ثائر ابو رغيف
كاتب وشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 8004 - 2024 / 6 / 10 - 09:54
المحور:
الادب والفن
نزح مع ذويه من الفاو في اقصى جنوب البصرة في ثمانينيات القرن الماضي و سكنوا البصرة القديمة تلك المدينة الطوباوية الحاضرة بتفاصيلها المذهلة من محلة الباشا إلى الخليلية و السيمر وبيوتها التي كانت تتعرق ورداً وينابيع في ليالي الصيف وتفوح اثناء النهار برائحة الطعام العذبة المنبعثة من الابواب شبه المفتوحة وتحمل فيما تحمل دعوة للمارة بأن يدخلوا ويطعموا, كان جميلاً عفوياً ومكتظاً بالشعر كانه قيس ليلى ومسكوناً بنفس الوقت بعدمية وحسية جان جينيه, كان مُلماً نوعاً ما بفلكلور مدينة الفاو ولازلت اذكر ابياتاً من شعر فلكلوري كان يردده, بدايته تقول : البنگلة واهل الفاو كلهم عجم لبس كلاو.... اختارت الظروف ان ينفيني وطني وان يعيش غريباً في وطنه
إلى قيس ألخليل
ذاكَ ألندى يَنثالُ فوقَ الروحِ
يُوقظُها, يُعاتُبها ويُبكيها
بُكاءٌ يشبهُ الصلواتِ
كالرُهبانِ تتليها
فينثالُ على الروح ليسالُها: أبُقيا أمِسنا بَقيت؟
أم هل تلاشت في شظاينا قوافيها؟
هل مايزال حبيب ليلى يرصد الطرقات ليلاً
باحثاً عن دفء فخذٍ يُطفئ الحسرات فيه
باحثاً عن سر نجمٍ يتجلى الرب فيه
باحثاً عني وعنهُ
عن طريق سرنا فيه
نحمل الخمر المسائي في قناني نبتغي فيها الخلاص
في معاطف لاتشي بالامس او بالحاضرِ
نسري ويسري ليلنا فينا كاصداف بلا نغم
ولم نبق سوى بقيا
من الأطلال لاتروي سوى الالم
*****
لمْ تأت أغنيتي لترثي يومك الآفل
ولمْ تأت لتحتفي بسربٍ من سنين الوصل
فمحبرتي بقايا من غبار ألكون
ماعادت لتكفي لإجتراح ألفصل
وليلاك التي أفلت قبيل ألفجر
لن ترجع ولن ترجع شناشيل البداية
اما انا فسأترك ألسطر الأخير اليك
كي تنهي الحكاية
#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟