أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية 193















المزيد.....


هواجس ثقافية 193


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حماس وضعت الفلسطينيين في السجن، هي سجانه.
غزة كانت ولا زالت سجن، جلاده حماس.
هل حولت حماس هذه المقاطعة الصغيرة إلى نظام ديمقراطي، هل فتحت أبواب غزة عل العالم، هل اعطت هذا الإنسان الغزاوي الحرية، والحق في الرأي والحياة والمشاركة؟
ما الفرق بين حماس ونظام صدام القديم والنظام الحديث في العراق، الا يشبه النظام السوري القديم والحديث، ونظام القذافي، ونظام الترابي والبشير والنميري، وبو مدين والشاذلي بن جديد، والنظام المغربي القديم والجديد، وعلي عبد الله صالح، ونظام الملالي في ايران أو أفغانستان.
لا أحب أن أخرج من وكر لأقع في وكر، لا أحب ان يتحول الصراع إلى ديني قومي إسلامي عربي ـ يهودي.
يجب تحديد المفاهيم بدقة:
هل الصراع بيننا وبين إسرائيل سياسي، أم قبلي عشائري وبدوي، بمعنى، هل هذا الصراع تحت سياسة، صراع وجود كما يقوله الحاكم العربي، صراع بين الشرق والغرب، بين مفهومين متناقضين، رغم التقاطع بينهما في اغلب مجالات الحياة؟
فككوا المفاهيم ومضمون الصراع حتى نبدي رأينا بوضوح، غموض الصراع لم يعد ينطلي على؟
لماذا لا تدينوا حماس لممارساتها وظلمها للغزاويين، للقمع الذي مارستها بحقهم طوال وجودها في الحكم على غزة.
أين صوت الغزاويين خلال عشرين سنة؟
أليست حماس طبقة وسخة على خط سياسي وفكري مع النظام العربي الإسلامي القذر؟
فككوا الصراع، قولوا أن حماس لا تمثلنا، وأننا ندافع عن شعب غزة وحماس نظام دكتاتوري فاجر مثل النظام العربي.
كلمات الشوربة ما بقى تدخل في رأسي، لقد دفعنا أثمان غالية من أعمارنا من أجل فلسطين، تم قمع الحرية والدولة والمجتمع بحجة النضال من أجل فلسطين.
وقف الصديق المرحوم رضا حداد أمام قوس القاضي فايز النوري، سأل هذا الأخير:
هل القمع والاحكام العرفية الذي بموجبه نحن في السجن، حررنا من إسرائيل، ألم نزداد قهرا على قهر، هل اعاد القمع جولاننا المحتل، فلسطيننا أم جعلنا أشباه بشر.
في النهاية تحول واحد حقير مثل حكم البابا الذي سرق زوجة رضا إلى مناضل تحت إشراف الإسلام السياسي الحقير، وتحت إشراف عزمي بشارة الوسخ خلال الثورة السورية الذي سرقها من ذكرتهما.
لن أسمح لأولاد الوسخة أن يأخذوني إلى ملعبهم، وكفى كذب وطأطأة الرأس.

الجنة
في بحثنا الحثيث عن الجنة أو الخلود، نسعى ونحلم كما فعل غيرنا في الماضي البعيد والماضي القريب والماضي الحالي للوصول إليه.
ودون إدراك منّا، نحّن إلى ذلك الكامن في اللاوعي الأول، سليل الرغبات المنفلتة من القيود والحواجز. نحن إلى الحرية، إلى امتلاك الغرائز والقبض على الزمن والحقيقة.
إلى ذلك المكان الذي مضى ولن يعود.
نحّن للعودة إلى المملكة الحيوانية، مملكة الوعي الطبيعي الأول، وعالم السعادة المفتقد. والجنة الحقيقية المفتقدة.
الكبت خلخل الجمال وقيم الجمال والحرية والحق في ذات الإنسان كجزء لا يتجزأ من وجوده، ليس أوله الجنس أو الطعام وأنما يمتد إلى كل شيء، إلى كل ركن من أركان الحياة.
الكبت أنتج عالم العبودية السعيدة، وهي سعيدة فعلًا لا قولًا، ففي هذه العبودية نرى أنفسنا على حقيقتها، الدونية والاستعلاء.
نرى أمامنا أعضاءنا البارزة منتصرنا، وفي الخلف مؤخرتنا التي نتباهى بها.
وهذا هو المهم.

الحرب
يبدو أن الحرب الأمريكية على أوكرانيا طويلة جدا، ولن تنتهي في الأفق العاجل
الحرب صنعتها امريكا والضحية اوكرانيا.
الولايات المتحدة تصنع حلبة المصارعة ثم تجلب الممثلين ليتصارعوا من يقتل يخرج من اللعبة، ومن يبقى تقتله بيدها.
لكن اللحم الروسي مر لأن لديها اسلحة نووية ممكن تطيح بامريكا واوروبا وبريطانيا اللاعظمى وبنفسها وعلى الدنيا السلام.
إننا نعيش في عالم الجريمة المنظمة أسيادها الدول العظمى.
ستولتنبرغ رئيس الناتو، خرجه يكون زنبرك النابض ينطنط مثل الآلة تبع الممثل شارلي شابلن، في فيلم الأزمنة الحديثة.
أنهم مثل بشار الاسد والشلبي باعوا بلادهم، بل تعاونوا مع المجرم ضد بلده مقابل بقاءه في المنصب.
على كل حال امريكا تنحدر وستنحدر والدولار هو الفيصل.

مركدة
قرية مركدة في محافظ الحسكة، بل تتوسط محافظة دير الزور والحسكة، قرية شبه مفصلوة عن العالم، بضعة أحجار غريبة، تعيش في الغربة.
هنا، في هذه القرية انتهت رحلة الأرمن من بيتوهم ومزارعهم وأعمالهم في تركيا، تم ذبحهم بالكامل من الوريد إلى الوريد.
جرى دفع النساء والأطفال والشيوخ في القافلة، قافلة الموت، في قر الشتاء وحر الصيف، في ظل الجوع والعطش والتعب. لقد مشوا على الأقدام مسافات طويلة، ربما مئات الكيلومترات أو آلف إلى أن وصلوا إلى نهاية هذه الرحلة، فالموت.
تم ذبح الرجال في مسقط رؤوسهم على يد الدولة التركية البربرية، الدولة العصابة.
أقدم الأرمن أن يبنوا نصبًا تذكاريًا لهؤلاء الضحايا من أبناء جلدتهم، فبنوا صرحًا صغيرًا على الطريق عبارة عن كنيسة، بمثابة عربون حزن لهؤلاء المساكين الذين ماتوا بدم بارد على يد العثمانيين في تسعينات القرن المنصرم.
لم تتحمل الدولة الطورانية هذا الصرح فخربته خلال الثورة السورية المباركة، دمرته كما دمرت كل الكنائس والأديرة والمعابد الأثرية في العام 1915، بالإضافة إلى كل الصروح الحضارية الأرمنية والنقوش والرموز التي كانت موجودة بالديناميت.
الهمج، الأتراك، جاؤوا من منطقة الإيغوار الصينية، مجرد قبيلة صغيرة فقيرة مكسورة مهزومة نفسيا، لا يتجاوز عدد أفرادها الأربعمائة أسرة، ولكن ما أن تمكنوا من المنطقة حتى كشفوا عن دونيتهم وجرائمهم، لم يتركوا أحد من شرهم سواء كان عربيا أو كرديا أو أرمنيًا أو أوروبيًا، بل توسعوا على حساب الشعوب الأخرى.
بمعنى أن أصولهم صينية، ولكنهم عدلوا نسبهم الوسخ بالزواج من البلقانيات المسيحيات خلال غزوهم لتلك البلاد، وسبيهن.
لقد ساهم الغرب في دعمهم سواء بالسر أو العلن منذ نشأتهم الأولى وإلى اليوم، والقصة طويلة وكتبت عنها كثيرًا.
لم يختلف ولن يختلف اردوغان عن مدحت المجرم أو محمد الفاتح أو أنور وجمال، كلهم أتراك في القتل سواء بسواء.
وساهمت الصهيونية في ذلك عبر أولاد اليهودي شبتاي تسفي.

المفاهيم
أغلب المفاهيم مطلقات، تم ضخهم للتشويش على الحضارة المشوهة أصلًا، ليبقى البشر تحت الوصاية والإكراه.
وتحت كل مفهوم هناك كم هائل من الفوقية والرياء والتعمية والكذب والوصايا.
المفاهيم دفعت للحياة دفعًا وبشكل قسري، وبشكل مجرد دون قراءة معمقة أو دقيقة لكل مفهوم.
كأن الحياة لا تقبل الحقائق أو المفاهيم التي تعبر عن الحقيقة، لهذا جرى الابتسار، أي قشرها، نكأها قبل شفائها، وإقحمها إقحامًا في الحياة لتدخل بين الكلمات بالرغم عنها لتأخذ مجراها في استخدام الحدود من خارجه.
الصمت هو التوازن بين الطبيعة والإنسان، أما الكلام واللغة فهوما أداة قهر وسيطرة لما فيهم من أحكام وأوامر الهدف الجوهري لهما هو الامتلاك ووضع اليد على كل مقدرات الحياة.

معالم في الطريق
في كتابه، معالم في الطريق، نبه سيد قطب المفكر الإسلامي ورائد الحركات الجهادية، أن الحضارة الغربية تعاني من الخواء الروحي، ويمكنها أن تتفسخ في حال عدم إملاءها بفكر من خارجها لتبقى على قدميها، واقترح أن يعمل الإسلام على إملاء هذا الفراغ.
أنا أتفق مع الطرح الأول، بيد أني لا أذهب معه على أن الإسلام لديه القدرة على إملاء هذا الفراغ.
سيد قطب وغيره يريدون أن يوردوا الإسلام سلة واحدة، كاملة، كما جاء في الحديث أولًا، ثم في القرآن ثانيًا.
الحضارة الغربية عقلانية إلى حد كبير، مادية بحتة، تشيئية، قاسية جدًا، مات فيها الإنسان من الداخل بالرغم من كل القدرات التي تملكها. وهذا التشيؤ ليس عبثيًا، أنه مدروس وموضوعي واكب تطورات بنيتها بالكامل، أنه صراع بينها وبين نفسها، بين من يملك كل شيء ويريد كل شيء، وبين من يملك بالحد الأدنى.
ولا يمكنها أن تقبل بفكر من خارجها، كان بينها وبين الإسلام تاريخيًا صراع إلى حد القطع، صراع أفقي وعمودي، لهذا نقول، أن هذا الإسلام الذي بين يدنا يحتاج إلى التفكيك، تفكيك النص ليصبح تاريخيًا، عقلانيًا، ثم يعاد إلى التاريخ ليوضع ضمن الاحتمال القائم على البقاء في الحياة، ثم رفد هذه الحضارة الغربية بالحياة والروح كما اقترح سيد قطب.
ولا يوجد خيار إيجابي إلى هذه اللحظة، ولدينا دول وشعوب تتجه نحو الموت الواضح كسوريا والعراق والصومال وافغانستان واليمن وليبيا والسودان القادم.
ولا يوجد في ذهن ساسة العالم، فكر بناء أو ترميم الروح.
إنه نظام يعمل بصورة حثيثة نحو التدمير الذاتي والموضوعي للطبيعة والكائنات الحية والإنسان من الداخل والخارج.
لو يستطيع المسلمون التخلي عن الحديث، والبدء في تفكيك النص، وإزالة كل الشوائب الذي فيه، وتصفيته ليصبح على مقاس المعاصرة، سيكون لنا شأن أخر.
إنه مستحيل، بيد أنه ممكن.

الحجاب
الحجاب ظاهرة تاريخية موضوعية حقيقية، نضعه على وجوهنا يوميًا، وبه نمارس حياتنا اليومية بشكل طبيعي، وبلذة، وبكل شفافية وثقة بالنفس، دون أي شعور بالخجل أو العيب أو الزيف.
الحجاب يستمد قوته من الواقع، بل ولد مع ولادة التاريخ، لهذا أضحى جزءًا من سيكولوجية الإنسان ووجوده.
وولد الحجاب محجبًا، مجسدًا مرات، ومجردًا مرات كثيرة، بل أنه ضرورة موضوعية وذاتية.
الحجاب المجرد، أقل كلفة على صعيد الممارسة، لأنه لا يرى بالعين المجردة، ومن السهل نكرانه أو التنكر له.
نحقر المحجب ونحتقره، ونحقر الحجاب المجسد، ونحقر من يمارسه في العلن، بيد أننا نقبله عن طيب خاطر مجردًا
الحجاب يمثلنا جميعًا موضوعيًا، ممثل الواقع. ولا يمكن الاستمرار دونه، لهذا نريده ونقبله دون أن نريده أو نقبله أو نراه، ونريد أن يعود إلينا كاملا مكملا.
هذه التاريخ، تاريخ الإنسان ولد محجبًا، مرتديًا الثياب كلها من الرأس إلى اخمص القدمين.
ولا يمكن أن يتعرى المرء في ظل التاريخ المحجب.
العري هو إنكشاف على الحقيقة ووضوح الواقع، إنه حرية وشمس ونقاء، لهذا لا نستطيع أن نمارسه.
من منّا يستطيع أن يضع الحجاب جانبًا في الحفلة التنكرية الإنسانية العامة، ويخرج إلى الشمس والضوء والحرية، ويبقى سالمًا كما هو دون أن يرجم؟
ما دام عالمنا كما هو الأن، سيبقى الحجاب قائمًا. وسنمارس لذة التورية بلذة ممتعة وعظيمة.
التاريخ وممارساته لا يقبل العري، ويستمتع بالمخفي والمزيف والحزين.

تأنيب الضمير
الدين يزرع في الإنسان شعور بتأنيب الضمير، وسواس قهري، صراع داخلي بين رضا الله ورضا الجسد.
ينقسم عقل المؤمن إلى تيارين متعارضين متصارعين، أحدهما يريد الوصول إلى اللذائذ والأخر يقمعه ويمنعه من تحقيق ذلك.
يتحول العقل الظاهر والباطن إلى عقلين ظاهرين وعقلين باطنين، منفصلين عن بعضهما، عقل يعيش مع دين الله وقيمه، النهي والرفض وباطن يريد ويتمنى، واحد مع الله في زمن الرعي، واخر مع العصر، مرة ينتصر الله ومرة أخرى ينتصر الآيفون والآيباد.
يتحول المؤمن إلى كائن مسكين، مثقل بالآلام والأوجاع، لا يعرف بالضبط أين يضعه قدمه.
بين الشعور بالانتماء إلى نفسه أو التسليم والقبول برضا الله

تقتل
عندما تقتل بدوافع دينية أو قومية أو سياسية، تذكر دائمًا أن القاتل الحقيقي لست أنت، أنت مجرد أداة، في الظاهر تبدو أنت القاتل أو البطل، بيد أن القاتل الحقيقي هو اللاشعور الذي تستند عليه، النائم والمستيقظ في أعماقك، في ذاكرتك البعيدة.
الثقافة التي تعتنقها هي وراء هذه الذاكرة البعيدة، هي التي حولتك إلى قاتل أو مجرم أو بطل من أبطال التاريخ الأشاوس.
وراء جميع أبطال التاريخ هناك شعوب، تصفق وتغني وتلقي القصائد والأشعار، وتدبك لهم في الميادين العامة والخاصة، وتضحك وتفرح بغباء.
جميع أبطال التاريخ وضعوا غلة جرائمهم في سلة المسيطرين على الثروة والسلطة والنفوذ، أما هم، أي الأبطال، مجرد زبد، أجسادهم وأيديهم ملوثة بالدماء.

الصداقة
الصداقة كالجسد، تتعرض للتعب، وتدب في أوصالها العلل والأمراض والوهن.
وتشيخ مع الأيام بفعل عوامل الزمن، والظروف والتبدلات، والحوادث التي يمر بها المرء.
الصداقة القديمة، كالحب القديم، يجب أن لا تتجدد، لأن التغيرات التي تطرأ على المرء، تفرض عليه أن يبقى على مسافة كبيرة بينه وبين ما مضى.
مع الزمن تتغير الاهتمامات، القناعات، الرؤى والمواقف لكل إنسان.
عمليًا، الانقطاع الطويل يخلق فجوة كبيرة بين الأصدقاء والأحبة.
كل حب قديم أو صداقة قديمة يجب أن تبقى في حدود الماضي الذي ولد فيه، لأن الزمن يفرض على كل واحد منّا أن يتأقلم مع شروط حياته التي فرضتها الظروف عليه.

خامئني
خامئني اليوم يشبه إلى حد كبير زعيم الحشاشين، حسن الصباح، لقد استطاع هذا الأخير محاصرة العالم الإسلامي السني، وإيقاع الفتنة فيه وإدخاله في اقتتال داخلي، لحماية نفسه ونهجه ونظامه وطائفته.
هذا الخامئني، بالتعاون مع الولايات المتحدة، الذي جلبته وجلبت سيده من قبله، الخميني، استطاع تمزيق العالم العربي شر تمزيق، بالمال والسياسة والطائفية، لنا في العراق المنكوب واليمن وسوريا ولبنان خير أمثلة، واليوم يدخل على الخط الفلسطيني ليحول هذا المكان إلى مكان للاقتتال الفلسطيني الفلسطيني كما فعل حافظ الأسد من قبله عندما حول الصراع مع إسرائيل إلى صراع عربي عربي بدأه في لبنان.
أصبحت إيران مسيطرة بالكامل على أغلب العواصم العربية المشرقية، من صنعاء إلى بيروت، إلى غزة.
اليوم لدينا شخصية جديدة في غزة، يحيى السنوار، مزعبر جديد، يده ممتدة إلى يد حزب الله وإيران لمحاربة الفلسطينيين باسم المقاومة والممانعة، لتفكيك القضية الغلسطينية وشيطنتها باسم الدفاع عنها.
هناك شغل كثير لإيران على تفكيك المنطقة العربية المشرقية وشرذمتها، وعندما الانتهاء منها ستنتقل إلى المغرب العربي.
خامئني هو مسمار جحا، الولايات المتحدة، في البيت العربي


الثقافة
الثقافة هي محاولة الوصول إلى الحقيقة، أو محاولة القبض على الحقيقة.
من يريدها عليه أن يضعها بين دفتي قلبه وعيونه.
في هذا الطريق الطويل للوصول إليها، على الباحث أن يتجرد من الذاتوية، والأنانية وعقدة الأنا والدونية وجنون الارتياب.
إن ينظر إلى نفسه على إنه إنسان، ويبغي خير الإنسانية دون مصالح أو غايات أو ارتباطات منفعية.
الوصول إلى الحقيقة عبر الثقافة، تفرض على حامل الرسالة أن يكون إنسانًا متواضعًا نزيهًا في سلوكه وعلاقاته وتطلعاته.
كل من يربط بين المصلحة والثقافة هو ابن أبيه/ ابن زنا /.
وكل من يريد أن يحول الثقافة إلى حصان يركبه، أو جسر معلق، يرفع من شأن ذاته المريضة وتفاهة شخصه، مكانه في مكان آخر.
الثقافة هي النبل والجمال، استراحة الإنسان من شقاء هذا العالم، وحضارته القاسية.

العبودية
في القديم كانت العبودية مجسدة أمام عينك، عبودية جسدية ونفسية واضحة، تتحرك أمامك في أغلب مجالات الحياة، ويمكنك أن تشير إلى العبد أو إلى النظام القائم لبساطته ووضوحه.
كان هذا التأسيس أو المؤسس.
أما اليوم فقد أضحت العبودية، وعبدها، مجردًا، لا يمكنك رؤيتها أو رؤيته، تراه في السلع، في المصانع والمعامل، في الرسائل المتداولة، في الخطابات أو القراءات القادمة إليك من جهات كثيرة مختلفة.
العبودية في عصرنا، لها قناع أو أقنعة، إذا انتزعت أحد الأقنعة سترى قناعًا أخر تحته، وذلك إلى ما لا نهاية من الاقنعة، ك لا نهاية الرياضيات.
ومهما حاولت أن تنزع عنك العبودية عبوديتك، فلن يتم هذا إلا بالتفكيك، بالعودة إلى البدء.
الحضارة مجموعة متكاملة من عبوديات متراكمة، طبقة فوق طبقة، يحكمها كبت فوق كبت، ولجم فوق لجم، سواء بإرادتنا أو غصبًا عنًا.
العبودية جالسة في القانون، في المؤسسات، في كل التجريدات التي تحرك حياتنا، في شرب الماء، وقيادة السيارة، والتلفون، وفي الرسائل، دون قدرة لنا على تغيير أنفسنا وما يحيط بنا.

تفكيك
يجري تفكيك تاريخ المنطقة، والنص الديني هذه الأيام على قدم وساق.
إن الصراع العالمي على تأمين مصالح النظام الرأسمالي الأعلى يتم عبر نسقين، عسكري، عبر نهج ما يسمى الإرهاب وربطه بالإسلام، والآخر ثقافي وهو النزول إلى النص وتفكيكه.
في هذا الصدد من الضروري، قراءة كتاب صراع الحضارات لصاموئيل هكنتون الذي تبنته الإدارة الأمريكية، ورقعة الشطرنج الكبرى لبريجنسكي لنعرف كيف يدار الصراع الأمريكي للسيطرة على العالم القديم، آسيا وأفريقيا وأوروبا، ليبقى القرن الواحد والعشرين أمريكيًا.
النظام العالمي أو الدولي كما أراه هو الطفل المدلل للنظام الرأسمالي الذي يعمل على خطين متوازيين أو على نسقين لخدمة النظام كله، وخاص لتأمين تفوق الولايات المتحدة وتسيدها.
في الجانب الأول يتحول النظام إلى قطب واحد متعدد الوظائف لخدمة النظام، وفي الجانب الثاني يعمل النظام لبقاء هيمنة الولايات المتحدة على النظام كله، وفي كلا الحالتين يعمل النظام كمايستروا واحد لإدارة مصلحة النظام وبقاء واستمراره ليتحول في النهاية إلى دولة عالمية واحدة.
يقولون عندما يكبر النمل، ينمو له أجنحة، فيطير، ويتحول إلى طعام للعصافير.

الواقع
الواقع هو المعقد، هو الذي ينذر بالتشاؤم واليأس، ولست أنا.
أنا أنظر إلى الواقع، اقرأه كالعالم في المخبر، بشكل مجرد دون أي عواطف أو تقديرات جانبية كالحزن أو الخوف أو الفرح.
على المستوى الشخصي لست متشائمًا ابدًا، والتشائم ليس على نفسي وأنما على الواقع السياسي الاجتماعي الاقتصادي.
بمعنى، التشاؤم يصب في العام متجاوزًا الخاص.
ولماذا ساتشائم؟
فأنا حر في تسيير حياتي، ولا مسؤولية شخصية لي في هذه الحياة سوى نفسي.
أنا متحرر من كل التبعات الجانبية، وحياتي ملك خاص لي، ولا يوجد إنسان يعكر علي صفوة نهاري أو ليلي.
هذا ردي على صديق عزيز على نفسي، يرى أنني متشائم جدًا وغارق فيه، من خلال ما يقرأ من كتاباتي.

أزمات النظام
من يعتقد أن إعادة إنتاج، وتدوير وتسويق أزمات العالم يقتصر على الولايات المتحدة، هو مخطئ.
جميع الدول، الصين وروسيا والهند وايران وغيرهم، مشاركين في تعميق الانقسام الاجتماعي والسياسي، وزيادة الفجوة بين الدولة والمجتمع على حساب الشرائح المهمشة في البلدان الفقيرة.
أنظروا إلى الشغل من تحت لتحت، أعني، أجهزة المخابرات، التنسيق الأمني بين جميع الدول، الكبيرة والصغيرة يسير على قدم وساق.
السياسة التي على السطح مجرد شكل، تسويق كذب وخداع وغش. الشغل على أصوله، يحدث في الأقبية المظلمة.

الغاية
ما الغاية التي يلجأ إليها بعض المثقفين السوريين في شتم مكونات اجتماعية كبيرة في سوريا, كأن يشتم بعضهم السنة وغيرهم الشيعة والبعض يشتم الأرمن أو الدروز أو العلويين أو الاكراد وكله بالمجملة.
أليس هذا يدل على أننا ما زلنا متقوقعين بالثقافة التي تعيش في التاريخ القديم, ونحن أولاد الماضي ولا علاقة لنا بالمستقبل أو الحرية المنشودة.
أحد الجهابذة قال قبل يومين اسمه الدكتور كمال أحمد , أنه كان عايش في فرنسا مدة خمس سنوات وعلم أن جميع الأرمن مع إبادة السنة, معقول هذا الكلام يا ناس؟ هل هناك من يريد الموت لغيره, وأين, في فرنسا؟ شوية شوية علينا يا ناس, احترموا عقولنا. أولا, الأرمن لا ينفتحون على الغريب بسهولة, ثم لا يشتمون مسلمًا سنيا مهما كان سلوكه لكونه مسلما أولا وسنيا ثانياً, ثم الجميع يعلم مدى الاحترام والحب الذي يكنه الأرمن للعرب والسوريين ومسلمي سوريا السنة. ولمن لا يعلم أن حج أرمن العالم كله يتم في مدينة دير الزور في سوريا, وهناك احتفال سنوي في أرمينيا يقام تكريما لسوريا وشعب سوريا لأنه أنقذهم من الموت.
الثورة اربكت الجميع, حركت الماء الراكد, ووضعت الجميع أمام التاريخ ومسؤوليته وجها لوجه, سواء الأرمن, الذين لم يقتربوا من السياسة طوال وجودهم في سوريا الا ما ندر, أو السنة أو العلويين أو الدروز أو الاسماعيليين أو الكرد, والجميع انقسم بين مؤيد للنظام ومعارض له. ليس من الانصاف أن نشتم الجميع بالجملة, هذا لا يصح لأن فيه ظلم فظيع, ولأنه يزيد تكريس الانقسام االاجتماعي أكثر مما هو منقسم.
حقيقة أنا مستغرب من النظرة الشمولية للجميع, للمثقف وغير المثقف, وكلهم ينطلقون من موقع العارف والقيم واعطاء شهادات حسن سلوك لهذا الطرف أو ذاك.
رمم بيتك يا هذا, حصنه, ثم هاجم غيرك, وقالوا سابقا:
من بيته من زجاج لا يرمي الناس بحجر.

الساقط سياسيًا, ساقط أخلاقياً.
الساقط سياسيًا, ساقط أخلاقياً. من يبيع ضميره أو يدير ظهره له, مقابل موقف غير نابع عن قناعة لا يمكن أن يكون الا كذلك. الذي يرى الظلم ويقف معه أو يتستر عليه لمصلحة ما, لا يمكن أن يكون الا ساقطًا.
الأخلاق لا تتجزأ, والقيم كذلك. ومن يكون متهادنًا في موقف لا يمكن أن يكون شجاعًا في موقف آخر. أيضًا الشجاعة لا تتجزء, أما ان تكون أو لا تكون



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية وفكرية 192
- هواجس سياسية ويستفاليا ــ 191 ــ
- هواجس نفسية وثقافية ـ 190 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية وسياسية 189
- هواجس ثقافية 188
- هواجس ثقافية وأدبية ـ 187 ـ
- هواجس ثقافية وفكرية ـ 186 ـ
- هواجس ثقافية وفكرية 185
- هواجس ثقافية ـ 184 ـ
- هواجس سياسية وثقافية 183
- هواجس ثقافية وفكرية 182
- هواجس ثقافية ـ 181 ـ
- هواجس ثقافية 180
- هواجس سياسية ـ 179 ـ
- هواجس متنوعة ـ 178 ـ
- هواجس الثقافة ــ 177 ــ
- هواجس ثقافية ـ 176 ـ
- هواجس ثقافية وأدبية 175
- هواجس ثقافية ـ 174 ـ
- هواجس ثقافية ـ 163 ـ


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية 193