أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - انحياز المرأة للمرأة في -نساء في غزة- هند زيتوني















المزيد.....

انحياز المرأة للمرأة في -نساء في غزة- هند زيتوني


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8004 - 2024 / 6 / 10 - 02:57
المحور: الادب والفن
    


انحياز المرأة للمرأة في "نساء في غزة"
هند زيتوني
بداية أشير إلى أن لغة المرأة/الأنثى تتباين عن لغة الرجل، فالنعومة حاضرة، رغم قسوة الحدث، والعطاء موجود رغم الموت والخراب، والمحافظة على الهدوء اللغة/الكلام، رغم الصراخ ودوي الانفجارات، وهذا بحد ذاته يمثل إنجازا للمرأة التي تؤكد دورها كمخفف/كملاذ آمن وقت الشدة والألم.
تؤكد الشاعرة "هند زيتوني" هذا الأدوار للمرأة من خلال ستة مقاطع، تبدأها:
" النساء في غزّة يستيقظنَ قبل طلوع الفجر
يمسحنَ دموعَ الشمس
يرتلّن آهات الوجع بخشوع
يطبطبنَ على كتفِ الحياة ويطبعنَ قبلةً على جبينها الجريح."
اللافت في هذا المقطع أنه يتناول بداية اليوم/"قبل طلوع الفجر" فالنساء/الأمهات عادة ما يستيقظن قبل طلوع الشمس، ليقمن بأعمال يجدن أنفسهن بها، ونلاحظ خيرية العمل الذي يقمن به الذي تجاوز الناس/الأهل ليمتد إلى الشمس/الحياة، فيبدين وكأنهن البلسم ليس لعائلة/للأبناء/للناس فحسب، بل للطبيعة أيضا، وهذا يقودنا إلى رمزية حضور "عشتار" ودورها في الخير/الخصب الذي يعم/يصيب الأرض ومن عليها.
في المقطع الثاني تتحدث الشاعرة عن إزالة الشر/الأذى/الخراب/الموت الذي يحدثه الأشرار/الموت في الأرض وفي الناس:
" النساء في غزة
يرتبّن أسرّة الموت
يُلقين بوسائد الكآبة والحزن من النافذة
ينظفّن الهواء من كثافة الدم والفقد
يطعمنَ القطط الجائعة ويسقينَ أشجار البرتقال بآخر دمعةٍ متحجرة
يفتحن في شريانهنّ طريقاً للمحاصرين
يسربّن من دمائهنّ أُغنيةً للمحزونين"
وهذا أيضا له علاقة برمزية "عشتار" ودورها في إزالة آثار الموت/الجذب/القحط من الأرض ومن الناس، من هنا، نجد مقابل كل شر/خراب/موت شيء جميل يقمن به، يعيد الناس إلى الحياة السوية: "ترتبن/أسرة الموت، يلقين الكآبة، ينظفن الدم، يطعمن القطط، يسقين البرتقال، يفتحن طريقا، يسربن أغنية" نلاحظ أن الشاعرة تستخدم (الرمز/الإيحاء) في تناولها لأعمال (عشتار) وكأنها تريد من القارئ أن يتوغل إلى ما هو أبعد وأعمق مما يظهر على سطر المقطع، من هنا نجدها تركز على أفعالهن: "يرتبن، ينظفن، يطعمن، يسقين، يفتحن، يسربن" وكلها أفعال بيضاء تسهل/تجمل/تقدم الناس من الحياة وتجعلها محببة لهم.
في القطع الرابع يستمر عمل الخير الذي يقمن به نساء غزة:
"النساء في غزة
يرضعن الأطفال الجياع الحب والبسالة
يكتبنَ على جدار البيت:
"سنعود لنخبز أرغفة الأمل
سنعودُ لنبني بيوتاً جديدة من أجساد أشجارنا الصامدة
سنجرُّ جثّة الحرب إلى خارج المدينة
ليلتهمها الجائعون للأشلاء المدمنون على أكل لحوم البشر
المتعطشون للدمع والدم"
نلاحظ أن الشاعرة تمزج بين الرمز والواقع، يرضع الأطفال الجياع/الحب والبسالة، يكتب على الجدار/سنعود لنخبز أرغفة الأمل، نبني بيوتا/ أجساد أشجارنا، سنجر الحرب/ إلى خارج المدينة" كما أنها تستخدم "سنعود/سنجر" بصيغة المستقبل، وهذا يؤكد إصرار النساء على إزالة الشر/الخرب/الموت، وتأكيد الاستمرار في الحياة.
والحياة هنا ليس أكل وشرب فحسب، بل حياة حضارية/إنسانية، وما وجود "يكتبن" إلا إشارة إلى دورهن الحضاري في المجتمع، لهذا نجد "أرغفة الأمل، والبناء/"نبني بيوتا" ونجد التخلص نهائيا من الشر/الموت/الاحتلال من خلال: "جثة الحرب، ليلتهمها أكل لحوم البشر" وبهذا يكتمل الخير ويخلص الشر نهائيا، وهذا ما تفعله "عشتار" بحضورها على الأرض وبين الناس.
بعد هذا الإنجازات والتميز الذي قمن به نساء غزة، تقدمنا "هند زيتوني" منهن أكثر لنتعرف على سلوكهن الشخصي، وما هو متعلق بهن كنساء:
النساء في غزة"
لسنَ ككّل النساء
لا يضعنَ المساحيق الرخيصة
يتكحلن بأغاني النصر
ويتعطرّن بماء الشهادة
يغزلْن للمشردين قمصان الضوء"
نلاحظ حرصهن على استخدام ما هو ثمين ونفيس "لا يضعن المساحيق الرخيصة" وهذا يقودنا إلى ما هو أبعد وأعمق من فكرة "المساحيق" فهن تجاوزن التمسك بالشكل إلى التمسك بالجوهر/بالمضمون/بالمحتوى، من هنا نجد زينتهن غير زينة النساء العاديات: "يتكحلن/بأغني النصر، يتعطرن/بماء الشهادة، يغزلن/ قمصان الضوء" واللافت في زينتهن أنها جاءت بصيغة ثنائية: "بأغني النصر، بماء الشهادة، قمصان الضوء" وهذا يؤكد (جودة/نفاسة المساحيق) التي يستخدمنها، مما يجعلهن متميزات عن بقية النساء.
في المقطع الخامس تتناول الشاعرة (حقيقة) النسوة في غزة، وما يحمل من ألم رغم عطائهن اللامتناهي:
"النساء في غزة
يمشينَ برأسٍ مرفوع
يودّعنَ العصافير وأزهار الليمون
ويدفنَّ وصاياهنّ تحتَ تراب الصبر
يحملن صرّة أحلامهن البسيطة
ويمشينَ على حبال القهر والفجيعة بثباتٍ"
نلاحظ قسوة الحال الذي هن فيه، من خلال الأفعال التي يقمن بها: "يمشين (مكرر)، يودعن، يدفن، يحملن" فكل هذا الأفعال شاقة وتحتاج إلى جهد، وتُتعب من يقوم بها، وإذا ما ربطنا الأفعال في المقاطع السابقة، والإنجازات التي يحققنها ويقمن بها، نصل إلى تفردهن بين النساء، لهذا استوجب تمجيدهن:
" يا نساء فلسطين
يا رسولات الوقت
يا رسائل الله الخفيّة!
يا نساء الطُهر أنتنّ كلمات الأناشيد المقدّسة
والتراتيل التي يتلوها الشهداء
قبل الصعود إلى الفراديس
أنتنّ ذاكرة الوقت التي لا تُنسى…
أنتنّ في القلب أينما كنتنّْ"
استخدام الشاعرة صيغة النداء "يا" أربع مرات يؤكد عظمة نساء فلسطين، نساء غزة، ونجد هذه العظمة في معنى/مضمون المقطع، وفي ألفاظ: "نساء (مكررة)، فلسطين، رسولات، رسائل، المقدسة، الفراديس، تنسى" فوجود حرف السين في هذه الكلمات، ناتج عن الأثر الذي (وضعنه/أوجدنه) نساء غزة في الشاعرة، مما جعلها تتماهي معهن من خلال هذه الألفاظ.
كما نلاحظ قدسيتهن الدينية من خلال: "رسولات، رسائل الله، الأناشيد المقدسة، التراتيل/يتلوها، الفردوس" فهذا الألفاظ تقود المتلقي إلى ما هو ديني/مقدس، وننوه إلى أن الشاعرة استخدمت الديني بشمولية تتجاوز الطائفة، فهناك إشارة إلى المسيحية من خلال: "الأناشيد المقدسة" وإلى الإسلام من خلال: "التراتيل يتلوها".
المقاطع منشورة على صفحة الشاعرة
Hend Zituni



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع الفلسطيني في قصيدة -سجل- هنادي خموس في ذكرة الخام
- درب الآلام الفلسطيني في قصيدة -وكبر الرحيل- منير إبراهيم
- الطرح الكامل في قصيدة -جذور- سامي البيجالي
- المسموح والممنوع في -شرط- مأمون حسن
- ثنائية الإبداع في قصيدة -خلف الباب- سمير التميمي
- الازدواجية في كتاب متلازمة ديسمبر للكاتب فراس حج محمد
- الغرب والمنطقة العربية في كتاب -انتفاضة رشيد عالي الكيلاني و ...
- الخطورة في رواية -سجينة الشر- بدر رمضان
- مأساة المثقف في رواية -يوم عادي في حياة عرفات- يوسف حطيني
- الأسطورة والواقع في ديوان -مواويل في الليل الطويل- فهد الرما ...
- -من بين أزقة المخيم- ريتاج إسحاق المنسي
- تمرد المرأة في رواية -نساء بروكسيل- نسمة العكلوك
- التكامل بين المضمون والشكل في قصيدة -محاصرون- قمر عبد الرحمن
- ثنائية الحنين عند يونس عطاري
- الصعيد المصري في رواية -شامة (21 متر مربع)- رضوى جاويش
- الشكل والمضمون في قصة -البحث عن معتوه- نافذ الرفاعي
- الصوفية والاغتراب في ديوان -الهدي- أمين طاهر الربيع
- ديوان تقفل يدها ثانية سميح فرج
- تمازج البياض والسواد في قصيدة -سأنسى بأني سأنسى- العلمي الدر ...
- الديني والاجتماعي والسياسي في كتاب -الحريم السياسي- فاطمة ال ...


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - انحياز المرأة للمرأة في -نساء في غزة- هند زيتوني