كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8007 - 2024 / 6 / 13 - 00:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
آخر ما توصل اليه وعّاظ السلاطين من مشايخ الجاميّة والمداخلة، ومن سار على نهجهم في تعظيم شأن الولاة والملوك والأمراء والرؤساء والزعماء والسلاطين. هو وجوب طاعتهم وعدم الاعتراض عليهم في السر والعلن. وبالتالي يتعين علينا الاستعانة بخرائط جغرافية محددة باحداثيات خطوط الطول والعرض، لبيان المساحات السيادية لولاة الأمور. لأنها تتغير من دولة لأخرى، ومن مملكة لأخرى، ومن بلد لبلد. فالرقعة التي يتقيد بها الناس في إبداء الولاء والطاعة للرئيس قيس الدين بن سعيد في تونس، تختلف عن الرقعة التي يحكمها امير المؤمنين مُحمد السادس عشر بن الحسن الثاني عشر الذي يبسط نفوذه على المملكة المغربية المغتربة، وتختلف عن أبعاد الدولة الماليزية التي يحكمها الآن الرئيس أنور إبراهيم. .
من هنا يتعين على منظمة العمل الإسلامي تزويدنا بخرائط استدلاليّة تبين لنا المكان والزمان الذي تتغير فيه الولاءات بموجب تنقلاتنا في الاتجاهات البوصلة الأربعة. لكن المشكلة التي قد نواجهها ان بعض البلدان الإسلامية لها اكثر من رئيس. خذ على سبيل المثال والحصر الرؤساء الذين يحكمون العراق في المرحلة الراهنة. وهم رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب. ولكن ماذا عن اقليم كردستان الذي يحكمه رئيس منفصل يتمتع بصلاحيات استثنائية تجعله من كبار ولاة الأمور في محافظات دهوك والسليمانية واربيل ؟. وماذا عن المناطق المتنازع عليها في الصحراء المغربية، وفي ليبيا والسودان، وفي الارض المحتلة ؟. وهل يتعين على الفلسطينيين طاعة محمود عباس لأنه يتربع على رأس السلطة في الضفة، أم يكون الولاء للمقاومة المسلحة في غزة ؟. .
ولكن نبقى بحاجة لمراجعة فقهاء الجامية والمداخلة من اجل تزويدنا بالأطلس المتوفر لديهم بالألوان الإيمانيّة الجديدة لكي نعتمد عليه في تحديد ولاءاتنا، وحتى لا نقع في الخطأ لا سمح الله. .
فالخارطة الجامية رسمها (محمد امان الجامي)، وفيها بوصلة الاتجاهات السياسية التي تجعل من طاعة الحاكم سواء من الامراء او النواب أو قادة الجيش نهجاً مصيرياً. .
اما الخارطة المدخلية فرسمها (ربيع المدخلي) وهو من تلاميذ الجامي، ويختلف عن المطرب ربيع الخولي، ومن الداعين إلى عدم جواز معارضة الحاكم، وعدم إبداء النصيحة له في العلم، وبصرف النظر عن الفواحش والأخطاء والجرائم التي يرتكبها. .
كلمة اخيرة: إن كان في الأمر صعوبة في طباعة الخرائط وتحديثها، فلا بأس من اختيار عشرة ولاة من ولاة الأمور على طريقة (TOP TEN) وتحديد مناطق نفوذهم، لكي يتسنى العمل بها عند السفر بحرا وجوا وبرا. . .
ولله في خلقه شؤون. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟