أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عثمان فارس - مقاربة تاريخية














المزيد.....

مقاربة تاريخية


عثمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 8008 - 2024 / 6 / 14 - 23:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ما بين اسماعيل الذبيح، عليه السلام
و ما بين شعب السودان فاقد السلام
_____________________
مدخل:
   ضُلعنْ محرومة من الفرحة
   من حقها تبكي ب حرية
                     م الحسن حميد
   الأعياد  الدينية هي تخليد لمناسبات او مواقف و معجزات/كرامات حدثت لانبياء او لأولياء سالفين، نستشف منها العِبر ونستخلص منها الدروس في بناء مجتمع فاضل تسود فيه اواصر التعاضد والتراحم ومكارم الأخلاق .
    عيد الأضحي (المبارك) هو تخليد للمعجزة الإلهية المتمثلة في قصة الفداء العظيم لسيدنا اسماعيل عليه السلام، عندما رأي سيدنا ابراهيم عليه السلام، في المنام انه يذبح ابنه امتثالاً لأمر الله عز وجل، فافتداه الله بذبح عظيم (كبش من الجنة).
      فصارت الأضحية سُنّة أبانا ابراهيم عليه السلام في قومه ومن بعده سار عليها سائر المسلمين من أمة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الي يومنا هذا .
   لله درك يا ابن هاجر و عليك السلام ..
   ولك الله يا شعب السودان الضحية
     وبما ان [كل إناء بما فيه ينضح] فإنني أقف اليوم، متأملاً، ونحن علي أعتاب هذا العيد، الذي كنت اتمني ان يكون سعيد، وعلي شرف هذه الذكري الموحيّة، ونحن في غمرة هذا الحزن الدافق و البؤس الطافح مما اصابنا ويصيبنا كل يوم وحتي هذة اللحظة، وعلي مدي عام ونيف اي قبل عيد الأضحي الماضي .
        أكثر من سنة كبيسة ونحن، ابناء/ات الشعب السوداني في هذا الوضع المؤلم والموت يتربص بنا من الجهات الست، ويأتينا براً وجواً وجوعاً وعطشاً وبضربات شمس في الصحراء، و أشلاء و قبور الضحايا تملأ طرقات وميادين المدن والصحاري والوديان الجبلية و الكثبان الرملية .. ولا منقذ ولا مغيث !!
       أتأمل تلك البوستات والترندات في الاسافير الناضحة بتلك الأدعية، الغير مستجابة، و التمنيات التي لم يتحقق 1% منها بعد !!
    وتلك الفتاوي والمواعظ الدينية التي تجتهد فيما يجب وما لا يجب وعن اوصفات وسمات الخراف المُستحب ذبحها في يوم الفداء العظيم، وعلي منّ تجب عليه الأضحية كما لا ينسي الفقهاء والوعاظ، علي تطبيب جرح الفقراء والمساكين في مواعظهم، بلغة مسجوعة: (ألا تحزن أيها الفقير فقد ضحي عنك البشير النذير) !!
    هم فرحون مبتهجون، ضحوا ضحاياهم وسأل دماؤها، ونحن دماءنا (حمّرت) مياه النيل !!
    في ذروة هذا البؤس الطامح ينهض سؤال لحوح وهو :
  هل تجب الأضحية علي الضحايا، ضحيا الحرب المجنونة في معسكرات اللجوء والنزوح والعالقين في الحدود تحت جحيم هذا الصيف الاستثنائي المميت؟؟
    ام ضحي عنهم أولياء أمورهم من الرؤساء والحكام (المسلمين) وأتباعهم من فقهاء السلطان الذين يدبجون لهم الفتاوي في مثل تلك المناسبات ؟؟
    الإجابة التي لا تحتاج لعناء جهد، ان أولياء أمورنا ضحوا بنا ولن يضحوا عنّنا !!
   ضحوا بنا عندما اوقدوا نيران هذه الحرب التي لاتبقي
ولا تذر الفاتكة بالبشر، ضحوا بنا عندما سلمونا للغزاة (تسليم مفتاح) و أصبحنا مجرد ارقام في سجلات منظمات الاغاثة و حقوق الانسان و شئون اللاجئين وفي دوسيهات المشارح وثلاجات حفظ الجثث !!
   وتفوقنا علي الشعب الفلسطيني في قمة مأساته الانسانية، في زمان مضي، كما صوّرها الشاعر الفلسطيني محمود درويش :
    سبايا نحن في هذا الزمان الرخو
    اسلمنا الغزاة الي أهالينا
   ولا زلنا نعد العدة حتي انغض
   حامينا علي الاعراف والذكرى
         و سلام في مقبل الاعياد      



#عثمان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الي الضمير الانساني العالمي والاقليمي
- شعراء في دروب النضال
- ثلاثون عاما في صناعة شخصيات كارزمية بديلة
- الشخصية الكارزمية وأثرها في تاريخ السودان
- الشخصية الكارزمية و دورها في تاريخ السودان
- عيد العمال في السودان بين الأمس واليوم
- الإحتفال بعيد العمال
- قصة قصيرة : الظلال الطفبوعية والعودة المستحيلة
- الطبقة والقبيلة في السودان
- في ذكري ثورتي 6 ابريل 1985، 6 ابريل 2019
- وداعا: الكاتب الشيوعي السوداني/ طارق علي حامد
- عثمان عبدالله فارس
- الظلال الطفبوعية و العودة المستحيلة
- السباحة عكس التيار
- في الذكري 76 للحزب الشيوعي السوداني
- قصة قصيرة من السودان
- النساء في الشعر السوداني الحديث
- توظيف وليس توصيف الشعر
- قصة قصيرة : طفبوستان (من قصص الطفابيع)
- محاكمة القصيدة ام ادانة الشاعر ؟


المزيد.....




- رويترز تتحدث عن -عشرات الوفيات- بلهيب الشمس بموسم الحج
- يورو 2024.. قيادة منتخب البرتغال تدافع عن مشاركة رونالدو
- بعد هدوء لـ3 أيام.. -حزب الله- يعلن تنفيذ عملية ضد موقع إسرا ...
- الدفاع الروسية: استهداف منظومة صواريخ -إس-300- أوكرانية ومست ...
- روسيا تكشف عن منظومات صاروخية مضادة للدرونات والزوارق المسيّ ...
- ذهب رقمي.. ما هو شرط انتشار عملة بريكس في العالم؟
- روسيا تشل السلاح الأمريكي في أوكرانيا
- خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على -السيد لا-؟
- لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي
- هنغاريا تعارض ترشيح فون دير لاين كرئيس للمفوضية الأوروبية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عثمان فارس - مقاربة تاريخية