أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبوبولاصر الحسيني - ارحموا تاريخنا من التزوير والجاهلين به















المزيد.....

ارحموا تاريخنا من التزوير والجاهلين به


نبوبولاصر الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 8000 - 2024 / 6 / 6 - 10:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إذا لم يكن الشيء منذ بدايته واضحا فليس معناه أنه فعلا غير واضح،قد يكون الخلل في عينيك أو إن هنالك من طبع على أفكارك ختوم التضليل،وجعل دماغك ينمو في قالب صنعه خصيصا لك لإيهامك واختلاقه تفاسير كاذبة وما ذلك إلا لمصلحة تعود عليه بالفائدة،وبالوقت ذاته معرفته بجهلك بحقائق الأمور وغفلتك بما يدور حولك،إن من مهازل الزمن أن تجد القطيع مندفعين بغباوة المستعبدين يرددون أكاذيب الملفقين ويعملون بأباطيل المزورين وهم يحسبون في ذلك أنهم يحسنون صنعا،ولما كانت أسرار هذه البلاد مدفونة تحت ركام الزمن واثارها مختبئة بكل أمان واطمئنان في أغوار العصور العميقة وبطون السنين السحيقة,فأنه لم تقترب لجوهرها أو تستعير من مفاهيمها وثقافتها سوى الأديان القديمة لتأخذ منها ما يناسب دعوتها وادعائها وتنشل من ثمار حضارتها ما يسدُّ فراغها الإنساني والفكري في ذلك الزمن،حتى صارت تلك الأديان التي استحصلت صكا غيبيا من(يهوه-الله) ونالت منه صلاحيات وسلطات ماكرة لتدبير الحياة والاستيلاء على ما ليس من حقهم،فباتوا يسرقون ويبتكرون ويدّعون ويبتدعون ويظللون ويفسدون ويعبثون بحقائق وتراث وثقافات الشعوب وتاريخها ليستروا ما سرقوه ويغلفوا ما استولوا عليه سابقا دون وجه حق مستغلين جهل الناس وغياب اهتمامهم واندفاعهم وحرصهم بالمحافظة على التاريخ والثقافة!! فما كانت من حداثة نشوء أول دين إبراهيمي في المنطقة إلا أن يأخذ من ثقافات وأساطير وقصص الشعوب المجاورة وانتسابها له على إنها أصول ومعاجز وحقائق مقدسة تُدرج ضمن البراهين والحجج التي يقدمها للعالم لإثبات صحة ما يدعيه،فأصحاب هذا الدين وهم اليهود استخدموا معرفتهم واطّلاعهم الواسع على ثقافة وعلوم بلاد وادي الرافدين خصوصا مدينة بابل في فترة قيام الإمبراطورية البابلية الكلدانية الأخيرة عندما سباهم الملك الكلداني نبوخذنصر الثاني من فلسطين إلى بابل حيث استمرت فترة السبي تلك قرابة أربعين عاما وهي فترة زمنية طويلة وكافية لمعرفة تفاصيل المجتمع البابلي الكلداني وهضم ثقافته وفهم أسراره والاطّلاع على آدابه وعلومه ولاهوته وأخلاقه وعمارته,وليس إلى هذا القدر فحسب بل إن اليهود في ذلك الزمن كانوا معجبين الى حدّ الذهول بحضارة بابل المتمدنة المتحضّرة على عكس مجتمعهم البدوي المتدني ثقافيا واجتماعيا وأخلاقيا،وعند رجوعهم إلى أورشليم بعد سقوط بابل على يد الفرس الأخمينيين بدأوا بكتابة التوراة ودخلوا مرحلة جديدة من الحضور الاجتماعي العالمي وصدّروا أنفسهم على إنهم مجتمع موازي لثورة الحضارات الرافدينية وليسبروا عقدة النقص والشعور بالدونية والتهميش التي كانت ترافقهم منذ وجودهم على الأرض,فتحقق ما كانوا يحلمون بتحقيقه بفضل الدعم السياسي الذي حصلوا عليه من الفرس الأخمينيين نظير خدماتهم المغلفة بطابع الخيانة لبابل ولشعب بابل عندما عملوا كجواسيس وعملاء لـ(كورش الاخميني) وكشفهم له نقاط الضعف السياسية والدينية والأمنية في النظام الداخلي للمجتمع البابلي أنذاك،وليس غريبا لو تجد اليهود في كل زمن يحاولون العبث والتزوير في تاريخ العراق ودأبهم بكل قوة على إبقاءه بموقف الضيعف الهزيل مسلوب الإرادة،فحقدهم عليه ممتد منذ سطوع نجم الإمبراطورية الأشورية وقيام الملوك الأشوريين مثل الملك(تغلث فلاسر الثالث وشلمنصر الخامس وسرجون الثاني وسنحاريب)بحصار أورشليم وسبي اليهود واستخدامهم كعبيد وأسرى واستغلوهم بأعمال الصخرة والاسترقاق،وكذلك الملك البابلي الكلداني نبوخذنصر الثاني سباهم لمرتين وجلبهم لأرض بابل ليضمن عدم ثورتهم ضد عامله في فلسطين،إن كل تلك الوقائع من سبيّ وأسر واستعباد وتهجير جعلهم يحقدون على العراق وعلى ملوكه،وصاروا يصوغون له تاريخا مزيفا محاولين التقليل من شأنه والحطّ من صدارته وافضاله الحضارية والإنسانية على مرّ العصور،فمثلا من افعالهم التدليسية ما جاء في سفر دانيال الاصحاح الرابع من كتاب التوراة خبر جنون الملك البابلي نبوخذنصر الثاني وأنه أُصيب بنوع من الجنون أو عاهة عقلية وصار يظن أنه تحول إلى حيوان هائج،وصوّروا في كتبهم فقط إن الملك نبوخذنصر صار يعتقد أنه أصبح ثورا ممسوخا فيخرج يوميا إلى الحقل ويرعى مثل الدواب فيأكل الحشيش والعلف ويتصرف كما البهائم حتى طال شعره مثل النسور وأظفاره مثل الطيور وبقي على تلك الحالة طيلة سبع سنوات أو مثل ما يُعبّر في التوراة (سبعة أزمنة) وعلى أثر ذلك مات الملك!! أما الأمر الأكثر غرابة في تلك القصة الهوليودية إن الملك نبوخذنصر الثاني قبل موته آمن بالإله اليهودي (يهوه-الله)!؟ فمن يعقل هذا التزوير الصارخ والتحقير الواضح لأهم ملك قامت في عهده أقوى إمبراطورية وأبلغ حضارة حكمت العالم الشرقي بعلومها وسياسيتها وجيوشها العتيدة؟ ومن يعقل إن الملك الإمبراطور بوسط قصره ووزراءه وحاشيته ورهطه وقبيلته وعائلته وكل المحيطين به أن يروا ملكهم تحول الى بهيمة ترعى في الحقول والمزارع أمام الجميع ولم يتخذوا أي إجراء في معالجته أو اخفائه أو تفادي أمر هذه الحادثة التي لا تليق بمنزلته كملك؟ إن جميع الباحثين في مجال التاريخ والآثار لم يجدوا دليلا واحدا أو شاهدا أثريا على موت الملك نبوخذنصر الثاني بمرض الجنون كما زعمت اليهود في كتبهم (إذ نجد خبر موته بمرض الجنون في كتب اليهود فقط) فلو كانت تلك الحادثة حقيقية لوجدنا رقيما طينيا أو تمثالا أو نقشا أو أي لقى أثرية تثبت صحة ذلك الإدعاء خصوصا إن البابليين على مدى العصور كان بهم هوس الأرشفة والتدوين وتوثيق الأحداث،بل إن حقيقة موت الملك نبوخذنصر ظلت سرّا غامضا تم التعتيم عليه وتشويه حقيقته عبر التاريخ من قبل اليهود،وما يقتضي التساؤل إن معظم الآثاريين الذين نقّبوا المناطق الأثرية في العراق وترجموا النصوص المسمارية منذ القرن السابع عشر وإلى هذه اللحظة كان أكثرهم اثاريين غربيين ومعظمهم تربطه مع اليهود مصالح دينية وسياسية وعرقية وهذا ما يستدعي الشك والارتياب بتواطئهم مع ما يتوافق مع ادعاءات كتبهم المقدسة وتغميد الكثير من الحقائق التي تفضح ذلك الزيف الأزلي الذي سمموا به المنظومة التاريخية لبلاد وادي الرافدين،ومن هنا بدأت رحلة التلاعب والتزوير للتاريخ وقذف العماية والغلّ في عقول الناس لينحرف تراثنا الغني إلى دائرة الفقر والتخلف والتجهيل!! فمنذ القرن السابع عشر أي في بداية اكتشاف النصوص المسمارية ومحاولة ترجمتها وفكّ شفرتها كان المجتمع العلمي من المختصين في علوم الآثار في دوامة من الحيرة والإرباك في فهم النظام الديموغرافي والاجتماعي الذي كان قائما على أرض الرافدين منذ الاف السنين،وهل إن العراق فعلا كان أرضا متفككة ومجزئة على شكل أُسر دخيلة نازحة من بلدان مجاورة مختلفة في الدين واللغة والعصبة والعرق,وبحسب التصورات التاريخية التي وضعها المستشرقون الغربيون إن تسميات سكان العراق تبدأ من قبل فترة العبيد القدامى وبعدهم السومريون والاكاديون ثم الاشوريون والاَموريون والكلدانيون والاراميون؟ أم إن العراق ليس كذلك بل منذ نشوء الخليقة فيه هو بلد حاوي مجاميع بشرية عاشوا على أرضه بفترات زمنية مختلفة وحضارات متعددة من الشمال إلى الجنوب لكنهم كانوا مرتبطين بأُسس واحدة وعرق ولغة وثقافة ودين وآلهة وفلسفة وعلوم موحدة أو ضمن خليط عائلي يعود بالنهاية لأصل واحد؟ فما الغاية والمقصد عندما قسّم المستشرقون الأوروبيون حضارات العراق القديمة والحديثة على شكل شعوب متناحرة وجعلوا التاريخ متشرذما ومُفتتا بين فئات شعوبها التي أفهمونا على إنها كانت شعوبا غريبة ولا تجمعم صلة قرابة؟ فمنذ بداية الدخول في تفسير الاكتشافات الأثرية ومحاولة ترجمة النصوص المكتوبة على الألواح المسمارية الأولى من قبل بعض علماء الغرب اندفعوا بالبحث في المناطق الأثرية والوقائع التاريخية التي جاءت في الكتب المقدسة الأولى خاصة(التوراة) والوقوف على مدى صحتها وأمانتها في نقل الحقيقة,يقول الدكتور نائل حنون في كتابه حقيقة السومريين أنه بعد إن تم التوصل إلى ابتكار الكتابة في بلاد الرافدين القديمة في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد استمر استعمال الخط المسماري في تدوين نصوص اللغتين السومرية والاكادية واللغات الأخرى التي اقتبست الخط نفسه طوال ما تزيد على ثلاثة آلاف عام وبعد قرون طويلة من النسيان الذي أصبح هذا الخط سرّا من أسرار البشرية القديمة انطوى لغز أبداعها الحضاري المبكر وخطوها الأول على عتبات التاريخ،ويضيف حنون بدأت قصة حلّ رموز الخط المسماري أواخر القرن السابع عشر في حين توصل (أنطونيو دي جويكا) سفير أسبانيا والبرتغال في بلاد فارس إلى إن تلك النقوش الغريبة على النصب الأثرية الموجودة في موقع العاصمة الاخمينية برسيوليس تمثل علامات لكتابات قديمة,وبعده جاء (دون جارسيا) الذي خطأ على ما خطاه جويكا وتوالت محاولات الباحثين لفهم ودراسة رموز الخط المسماري
إنما يستوجب وضع الف علامة تعجب واستفهام هو أنه بعد ترجمة الألواح المسمارية والوصول إلى بعض حقائقها في تدوين القصص والأساطير والعقود والملاحم والأناشيد والتعاويذ,كانت معظمها تختلف عما ذكرتّه الكتب المقدسة والمرويات الدينية! بل كشفت على إن تلك الكتب التي تتسم بالقداسة والطهارة قامت بأكبر عملية سرقة أدبية في التاريخ،وإنها في زمنٍ ما ظهرت للعالم بلباس الفضيلة والحضارة وإن لها السبق في نوال المجد والرفعة وحيازتها ملكية العلوم والمعارف والمعاجز العظيمة،في حين إنه بعد ترجمة الرقم المسمارية لحضارات بلاد الرافدين تبين معظم ما جاء في كتاب (يهوه) كانت سرقات واقتباسات مستوحاة بالألفاظ والأفكار من خلاصة القصص والأساطير البابلية!! فمثلا أحدى تلك المثالب اختطاف قصة الطوفان الرافدينية واحتسابها معجزة تفرد بها التراث اليهودي التي شكلوا بموجها أجناس البشر وأعراف توزعت على فئات ومجاميع معينة تم من خلالها تفضيل عرق على عرق وأمة على أخرى وجعلوا الإله يتدخل بإعطاء مزايا وأملاك وأراضٍ وقيادة لأمة دون أخرى،وجعلوا لولب تلك اللعبة يدور لصالح عرقهم ليظهروا للعالم على إنهم أسياد الأرض والتاريخ مستعينين بكتابٍ كتبوه بأيديهم مليء بالسرقات والأباطيل ثم ادعوا إنه جاءهم من الإله الذي فضلهم على سائر الناس وما حقيقة ذلك إلا تكوين لعبة عنصرية وضعوها لسلسلة أبناء الشخصية الناجية من الطوفان حيث صوروا أنفسهم الشعب الجليل النبيل رفيع المستوى والمقام على سائر البشر،فظهرت لنا تسميات الساميين والحاميين واليافثيين وفروعهم دون سند تاريخي أو علمي أو منطقي!!وعن ذلك الأمر يقول الدكتور (طه باقر) في كتابه من تراثنا اللغوي القديم حول تسمية الأقوام السامية الذي تزعم اليهود إن عرقهم يعود إليه نسبة لسام بن نوح،كان أول من ارتأى هذه التسمية أي (الساميين) هو المستشرق (شلوتزر) عام 1781م ظنا منه إن أولئك الأقوام الذين كان مهدهم في الجزيرة العربية من أبناء سام بن نوح كما جاء في جدول أنساب أبناء نوح سام وحام ويافث في التوراة( سفر التكوين:الإصحاح العاشر والحادي عشر) وهي فرضية لا تستند إلى حقيقة تاريخية باستثناء التوراة على رغم كونها من الكتب المقدسة التي عانت كثير من التحوير والتحريف ولذلك فهي ليست تاريخا معتمدا
لا بل إن الاكثر تعنصرا لما ادّعاه كتّاب ذلك الكتاب إن أولاد حام بن نوح وهم الكنعانيون (الذين تعود لهم أصول الفلسطينيين الحاليين) وبحسب ما جاء في التوراة إن الله جعلهم خدما لأولاد سام بن نوح وهم (الإسرائيليون الحاليون) وهذه قصة تحتاج لألف وقفة وتعليل على ما جنتّه الكتب المقدسة بحق الشعوب من ظلم وافتراء،لا بل إن السرقات التاريخية التي أضطلعت بها تلك الكتب تحتاج لبحوث ودراسات ومقارنات وكشوفات لنقدها وإظهار الحقيقة والبطلان الذي شرع به كتّابها ومنظروها!! والأمر الأكثر استفزازا ما قام ويقوم به المستشرقون الغربيون إلى هذه اللحظة بدأبهم ومثابرتهم على قولبة التاريخ الرافديني والمحافظة الماكرة على تحوير تاريخ العراق بما يتماشى ومفاهيم التوراة بدءا من (صموئيل نوح كريمر) ذلك اليهودي الروسي الذي قاتل مع الكهنة والحاخامات اليهود على حشر أنوفهم وجعل كلمتهم العليا بالتدخل لقصم التاريخ العراقي وجعله مشتتا متفرقا بين أقوام لم يُسمع عنهم أبدا وجعلهم الأفضل على حساب الحضارة الحقيقة،وكذلك العالم اليهودي (هاري ساغز) الذي كان عالما دينيا يهوديا في بداية الأمر قدم اللاهوت ووضع الكثير من الدراسات ونشط أكاديميا في سعيه للبحث في مضامين ومحتويات التوراة وفيما بعد تحول لدراسة الاثار والتاريخ وطبع مؤلفات عديدة في تاريخ حضارات العراق،والمفارقة العجيبة إن ساغز في كل حدث أو واقعة تاريخية مثبتة في النصوص المسمارية تجده يلتف بالف طريقة وطريقة ليبين صحتها في آية مكتوبة في التوراة!!وللأسف أن تجد الكثير من الباحثين والمهتمين يعتبرونه مصدرا مهما وموثوقا في استخدام آرائه للإثبات,وللتأكد من هذا الإدعاء بإمكان القارئ اللبيب الذي يبحث عن الحقيقة أن يقرأ مؤلفات (هاري ساغز) ويكتشف البطلان بنفسه،وقد سلك الكثير من علماء الآثار والمستشرقين الغربيين مسلك ساغز مثل (ليوناردو وولي) الذي حاول جاهدا إثبات شخصية إبراهيم من خلال الآثار واللقى الأركيولوجية وقد وضع دراسة شاملة حول خروجه من العراق وادّعى اكتشافه بيت ابراهيم في أور في حين لا يوجد ما يدعم صحة ما يقول سوى الأوساط الدينية اليهودية،وكذلك الصحفي والكاتب الإسرائيلي(زكريا ستيشن) الذي خرج لنا بهرطقة تاريخية لا تقوم على رؤية علمية سوى إنها مجرد خيالات وتصورات لا يتقبلها العقل، حيث ادّعى أن الحياة على الأرض ظهرت بفعل كائنات فضائية،وقام بالاستدلال على ما يقول فى ترجمة نصوص سومرية مكتوبة بالكتابة المسمارية من جنوب العراق،واسم هؤلاء الخالقين هو(الانوناكي)أى الآلهة الذين هبطوا إلى الأرض,ينحدرون من كوكب اسمه (نيبيرو) وبحسب قوله إنهم تجولوا بالأرض وقرروا خلق البشر فى العراق الحالي وهم اللذين بنوا الأهرامات واتخذوها قاعدة لهبوط مركباتهم الفضائية وصحونهم الطائرة على الأرض،ويقول سيتشن قام الـ( أنوناكى) بالتزواج مع نساء البشر لكن ظهور الفيضان العظيم أو الطوفان أجبرهم على الرحيل عن الأرض،والحقيقة إن أحجية الطوفان ما كانت إلا من تراث وثقافة بلاد ما بين النهرين لم تثبت علميا وأركيولوجيا حتى الأن,لكن مخيال ستشين شطح به إلى أبعد ما صنعه أجداده اليهود في العبث والتلاعب في تاريخ العراق!! وعلى سبيل الذكر أيضا عالم المسماريات والاشوريات اليهودي(إرفينغ فينكل) الذي اشتهر بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي ولديه آلاف المتابعين على مستوى العالم ونشط بالكثير من الفيديوهات المصورة الذي يحاول بشتى الطرق ربط المسماريات الرافدينية بالحدث التوراتي القائم على الرواية الدينية والكثير الكثير من هذه النماذج التي لا يتسع المجال لذكرها ممن عبثوا بتاريخ العراق وسيطروا على عقلية الأجيال والباحثين في الشرق الأوسط في تفصيل التاريخ على حسب أهوائهم ومفاهيم كتبهم المقدسة
الأمر الآخر وجود الطامة الكبرى في اختلاف علماء التاريخ والآثاريين العراقيين في تحديد الهويات الرافدينية أو الاتفاق على صيغة علمية واحدة في تعريف أصول المجتمعات التي عاشت في العراق القديم وصولا إلى سكانه الحاليين الذين مازالوا يشعرون بانتمائهم له،فتجد الكثير من العلماء العراقيين يعزفون على أوتار النرجسية والغرور،ويحسب الفرد منهم قد أودع الله في أرائه وكتبه خلاصة العلوم الكونية،حتى صار ينظر لنفسه على إنه الجهبذ الأوحد دون الآخرين،إن اختلاف الفئة المثقفة والمتصدّين لدراسة تاريخنا وتنافر أرائهم وتباينها في كل التفاصيل المتعلقة بتراثنا ساعد على اتساع الهوة بين الوصول إلى الحقيقة وبين الإيمان بالخرافات القديمة،وأكد على الاستمرار بالتخبط في طرح الآراء بل حتى في التعاطي مع الخلافات العلمية والفكرية الخاصة بدراسة التاريخ،فتجد أستاذا يمتلك شهادة عليا في التاريخ أو الآثار يرفع من شأن حضارة ويعيب على أخرى فقط لأنه يعتقد إن جذوره تعود للأولى أو أنه معجب فيها،فتراه يقاتل بقلمه ويجاهر بصوته ويتفنن في نسج الأكاذيب والأساطير لإثبات صحة وجهة نظره حتى لو يعرف إنها على خطأ!! وترى آخر يستغل مكانته العلمية وتأثيره على الإعلام والبسطاء فيتشدق بتلفيقات المستشرقين ويدافع عن تخرصاتهم وافتراءات مواقفهم وجنايتهم المتواصلة بحق موروثنا التاريخي وحضاراتنا الازلية,وهذا ما انعكس سلبا وجاش فشلا على ثقافتنا وتطلعات مجتمعاتنا التي في ظرف ما وجدت نفسها تعاني الانقسامات والتفكك،وتلعب فيها أقدام العنصرية والمحاباة وعدم المعرفة,إن اختلاف المختصين واختصامهم في طرح الرؤى ووجهات النظر جعل من غير المختصين يغرقون في منازعات عقيمة وتباغض قبيح بلا فهم أو دليل مندفعين عاطفيا تحركهم غباوة الأحلام والإعجاب فتجدهم يطحنون بعضهم في المحافل وفي مواقع التواصل الاجتماعي,ويتنابذون بجدالات عدوانية ونقاشات غير مجدية مستخدمين في ذلك آراء وطروحات علماء التاريخ والآثار الذين هم اختلفوا فيها من قبل وفشلوا في المحافظة على وحدة أفكارهم وأمانتهم في التعامل مع تاريخنا وتراثنا،إن من أولويات أصحاب الأرض من العراقيين الذين يعود لهم كل هذا الأرث التاريخي العظيم من علماء وناشطين ومهتمين تصحيح التشويه القومي وفكرة تشضي الحضارات التي قامت في بلادهم ولا يمكن الأخذ باعتبار أجداد العراقيين الحاليين على إنهم كانوا سلالات بشرية مهاجرة أو إثنيات متخيلة متبعثرة الغاية من هذا المفهوم الاستعماري القائم على التفرقة والانقسام هو استلاب روح الإنتماء لدى سكان العراق وجعلهم يدورون في متاهة عميقة مجزءة على شكل دهاليز مظلمة لا تنتهي إلى قرار وهذا مطلب الفكر الاستعماري الانفصالي الذي يؤمن بتشتيت الشعوب ليبقى هو المسيطر,فارحموا التاريخ من المزورين والجهلة،واعطوا لأنفسكم مساحة كافية للاطّلاع والقراءة والتحليل واستخدام العقل،فنحن بهذه الطريقة نسير بخطوات حقيقة لخسارة التاريخ والأرض والانتماء



#نبوبولاصر_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بـ10 نقاط.. خلاصة مناظرة بايدن وترامب على CNN
- رغم إلغاء مشروع القانون المثير للجدل.. الكينيون يطلبون العدا ...
- ما هي المدينة الأكثر ملاءمة للعيش لعام 2024؟
- لا بايدن ولا ترامب.. ماسك يكشف عن -الرابح الأكبر- في المناظر ...
- 19 طالبا من جامعة ملبورن يواجهون التهديد بالفصل بعد مشاركته ...
- مقتل أربعة أشخاص بسبب اصطدام قطار بحافلة في سلوفاكيا
- شاهد: باندا تايوان الوحيدة تحتفل بعيد ميلادها الرابع: حلوة و ...
- أبرز لحظات المناظرة الرئاسية بين ترامب وبايدن
- 110 سنوات على مقتل ولي عهد النمسا، أو أشهر اغتيال في التاريخ ...
- الانتخابات الأمريكية والشرق الأوسط: تاريخ من الاستثناءات


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبوبولاصر الحسيني - ارحموا تاريخنا من التزوير والجاهلين به