أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيامند حسين إبراهيم - جمال البناء من الطبيعة البشرية














المزيد.....

جمال البناء من الطبيعة البشرية


سيامند حسين إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8008 - 2024 / 6 / 14 - 21:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


منذ أن خلق الله عزوجل، البشر على هذه الأرض وهم يسعون جاهدين في سبيل معيشتهم وسكنهم والعيش بأمان ولكن عبر تاريخهم الطويل لطالما حقق البشر هذه الحاجات وانتقلوا بعدها فوراً إلى الرفاهية والبذخ في العمران لأن الله عزوجل زرع حب الترف والاستمتاع بالجمال في الروح البشرية لذا نجد بأن قدماء المصريين قبل ٤ الاف عام كانوا يبنون قصوراً ممردة ومدهونة بالألوان على ضفاف نهر النيل تصلها العربات من جانب والقوارب من الجانب الآخر، كما نجد الإغريق والرومان كان يسكنون في قصور من الرخام الأبيض ويغتسلون في قدور من فضة، وتعترش كروم العنب متسلقة على شرفات قصورهم فوق الجبال. بالاساس اعتمد البشر على الطبيعة في البناء واخذ الدروس منها فعدا عن مستلزمات البناء قام البشر بتقليد الطبيعة من صنع الاقواس والأعمدة والسطوح المستوية إلى السطوح الملتوية والمخروطية إلى النوافذ المستطيلة أو الدائرية كل حسب حاجته وظروفه المناخية والجغرافية فمثلا الاعتماد على الاقواس في هندسة الابواب كان بالاساس لتحمل الهزات الارضية والثقل الكبير من السقف على الزوايا والجدران والنوافذ الكبيرة لإدخال أكبر كمية من الاشعة أما الهوة او القبة ذو النوافذ كانت لإدخال اشعة الشمس إلى الصالات الكبيرة المظلمة، حتى الدهان في البداية كان ابيض اللون فقط من اجل عكس واضائة الغرفة عندما تأفل الشمس او ليلاً كي يكون ضوء السراج ساطعاً حتى الجسور الخشبية الكثيرة في الأسطح لما تكن للزينة بل لحمل طابقِ ثانِ، أما الاسقف المخروطية فكانت لتخفيف حرارة الشمس داخل المنزل مثلها مثل زراعة النباتات المتسلقة أمام الجدران كي تمنع اشعة الشمس المباشرة من تسخين المنزل صيفاً، البيئات والثقافات البشرية هي التي كانت تفرض نفسها على مهندسي البناء حيث إنه في المدن القديمة والمحافظة كان يتم بناء منازل كبيرة متعددة الغرف ذو طابقين ومليئة بالاشجار والزهور والنوافذ كي تعيش فيها عوائل كثيرة متفرعة من عائلة واحدة وذلك لصعوبة تأمين سكن لكل عائلة صغيرة ولأن الفن والذوق البشري لا حدود له في التصميم والإبداع فقد قام البشر بخلق اشكال جديدة بديعة للنظر حيث إن مهندسي العصور الوسطى لجؤا الى صناعة قباب زجاجية لمباني اسطوانية وذلك لكسب اكبر قدر ممكن من اشعة وضوء الشمس شتاءً لأنهم كانوا يعانون من ظلمة الشتاء ليلا ونهارا في بلاد باردة، اما في المناطق ذات الشمس الساطعة قام المهندسون ببناء مباني داخلية عريضة وذلك لتلافي اكبر قدر ممكن من اشعة الشمس الحارقة الاكثر جمالا في الفن البشري العمراني هو تمازج الثقافات وتطور الفكر العمراني على مر العصور من النموذج الاهرامات الفرعونية إلى المعابد المستطيلة الاغريقية إلى القصور الرومانية إلى الايوانات الضخمة الفارسية إلى القباب الشاهقة في العمران القوطي في فرنسا والباروكي في ايطاليا إلى الطراز الفيكتوري الانكليزي والاسلامي الاندلسي ثم العثماني إلى المغولي في الهند إلى الطراز الصيني والياباني الشرقي كل هذه النماذج وغيرها العشرات أثرت الثقافة والحضارة الإنسانية على مدى العصور فما افسدته السياسة والحرب أصلحه الفن والموسيقا والبناء والأدب لأنه رغم نزعة الطمع والجشع إلى التملك والتحكم في كل شيء الموجودة في النفس البشرية إلا إن حب الطبيعة والفن والأدب معجونة في الروح البشرية من الخلقة الأدمية وإلى اليوم ولهذا فإن اليونسكو تعتبر المباني والتماثيل والحضارات الغابرة، إرثاً بشرياً لكافة شعوب الأرض وليس للدولة الموجود بها الأثر.



#سيامند_حسين_إبراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفشاون ذاكرة الاندلس
- طريق الحرير الرابط التاريخي بين البشرية
- طريق التجارة (الخليجي- التركي) جحيم تركيا القادم
- ماأهداف الهجمات الحوثية على السفن وما نتيجتها
- ثلاثة مجالات استثمار هي أفضل ما يمكن ان تستثمر به في ظل الته ...
- ما حقيقة إنسحاب التحالف من سوريا والعراق
- إعادة احياء الامبراطورية الفارسية والتتارية على اشلاء الدول ...
- الحكومة السرية الموحدة التي تحكم العالم
- كيف تحتل قارة دون أن تخسر جندياً
- أفريقيا التحرر إلى الاستعمار الشرقي
- الاقرب للصواب في حقيقة أصل نبي الله إبراهيم الخليل:
- لماذا الممالك والإمارات هادئة والجمهوريات ذو الحكومات المُنت ...
- مفهوم الحرية في الشرق الاوسط
- مقومات بناء الدولة ٢ الاقتصاد القوي
- مقومات بناء الدولة
- ما هو التعليم الناجح
- كيف تنشئ مشروعا اقتصادياً ناجحاً برأسمال صغير
- الاكتفاء الذاتي يحمي السكان من أثار وتبعات الازمات الدولية
- تاريخ الالبسة


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيامند حسين إبراهيم - جمال البناء من الطبيعة البشرية