أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/1















المزيد.....

برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8009 - 2024 / 6 / 15 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باختصار فان مااستحصلته منطقة الشرق المتوسطي العربي من الطور المنقضي الى الان من تاريخ الانقلاب الالي، هو الانتقال من حضارة الانهار الابتدائية البدئية على مستوى المعمورة، الى ريعية الابار النفطية، او هكذا وصلت حتى الان بانتظار الاحتمالات المضمرة للحركة التاريخيه، فيوم عرفت اوربا الالة والتحولات التي رافقتها من متغيرات "حداثية"، كان انعكاس الحدث المذكور وماترتب عليه ونتج عنه من حصيلة هيمنيه، رغبة ( نهضوية زائفة) طمحت للالتحاق بالمنجز الغربي، كان محور تشكلها مصر وساحل الشام، وتبعهما العراق، الامر الطبيعي والبديهي، فالمنطقة المشار اليها هي بالاحرى منطقة حضارة الانهار، النهر الواحد النيلي، والنهرين العراقيين، وهنا بدات الحضارة البشرية التي يغفل وصفها بالنهرية ارضويا كيانيويا مجتمعيا كما سماويا ابراهيميا.
بلا ادنى شك صار واضحا اليوم بان ماتقدم من شكل استجابة وردة فعل على النهوض الغربي الحديث على الطرف الاخر من المتوسط، قد اثبت بان الاصول النهرية وماينتج عنها من بنية وتكوين لاتتفاعل مع مقتضيات الانقلابية الالية المجتمعية حسب النمطية الاوربية، وان ماكان ممكنا حدوثه بالاحرى هو لحظة تاريخيه حصيلتها"موت الانهار"، الامر االقائم اليوم في مصر بسبب تعاظم عدد السكان وتجاوزه حدود قدرة النيل على الفعل المجتمعي المتناسب مع الانقلابية المستجده وشروطها بالدرجة الاولى، بالاضافة لاسباب اخرى تتعلق بمجرى النهر والبلدان التي يمر بها، هذا في وقت يصبح العراق على مشارف التصحر، ماقد اوقف عمليا فعل الاليات التاريخيه البيئية، من دون ان تترك اية اثار يمكن تبينها باي شكل كان على مستوى الوعي، الامر المثير لاقصى مايمكن من الاستغراب، مع انه قد اورث اخيرا حالة من الانغلاق المتردي وانعدام الرؤية الشامل.
على منقلب آخر كان لابد من الانتباه لماكان قد اورثة منتج غير انتاجي، وغير دال على فعالية تكوينيه حضارية، لابل هو اقرب الى ان يتمثل بما يضاد الكينونه التاريخيه، مثل ماقد حصل في الجزيرة العربية بسبب النفط، العامل الذي جعل (ال سعود) يصبحون حكاماعلى يد الانكليز فياتون بهم من منفاهم في الكويت بعد هزيمتهم، لنصبح امام "ملكية" لم تعرفها الجزيرة العربية في تاريخها منذ وجدت على الارض، باعتبار هذا الموضع كيانيه لادولة احادية محكومة لاقتصاد الغزو والاحترابية القصوى الملازمة له وللمجتمع المسلح، مع كونها "طلع لايحكم" كما يقول عنها اهلها، فاذا بنا امام "دولة ريعيه"، وجودها مرهون بقلب طبيعه المجتمع الاحترابي التاريخي الى مجتمع منزوع السلاح، يعيش على موارد النفط الموزعه هرميا على القبائل من قبل الحاكم، الامر المناقض للاسلام اعظم ثورة كونية عرفها المكان ودولته العقيدية المتعدية للقبلية والمخضعه لها.
اذن يدمر العراق ويسحق ويزال ككيان على يد الكيانية الامبراطورية الامريكية المفقسه خارج رحم التاريخ، و لا يبقى من مصر"هبة النيل / هيرودوت" اية اليات وطنيه فعالة، لتعم حالة من التازم الفوضوي، في حين تتناسل دول الابار على اطراف القاعده الجزيرية الاساس الاكبر، لنتعرف تباعا على عالم اخذ بالحضور يحل محل ويرث "حضارة الانهار" التاسيسية الكونية ب"حضارة الابار"، وبدل الاهرامات وبرج بابل الجد الاعلى للابراج على مستوى التاريخ البشري، والجنائن المعلقة، يصير لدينا فجاة "برج زايد" المصنوع على يد اخرين، و"دولة قناة الجزيرة"، لابل وتفبرك ابراهيمة "ترامبو صهيونيه"، مع حلم مزج الريع النفطي بالتكنولوجيا الاسرائيلية، من اهم مرتكزاته النفي الكلي، والاسقاط لأية ملامح اودالات خصوصية تاريخيه، بالذات على مستوى احتمالية المستقبل، او مايمكن وصفه بانبعاثية مابعد الانهار النهرية.
المهم لابل الاهم في اللوحة، ماتتمتع به تلفيقية حضارة الابار وجهدها التطبيعي والابراهيمي المزور، كونها تعيش حالة تفرد نموذجي، وجوده عملي الفعل يسبق الفكرة الغائبة او مايعرف بالدعاية، فاذا ذهبت بلاد برج زايد الى شراء ارض الاهرام، وقاربت التحكم بكل مسارات وضعها الاقتصادي، فان مايعرف بالصحافة او السوشال ميديا المصري المعروف تاريخيا ب حضوره المميز، لايكون موجودا، مايعني بالاحرى ان المنطقة يحكمها مايمكن ان يطلق عليه "اللاتشخيص" وهو الاخطر من بين ظواهر اللحظة المعاشه، والمتاتي من هزيمة الاحيائية النهضوية، ومامترتب عليها بالاخص في الجانب التصوري، فما كان بدا مع الافغاني ومحمد عبده وماتبعهما، بلغ حالة الموت من دون محاولة تعرض او اشارة، بما جعل المنطقة خرساء اليوم بلا نطقية ولا افصاح دال على المعاش، الا ماهو في عداد التسجيل اليومي غير المقرون ب او المحال الى رؤية شاملة باية درجه كانت.
والمؤكد ان مثل هذا التعبير لم يات، او انه لم يعرف النضج اللازم على مستوى المعاينه والنظر الى ماوراء اللحظة، الامر الذي يتطلب شمولية غير عادية تصل حد الكونية الغائرة في الماضي والحاضر، والنهضويين المندحرين الصامتين اليوم، ليس بيدهم مايمكن ان يتيح لهم الاستمرار، فالامر صار بالاحرى مرهونا بانطلاقه مستجده محورها مابعدهم، قائم على نظر مغاير ومختلف للغرب ونهضته الالية البرجوازية الحديثة، واسقاطاتها، وحصيلة التماهي معها ونتائجه، وماال اليه في موضع من العالم بعينه خارج ماكان متصورا، او تكرس كمعتقد نهائي يقول بامكان تمثل الانقلابيه الاوربية في العالم الشرق متوسطي العربي، وهو ماانتهى الى الخراب والتفتت الراهن، حد الخروج من دائرة الفعل.
اذا كان واردا باي شكل الاعتقاد باحتمالية الاستمرارية التاريخيه في العالم الشرق متوسطي اساس البدئية التاريخيه المجتمعية على مستوى المعمورة، فهو كما واضح ومرجح سيكون بلا ادنى شك من نوع ونمط ينتمي الى "النهوضية الحداثية الثانيه"، فالمنطقة انتبهت على النهوض الغربي الحديث ابتداء لتتماهى معه وتتبعه : " لماذا تقدم الغرب وتاخرنا؟" لتنتهي الى الخراب الشامل وتوقف الاليات التاريخيه عن العمل، بينما تمكن الغرب بوجوده الموضوعي وماانتجه من ناحية تخطيطه وفعله، الى محاولة اقامة تعبيرية عن المنطقة، وعن مايعرف بالنهضة " الملتحقة كليا " بالغرب ونموذجه، بافتعاله نماذج " دول الابار"، والتشبه الكاريكاتوري بالمنجز التاريخي البدئي النهري، ايحاء فالشعور بالافلاس واللا حيثية وحتى الوجود، هو مايمكن ان يضعنا اليوم امام "برج زايد"، وابراهيمية ترامب الصهيونيه.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاعراق واللاعالم/ ملحق 2
- اللاعراق واللاعالم / ملحق1
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-اولاعراق/6
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/5
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/4
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/3
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/2
- تولد-الحركة الوطنية العراقية-اولاعراق؟/1
- امة اللاامة، اللادولة، اللانخبه/5
- ماركس والعودة على بدء؟
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبة/4
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/3
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/2
- امة اللاامة اللادولة واللانخبه/1
- اسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/ 3
- إسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/2
- إسقاط الارضوية تجنباً للفنائية؟/1
- نهاية الارضوية بصيغتها التوهمية الاوربية
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ه
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق 3د


المزيد.....




- رويترز تتحدث عن -عشرات الوفيات- بلهيب الشمس بموسم الحج
- يورو 2024.. قيادة منتخب البرتغال تدافع عن مشاركة رونالدو
- بعد هدوء لـ3 أيام.. -حزب الله- يعلن تنفيذ عملية ضد موقع إسرا ...
- الدفاع الروسية: استهداف منظومة صواريخ -إس-300- أوكرانية ومست ...
- روسيا تكشف عن منظومات صاروخية مضادة للدرونات والزوارق المسيّ ...
- ذهب رقمي.. ما هو شرط انتشار عملة بريكس في العالم؟
- روسيا تشل السلاح الأمريكي في أوكرانيا
- خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على -السيد لا-؟
- لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي
- هنغاريا تعارض ترشيح فون دير لاين كرئيس للمفوضية الأوروبية


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/1