ستكون فرنسية بالأساس ، ما دام الرئيس الفرنسي Emanuel Macron سيد قصر L’Elysée ، وما دامت اسبانية التقليدانية ، المسيحية ، الملكية ، تحكم البلد بالتقاليد الاسبانية ( حكومة الظل الاسبانية ) ، وبالحكومة المدنية التي تكونها أحزابا نالت رضى المصوتين عليها .. لكن يبقى التقرير في المسارات الاستراتيجية للدولة الاسبانية ، القصر الذي يمثل مع رؤساء الجيش ، والامن في عمقه الاسباني ، ورؤساء المخابرات ، والمحكمة الجنائية والدستورية الوطنية ، هم اسبانية الحقيقية .. التي لن تسلم بالاعتراف بمغربية الصحراء . ان اللقاء القادم لمجلس الامن ، سيكون نظيرا لما سبقه من لقاءات ، ليس بالسهولة المعتادة .. بل قد يرسل الاجتماع القادم لمجلس الامن ، إشارات ورسائل الى النظام المزاجي البوليسي ، بالمساهمة الإيجابية في حل الملف .. واذا استمر الوضع على ما هو عليه ، وكي يتخلص مجلس الامن من الاتهامات الموجهة له ، وحتى يعرب عن حياده في معالجة النزاع الذي استعصى عن كل حل ، هو ان يحيل الموضوع على انظار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، لتتخذ قرارها التاريخي بشأن التصويت على قبول معالجة الملف . وهنا فان الجمعية العامة ستتصرف طبعا على ضوء النتائج التي تكون الحرب الدائرة قد وصلتها .. او اذا تقدم الاتحاد الافريقي وبالتنسيق مع مجلس الامن ، باقتراح عضوية الدولة الصحراوية بالأمم المتحدة ، او ان يستعمل مجلس الامن سلطاته التي ينص عليها البند السابع ، في حل خلاف دام اكثر من سبعة وأربعين سنة .. لكن في رأيي ، يبقى رمي مجلس الامن للجمعية العامة بالملف ، واياً كانت المعالجة ، فان ما ستتوصل له الجمعية العامة ، سيعاد طرحه على انظار مجلس الامن ، الذي سيكون مجبرا بإيجاد حل ، كما ستشير الى ذلك الجمعية العامة برلمان الشعوب .. وبما فيها استعمال البند السابع اذا رفض احد اطراف النزاع الخضوع لقرارات الأمم المتحدة .. او ، وهذا حل يجب توقعه ، ان يتقدم الاتحاد الأفريقي ، وطبعا بالتنسيق مع مجلس الامن ، باقتراح عضوية الدولة الصحراوية بالأمم المتحدة .. واذا اقترح الاتحاد الافريقي كاطار تعتبر الدولة الصحراوية جزءا منه ، طلب العضوية بالجمعية العامة ، وطرحت القضية للتصويت ، فجميع دول الفيتو بمجلس الامن ، والأكثرية الساحة بالجمعية العامة ، سيصوتون لصالح انضمام الجمهورية الصحراوية الى الأمم المتحدة .. ويكون استقلال الدولة الصحراوية ، بالقرار الاممي الذي سيعارضه وحده النظام المزاجي البوليسي .. وحتى هنا ، لا ينبغي توقع نهاية المشكلة ، بل ستطرح المشكلة الأعظم والأخطر ، هي المستقبل الجغرافي والبشري بالمنطقة .. وهنا يجب توقع سقوط النظام في المغرب ، لان حمايته الصحراء ذهبت .. والمنتظم الدولي لم يعد يعير ادنى أهمية لشخص محمد السادس ، ولنظامه ، وربما بعد استقلال الصحراء وهي ستستقل ، وهنا لا ننسى طريقة استقلال Le Timor Oriental . فكما قلت بعد استقلال الصحراء ، سيبزغ الريف ، دعاة الجمهورية الريفية .. وهنا الغرب خاصة فرنسا وامريكا وحتى إسرائيل .. قد ينظموا طاولة تقييم ونقاش للوضع الجديد المنتظر ، وحتى لا ينفلت الامر من بين أيديهم ، سيضحون بالملك المعزول وبنظامه ، لصالح ملك ديمقراطي ومثقف غربي ، سينزل الحقوق والحريات ، حيث قد يصبح الريف حكما ذاتيا ، وقد تصبح مناطق أخرى كذلك .. حفاظا على ملكية ديمقراطية عوض الملكية الطاغية والمستبدة المزاجية والبوليسية .. وهنا يجب انتظار انتظارات الشارع التي ستكون قوية .. الازمة وصلت العظم ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمم المتحدة وحقوق الانسان
-
المغرب الى أين ؟ المحددات المرحلية ، والاحتمالات المقبلة
-
مفهوم الأرض في الفكر السياسي اليهودي الصهيوني
-
( طوفان الأقصى ) وإسرائيل
-
تحليل أسباب ظهور التطرف الديني
-
هل تنجح الجزائر في بناء نظام إقليمي مؤسساتي
-
نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل لم يصفع محمد السادس ، وإسرائيل ال
...
-
القضاء الإيطالي يرفض تسليم ادريس فرحان المطلوب من البوليس ال
...
-
حان موعد الرحيل . المنفى ينادينا
-
هل دعا حاكم المغرب الفعلي من الشرق ، الجزائر الى التعقل وفتح
...
-
النظام الطائفي والطائفية في لبنان
-
نداء حركة - صحراويون من اجل السلام -
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابع
...
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية -- الحلقة الثال
...
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية --- تابع ---
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية
-
الإطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية
-
أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية في الدولة الاسلامية
-
هل الملك محمد السادس من اعتبر خيار الحرب استراتيجي مع الجزائ
...
-
هل طالب النظام المزاجي البوليسي باسترجاع الصحراء الشرقية ؟
المزيد.....
-
إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي
...
-
10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
-
برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح
...
-
DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال
...
-
روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
-
مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي
...
-
-ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
-
ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
-
إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل
...
-
الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات
المزيد.....
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
المزيد.....
|