خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 8000 - 2024 / 6 / 6 - 22:16
المحور:
القضية الفلسطينية
ليس مستبعدا أن يقع المرء ، في الراهن على مداخلة لإعلامي أو لناشط سياسي غربي ،يكرر فيها هذا الأخير عبارة منسوبة لخطيب فلسطيني أدلى بها في سنوات 1960 مفادها انه لا بد من " رمي اليهود " إلى البحر . في المقابل امحت من الذاكرة الغربية ، كما يبدو متمنيات الرئيس الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين بان يغمر البحر قطاع غزة ناهيك من أوامره إلى جنوده ، أثناء انتفاضة الحجارة ، بأن يكسروا عظم سواعد الطلبة الذين يرشقون عربات الجيش بالحجارة . و على الأرجح أن كلام وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على الانتفاضة المسلحة في قطاع غزة في السابع من أكتوبر ، تشرين أول 2023 ، ناعتا الفلسطينيين بالحيوانات البشرية و متوعدا بانه سيقطع عنهم الغذاء و الماء و الدواء ووسائل التنوير و التدفئة ، سيمحى بدوره من تلك الذاكرة الملعونة في وسائل الإعلام والدعاية الغربية .
دعونا بعد هذه التوطئة نتخيل استنادا لما يترامى إلينا من أخبار ، الوضع في قطاع غزة و قد دخلت حرب الإبادة و الترحيل في الشهر التاسع ، بعد أن أقفل الإسرائيليون بوابة رفح المؤدية إلى مصر ، ينبني عليه أنه لم يبق إلا ما يسمى " المرفأ العائم " الأميركي ، و سيلة تربط القطاع و سكانه بالخارج . لن نتوقف هنا عند ما يتداوله المراقبون عن و جود مخزون نفطي في المياه الإقليمية ،قبالة شواطئ قطاع غزة ، فما يهمنا هنا هو هذا المرفأ العائم الأميركي تحديدا ، الذي أذنت الولايات المتحدة الأميركية لنفسها بإنشائه دليلا على انخراطها في الحرب الدائرة .
لنتخيل إذن أن المرفأ المذكور صار المدخل الوحيد لتموين السكان معيشيا على شكل مساعدات إغاثة توزع على الذين يستحقونها بحسب شروط أميركية ـ إسرائيلية ، فلم يقتل الإسرائيليون عشرات الألاف من الفلسطينيين و حسب و أنما دمروا أيضا المساكن و عطلوا جميع أوجه النشاط الإنتاجي مما جعل الناس جميعا أمام خيارين إما الاعتماد على السيد الأميركي طلبا للمساعدة و أما طلب الإذن منه بالخروج من القطاع عن طريق المرفأ . السؤال الذي ينهض هنا هو التالي : هل سيُسمح للفلسطيني السفر عبر هذا المرفأ الأميركي ذهابا و إيابا إلى قطاع غزة ؟
مهما يكن ، فإن إنشاء هذا المرفأ توازيا العمليات العسكرية المتواصلة ، وافتعال المجازر قصفا على المدارس التي لجأ إليها المرحلون من الشمال إلى الجنوب و بالعكس ، او بإشعال الحرائق في معسكرات الخيم ، تحت تغطية الوساطات و المقترحات كسبا للوقت ، يقوي الشك في النوايا الخبيثة التي يضمرها الإسرائيليون و حلفاؤهم الأوروبيين بتواطؤ حكام شبه الدولة العربية ، ضد وجود الفلسطينيين . فماذا بعد قطاع غزة !
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟