أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امل كاظم الطائي - باقة ورد















المزيد.....


باقة ورد


امل كاظم الطائي
(Amal Kathem Altaay)


الحوار المتمدن-العدد: 8001 - 2024 / 6 / 7 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


في مساء يوم ربيعي جميل التقيا في كافيتريا صغيرة قرب البحيرة بعد طول انتظار ومراسلات
تأهلت للقاء بتاني واختارت اجمل ماتملك من البسة ووضعت القليل من المكياج ولم تنس العطر اشترت نفس العطر الذي أهداها لها قبل سنوات.
جلست اما المرآة تتساءل هل سيكون كما رأته بالكاميرا وجالت بها الذكريات طويلا
هل يعقل بعد كل هذه السنوات يلتقيان
لا تعرف ما آلت إليه حياته
هل تزوج هل لديه اطفال
امه وإخوانه هل لازلن معه
يا ترى متى هاجر ومتى قدم الى هنا
كانت الأسئلة تدور في راسها وتلح بشدة كانها مطارق تطرق على رأسها
اتناول فنجان شاي لعلي اهدأ قليلا
وقبل ان تسكب الشاي رن الهاتف
مرحبا كيف الحال
اهلا ومرحبا اهلا اهلا
انا وصلت وانتظر بشوق ولهفة
خمس دقائق واصل المكان قريب من سكني
كانت تسير على غير هدى
ضربات قلبها تصل إلى نهاية الشارع
تسير بخطى سريعة وعيونها مصوبة نحو المكان
مرت الدقائق طويلة طويلة جدا
همست في نفسها ياما قطعت هذه المسافة كانت الدقائق تمشي بسرعة لم اليوم متفاجئة لم
واخيرا وصلت
المكان مكتظ بالناس
وناد هنا واخر هناك يلبون الطلبات
القت نظرة على المكان وهي لا تكاد ترى من فرط الارتباك
لم تجده
قررت أن تتصل به لتعرف اي طاولة يجلس عليها
وهي تحاول إخراج موبايلها
واذا بها تشعر شخص أمامها قريب جدا
رفعت رأسها
أظنه هو
هو
مد يده
وبادرها القول
مساء الورد
مشتاق جدا
تعالي حجزت طاولة في الشرفة تطل على البحيرة مباشرة
اعرف انك تعشقين الجلوس قرب الماء
لازلت تذكر
كل التفاصيل لاتتخيلين
لم تتغير سوى ان الشيب بدأ يظهر في جوانب شعرك
تعالي تعالي
وانت أزددت جمالا وألقا
اطرقت واحمر وجهها
لم تتغيري
تعرفي خجلك اجمل ما فيك
معقولة بعد كل هذه السنوات
وبعد كل سنوات الغربة لم تتغيري
جلسا متقابلين رفعت رأسها تأملته للحظة
وصمتت
مرت بينهما لحظة صمت طويلة طويلة
ماذا تشربي
مثل ما تحب
إذن كابتشينو انت تحبيها
تمام
وانا مثلك
غاب النادل لحظات وعاد بالطلبات
كان في راسها الاف الأسئلة والكلمات والجمل اما الان لا شئ
وبادرها القول
لا أصدق نلتقي في الغربة بعد كل هذه السنوات
ربما صدفة وربما القدر وربما وربما
من متى وانت هنا
منذ ست سنوات
لوحدك
لا امي واختي معي
وانت
مع العائلة زوجتي وأطفالي بنت وولد
تعرفي سميت البنت على اسمك
معقولة
اتفقت مع زوجتي هي تسمي الولد وانا اسمي البنت
ربي يحفظهم
والدتك وباقي العائلة
صرنا كل واحد في دولة لم التقهم منذ اربع سنوات
كتبت الغربة على العراقيين مع اختلاف الأسباب
اي صرنا شذر مذر
الغربة مرة
والأمر ان تعيش محروم ممن تحب
وما اخبار بيتكم
تركنا عائلة من اقاربنا تسكنه كي لا يستولي احد عليه
اي الاستيلاء على الأملاك صار مودة بالعراق
احكيلي اخبارك مشتاق جدا
تركنا العراق بعد ان اشتعلت الدنيا والحرب الطائفية لم تبق لنا مكان توفى والدي وارتات امي ان نترك الوطن
كان لها حق لايوجد امان
ولم يعد معنا احد
صعب ان تعيش في العراق دون وجود رجال في البيت الوضع خطر جدا و معقد على الأقل هنا يوجد امان
خبريني عنك
عادات شهادتي واشتغل في مجال الترجمة
اه تحبين اللغة جدا
واحيانا ادرس اللغة العربية للعرب الذين يريدون تعليم أبنائهم اللغة الأم
لي علاقات طيبة مع الناس يحترموني جدا هنا
واعتني بامي واختي
اختي تدرس لم تتخرج بعد وتمت خطوبتها قبل شهر على شاب تربطنا به علاقة قرابة من بعيد
هو دمث الخلق وبحبها منذ طفولته
وانت ؟؟؟
انا امامك
يعني لم ترتبطي
لا
طبعا لا
الله يسامح والدك
الله يرحمه
والدتك ايضا لعبت دور ليس بالقليل ولذلك لم يوافق والدي
دعنا من الماضي
لك عائلتك وحياتك
انا غير سعيد وكل يوم يمر اندم
لم طاوعنا اهلنا لم لم نقاوم
فات الاوان
لا لا تقولي
انا لم أصدق اننا التقينا
ردت في الروح
انا كنت ميت طوال هذه السنوات
لم ترد عليه صمتت وتأملته مطولا
تذكرت يوم كانو بالجامعة ينتظرو ان يلتقوا في البريك بين المحاضرات
كيف مرت كل هذه السنوات
وهذه الصدفة
تعرفي كل يوم كنت اجلس لساعات اسال عنك وابحث دون جدوى
وبدأت ابحث عنك في السوشيال ميديا ولم أصدق اني وجدتك اخيرا بالفيس بوك
ابتسمت
بقيت تلح ان افتح كاميرا
كنت اريد ان أتأكد انك انت وليس تشابه في الاسماء
سنتين وانت تؤجلي اللقاء
أتعبتيني حقا
كنت مترددة ولازلت
كنت اسأل نفسي وماذا يفيد اللقاء
دعينا نعيش اللحظة
انت لديك أسرة
صحيح هل اخبرتهم باللقاء
وانت
انت تعرفني اخبىرت امي قلت لها سالتقيك انا لا اخفي شي عنها
وانت ؟
قلت لهم سالتقي شخص احبه صديق عزيز
صديق عزيز شخص احبه
اقدر موقفك
تأخر الوقت ويجب ان أعود
ساوصلك واسلم على الاهل
تمام
استقبلتهم أختها الصغرى كعادتها دلوعة وجميلة
تفضل اهلا وسهلا اهلا وسهلا
اهلا خالة كيفك صحتك
هلا ابني اهلا تفضل
ماذا تحب تشرب
شاي مع كليجة من يد حنين
حالا
اي وليدي شلونك اخبارك الاهل شلونهم
والله خالة زينين يسلمون عليك كثير
الله يحفظهم
تفضل الشاي ومعه صحن
اختار ما تحب هذه بالجوز وهذه بالتمر وهذا كيك
الله اشتقت لاكلك اشتقت اشتقت
اكيد زوجتك تعمل احسن من ذلك
تجاوز كلام والدتي ولم يرد
التهم الصحن بأكمله وكأنه لم يأكل لأيام
رن تليفونه تطلع الى المكالمة ولم يرد
خمنت ان التليفون من بيته
اي خالة شلونكم هنا
والله ابني اتاقلمنا هنا ولو الغربة مرة مرة للكبار
خالة اي شي تحتاجون اني موجود
الحمد لله بعض من اقاربنا هنا وحنين تعرفها ما خليتنا محتاجين شي
والله هي بالف رجال
اي شالت الحمل من صغرها ولم تقصر بشي مع اي شخص
اي هي معطاءة وحنونة وطيبة بعد اسمها حنين اسم على مسمى
اي ربي يكرمها ويطيب خاطرها
ينطيها على كد نيتها
رن التليفون للمرة الثانية
جعل الصوت مكتوم
ابني اكيد عائلتك يتصلون لا تقلقهم
رد عليهم
اطرق في الأرض
ولم يرد
شعرت أنه محرج
نهض مسرعا
أوصلته الى الباب
لا تذهبي انتظري
فتح باب السيارة الخلفي
باقة ورد اعرف انك تعشقين الكاردينيا والاوركيد
كل شي فيك جميل حتى نوع الورد الذي تحبيه
راقية راقية
أمسكت باقة الورد ووضعتها قرب أنفها كان اريجها يعبق بكل مكان
همس وهو يقترب
متى نلتقي؟



#امل_كاظم_الطائي (هاشتاغ)       Amal_Kathem_Altaay#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيني على وطني حديثة
- من الذاكرة
- لحظات تأمل
- في مدرستنا حاسوب
- علىى هامش مهرجان تحدي القراءة العربي
- رحل النواب
- مبارك للمعلم يومه الخالد
- الى الذين نقف لهم تبجيلا
- امسيات حاسوبية
- اضراب عمال شركة الزيوت في الذاكرة
- كلمة السر
- استذكار انتفاضة تشرين
- في الطريق
- واقع حال
- احمر شفاه
- الادوات الاحتياطية في بدن الانسان
- حب الاوطان
- على غير ميعاد
- غزو صدام للكويت / الحلقة الثالثة
- من يوميات غزو صدام للكويت


المزيد.....




- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...
- مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م ...
- “نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma ...
- مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- فنانة مصرية تصدم الجمهور بعد عمليات تجميل غيرت ملامحها
- شاهد.. جولة في منزل شارلي شابلن في ذكرى وفاة عبقري السينما ا ...
- منعها الاحتلال من السفر لليبيا.. فلسطينية تتوّج بجائزة صحفية ...
- ليلة رأس السنة.. التلفزيون الروسي يعرض نسخة مرممة للفيلم الك ...
- حكاية امرأة عصفت بها الحياة
- زكريا تامر.. حداد سوري صهر الكلمات بنار الثورة


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امل كاظم الطائي - باقة ورد