أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مراد سليمان علو - من وحي الفرمان














المزيد.....

من وحي الفرمان


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 8002 - 2024 / 6 / 8 - 13:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من المعلوم في علم الاجتماع إن ظواهر المجتمعات السلبية إن لم تعالج تتحول إلى تقليد وثم إلى عادة يمارسها أفراد المجتمع وتصبح بالتالي جزءا لا يتجزأ من ثقافته. وتصبح عنصرا فعالا في سبب تأخره عن أقرانه من المجتمعات المتمدنة.
وهذه دعوة لخريجي علوم الاجتماع من أمثال نادية مراد وغيرها للكتابة والبحث عن تلك الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعاتنا.

المجتمعات الأيزيدية والمجتمع الشنكالي:
سبق لي الكلام عن المجتمعات الأيزيدية في كتابات سابقة، وقلت إن في كل مكان يتجمع فيه الأيزيديون يكوّنون مجتمعا خاصا بهم يحمل طابعا خاصا بهم بالإضافة إلى بعض صفات وخصائص البيئة المحيطة. وتلك المجتمعات تختلف عن بعضها قليلا أو كثيرا، يمكن تقسيم تلك المجتمعات حسب مواقعهم الجغرافية، فالمجتمع الأيزيدي في تركيا يختلف عن ذلك الذي يعيش في سوريا والمجتمع الأيزيدي العراقي بشقيّه الشنكالي والولاطي يختلف عن ذلك المخلوط من أماكن ودول عدة، والذي يسمى بالمجتمع الأيزيدي الألماني والتي تؤسس بموجبه بعض البيوتات الأيزيدية السيئة الصيت.. وهكذا.
والمجتمع الشنكالي كما لا يخفى يتكون من قرى ومجمّعات شمال الجبل، وتلك التي في الجبل والتي تقع في جنوب الجبل، إضافة إلى مركز القضاء والقرى والمجمعات والمزارع الملحقة بها، ويمكننا أن نطلق على مكان المجتمع الشنكالي بـ (حوض جبل شنكال) ويعيش مع الأيزيديين أقوام وملل ومذاهب أخرى من المسلمين والمسيحيين منذ مئات السنين. رغم تناقص عدد أخوتنا من المسيحين وهجرهم وهروبهم إلى أوربا أسوة ببعض الأيزيديين، وقد سبقوهم في ذلك اليهود مع الأسف.

خسف المجتمع الشنكالي:
ولا شيء يدمر مجتمعا، أو شعبا بالكامل ويلغيه مثلما يصدر بحقه من مجتمع أو شعب أقوى منه بمراحل، فرمانا يقضي بإبادته عن بكرة أبيه.
وقد بلغت الفرامين الصادرة بحقنا نحن الأيزيدية حتى وصل عددها الأربع والسبعون (74) فرمانا إن لم يكن أكثركما لا يخفى. وربمّا كان أكثر تلك الفرامين إيلاما هو فرماننا الأخير.
ولم يستسلم الشعب الأيزيدي يوما، ولن يستسلم هذه المرة أيضا. ومن الدروس الفلسفية المهمة في الحياة التي استفدت منها شخصيا، عندما كنت محاصرا في الجبل في الأسبوع الأول من الفرمان هي دروس صديقي خيري الشيخ خدر الذي كنت بصحبته. فقد كان يقول:
" إن هذا البلاء ليس اختيارا علينا أن نجعل منه، وكأنه عمل موكل إلينا. كأنه عمل يدوي نقوم به بجهود بدنية برغبة إعادة بناء ما دمر.
والحيلة الأولى في القيام بالأمر تكمن في ألا يظن أحدكم بأنه أفضل من الآخر، حتى لو كان أميرا. فما أنتم سوى ناجون من براثن الشرّ كما كان دأب أجدادكم في كل فرمان.
وفي الوقت الذي يفكر أحدكم إنه ناج عليه أن يدرك بأنه أيزيدي، وهذا سيعطيه دافعا أقوى في البدء بالبناء. وإن أراد أحدكم أن يتقن عمله (مهما كان نوع ذلك العمل الذي يقوم به) من الأفضل ألا يخرج من محيط أسرته، فليتعرف على أسرته مثلما تعرّف على ذاته، وذلك سيعطيه طاقة إضافية ليستمر فيما يفعله.
الجميع غسلوا أيديهم منكم؛ كي يتسنى للعدو أن يبيدكم، ولكن هذه ليست المرة الأولى، ومن الأفضل أن تجيدوا ما تفعلوه، وتتقنوه جيدا.
قد يكون أهاليكم مشتتين هنا وهناك، لذا عليكم أن تركزوا على أولئك الذين خلصوا أرواحهم وهم الآن في المدن الآمنة لتلتحقوا بهم، والخطوة الأولى لذلك أن تحافظ على خطوتك الأولى هنا، وتبدأ من هنا إذا أردت أن تكون هناك.
ستؤدون واجبكم نحو أنفسكم وعوائلكم ليس لأنني قلت ذلك؛ بل لأنكم مجبولين من طينة لا تعرف غير الإخلاص والتفاني في العمل، وتؤمن بتناسخ الأرواح.
عدوكم بدأ بالضرب أولا، أنتم ابدأوا بالعمل أولا، واسبقوهم في مجالات أخرى.
أفهم بأننا جميعا ضحايا وناجون، وهذه الأرض ممتلئة بالغضب، وستدمر القرى والمدن قريبا؛ لذلك ومن أجل ذلك ومن أجل أنفسنا وعوائلنا وبعيدا عن ذلك الجنون، هنا في هذا الجبل المبارك، علينا أن نجد طرقا جديدة، ونعثر على فلسفة جديدة بروح جديدة. نحتاج إلى مخلصين مثلما كان ينبري المخلصون مع كل فرمان، هذه المرة أيضا نحن بحاجة إلى أناس من تلك الطينة. وإلى جيل من الشباب الاستثنائيين الذين يعرفون كيف يتخطون غضبهم وخوفهم في المرحلة الحاضرة. نحن بحاجة إلى أرامل يتقبلون الألم والتضحية ويحرسون أبنائهم الناجون وبناتهم الناجيات، ويكافحون في سبيل توفير لقمة العيش لهم.
أما أنتم أيها الرجال، فعليكم أن تدوسوا على غروركم لتصلوا إلى إخلاصكم.



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار
- أناشيد أيزيدية
- الأربعاء بين مطرقة الجمعة وسندان الأحد
- اطلقوا سيقانكم للريح
- شنكال ملجأ أيتام أبناء الشمس
- اعترافات شبح اجتاز درب الحزن الشنكالي
- في البحث عن الدين الأيزيدي التاريخي
- على درب جيمي سافيل
- بين العود الأبدي لدى نيتشه والاعتقاد بالتناسخ عند الأيزيدي
- بتلات الورد 2024/1
- مع نيتشه في كهف زرادشت/2 تخير الموت
- مع نيتشه في كهف زرادشت/1
- التغريب في رواية (تحت سماء داعش)
- دخان بلا نار
- مع الفن الشنكالي
- في انتظار شرفدين.. في إنتظار نادية مراد
- ما وراء الحقيقة الأيزيدية
- ترتيب أمر العَودة
- زمن العَواء
- ثُلوج آب


المزيد.....




- عشرة قتلى في ضربة روسية على مستشفى في أوكرانيا
- لبنانيون يهتفون باسم نصرالله عقب إعلان نبأ مقتله في غارة إسر ...
- مصر: نراقب التطورات في -سد النهضة- ومخطئ من يتوهم أن مصر تغض ...
- رئيس الوزراء الصومالي: الإجراءات الإثيوبية تشكل تهديدا خطيرا ...
- مينسك: لن تنجح مشاريع التسوية السلمية في أوكرانيا بمعزل عن ر ...
- وزير الخارجية المصري: التصعيد الإسرائيلي الخطير لا يعرف حدود ...
- صفارات الإنذار تدوي في 6 مقاطعات أوكرانية
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 101 مقذوف خلال 24 ...
- لافروف: قرارات الغرب حول استهداف العمق الروسي ستكشف مدى فهمه ...
- انفجارات عنيفة تهز مدينة ديرالزور شرق سوريا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مراد سليمان علو - من وحي الفرمان