أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيليب لازاريني - يجب وقف الهجمات الإسرائيلية ضد -أونروا-















المزيد.....

يجب وقف الهجمات الإسرائيلية ضد -أونروا-


فيليب لازاريني

الحوار المتمدن-العدد: 8005 - 2024 / 6 / 11 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تجري الحرب في قطاع غزة وسط تجاهل فظّ لمهمّات الأمم المتحدة في القطاع، بما في ذلك الهجمات الفضائحية على عاملي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وكذلك على المنظمة نفسها وعلى منشآتها. هذه الهجمات يجب أن تتوقف ويجب على العالم العمل من أجل محاسبة المسؤولين عن ذلك على أفعالهم.


حتى كتابة هذه السطور، تحققت وكالتنا من مقتل 192 على الأقل من موظفي الأونروا في قطاع غزة. أكثر من 170 منشأة تابعة للمنظمة تكبدت أضرارًا أو تهدّمت كليًا. وتم تدمير المدارس التي تديرها الأونروا؛ نحو 450 مُهجَّرًا من الذين لجأوا إلى مدارس الأونروا ومبانٍ أخرى قُتلوا. منذ 7 تشرين الأول، اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية موظفين في الأونروا في غزة، أفادوا بأنهم تعرضوا للتعذيب والتنكيل خلال فترات اعتقالهم في قطاع غزة وفي إسرائيل.

يتعرض موظفو الأونروا إلى المضايقات والإهانات بصورة روتينية عند الحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ويتم استغلال منشآت الوكالة لأغراض عسكرية من قِبل قوات الأمن الإسرائيلية، حركة حماس ومنظمات فلسطينية مسلحة أخرى.

يجب التنويه بأنّ الأونروا ليست الوحيدة من بين وكالات الأمم المتحدة التي تتعرض للمخاطر. في نيسان الأخير، أطِلقت النيران من سلاح خفيف على مركبات تابعة لمنظمة الإغاثة World Food Program ووكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف ـ UNICEF)، ورغم أن إطلاق النار قد حصل بطريق الخطأ كما يبدو، إلا أنه حصل بالرغم من تنسيق النشاط مع إسرائيل مسبقًا.

قاعة الجمعية العمومية للأمم المتحدة. علينا أن ندافع بصورة جدية عن مؤسسات الأمم المتحدة وعن القيم التي تمثلها في وجه الدوس الرمزي للميثاق التأسيسي للأمم المتحدة.
قاعة الجمعية العمومية للأمم المتحدة. علينا أن ندافع بصورة جدية عن مؤسسات الأمم المتحدة وعن القيم التي تمثلها في وجه الدوس الرمزي للميثاق التأسيسي للأمم المتحدة.
قاعة الجمعية العمومية للأمم المتحدة. علينا أن ندافع بصورة جدية عن مؤسسات الأمم المتحدة وعن القيم التي تمثلها في وجه الدوس الرمزي للميثاق التأسيسي للأمم المتحدة.
צילום: Eduardo Munoz / رويترز
قاعة الجمعية العمومية للأمم المتحدة. علينا أن ندافع بصورة جدية عن مؤسسات الأمم المتحدة وعن القيم التي تمثلها في وجه الدوس الرمزي للميثاق التأسيسي للأمم المتحدة. צילום: Eduardo Munoz / رويترز
اتسع الهجوم على الأونروا إلى القدس الشرقية أيضًا. فقد حرّض أحد موظفي بلدية القدس لتنظيم مظاهرات ضد الأونروا. وتصبح هذا المظاهرات أكثر تهديدًا وتشكيلًا للخطر باستمرار، كما وقعت حادثتا إشعال للنار، على الأقل، في داخل منشأة تابعة للأونروا. كما تجمع جمهور من الإسرائيليين، بمن فيهم أطفال، مقابل مقرنا في وهتفوا "لتحترق الأمم المتحدة". وفي حالات أخرى، قام المتظاهرون برشق الحجارة أيضًا.


ولا يكتفي مسؤولون كبار في السلطة الإسرائيلية بتهديد عمل طواقمنا ومبعوثينا في المنطقة، بل يشنون حملة لنزع الشرعية عن الأونروا بتعريفها بأنها منظمة إرهابية تنمّي التطرف ويصِمون قادة الأمم المتحدة بأنهم مخربون متعاونون مع حركة حماس. بذلك، يسجل هؤلاء المسؤولون سابقة خطيرة تجعل من طواقم وكالات الأمم المتحدة ومنشآتها أهدافً لهجمات متواترة.

كيف يكون هذا ممكنًا؟ أين الغضب الدولي؟ إنّ غيابه يضفي الشرعية على الاستهتار بالأمم المتحدة وتجاهلها ويفتح الباب أمام الفوضى المعفاة من أي عقاب. إذا ما تسامحنا مع مثل هذه الهجمات في إسرائيل وفي المناطق الفلسطينية المحتلة، فلن نتمكن من تطبيق المبادئ الإنسانية في نزاعات أخرى في أنحاء مختلفة من العالم. هذا الهجوم على الأمم المتحدة سوف يزيد في إضعاف وسائلنا المتاحة لدفع وتعزيز السلام في العالم والحماية من اللاإنسانية. ممنوع السماح بأن تصبح هذه الظاهرة هي القاعدة.

إسرائيل تعادي الأونروا منذ زمن بعيد. لكن بعد الهجمات الشنيعة والمقززة في 7 تشرين الأول، أطلقت إسرائيل حملة ساوت فيها بين الأونروا وحماس ووصفت الوكالة بأنها تنمّي التطرف. المزاعم الخطيرة من جانب إسرائيل بأن طواقم الأونروا كانت ضالعة في هجوم حماس تشكل بعدًا جديدًا في هذه الحملة.


ليس ثمة جدال حول ضرورة التحقيق مع الأشخاص المتهمين بارتكاب أعمال جنائية، بما في ذلك خلال الهجوم المشين على إسرائيل. ها بالضبط ما تفعله الأمم المتحدة. ينبغي أن تتم محاسبة هؤلاء الأشخاص من خلال الادعاء الجنائي، وإن ثبت تورطهم، فيجب معاقبتهم.

وتشرف دائرة الرقابة الداخلية في الأمم المتحدة (The Office of Internal Oversight Services)، التي هيئة التحقيق الأعلى في الأمم المتحدة، على هذا التحقيق وتفحص الاتهامات ضد 19 شخصًا من بين 13 ألفًا ـ موظفي الأونروا في قطاع غزة. وقد تم حتى اليوم إغلاق ملف واحد بسبب نقص الأدلة، بينما تم تعليق أربعة ملفات لأن المعلومات لم تكن كافية لمواصلة التحقيق. ولا تزال 14 حالة أخرى قد التحقيق.

مع ذلك، ينبغي التمييز بين أفعال الأفراد وولاية الأونروا بشأن إغاثة اللاجئين الفلسطينيين. مهاجمة الأونروا على أساس هذه الاتهامات ليست عادلة ولا منصفة.

إلى جانب هذه الحالات، كانت هنالك اتهامات إضافية أخرى عن تواطؤ تآمريّ بين الألم المتحدة وحماس حوّلت، في رأيي، موظفي الأمم المتحدة إلى أهداف مشروعة في نظر جهات معينة. هذا خطر على موظفي المنظمة في كل مكان. يتوجب على العالم العمل بكل حزم ضد الهجمات غير الشرعية على الأمم المتحدة، ليس من أجل غزة والفلسطينيين فحسب، وإنما لمصلحة الشعوب كلها قاطبة. وقد شكّل اعتماد مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، قراره رقم 2730 بشأن حماية الطواقم الإنسانية تطورًا مُباركًا.

ثمة لدى المجتمع الدولي وسائل للعمل في وجه الجرائم التي تُرتَكَب في العالم، مثل المحكمة الجنائية الدولية (ICC). ومع ذلك، فإن قوة ونطاق الهجمات ضد موظفي الأمم المتحدة ومنشآت المنظمة في المناطق الفلسطينية المحتلة خلال الأشهر السبعة الأخيرة، تثير الحاجة الملحّة إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومحدَّدَة التكليف، تقام بموجب قرار خاص يصدر عن مجلس الأم الدولي أو عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وتكون مهمة هذه اللجنة استيضاح الحقائق وتحديد المسؤولين عن الهجوم على أذرع الأمم المتحدة. ويمكن لهيئة التحقيق هذه ضمان إلقاء المسؤولية على المتهمين، ثم إعادة التأكيد مجددًا على حظر انتهاك القانون الدولي.

يجب علينا حماية مؤسسات الأمم المتحدة والقيم التي تمثلها والدفاع عنها، بصورة جدية وقوية، في وجه الدوس الرمزي للميثاق التأسيسي للأمم المتحدة. ولا يمكن تحقيق هذا إلا بواسطة تحرك قيميّ تقوم به أمم العالم والتزامنا، جميعًا، بالسلام والعدالة.

الكاتب هو المفوَّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا ـUNRWA).



#فيليب_لازاريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب وقف الهجمات الإسرائيلية ضد -أونروا-


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيليب لازاريني - يجب وقف الهجمات الإسرائيلية ضد -أونروا-