أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى جمو - هو في العشق المجازيّ














المزيد.....

هو في العشق المجازيّ


سلمى جمو
شاعرة وكاتبة


الحوار المتمدن-العدد: 8003 - 2024 / 6 / 9 - 14:49
المحور: الادب والفن
    


عندما طُلبَ مني كتابة خبر عن صدور كتابي الثاني، فكّرت مطوّلاً بين سلمى (التاسع والعشرين)، عندما أصدرت ديوانها الشعريّ الأول «لأنك استثناء»، وسلمى (الثاني والثلاثين)، مع الكتاب الجديد، الذي أنا ممتنّة له كثيراً.

دائماً ما نكون في البداية ذاتيّين ومتحمّسين لظهور اسمنا وأخذه مساحة/ زاوية من عناوين الصحف والمجلّات والمواقع الإلكترونية أو أيّ منبر إعلامي آخر، لتأتي بعدها مرحلة أخرى، هي الكتابة للمستقبل والمساهمة في بنائه، وليس للحاضر الذي بات في كثيره الكثير فارغاً من المحتوى مركّزاً على الشكل. الكتابة بعيداً عن الذاتية وأكثر احترافية ومهنية ومصداقية؛ لأننا سنكون متواجدين أمام أكثر النقّاد حيادية وقسوة (أقصد التاريخ)، لذا كان من الحريّ بالكاتب أن ينسلخ عن كينونته قليلاً، ليكون بإمكانه السماح لولادة ذات أكثر خلوداً.

«هو في العشق المجازيّ»، عملي الأدبيّ/ الشعريّ الثاني، الصادر حديثاً عن دار الآن ناشرون وموزّعون في العاصمة الأردنية عمّان (86 صفحة، و30 قصيدة)، كان نتيجة مُعاناة طويلة بين عدّة «سلمى/ وات»، عانتِ الولادة تكراراً وتكراراً، من رحم الألم والعشق والخيبة والأمل...

لن يرى القارئ فيه الكثير من النور والسعادة والفرح، مع الكثير من الظلام والسوداوية، لذا على أمل الرفق بكلّ تلك الأنَوَات، التي عانت من التمزّق والتفسّخ عند قراءتك لهذا الكتاب أيّها القارئ العزيز.
«هو في العشق المجازيّ» هو الصورة المصغّرة للعشق الإلهي.

إن عبارة «العالم الشعري» بحدّ ذاتها جواب للسؤال عن العالم الذي تغوص فيه سلمى؛ فالشعر هو الشعور، والشعور هو كلّ ما يعتري خبايا النفس من عشق وحبّ وألم وخيبة ونشوة وفرح وغبطة. إن عالم سلمى الشعري انعكاس للشعور الجمعي، الذي يعيشه الجميع من تلك العواطف، وما قلم سلمى سوى الكلمة المكتوبة لأحاسيس كلّ مَن يعيش هذه العواطف، دون أن يستطيع نطقها أو رصّها في صورة قصيدة. سلمى تتنقّل بين عوالم البشر، من خلال لغة الشعر؛ لأنها تؤمن أن الحبّ والألم وما يتّبعهما من عواطف فرعية، هي ما تكوّن الذات الإنساني؛ أيّ تحاول لمس الجوهر من خلال اللغة.

لماذا «هو في العشق المجازيّ»؟ وما رسالته؟
«هو»: هو الضمير الذي يُوجّه إلى الغائب، ذكراً كان أو أنثى، و«العشق المجازيّ»: هو الصورة المحرّفة أو العشق الذي غيّر مساره من العشق الحقيقي، أيّ العشق الإلهي، إلى العشق البشري. لا أتّفق أن العاشق بتوجّهه إلى الحبّ الآدمي يكون قد خرج عن طريق العشق الحقيقي، بل إن العشق المجازي هو امتداد للعشق الإلهي، وتجربةٌ لو كُلِّلَتْ بالنجاح فإنها ستقوده حتماً إلى العشق الإلهي.
إن العشق حالة جمالية يستحيل على ذواتنا التي تعيش في عصر العولمة والتصنيع أن تستطيع عيشه بكلّ حقيقته؛ ذلك أن العشق يتطلّب – من وجهة نظري – تطهير النفس من شوائب المادّية، والروح من شوائب الأمراض النفسية التي نعيشها كلّنا. فالمرضى الذين يعيشون حالة نرجسية مُحال عليهم أن يحبّوا؛ لأن وعيهم وعشقهم متمركز حول الأنا، والعشق حالة عطاء، وبما أننا نعيش عصر النرجسية فإن تجربة العشق المجازيّ التي بدورها ستقودنا إلى العشق الإلهي صعبة نوعاً ما. وهذا مضمون به أحاول أن أصف وأصوّر العشق بين آدميين صادقين، بكلّ مخاوفها وشوائبها وصفائها وهشاشتها.

إن الرسالة الكامنة في «هو في العشق المجازيّ»، ليست رسالة إصلاحية، أو دعوة مفتوحة ونقداً لما نعيشه؛ لأن الشعر أو الشعور المكتوب هو حالة انخطاف تأتي لتكتبه دون أن تعرف ماذا تكتب، أو تخطّط عن سبق إصرار أنك ستكتب عن موضوع معيّن. ليس بإمكان الشعر أن يتحدّث عن الاحتباس الحراري أو الثورات السياسية... وهي مواضيع يمكنه الروائي أو كاتب المقالات الأدبية أن يكتبها، بل يحاول أن يلمس الجانب الخيّر من الذات الإنساني المتمثل في الحبّ، ومتى ما فتق نبع الحبّ فإن الشرّ يحمل أثقاله بعيداً عن التخريب والتدمير.

يمكنني أن أعتبر «هو في العشق المجازيّ» امتداداً لكتابي الأوّل «لأنك استثناء»، مع النضج الفكري والأدبي، الذي يعيشه الكتاب الجديد بشكل أكبر. إن «لأنك استثناء» ثوري عنيف متهوّر مراهق وصادق ونقيّ، يرى الحياة إما أسود أو أبيض، غير مستعدّ للتنازل عن اعتقاداته، فيما «هو في العشق المجازيّ» أكثر هدوءاً وعمقاً وأنانية نوعاً ما، هو صوفي نقي وبريء.

إن الهاجس – ولأنه هاجس – فإنه ثوري بالضرورة؛ ذلك أن ما لا يقضّ مضاجعنا لن يتحوّل لهاجس، والعكس صحيح. فالشعر ثورة، ثورة العواطف المخبّأة والألم الطاغي والعشق الضائع. إن العواطف هي ثورة، لذا تهدف العولمة الحديثة إلى خلق جيل خالٍ من العواطف، وبالتالي جيل أشبه بالروبوتات، تفعل ما تؤمر دون أن تشعر بأيّ عاطفة تجاه ما تفعله.
أعتقد أني أتكلّم وأعيش بمثالية مفرطة وغريبة، تدفع الكثيرين إلى إطلاق صفة الغرائبية واللا طبيعية عليّ، عندما أتحدث عن «الخير، العدل، الجمال»، وهي مفاهيم بالنسبة لي لو طُبّقت فإننا سنتخلّص من الفوضى الإنسانية الأخلاقية التي نعيشها الآن. بالرغم من كلّ شيء، وبالرغم من استحالة تطبيق هذه المفاهيم الكونية، إلا أنني سأظلّ أتمسّك بها – بغرائبية – لعلّ فئة قليلة تغلب فئة كثيرة يوماً ما.

المِجَسَّات المتواجدة في ذات الشاعر تميل وتستيقظ وتلتقط كلّ ما هو جميل على وشك الزوال أو مفقود ليكتبها ويحولّها إلى شيء أبدي. إن الشعر رغبات غير محَقّقة وعواطف مكبوتة ملجومة، من خلاله نخفّف وطأة ما يجول في اللا شعور، فالشعر وسيلة تنفيس أعتبرها – عضوية – كما الطعام والماء والجنس. من خلاله نفرّغ الغضب ونعوّض الرغبة واللذّة المحرّمة، وأيضاً البحث العبثي عن آخر الذات، لعيش تجربة العشق المُشتهى. إن الحساسية الشعرية تميل لكلّ ما يحرّك في الذات الهواجس والآمال، والتي تختلف بطبيعة الحال من شاعر إلى آخر.
إن الشعر، هو «الأنا» الذي تخفيه، و نحاول التعبير عنه بطرق ملتوية... إنه قناع.



#سلمى_جمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناغم بدائيّ بوحشيته
- اِقرأْ
- التصوّف: حاجة أم تَرَف؟!
- أحدٌ أحد
- حبّ... وسواس خنّاس
- الثالوث المحرم (الجنس، الدين، السياسة)
- يوم من أيام سَقر
- رسول مؤمن بكِ
- هل يلغي العلم الفلسفة؟
- شيزوفرينيا الكون
- أيقونة صوفية
- سرير على الجبهة: ثورة قلم في وجه ثورة البنادق
- فناء على أعتاب الأنّات
- رغبات ملجومة
- ليلة استثنائية


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى جمو - هو في العشق المجازيّ