أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - من أوراقي/ حزيرانيات















المزيد.....

من أوراقي/ حزيرانيات


عيسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 8010 - 2024 / 6 / 16 - 13:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حزيرانيات – حلقة 2 / من أوراقي
" الذاكرة.. الذاكرة.. تصلح الذاكرة لفهم ما جرى.. ولكم ما فيها من العبرة لنا.. للآتي..
-----------------------
إرتكاس- في لحظةٍ ما أكون كسير النفس.. ضجيج في الرأس.. هزيمة شاملة.. زلزال هائل.. يعصف بعنف في ذات الفرد العربي.. في لحظة أخرى أثوب إلى نفسي.. لا بد من النهوض.. خسرنا معركة.. ولم نخسر الحرب.. عبد الناصر يحاول تنظيم شؤون مصر، ورص الأنظمة العربية حول إستراتجية محددة، محورها ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. ولاءات عبد النصر الثلاث.. لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض.. – حرب الاستنزاف..
نظريات الكفاح المسلح وحرب الغوار تتصدر المكان.. تشكيلات الفدائيين والتنظيمات المسلحة تتكاثر كالفطر..
راح نفر يُنظّر: النكسة هزيمة للبرجوازية الصغيرة هي ونظمها، فكرها ودورها.. إلى سوفيتات العمال والفلاحين، أيها الرفاق الميامين..
في الساحة العربية، تندلع انقلابات عسكرية متعددة.. تقلدت سمة ثورات: في العراق، في ليبيا، في السودان. ..هل جاءت تلك الثورات في لحظتها كرد فعل إرتكاسي للهزيمة.. أم هكذا أرادوها أو روج لها صانعوها.. !!
في الجامعة: في صميم اندفاعنا الشبابي، رحنا كعادتنا نتلمس نبض الثورة في أعماقنا.. نعكسه ذاتياً على الواقع عكسا.. صار أرنستو تشي غيفارا لنا نموذجاً، فكراً وسلوكا.. دوريتنا الطلابية تتحوّل كناطق رسمي للخط الثوري في نهجه الغيفاري.. الحرب الشعبية طويلة الأمد شعارنا الأول والأخير..
أخذت على عاتقي في مستقبلي الطبي الالتحاق في إحدى تنظيمات حرب الغوار.. أطلعت عن كثب على قواعد الفدائيين، على تخوم الحدود في العرقوب (لبنان) وفي الأغوار(الأردن)..
على صخرة قائمة على منتهى الركن الجنوبي الشرقي لبحيرة طبرية وقفت متـأملاً، أرنو إلى الشمال صوب الجولان، متذكراً، أثناء رحلاتنا الجامعية، تلك الإطلالة الرائعة من أعلى الهضبة على البحيرة.. كنا قد اعتدنا النزول إلى قرية الحمة للتمتع في مغاطس مياهها الحارّة.. لكم ما تعمدنا مراراً في مياهها المقدسة.. !!
من جديد هبت على مسامع ذاكرتي تلك الأغنية الرائعة، التي اعتاد أن يترنم بها بصوته الشجي - (رفيقنا منير حنا).. تعلق قلبي طفلة عربية...- قصيدة غزلية لامرئ القيس، لعلها من أروع غزلياته (تغنيها هيام يونس) - للقصيدة نكهة خاصة، تشدنا إليها شدا، تعودنا أن نردد برفقة مغنينا أبياتها جلها، بما لها من وقعها الخاص، لاسيما أمام رفيقاتنا.. لعل الآتي من الأبيات هي التي ما فتئت تطربنا وتهيمن على أفئدتنا وخيالاتنا..
تعلق قلبي طفلة عربية - تنعم بالديباج والحلي والحلل / لها مقلة لو إنها نظرت بها - إلى راهب قد صام لله وابتهل / لأصبح مفتونا معنى بحبها - كأن لم يصم لله يوما ولم يصل/ حجازية العينين مكية الحشى – عراقية الأطراف رومية الكفل / تهامية الأبدان، عبسية اللمى - خزاعية الآسنان درية القبل / ولاعبتها الشطرنج خيلي ترادفت - ورخي عليها دار بالشاه بالعجل / وقد كان لعبي كل دست بقبلة - أقبل ثغرا كالهلال إذا آهل / فقبلتها تسعاً وتسعين قبلة - وواحدة أخرى وكنت على عجل/ وعانقتها حتى تقطع عقدها وحتى - لالىء العقد من جيدها انفصل/ كأن لألئ العقد لما تناثرت - ضياء مصابيح تطايرن من شعل/
تحطمت تلك الذكريات.. على مرآى زورق بحري صهيوني، راح يجوب البحيرة طولاً وعرضا.ً. وقفت على صخرتي ملتاعاً.. أخاطب نفسي قائلاًُ: أين أنت يا يسوع الناصري.. ها هم سلبوا منك البحيرة.. مراكبها.. أسماكها وناسها وذكراها.. وأنت معها..
قيض لي أن أشارك في مؤتمر دعم الثورة الفلسطينية المنعقد في عمان، صادف في زمنية انعقاده، اختطاف ثلاث طائرات من قبل الجبهة الشعبية.. ما أثار دهشتي تلك الشعارات المنتشرة في كل مكان من عمان، تبشر بسوفيتيات (مجالس) العمال والفلاحين.. على وقعها.. تذكرتُ قولاً للينين، يستنكر فيه مرض اللغو والجمل الثورية..
الشيوعيون يفدون إلى ميدان السباق، ليبشروا بأن النظام السوفيتي وكتلته تجاوزت مرحلة الاشتراكية، وعبروا بخطى ثابتة إلى طور الشيوعية.
في غمرة هذا النزال، وأثناء زيارةً لي مع وفد طلابي إلى ألمانيا الشرقية، أتيح لي أن أستلهم حقائق عن الواقع الجاثم في تلك البلاد، عبرتُ عنه علناً في تصريح شفوي لرفاقي، ولمّحت إليه كتابة عبر مقاربة نظرية في دوريتنا الطلابية.. وما كان لي أن أجنح بعيداً لطرق أبواب التابو المهمين على العقل الرسمي، عن ديار المقدس الاشتراكي.. بيد أنني قد تجرأت لذكر الآتي: " ثمة تزييف خطير أخذ بتلابيب النظام الاشتراكي، وقد غدا مكرساً لمصالح الطبقة السياسية المهيمنة على شؤون الدولة، و سرعان ما تحولت إلى ما يماثل طبقة برجوازية جديدة متحكمة بشؤون البلاد، كما لو كانت تتملكها من دون عناء.. عدا عما ما تعانيه ألمانيا الشرقية من استلاب قومي، بخضوعها غير الطوعي للنير السوفيتي." ألح علي العديد من رفاقي أن ألتزم الصمت، لأن العقل المهيمن عصي على المناظرة، في هذه المسألة الخطرة..
كان من شأن تسليط الأضواء على هذه الحقائق- ولو من بعيد- إثارة غيض الشيوعيين.. بدورها دوريتنا الطلابية غدت عدوهم اللدود.. صار شأني، كمن جدف على الرب في بهو كنيسة أو صحن جامع..!!
أمام عواصف هذه الشعارات وصخبها وما لف لفها، شرعت مقولات تضج في ذاكرتي وتعرض ذاتها علي تباعاً: الهروب إلى الأمام، سوق المزايدات، الخروج عن منطق اللحظة، عكس الأمنيات على الواقع..
في البلاد: شرع يترآى منطقان: منطق الثورة ومنطق السلطة، بدأت
أتلمس، كون السلطة شرعت تبتلع الثورة، وسارت في الابتلاع شوطاً بعيدا.. وما الحديث عن الثورة سوى مجرد لغو وترهات..
ما أثار توجساً خفياً لديّ، تفاقم انشطار القوى بدلاً من تلاحمها.. وتصاعد وتيرة الشقاق بين سورية والعراق، بدلاً من الوفاق..
الشك يعتريني، رحت أتساءل: هل نحن في زمان الهروب إلى الأمام.. أهو خداع الذات للذات.. هل تغوينا الكلمات.. هل نشحن ذواتنا بالكلمات.. نتوهم بكون، كن فيكون..
شرعت أنظر فيما حولنا.. أتلمس واقعنا.. هبَّ خاطر علي أقلقني.. هل نعيش حالة فصام..!!
مستنقع هذا الواقع.. تعشش فيه نفايات الماضي هذا الواقع.. تسود علاقات المحلّة والعشيرة والدين والطائفة في هذا الواقع.. القمع الجنسي مهيمن على هذا الواقع.. من دون العصر هذا الواقع..
نعيش الاستلاب بكل ما فينا عقلاً ونفساً وجسداً.. ومَن نكون كطلبة سوى ثلة نكتب عن الثورة، ونظن أنها قائمة من دون وقائع.. أليس هذا فصاما..!!



#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب القدامى في ظل الإمبراطوريات
- نظرة عجولة في الإسلام
- شعراء الغرب يمجدون النبي محمد / من فيكتور هوجو الفرنسي حتى غ ...
- قصيدة كتبتها غداة الثورة التونسية / نسيت نشرها
- في الشعر / مع دبوان/ أناشيد القهر والحداد
- مع الشعر/ أناشيد القهر والحداد
- على خطى بودلير / ما بين الفرنسية والعربية
- من التراث المسيحي
- ساموزات نبي التحالف العربي الآرامي
- ما بين العرب ومعهم الفينيق ضد الاغريق
- الطريق إلى الكهوف / مقتطف من مدونات كهوف قمران والبحر الميت
- في مواجهة نظرية لنزعة المركزية الأوربية
- من تاريخ المسيحية الثورية القديم / كنموذج
- مقتطفات من عمل مطول تاريخي لي / من االتاريخ القديم كرؤية
- ما بين الإسكندر المقدوني والعرب
- ما بين الاسكندر المقدوني والعرب
- الدين كظاهرة اجتماعية في الزمن الجاهلي -
- وقفة مع نظرة لحسين مروة مع الموضوع الآتي - الدين كظاهرة اجتم ...
- خلاصة مقاربة عمل في قرطاج
- المسيحية في زمن قسطنطين / تابع لمنشور البدايات


المزيد.....




- سد في مينيسوتا في حالة -انهيار وشيك-.. ما التهديد الذي يشكله ...
- السعودية.. تفاعل على صورة جديدة لخالد الفيصل ونجله
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن تنفيذ حد الحرابة بحق المحيشي ...
- مراسلنا: 14 قتيلا بينهم شقيقة إسماعيل هنية جراء قصف إسرائيلي ...
- إطلاق سراح مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج بعد صفقة مع وزارة ...
- أكثر من 10 قتلى بينهم شقيقة اسماعيل هنية في قصف إسرائيلي است ...
- Blackview تدخل عالم الهواتف القابلة للطي بجهاز مميز
- حقنة مرتين في السنة تثبت فعاليتها ضد فيروس نقص المناعة البشر ...
- الدفاعات الروسية تسقط 30 مسيرة أوكرانية غربي روسيا
- اكتشاف جين -صيني- قادر على محاربة السمنة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - من أوراقي/ حزيرانيات