أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد مبشور - حكاية البغل الأسترالي














المزيد.....

حكاية البغل الأسترالي


سعيد مبشور

الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 09:02
المحور: كتابات ساخرة
    


بمجرد إعلان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عن قراره الشهير بتأميم قناة السويس يوم 26 يوليوز 1956، ثارت ثائرة الدول الغربية بين مهدد ومندد، خاصة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة إضافة إلى الكيان الصهيوني، وكان من بين المطالب التي رغبت هذه الكيانات في فرضها على مصر، تحويل قناة السويس إلى منطقة معزولة عن بلدها بإدارة دولية مشتركة، وشكلوا لهذا الغرض وفدا لمفاوضة عبد الناصر، ترأسه الأسترالي “روبرت منزيس” رئيس وزراء استراليا حينها، وبعضوية ممثلين عن كل من الولايات المتحدة والسويد وإيران والحبشة.
وكان “منزيس” هذا يعبر آنذاك بشكل علني عن عدائه لمصر وللعرب عموما، وحاول في اجتماع لجنته مع عبد الناصر إقناع هذا الأخير بقبول إشراف دولي على القناة، لكن الرئيس المصري أصر على موقفه الوطني وأنهى الاجتماع رافضا أي تنازل عن حق بلاده في ممارسة سيادتها على جزء أصيل من الإقليم المصري.
وما إن انتهى الاجتماع حتى عنونت الصحف المصرية تغطيتها للموضوع بالمانشيت العريض “فشل مهمة البغل الأسترالي”، ويقال إن عبد الناصر نفسه هو من وصف رئيس وزراء أستراليا بهذا الوصف بعد فشل الاجتماع.
وتعبير “البغل الأسترالي” شائع بين الإخوة المصريين، وهو كناية عن أي شخص يجمع بين القوة و”الغشومية” أو البلادة المبينة، ولهذا البغل طبعا حكاية، فقد كان له دور كبير في خدمة الجيش الأمريكي إبان الحرب الأهلية، وحصل كل “جندي” من تلك البغال على رتبة عسكرية وربما توسم بعضها بالنياشين نظير مشاركته الفعالة في الحرب، وإلى اليوم لا زال الأمريكان يحفظون للبغل الأسترالي كل الجميل.
وكانت هذه الدابة وسيلة نقل رسمية للجيش الإنجليزي، حيث تم استقدام العديد من البغال من أستراليا، واستخدامها خلال الحرب العالمية الأولى لقيادة عربات المدافع، نظرا لما تتمتع به بغال تلك البقاع من قوة التحمل وسرعة الحركة والاستجابة الطوعية لأوامر الجند، وقد تعرف المصريون على هذه البغال “المحترمة” لدى استقدامها إلى مصر والسودان من طرف جيش الاحتلال الإنجليزي، وبقي بعضها في الخدمة في شوارع المحروسة إلى متم عقد الستينيات من القرن الماضي.
ولأن البغل نتاج اختلاط أنساب، بين الحمير والأحصنة، ولكونه ليس “نسلا”، إذ إنه حيوان غير قادر على التوالد، فقد يكون قد انقرض، ولم يعد يذكره أحد، سوى ربما في المهرجان السنوي الذي ينظمه عشاق تسريحة شعر أسترالية ذاع صيتها في الغرب تسمى “البغل”، وهكذا يستمر هذا الحيوان في الخدمة وإن بأشكال أخرى.
لكن، وبتصاريف القدر، أصبح لنا نحن في المغرب أيضا كائننا الأسترالي الخاص، حيث استفقنا صبيحة أمس الإثنين، على وقع خبر تصاحبه صورة، منشور في صحيفة أسترالية، وتناقلته بالجملة وسائل إعلام وطنية ودولية، عن علاقة غرامية تربط بين وزيرة من حكومتنا الموقرة، وبين رجل أعمال أسترالي، وهو أمر لازال في دائرة الشك إلى الآن، نظرا لصعوبة التأكد من صحة ما راج حول العلاقة المفترضة بين وزيرتنا والأسترالي، لكن صمت الوزيرة ووزارتها، وعدم نفي الخبر بشكل قاطع طوال ساعات، غذى بالتأكيد تلك الشكوك، وكاد أن يحولها إلى يقين تتناسل معه الأسئلة حول حدود تلك العلاقة الخاصة المفترضة ومدى تأثيرها على الحياة العامة للمغاربة ومصالح دولتهم السياسية والاقتصادية على الخصوص.
الرد كان يجب أن يكون أولا على العنوان الساخر والمستفز للصحيفة الأسترالية، الذي جاء على الشكل التالي: “أندرو فورست والوزيرة المغربية والكثير من الطاقة المكبوتة”، في إشارة إلى أن السيدة المعنية هي وزيرة الطاقة المغربية.
والرد يجب أن يكون ثانيا على شبهة تضارب المصالح، حيث إن ما رشح من أخبار يفيد بأن رجل الأعمال المذكور قد استفاد من امتيازات توقيع اتفاقيات ذات طابع اقتصادي في بلادنا تحت غطاء علاقته بالوزيرة صاحبة القبلة المفترضة المصورة، وهذا أمر لو كان قد حدث فعلا، يعد بالغ الخطورة ويحمل دلالات وأبعاد عن مدى الاستهتار الذي قد نكون وصلنا إليه في مجال تقدير المسؤولية، وتصور بعض وزرائنا لتلك المسؤولية، واستعمال المناصب لأغراض خاصة عابرة للحدود هذه المرة، وتتحول إلى مصالح فوق “حميمية” نتيجة علاقة “حميمية” نفتها الوزيرة بشكل قاطع مع أي “بغل” أسترالي.



#سعيد_مبشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكاء الاصطناعي: العودة الكبرى للصراع الطبقي؟
- بحر الفساد : على هامش قضية مباراة المحاماة في المغرب
- الأمطار وحدها لا تكفي
- أقدم مهنة في التاريخ
- لكم أشباحكم ولنا أشباحنا
- المغرب في ذكرى 20 فبراير .. خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الورا ...
- فيروس كورونا: إلى ماذا سيؤدي كل هذا الخوف ؟
- إلى الذي يعرفني وكثيرا ما أجد صعوبة في أن أعرفه
- قراءة في أبعاد غياب الأحزاب عن تشكيل اللجنة الخاصة بإعداد ال ...
- بعد اتفاق لوزان: هذه هي انتظارات إيران
- حكومة بن كيران والتفاحة الفاسدة
- هل يصبح -مشعل- رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية ؟
- في الحاجة إلى -ريدينس داي- .. عربي
- مفاوضات -عوفاديا يوسف- المباشرة
- العرب بين البلاك ووتر والبلاك بيري
- مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية .. ونهاية أسطورة تقر ...
- حلم قومي
- فلسطين عربية .. ليس بعد الآن !
- قراءة هادئة في تداعيات العدوان على غزة
- مجرد كلام


المزيد.....




- مصر.. فنانة شهيرة تتقدم بشكوى ضد -مصبغة غسيل-
- تردد قناة الزعيم سينما 2024 نايل سات مشاهدة احدث افلام عيد ا ...
- جبل الزيتون.. يوميات ضابط تركي في المشرق العربي
- شوف ابنك هيدخل كلية إيه.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ب ...
- LINK نتيجة الدبلومات الفنية 2024 الدور الأول بالاسم ورقم الج ...
- رسمي Link نتيجة الدبلومات الفنية 2024 برقم الجلوس والاسم عب ...
- مشاهدة مسلسل تل الرياح الحلقة 127 مترجمة فيديو لاروزا بجودة ...
- بتقنية الخداع البصري.. مصورة كينية تحتفي بالجمال والثقافة في ...
- ضحك من القلب على مغامرات الفأر والقط..تردد قناة توم وجيري ال ...
- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد مبشور - حكاية البغل الأسترالي