أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فالح حسون الدراجي - فازوا في ساحة الطيران, وفزنا في الدوحة!















المزيد.....

فازوا في ساحة الطيران, وفزنا في الدوحة!


فالح حسون الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 08:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نعترف، ان معركتنا مع الأرهاب معركة صعبة، ومكلفة، وأن منازلتنا للارهابيين منازلة عنيفة، وقاسية أيضاً، فحين
يسجل الأرهاب نقطة ضد شعبنا، نجد أن أبطالنا يبادرون بالهجوم فيحرزون نقطتين مهمتين، ونفس الشيء يحدث في
الجبهة الأخرى، اذ يهرع الأرهابيون لتسجيل فوزلهم على شعبنا، بمجرد أن يروا أن العراقيين قد أحرزوا نصراً فذاً.
وهكذا تمضي سجالاً بيننا وبين اعداء شعبنا، فقبل أيام، وما أن فزنا في كرة القدم على فريق عمان في بطولة أسياد
الدوحة، حتى جاء رد الأرهابيين سريعاً فأغتالوا مدرسة صابئية وقساً مسيحياً وأستاذاً جامعياً مسلماً، وحين عاد فريقنا
ليفوزعلى ماليزيا بأربعة أهداف ضد لاشيء، أغتال الأرهابيون بعد ساعات من هذا الفوزعائلتين شيعيتين، وتسعة
مواطنين من ابناء السنة، فضلاً عن أغتيال عدد من فرسان شرطتنا الوطنية، أذاً هي معركة شرسة وقاسية، ويقيناً أننا
الآن أمام عدو(حقير) ونذل بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، فهو يعرف متى وأين يفرح العراقيون، لذلك يسرع لأغتيال
تلك الفرحة، ومصادرة لحظاتها، فمثلاً حين أحرز رباعنا ميدالية فضية في الدوحة، وأرتفعت حينها القامة العراقية
على منصة التتويج، (بادر) الأرهابيون حالاً لمصادرة هذه الفرحة، وأذلال هذه القامة الناهضة (لاسمح الله) فأسرعوا
لتهريب المجرم أيمن سبعاوي من سجن بادوش في الموصل، فهم يعرفون جيداً، ان نجاحهم في تهريب هذا القاتل،
سيحزن العراقيين كثيراً، وبالمناسبة - فان قضية تهريب أبن سبعاوي تحتاج الى وقفة طويلة، وكلام كثير، بل وتحتاج
لأستقالة ثلاثة وزراء من الحكومة العراقية، لكننا سنؤجل الحديث حول هذا الموضوع الآن،لأننا لانريد أن نعكرمزاج
أبناء شعبنا، فنصادرفرحتهم في مثل هذا اليوم - ولأن معركتنا مع الأرهاب متواصلة ونديَّة، فقد تعملق أسود الرافدين
قبل ثلاثة أيام وهزموا منتخب أوزبكستان القوي بهدفين لهدف واحد، ولأن فرحة هذا الأنتصار كبيرة، وعارمة في
قلوب العراقيين، نرى الأرهابيين لم يكتفوا بردود أفعال تفجيرية محدودة، حيث لم يقتنعوا قط بتفجير سيارة واحدة
في تلعفر، ولا في اغتيال عدد قليل من المواطنيين في المقدادية، ولا في أغتيال صحفي عراقي واحد، ولا في تهجير
كذا عائلة عراقية- فهذه العمليات في حسابهم- هي عمليات بسيطة لا ترقى لمستوى الفعل العراقي الكبيروالمتحقق في
الدوحة، لذلك عمدوا الى تدبيرعملية أجرامية ضخمة وموجعة لعدد كبيرمن العمال البسطاء في ساحة الطيران، حيث
راح ضحية هذه العملية القذرة أكثر من مائتي عامل، جُلهُّم بين شهيد وجريح!! وحين أقول عنها قذرة، فأنا لا أستخدم
هذه المفردة لكرهي وحقدي الشخصي على الأرهابيين فحسب، بل ولأن العملية ذاتها تستحق هذا التوصيف بجدارة،
فماذا نسمي أشخاصاً يأتون قبل شروق الشمس بسيارة مفخخة تحمل أكثرمن مائة وخمسين كيلوغراماً من المتفجرات الى مكان صغير لتجمع عمال بناء، قد لايتجاوزعددهم مائتي عامل، فيفجر أحدهم السيارة وسط هذا الحشد المتجمع،
ليقتل عدداً منهم، وحين يهرع الناجون من العمال، لرؤية ماحدث لأخوتهم، وزملائهم، تتفجر فيهم السيارة الثانية، ثم
تنهال على الباقين الصواريخ المنطلقة من سيارة ثالثة لبُدَت في زاوية قريبة من الحدث، فتحصد ماتبقى من هؤلاء المساكين، فأية صفة نطلقها على هؤلاءالقتلة، وأي توصيف يجدر بهذه العملية، إن لم تكن صفة القذارة والنذالة مثلاً؟!
ولكن، ما أن أزيلت دماء الأبرياء من أسفلت ساحة الطيران في بغداد، وما ان نقل الجرحى الى المستشفيات، حتى
كان لأبناء دجلة والفرات حديث ثان، إذ تمكن الأشاوس من سحق فريق كوريا الجنوبية بهدف واحد في الدوحة، ومن
ثم الأنتقال الى مباراة الذهب بجدارة وأستحقاق، رغم أنهارالدم والدمع، وأوجاع الحزن، لقد أنتقلنا أولادنا الى مباراة
الختام رغم كل الدسائس، والأحتيال، والألتفاف القطري، بل والآسيوي أيضاً.
لقد فازفتية يحيى علوان، وسعدي توما، وعامر زايد اليوم على كوريا الجنوبية كروياً، وفازوا على الأرهاب وطنياً
وأنسانياً، ودحروا المتآمرين ( اخلاقياً وأعتبارياً ) فأهدوا أهلهم فرحة كبيرة، أنسوا بها المنكوبين بعضاً من أوجاعهم
ونكبتهم ، وأضافوا للارهابيين المدحورين سهماً جديداً في جسد أرهابهم المتخم بالرماح والسهام العراقية النافذة !!
وهنا ادعوا جميع الخلق، وخاصة أولاد - الأعلام العربي - الى التدقيق جيداً في المشهد العراقي، والتحكيم بحيادية،
ليعطوا تقاريرهم القومية الباسلة عن - المقاومة الوطنية الشريفة - بأمانة، وليقارنوا بين خصمين يلعبان على أرض
واحدة، فالعراقيون الذين فازوا اليوم في ملعب الدوحة - علناً - وأمام الأقمارالأصطناعية، حيث شاهد فوزهم مئات
الملايين في العالم، وحيث كان فوزهم قانونياً وشريفاً،وقد حصل في ظل عدد من الحكام الدوليين والمراقبين، ومتابعة عدد من الصحفيين والنقاد، والكاميرات، ناهيك عن ان هذا الفوز الذي جاء باللعب النظيف والرائع ، الذي وفرالمتعة
لمئات الملايين من المشاهدين، لم تسفح به قطرة دم واحدة، ولم يصب به أحد بأذى، أوتناله أصابة موجعة، وفوق هذا
وذاك، فقد أفرح هذا الفوزالملايين من ابناء الشعب العراقي، من شيعة وسنة، ومن مسيحيين وصابئة وأيزيديين،عرباً
وكرداً وتركمان، وكلدانيين آشوريين، حتى خرجوا الى الشوارع، رغم البرد والقتل والمحاذير، ليحتفلوا سوية بهذا
الفوزالكبير، بينما يختفي خصومهم - الأرهابيون - بعد فوزهم في ساحة الطيران، في جحورهم، وأوكارهم المويوءة،
وهم يلتحفون بعارهم، وخزيهم، ودماء الضحايا تؤرق منامهم، فأي فرق بين فعلين، وأي مسافة بين فوزين مختلفين؟!
فوز جاء في واضحة النهار، وأمام العالم كله، فأبهج الدنيا، وأفرح العراقيين، فأحتفلوا ورقصوا فرحاً به، وفوز ثان
ياتي غدراً وغيلة،حيث يخطط له في الظلمة، وفي زوايا الكهوف والأوكار المظلمة،وينفذ عن بعد، باجهزة الريمونت
كونترول، فيقتل عدداً كبيراً من العراقيين الأبرياء -الذين لاناقة لهم لدى الأحتلال ولاجمل- ويجرح الباقين من أولئك
العمال المساكين، الذين خرجومن أعشاشهم قبل الصباح، ليبحثوا عن رزق يوم واحد، يعيلون به عوائلهم يوما واحداً .
لقد فازمنتخب العراقيين في الدوحة، وفاز لملوم الأرهابيين في ساحة الطيران، ولكن شتان ما بين هذا الفوز، وذاك!!



#فالح_حسون_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطريون يفخخون مباريات الفريق العراقي
- العراقيون يهزمون الطائفية أربعة - صفر
- لكل عصر ( أبو درعه ) !!
- أيها العماريون : مات محمد عمارة !!
- العلم عند الله ، وعبد الله وزاير بوش !!
- الصابئة برحي العراق ، فأحموا برحيكم
- ليلى فائق في ذمة الخلود
- أحقاً أنا طائفي ياسيد قلَّو ؟
- وأحنه أشما نقصنه أنزود !!
- في الذكرى الحادية والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- أي عراق هذا ، بلا مسيحيين ؟!!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فالح حسون الدراجي - فازوا في ساحة الطيران, وفزنا في الدوحة!