أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - هل العراق بلد ثيوقراطي














المزيد.....

هل العراق بلد ثيوقراطي


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 14:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يطلق على العهد الذي تسيطر فيه السلطة الدينية على أمور الحياة والحكومة والشعب اسم "عهد الثيوقراطية".
تتكون كلمة ثيوقراطي من كلمتين، "ثيو" وتعني إله، و"قراط" وتعني الحكم، والكلمة مشتقة من المفردة اليونانية Theokratia، وتعني حكم الله.
في هذا النظام، تكون السلطة الدينية هي العليا، ويفترض ان تكون السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية تحت هيمنة السلطة الدينية وتكون المفاصل التنفيذية الحكومية العليا بيد شخوص منها ، وتكون القوانين والإجراءات والادارة الحكومية مستمدة من التعاليم الدينية وبأشراف القيادة الدينية.
لكن هل يمكن ان تكون السلطة الدينية فاسدة جائرة ضالمة ؟ . والجواب نعم بالتأكيد يمكن أن تكون السلطة الدينية سلطة فاسدة جائرة وظالمة، مثلما يمكن أن يحدث مع أي نوع آخر من السلطات. وذلك عندما تسقط شخوص السلطة الدينية في وحل الفساد فتكون سلطة فاسدة مطلقة أو شبه مطلقة وعادة ما تكون بدون رقابة أو محاسبة لأن تلك الاجهزة تكون تحت سيطرتها ، وطبيعي ان تكون أجهزة الرقابة و المحاسبة فاسدة ايضا وبدون نزاهة لحرص الفاسدين على توظيف شخوص يخدمون السلطة من اجل ضمان ديمومتها . حينها يمكن أن يؤدي ذلك إلى إساءة استخدام السلطة ويسود الظلم. و التاريخ يعج بأمثلة و احداث كثيرة لفساد السلطات الدينية وفشلها ، والامثلة كثيرة التي تُظهر كيف تستغل السلطات الدينية الفاسدة الأدارة الحكومية بأستغلال الدين لتحقيق مصالح شخصية و سياسية، والغريب أن كل السلطات الدينية الفاسدة في العالم مهما تنوعت ، كلها تعتمد على سذاجة وبساطة العامة من الشعب الذين يبذلون الغالي و النفيس لكسب رضا الخالق على افتراض ان الخالق قد اوكل شخوص السلطة الدينية للوساطة بينه وبين عامة الناس لنيل الغفران وضمان دخول الجنة . وبالتالي تجد ان السلطة تمنح نفسها صلاحيات و ميزات وتشريع قوانين تُجبر الشعب الخضوع لسياساتها التنفيذية التي كثيرا ما لا تخلو من القساوة للخضوع لها ، حتى لو كانت على حساب الحريات الفردية، وكثيرا ما تستخدم القوة والقمع لفرض قوانين واجراءات جديدة او لفرض تفسير ديني او مذهبي .
لذلك، مثل أي نظام حكم آخر، يجب أن تكون هناك آليات لضمان العدالة والمساءلة ومنع إساءة استخدام السلطة. وعادة ما تسود في عهد السلطات الدينية خصوصيات تمنح الى الشخصيات ذات المناصب العليا كأسلوب لبث روح البهرجة و الابهار لفرض الطاعة و الاحترام ، علما ان كثير من تعالم الدين تتعارض مع مفاهيم الحرية الفردية للديمقراطية خصوصا في الحرية الشخصية و الفكرية لوجود ثوابت في الدين لا يمكن ولا يسمح بالحيود عنها ، وذلك ما يولد تراكم للغضب الشعبي الجماهيري ، وتثبت الوقائع التاريخية للأمم والشعوب ان السلطات الفاسدة مهما كان نوعها و مصدر قوتها فهي لن تدوم وعادة ما تسحق من قبل الشعوب بقسوة وعنف نتيجة الضغط و مصادرة الحريات والضلم و الفقر و الجهل
ويحق لنا ان نسأل هل العراق الان في عهد الثيوقراطية ؟. من ناحية قد يعتبر العراق ثيوقراطي و بأمتياز لكن من ناحية اخرى يعتبر العراق في عهذ محايد للثيوقراطية ومن جهة اخرى يمكن ان يكون مناقض لها ، اقول ذلك لأننا نتفق ان المجتمع العراقي يمتلك ميزة (التباين المتوافق). وهو توافق يطفو على سطح العلاقات وفق البيئة السائدة بشرط ان تكون هناك بيئة متوازنة بين تلك القوى الدينية الاجتماعية المتعايشة مع بعضها في تلك البيئة ، ولو تفوقت فئة على اخرى تجد ان بقية الفئات تطمس في وحل وضلمة تامة ، وكأنها في سبات عميق.



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكاء الصناعي (AI)
- صدفة لن انساها (قصة قصيرة)
- فخري كريم
- حكايتي مع الزريبة
- الانتخابات في العراق
- حكام الشعوب .. من يحكم العالم
- الفلسطينيين و فخ النصر الوهمي
- الثقافة العربية في خطر
- البصر أم البصيرة
- علوم دينية و علوم دنيوية
- هل نتوقع وقوع كارثة
- على من يقع اللوم ... كل اللوم
- بين الواقع و الواقع الافتراضي
- العراق وكأس العالم للشباب
- من هو الأب
- أي أجراس ستقرع
- ألمٌ في العراق
- أهلك سبب بلواك
- العراق في المرآة
- ياما في الشوارع مجانين


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - هل العراق بلد ثيوقراطي