|
اعدام جواد سليم في قندهار العراق!!
متي كلو
كاتب واعلامي
(Matti Kallo)
الحوار المتمدن-العدد: 8004 - 2024 / 6 / 10 - 20:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في عام 2005 نسف مسلحون تمثال المنصور بعد وضع عبوات ناسفة تحته، وبعدها تم اعادة النصب من جديد، وبالامس القريب، طالبت بعض اصوات النشاس من الجهلة والموالين للمليشيات لازالة التمثال ومنهم منشد مليشيا عصائب أهل الحق مهدي العبودي، بدواعي طائفية ومذهبية بعيدا عن التحضر والعقلانية، وهناك من طالب بتغير اسم شارع الرشيد بنفس الدوافع المذهبية، وتزيف التاريخ، والجميع يعلم بان المنصور هو باني بغداد التاريخية وعاصمة الدولة العباسية والتي ازدهرت في عهده كافة الفنون والعلوم واصبحت مركزا للفكر العالمي واشتهر الكثير من العلماء المسيحيين في شتى المجالات مثل العالم الفلكي كيثوفيل بن توما والمؤرخ قيس الماروني وحنين بن اسحق وعبد المسيح الكندي وكان للمسيحيين دور مهم في الترجمة والعلوم والطب والفلسفة وخاصة من اليونانية والسريانية والفارسية الى اللغة العربية ، حيث قال عنهم الجاحظ" متكلمين واطباء ومنجمين وعقلاء وفلاسفة وحكماء" وكان يقودهم بطريرك ممثلا عن جميع المسيحيين وكان هذا البطريرك لا يخلو مجلس الخليفة من حضوره وكذلك لهم محاكمهم الخاصة. قبل عدة ايام خرج الينا المدعو عبداللطيف رشيد او ما يسمى رئيس جمهورية العراق، ليوقع على قرار الغاء عطلة ثورة 14 تموز وهذا اليوم الذي يعتبر رمزا في تاريخ العراق الحديث والذي اصبح نظام العراق جمهوريا،بعد ان كان يرزح تحت الاستعمار البريطاني واعادت الى العراق استقلاليته من براثن الحكم الاجنبي واصدار قوانين تعيد للعراقي حقه في الحياة ومنها قانون الاصلاح الزراعي و الغاء الابعاد الطائفية واعتماد الهوية الوطنية والغاء قانون العشائر والغاء الامتيازات النفطية في الاراضي العراقية، وتخصيص المئات من الاراضي الى الساكنين في الصرائف ونقلهم الى حي يليق بالنظام الجديد والذي اطلق عليه حي الثورة او مدينة الثورة، كل هذا لم تروق للمدعو عبداللطيف رشيد الذي نصبوه رئيسا للعراق، وهو الذي "تاه" في طريقه لاستلام منصب رئيس الجمهورية!! في القصر الجمهوري! وبالامس وفي عراق العجائب والغرائب والمفاجئات والفساد والمولاة، تم تحطيم تمثال الفنان الراحل جواد سليم(1919-1961) الذي كان شاخصا في وسط عاصمة بغداد، وهذا التمثال يمثل قيمة فنية في تاريخ الفن العراقي وجواد سليم الذي صمم نصب الحرية الذي يعتبر رمزا لثورة 14 تموز المباركة وهو احد المؤسسين لجماعة الفن الحديث وجمعية التشكليين العراقيين. بعد انقلاب 8 شباط 1963 الاسود،جرت عدة محاولات من قبل بعض اركان النظام انذاك بازالة نصب الحرية واطلق بعض صحفي الاعلام الاصفر عليه " بالضفادع المتقطعة" ان هذه المحاولات الهزيلة سواء كانت سابقا او حاليا منها توقيع المدعو عبداللطيف رشيد او المطالبة بازاحة تمثال المنصور او تحطيم تمثال الفنان جواد سليم ليست هي الا محاولات لطمس الهوية العراقية الوطنية، وهدفها محو الذاكرة العراقية، ونذكر القارئ الكريم منذ بداية الاحتلال بدات تتعرض النصب والتماثيل للتدمير على ايدي من يمثل السياسين الذين جاؤا بعد 2003، حيث بدأ باختفاء تمثال عبدالمحسن السعدون والمصنوع من البرونز الصافي ، ولكن الحكومة العراقية جاءت بتمثال جديد مكانه ولكن بحجم ثلث التمثال الذي اختفى!! ثم ازالة تمثال "اللقاء" الذي صممه الفنان والدكتور علاء بشير ويمثل الوحدة الوطنية في ساحة اللقاء. ان ما يجري في العراق اليوم، وبتنفيذ من المليشيات والعصابات الطائفية والمذهبية في العراق، لا يقل اجراما عن ما فعله الدواعش في الموصل في ازالة المعالم التاريخية والاثرية لتاريخ العراق،عندما ازالت تمثال الشاعر العباسي ابي تمام والموسيقى ابي عثمان الموصلي وتمثال فتاة الربيع! وان الاكذوبة بحجة انشائها في عهد النظام السابق! ليست الا تحويل العراق الى بلد مذهبي وطائفي ولا يقل عن ما فعله"الطالبان" قي تمثالا بوذا الضخمان في وادي باميان. ان هذه الاعمال الاجرامية ليس الا تخطيط من جهات طائفية ومذهبية للمساهمة في تدهور الاوضاع السياسية والامنية والاجتماعية وطمس التاريخ عبر مختلف الحقب والازمنة الماضية، وهناك كثير من الدول الحضارية سنت قوانين للحفاظ على التراث الماضي للاجيال القادمة، وكذلك تعريف التلميذ او الطالب عبر المناهج الدراسية ومنذ المراحل الاولى بهذا التراث، وان مسؤولية الحفاظ على التراث تقع على الدولة اولا وعلى الافراد وجماعات ومنظمات ومنظمات المجتمع المدني الثقافية والاجتماعية والانسانية. ونذكر هؤلاء"السذج"بان قوس النصر الذي اقيم في باريس في عهد نابليون بونابرت، مازال شاخصا الى الان بالرغم من ان نابليون قد ساق فرنسا الى الهلاك، وان تحطيم تمثال الفنان جواد سليم، ليس سوى ثقافة الكراهية وان جرثومة الحقد لا تشفي غليل الحاقدين من ذيول "الموالين" و"التوابين" وستبقى بغداد بساحتها وشوارعها وازقتها شاهدا لتاريخها العريق ولا يستطيع احد من هؤلاء ان يزيل هويتنا العراقية بتلك الاعمال التخريبية للنصب والتماثيل، ولا احد منهم يستطيع ان يجعل من بغداد قندهار!!
#متي_كلو (هاشتاغ)
Matti_Kallo#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السوداني .. شاهد ما شافش حاجة!!
-
طرد الوزيرة..! ولجنة التحقيق الهزيلة ...!!
-
السوداني يزلزل الامم المتحدة في كلمته !!
-
توما توماس و-الشيخ- الكلداني والبراءة !!
-
-بين- احمد حسن البكر والبرلماني الاسترالي والسوداني!!
-
الاقنعة المتعددة و -ازمة- مرسوم -فخامة الرئيس-
-
تحالف اثرا و اتلاف حمورابي .. والاخرين لماذا لا نتعظ!!
-
هل تخلت الفاتيكان من البطريرك ساكو!!
-
-بيان- الاحزاب الخمسة و-بابليون- واحزاب اخرى!!
-
بعض-الكتاب- والتهكم والاستخفاف في الردود!!
-
الحشد والتغير الديمغرافي في الجانب الايسر من الموصل!!
-
اللغة الفارسية و-بواسير- خالد العطية والسريانية!!
-
الراقصة والافعى وريان وبعض الكتاب !!
-
ريان يقاضي قحطان.. هَزُلَتْ!!
-
هل -بابليون- لسان حال الكلدان !!
-
السوداني يبني العراق الجديد بموظف يعمل 20 دقيقة!!
-
اقنعة ايفان جابرو وطرطميس!!
-
-كوتاب الطنبورة- وين .. وسهل نينوى وين !!
-
صرخات ثائر تشريني وقرة قوش!!
-
خليج اسلامي !!!!؟؟ .. لا عربي ولا فارسي
المزيد.....
-
مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
-
شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب
...
-
حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
-
القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
-
عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
-
حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا
...
-
سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
-
الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا
...
-
العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
-
الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|