أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - الارضة القطرية!













المزيد.....

الارضة القطرية!


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 8006 - 2024 / 6 / 12 - 20:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تراجع الدور السعودي الذي كان طاغيا في ارسال الدعاة (المسلمين) الى بقاع العالم المنكوبة بالحروب او المجاعات او الفقر بسبب رؤية وريث العرش محمد بن سلمان للمشهد السعودي المتخلف عن ركب الإنسانية والتمدن لو استمرت هيئة الامر بالمعروف مثلا في نشاطاتها المعادية للكرامة البشرية، برز الدور القطري جليا في الدعاية السياسية للإسلام الاخواني الذي يتخذ من (إقامة دولة ديمقراطية تحكمها الشريعة الإسلامية) شعارا له.
لقد وصلت الى دولة المكسيك منذ 15 سنة هاربا من اسراب الجراد الإسلامي الرمام، رايات وشعارات واسلحة من كل الماركات والمناشىء والاعيرة. الكل يريد اكل لحمك ميتا ولكن لا أحد يكره هذا الكل!
كان الدور القطري ابان سقوط نظام صدام حسين أوضح من عين الشمس، بيوت تتخذ كمراكز عمليات ويمول ساكنوها بالمال القطري والكويتي أيضا. الجثث تتزايد في شوارع بغداد حيث لا قانون ولا سلطة تنفيذية ولا ثقافة مجتمعية رافضة لتمزيق النسيج الوطني العراقي الذي كان يسود قبل انتشار النعرات الطائفية والعرقية.
ولعل ما يلفت النظر في النشاط القطري الدولي في مجال الترويج للإسلام الاخواني نقطتان يجب الانتباه اليهما.
أولا: التمويلات المبالغ فيها للجامعات والمراكز العلمية والمعاهد الاجنبية، حيث نستطيع ان نرى مفعول هذا الفعل في الاحتجاجات الطلابية اليسارية التي شهدتها جامعات ومعاهد الولايات المتحدة وبعض الدول الاوربية لشجب (الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل) حسب التعبيرات الإعلامية الموالية للإعلام القطري ضد (أبرياء غزة ورفح)!!؟ ، في حين شاهد العالم بعينه وعلى شاشات الديجتال كيف بدأ ارهابيو حماس في السابع من تشرين الأول 2023 عملية قتل وخطف مئات الإسرائيليين العزل من أحد مهرجانات الموسيقى ومن منازلهم، ايعقل ان تسكت دولة تحترم سيادة القانون وتبجل الديمقراطية عن قتل أبنائها؟
والنقطة الثانية التي اود الفات النظر اليها هي قضية الاستثمارات القطرية في الدول الغربية، فقطر التي تمتلك على سبيل المثال نادي (باريس سان جيرمن) مستعدة من يوم غد لشراء باريس وبون وبروكسل ولندن لو أتيح
لها هذا الخيار!
فمسقط المنتفخة بأموال الغاز تحب صوت المفرقعات ومشاهد الاثارة في شوارع العالم المتمدن انطلاقا من الفكرة القائلة كلما نشأت حضارة على مرأى سكان الصحراء دمرت بسبب ثقافة الشح والندرة والدونية، ولعل لنا في الهكسوس ومصر مثالا يحتذى.
لم أكن اتخيل انني ساجد ذات الفكرة في شوارع مكسيكو ستي عندما هربت اليها من جحيم الملتحين المتقاتلين من اجل الحور العين، فعمليات الاسلمة السنية والشيعية تشهد حربا خفية بين الطرفين، ولعل من أطرف لقطات هذه الحرب افتتاح مراكز ومدارس للأطفال والبالغين لتعليم اللغة العربية تابعة للسفارة التركية والإيرانية!
لقد كان الإسلام الوهابي هو صاحب الكعب الأعلى في الجامعات المكسيكية وعندما بدأ بالانحسار بسبب رؤية ابن سلمان (رؤية 2030) برز بقوة الإسلام الاخواني الذي تقود محاوره وتمويله دولة قطر الغازية.
في مايس من العام الماضي اقامت السفارة القطرية محاضرة في الكلية التي اعمل فيها عن دور الترجمة من العربية الى الاسبانية وبالعكس في تطوير المهارات الإبداعية للدارسين والباحثين في التاريخ العربي والإسلامي، طبعا كنت وطلابي من بين المدعوين لهذه المحاضرة، ولكي اقرب الصورة سأصف القاعة التي أقيمت فيها المحاضرة، فالقاعة في الأصل هي مختبر صوتيات ومرئيات لتسهيل عملية الفهم اللغوي، العلم القطري الى يمين منصة السادة الضيوف من غير ان يكون هناك وجود للعلم المكسيكي، على المنصة خمسة لافتات ورقية مطبوعة عليها أسماء الضيوف، في الوسط اسم سفير قطر، والى يساره اسم المدير التنفيذي لجائزة حمد للترجمة الاسباني من أصول سورية ( لبيب نحاس) والى يمين مكان السفير لافتة تحمل اسم أستاذ مكسيكي دكتوراه في العلاقات الخارجية ويعمل مع الإيرانيين والقطريين وجهات أخرى، ثم في الطرف الأيسر من الطاولة اسم شخص لديه مدرسة خاصة لتعليم اللغة العربية برعاية قطرية، وفي الطرف الأيمن اسم أستاذ من أصول مغربية في كليتنا يعمل مع كل سفارة تدعم الاخوان المسلمين!
اما امام المنصة فتم اخلاء صفين من المقاعد لإشغالها من قبل محمد الاحمري السعودي الحائز على الجنسية القطرية والداعم للصحوات السنية العراقية من خلال جمع التبرعات لها، وجمهور من مختلف الجنسيات داعم للنشاطات القطرية في المكسيك.
كان اول سؤال قد دار في رأسي هو: هل تستحق دعوة للفوز بجائزة للترجمة كل هذه المبالغة؟ كان بالإمكان ارسال الدعوة عن طريق ايميل الكتروني الى الكلية التي ستعممه على طلابها!
يوم أمس الثلاثاء نشر سفير قطر في المكسيك تغريدة بالعربية والاسبانية على حسابه في منصة اكس يقول فيها: (إذا كنت تعتقد أن حركة حماس التي تناضل لحماية أراضي الشعب الفلسطيني ونسائها وأطفالها هي حركة إرهابية، فإن كل الأبطال الذين ناضلوا في سبيل تحرير شعوبهم، مثل تشي غيفارا، سيمون بوليفار، بنيتو خواريز غاندي، مانديلا وعمر المختار هم إرهابيون أيضاً)!
ونسي حضرة السفير القطري انه استجلب الى ندوته عن الترجمة الاسبانية العربية أحد أعتى الإرهابيين الذي مارسوا وحشيتهم على الشعب السوري، فـلبيب نحاس Labib nahhas لمن لا يعرفه هو وزير خارجية تنظيم (احرار الشام) الإرهابي المتعاونةمع (القاعدة). وتستطيعون أيها السادة ان تقرأوا عن (مواهبه) في صفحات السيد كوكل.
عندما اعترضت على الدعوة التي لم تكن أصلا من اجل تطوير الترجمة، كان وجه السفير ووجوه رفاقه على الطاولة تظهر الامتعاض والضيق والاكفهرار، وعندما طلبت ان يردوا على أسباب رفضي لدعوتهم (السياسية) كان ردهم في الشام بينما كانت اسئلتي وشكوكي في الرقة !

بعد شهرين وعندما بدأ العام الدراسي الجديد اعترض طريقي شاب يتكلم الاسبانية بطلاقة ولكن ملامحه لا تدل على انه مكسيكي، ناداني باسمي وهو يتبعني، قلت له هل تعرفني او درست معي، كان رده: لا، ولكن انت أستاذ معروف في الجامعة وانا اريد ان ادرس معك، رحبت به وبعد مدة قصيرة اكتشفت انه مجرد جاسوس قطري يعمل لحساب سفارة (محمد الكواري) ، استمر في متابعتي ومتابعة اخباري حتى كتابة هذه الحروف ولم أقدم شكوى للشرطة لان الشكوى ستجرني الى السؤال الذي لا أحد يريد الإجابة عليه: من منح فيزا الدخول الى المكسيك للإرهابي (لبيب نحاس)؟
لم يبق سؤالي دون جواب، فبعد أن طرحته على أحد طلابي من العاملين في منظمة اممية كبرى كان الجواب عبارة عن البوم صور للسفير القطري في المكسيك مع رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ورئيسة البرلمان ووزير القوات البحرية وقيادات في اجهزة اخرى، بحيث ان سفير قطر في المكسيك لم يفوت فرصة التقاط صور مع مديرة بلدية او زياراته لمدارس وكليات مكسيكية، قبل ان اعثر قبل شهرين على فيديو يظهر استضافة السفارة القطرية لمرشحة الحزب الحاكم لرئاسة الجمهورية والتي فازت يوم 2 جزيران الحالي.
هذه هي قطر التي تنخر جسد العالم المتنور.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلعميون بهلويون وطورانيون
- مدافع النَّان
- الوجه وماؤه!
- ابو علي العسكري وتسوركوف
- نتنياهو لا يوزع الشيكلات
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!
- المستوطنون الفلسطينيون!!
- جاهلية محمد بن سلمان!
- شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة
- زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية
- عن عاشوراء وحسينهم الذي هجَّرنَا
- دبلوماسية الكبتاغون
- الديماغوجي!!
- اغتيال خاشقجي يؤكد ( عَظَمَةَ السعودية)!!
- العراقيون يخونون بلادهم!
- ماخور الشرق الاوسط!
- الخاسرون لا خيار لهم


المزيد.....




- تبدو مثل كنغر مُصغَّر..أستراليا تشهد عودة جرابيات صغيرة وشرس ...
- تركي آل الشيخ يعلن عودة -العتاولة- في رمضان بمشاركة فيفي عبد ...
- بنما ترد على ادعاء واشنطن بإمكانية عبور السفن الأمريكية مجان ...
- -ماذا سيقول إذا قلت إنه يجب ترحيل سكان نيويورك إلى أفغانستان ...
- بنما تُحرج الولايات المتحدة الأمريكية وتنفي ما أوردته خارجيت ...
- قاض يحظر أمر ترامب بشأن حق الجنسية بالولادة في جميع أنحاء ال ...
- زاخاروفا ترد على رسالة رئيس تحرير -لوموند-
- قناة: موافقة نحو 40 ألف موظف حكومي أمريكي على الاستقالة
- الدفاع المدني في غزة: 10 آلاف قتيل ما زالوا تحت الأنقاض ونعج ...
- هل يميز الرضيع بين الخير والشر؟!.. دراسة حديثة توضح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - الارضة القطرية!