أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة المتشابهات .














المزيد.....

مقامة المتشابهات .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8002 - 2024 / 6 / 8 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقامة المتشابهات (غزة والعراق( :
عكوف علي رصين ما كتبت, وشغف بما قرأت , وعطف علي ما اكتشفت , تنتفخ الاوداج وتشرأب الاعناق , ثم ان حكاية المهدي غالباً ما تظهر وقت اليأس وانكسار الشوكة,
عندما ظهر نبي الأميين دانت له العرب , ثم أخلفت وصاياه فلم تعد تشد الرحال لمسراه,
قرأنا انه سأل الخليفه مجنونآ, ما حكم السرقه, قال المجنون: اذا كانت عن مهنه تقطع يد السارق , اما اذا كانت عن جوع فتقطع يد الحاكم , اين اصبحنا من تراث ألأجداد ؟ وهؤلاء باعوا الوطن , والحصار آخر فلسفات بني العرب , أنا والغريب على اخي , وانا واخي غريبان.
عام 2003 بعد الأحتلال , اصبحت بحكم وظيفتي أقيم في المنفى , بدأت أدرك حجم الفاجعة , وقيمة اشياء وتفاصيل كنت أظنها جزءا مملا من الحياة , فأذا بي احسها انها حياتي كلها , سنوات صداقتي مع نخلات الدار , وفترات جني التمر , وضوء القمر على سطوح البيوت, في صيف النفوف لنهر ديالى المجاور, وجلسات السهر في المقاهي مع الخلان , كلها انهارت في لحظة واحدة , كم هي خائنة تلك الأشياء التي تيمتنا وكنا نظن اننا تيمناها بدورنا فأكتشفنا ذات خديعة انها لم تكن سوى بائعة هوى تمضي مع من يدفع أكثر , وأنا الذي اريد ان احدثكم عن غزة .
نقلت القنوات عن مواطن غزي انه قال : ((دعو غزة وشأنها , لاتهتكوا ستر الصمت حولها , لاتجربوا الدخول اليها ولو في الحلم , شوارعها ليست معبدة بما يكفي لتليق بأحذيتكم , ودمها الذي لايكف عن النزيف قد يلطخ ثيابكم ,لاتقرأوا كتب الشافعي كي لاتتذكروها , لاتخبروا اولادكم عنها كي لايواجهوكم بأسئلة الأطفال المحرجة)) .
من ارشيف المعذبين في الأرض أنقل لكم : لكل شيء خطوة اولى , حتى للعذابات , وفي الطريق من الفردوس الى التيه كانوا يتسائلون ماذا ستفعل السنابل بقمح كان من المفترض ان يكون لهم؟ وماذا ستفعل الدوالي بعنب لم يخلفوا يوما مواعيد قطافه ؟ وكيف ستنفتح أرغفة غيرهم على وهج تنانير بنوها هم على عجل من طين وماء كأعشاش الدوري الصالحة لتزاوج واحد؟ وكيف لنايات أوجدوها من قصب لم يكن صالحا الا لمشاكسة الريح , ان تحبل بهواء خارج من غير رئاتهم ثم تلد أنغاما من سفاح ؟ وماذا ستفعل الطيور ان عادت ولم تجدهم وهي التي ودعتهم في لعبة فراق ولقاء يتعاقبان كالليل والنهار فلا يخلف احد موعده ؟
ايها الخارج من وطن لفظته المجرة عن مداره في لحظة ارتباك كوني , وحين ارادوا اعادته وجدوا المدار مغلقا , والخارج كرها من ارض لم يبق منها الا حكايات جدات , وحفنة ذكريات .
في غزة والعراق , نحن لانكبر بالتدريج بل نشيخ دفعة واحدة , نطرق ابواب الوطن بأنامل الفقد , وحين نجدها موصدة نكبر على العتبات , ويشتعل النشيج , فنكتشف كم نحن طاعنين في الهزيمة.
ولما كبرت عرفت ان الوطن أكبر من حضن وحكاية , وأن الذين يولدون بلا وطن يبقون جوعى مهما أكلوا من خبز المنافي , في الجامعة يسألونك عن الوطن وكأن الكتب تتوجس من الغرباء , وفي المطارات يسألونك عن الوطن وكأنه سيصعد معك الى الطائرة , فتروي لهم بحرقة حكاية وطن لايمكنه أصدار جواز سفر.
لابد من ذكر رائحة الخيبة المنبعثة من ثياب المفجوعين بأحلام هوت , كبيوت الرمل التي يصنعها الأطفال على الشاطيء , لفرط برائتهم ظنوا ان البحر دوما بمزاج واحد.
ماذا ندفع الآن نحن الفقراء كما ينبغي , التعساء كما يستحق ؟ الذين لم يسيجوا اوطانهم , البؤساء كما يليق بالذين قاسموا خبزهم مع كل عابر دون ان يسألوه من اين اتيت والى اين تمضي , هناك وقبل ان اتخذ قرار الرجوع السريع اكتشفت كم نحن طاعنين في الهزيمة, واكتشفت ان المخلوع من وطنه يستحيل ان تستره كل خيام معسكرات اللجوء , ثم عرفت انه يلزمني سنوات لأجيد الأستعطاء , وسنوات أخرى لأ ألف الخيبة.
وفي خيام المعسكرات نكبر على الهم ونتكاثر ونتوارث الضياع , وعلى حبات العدس نعيش ,هناك حيث يربتون على الكرامة ويقولون : كم انت جدير بالذل.
مدينتي يرطن الأميركان في ارجائها ومرافقوهم اخوة يوسف يترجمون اللغة الثقيلة بغية التطبيع , الا ان الليل طويل يفتح بريد الشوق لقحطان وعدنان وحين يعاودون صباحا نرطن بدورنا ( قل أعوذ برب الفلق ), فيتأففون من هذه المدينة الغبية.
نسد آذاننا بالقطن عند مواقيت الصلاة فصوت الآذان في مدينتي حزين بما يكفي ليفطر القلب .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة كيمياء الحب .
- مقامة الكيمياء .
- مقامة المنتصر .
- مقامة الوقت .
- مقامة ترمب .
- مقامة كلمة لا بد منها .
- مقامة المرض .
- مقامة الباندورا .
- مقامة العشق الصوفي .
- مقامة عبد الرحمن منيف .
- مقامة زمن بنات آوى .
- مقامة الرياضيات وأرقام الحب .
- مقامة البصاق .
- مقامة آخر الدنيا .
- مقامة التحريف .
- مقامة ياسارية الجبل .
- مقامة حب تالي العمر: ( الحب المستحيل )
- مقامة العمر .
- مقامة الملفات .
- مقامة نخلتي حلوان .


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة المتشابهات .