أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - حمولاتنا الثقيلة














المزيد.....

حمولاتنا الثقيلة


ريان علوش
(Rayan Alloush)


الحوار المتمدن-العدد: 8000 - 2024 / 6 / 6 - 15:00
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ أن وصلت إلى ألمانيا بدأت تتشكل إنحناءة خفيفة في ظهري.
في البداية قلت لنفسي هي حالة عرضية نتيجة تغيِّر المناخ، إلا أن الأمر تفاقم في الفترة الأخيرة لدرجة إني بت أشبه بعجوز يعيقه انحناءة ظهره عن فعل أي شيئ، وهذا الأمر جعلني أعتكف في المنزل لمدة طويلة، فما كنت أعانيه حقا هو الإنصراف عني من قبل الغالبية، أما القلة فكانوا يتعاملون معي من باب الشفقة، وهذا مالم أستطع تحمله.
كثيرون هم الأطباء الذين ترددت إليهم لكن دون نتيجة. لقد حيرتهم حالتي لدرجة الإحراج.
وحده الطبيب النفسي شخَّص حالتي قائلا:
إن غالبية المشرقيين يصابون بهذه الأعراض التي تظهر بأشكال مختلفة، بعضهم يهملها فتصبح جزءا منه فيعيش منعزلاً، وبعضهم يحاول إيجاد حلول لها، وأضاف، بأنه يترتب عليك قبل كل شيئ أن تتخلى عن حمولاتك الثقيلة كي تعود لك استقامة ظهرك .
كلام الطبيب النفسي هذا كان قبل حوالي أسبوع، و منذ ذلك الحين اعتكفت في منزلي تحت ضغط التفكير بكيفية التخلي عن أحمالي الثقيلة كما أسماها.
هذا الصباح بخطوات متثاقلة كعجوز اتجهت نحو خزانتي باحثا عن كل ما تمثله تلك الحمولات.
بعد أن نفضت عنها غبار السنين، رتبتها حسب الأهمية، فتوحات و غزوات، فتاوي و خطب دينية وسياسية، أحزاب وايديولوجيات، نكبات، نكسات، انتصارات وهزائم، وهكذا حتى بات لدي هرم متوسط الحجم ، ثم أحضرت الحقيبة الزرقاء المخططة التي تسلم لكل لاجئ عند وصوله إلى هنا، ثم وضعت الهرم فيها بعناية ثم اتجهت نحو النهر الذي يخترق المدينة.
على الطريق حاولت أحمالي ان تنهيني عن مشواري بإحداث بعض الجلبة مذكرة إياي بفضلها عليَّ، وبأني بدونها لن أستطيع الإستمرار، ولأن الانحناءة التي أعاني منها تفيد عكس ذلك شددت وثاق الحقيبة إلى معصمي كي لا أتيح لها مجرد التفكير بأني من الممكن أن أتخلى عن قراري.
بدأ البرد القارس ينخر ظهري، فالثلج لم يتوقف منذ يومين والمكان بدا أشبه بفريزا، لكن ما جعلني اعتقد بأن كل شيئ سيتم بنجاح هو خلو الجسر من المارة لدرجة عدم وجود اي خطوات مرسومة عليه سواء ذهابا او إيابا، فأنا أريد القيام بما نويت عليه دون شهود.
كانت طبقة خفيفة من الجليد قد تشكلت على سطح النهر لدرجة ان البط كان يتنقل على سطحه سيرا على الأقدام، وهذا ما أقنعني مجددا ان كل شيئ سيسير على ما يرام.
بصعوبة بالغة رفعت الحقيبة حتى أعلى الحاجز الحديدي، ثم ألقيت بها إلى النهر الجليدي دون أن أنتبه إلى الوثاق الذي يربط معصمي بها فهويت معها إلى قاع النهر.



#ريان_علوش (هاشتاغ)       Rayan_Alloush#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب العالمية الثالثة
- لقد فات الآوان
- نباح قبل النوم
- مجتمعات اخرطي
- أصحاب العمامات
- السوريون مرتزقة
- حمير الشرق
- نبوغ مبكر
- الماركسيون لا يمثلون الماركسية!!
- الضحية
- أمارجي


المزيد.....




- عرس وموسيقى بين الأنقاض.. -كلنا في غزة مشاريع شهداء ولكننا ن ...
- صناعة الحرير على طريق الحضارات.. سمرقند تنسج التاريخ بخيوط ا ...
- ترقية المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أد ...
- -كناوة- والصويرة ..شغف فني في -المدينة السعيدة-
- شرور الديكتاتورية وترياق الأدب.. رحيل كاتب ألبانيا الكبير إس ...
- لينك مباشر بضغة زر.. نتيجة الدبلومات الفنية ” زراعي وصناعي و ...
- -في قلبي- الإصدار الرّوائيّ الأوّل للمحامي رضوان صندوقة
- استمع/اغنية مشتركة تجمع سامي يوسف والفنان الايراني همايون شج ...
- -زيارة خاطفة-.. مغني الراب الأمريكي الشهير كاني ويست في موسك ...
- رحلة السقوط الحر.. المخرج شريف عرفة تحت المجهر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - حمولاتنا الثقيلة