أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - العرجانى والصعود الخطير















المزيد.....

العرجانى والصعود الخطير


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إستطاع الرئيس المصرى عبدالفتاح الجاسوس ، إحكام قبضته على مصر المقهورة بالوسائل التقليدية التى يستخدمها الطغاة فى العادة ، حيث إستطاع السيطرة على جهاز المخابرات العامة الذى كان يرأسه والذى أورثه بعد وصوله الكارثى إلى الحكم إلى إبنه الغامض محمود السيسى ، وأيضا إستطاع تدجين الجيش المصرى وتعيين الموالين من أقاربه وأصدقائه فى المناصب الهامة، وخلع المعارضين فوراً بدون تأخير كما إستطاع أيضا السيطرة على الإقتصاد من خلال شركات الجيش التى تحدثنا عنها بالتفصيل فى مقال سابق، ومن خلال بدعة الصناديق السيادية التى إستولى من خلالها على قطاعات غنية من الإقتصاد المصرى لتشغيلها بمعرفته الشخصية ، و كذلك على الفكر والثقافة والرأى العام من خلال مجموعة من أنصاف المثففين العملاء فى كل المجالات وقطاعات الثقافة والإعلام ووسائل التواصل الإجتماعى ، آخرها ماأطلق عليه منصة تكوين أو جماعة تكوين ، برئاسة الكاتب الشهير الموالى للسلطة ، إبراهيم عيسى ، ولكن ظلت هناك طريقة جديدة غير تقليدية لم يتبعها من سبقه من الطواغيت وهى توظيف الأباضيات لإشاعة حالات الفوضى عند اللزوم ، كما صرح هو شخصياً فى أحد أحادثية العبثية التى لاتصدر إلا عن مجنون ، وأشهر هؤلاء الأباضيات المعروفين هم العرجانى قائد ترابين سيناء ، وهشام طلعت ، الملياردير ، قاتل سوزان تميم ، وصبرى نخنوع زعيم العصابات ، والذين قد يمثلون فعلاً ورقة رعب مدمرة فى يد حاكم مجنون عديم الضمير ،،،
لكن العرجانى فى الواقع ليس مجرد أباضاى ، إنه زعيم قبلى سيناوى أدى للدولة أولنظام السيسى كثيراً من الخدمات أثناء فترة الحرب على الإرهاب مقابل خدمات إقتصادية منحه له النظام فى المقابل ، وقد يكون ذلك مفهوماً رغم ماشابه من فساد وتجاوزات للقانون ، لكن المريب هو ماحدث أخيراً ، ففجأة قفز العرجانى إلى الصفوف الأمامية لرجالات دولة السيسى بشكل لم يكن فى الحسبان ، فمن مجرد رئيس قبيلة ورجل أعمال إلى قائد لمشروع ميليشياتى مريب ، يسمى إتحاد القبائل العربية ، وليس حتى إتحاد قبائل سيناء ، بضجة وضجيج وأغانى وحرس خاص وإعلام ومتحدث رسمى ، خطير ، مصطفى بكرى ، خادم كل العصور ، بشكل أثار كثيراً من المخاوف والتساؤلات ، فمن هو العرجانى ، و السؤال الأهم ، ما هو إتحاد القبائل العربية ، وماهو الهدف من إنشائه؟
بدأ ظهور العرجانى بعد تفجيرات شهدتها مدينة طابا بجنوب سيناء سنة 2024 ، بدأت الأجهزة الأمنية على أثرها حملة تفتيشات وإعتقالات واسعة بحثاً عن منفذى التفجيرات وأسفرت الحملات على القبض على العشرات من البدو ، مما تسبب فى غضب القبائل البدوية المختلفة هناك وعلى رأسها القبائل الثلاث الأهم ، الرميلات والسواركة والترابين ،،،
كانت تلك بداية الأزمة مع السلطات ، إذ قام بعض الأهالى خاصة من قبيلة الرميلات إلى تنظيم أنفسهم فى عام 2007 فى حركة تسمى(ودنا نعيش) وإستمروا فى الإحتجاج حتى وصل الأمر أحياناً إلى تنظيم إعتصامات بالقرب من الشريط الحدودى بين مصر وإسرائيل ، وكان أحد هذه الإعتصامات فى عام 2008 ، نقطة البداية لثلاثة أصبحوا لاحقاً زعماء سيناء، موسى الدلح وسالم لافى وإبراهيم العرجانى ، وجميعهم من قبيلة الترابين ، كان الثلاثى ضمن البدو المحتجين ، لكنهم عملوا كذلك كوسطاء بين الأمن والبدو ،،،
تواصل أحد القيادات الأمنية مع لافى لطلب التوسط فى إقناع البدو المعتصمين قرب الحدود بإنهاء إعتصامهم لكن لافى لم يستجيب، ولهذا إتصل العرجانى بشقيقه وطلب منه التوجه إلى موقع الإعتصام لتهدئة المعتصمين، ولكن بدلاً من تهدئة الأوضاع أطلقت قوة من الشرطة النار على شقيق العرجانى وقتلته مع إثنين من أصدقائه ، بحجة أنهم كانوا مسلحين ورفضوا التوقف عند نقطة تفتيش ،،،
عثر على جثث المقتولين فى مستودع قمامة مما دفع لافى والعرجانى لإختطاف العشرات من قوات الشرطة وعرضهم فى فيديو على الرأى العام والعرجانى يسألهم لماذا قتلتوا أخى؟ أطلق سراح المخطوفين بعد يوم واحد من إختطافهم ، وتواصل نائب مساعد وزير الداخلية للأمن العام وقتها مع العرجانى بطلب لقائهم لحل الأزمة واعداً إياهم بالأمان ، توجه العرجانى ولافى فعلاً للقائه لكن بحسب روايتهما ألقى القبض عليهما فور وصولهما وبقى الدلح فقط خارج السجن، ثم إحتجزته الشرطة بعد ذلك لفترة قصيرة ثم أطلقت سراحه،،،
وفى فبراير 2010 دبرت مجموعة من البدو خط دقيقة لتهريب لافى من السجن إذ قام أحد معارف لافى برفع دعوة ضده فى العريش إتهمه فيها بإصدار شيك بدون رصيد ، تطلب هذا نقل لافى من سجنه فى الإسماعيلية إلى العريش لمواجهة التهمة وفى الطريق وقبل وصولهم العريش هاجمت مجموعة من البدو سيارة الترحيلات ونجحوا بالفعل فى تهريب لافى مخلفين قتيلين من الشرطة بينهما ضابط ، وبقى العرجانى قيد الحبس بينما هرب الجميع إلى منطقة وادى العمرو معقدة التضاريس وسط صحراء سيناء ،،،
على أثر هذا الجادث بدأت الداخلية حملة أمنية واسعة النطاق شملت إعادة فتح كل الملفات الأمنية لأبناء القبائل مع إعتقالات بالجملة وإقتحامات للقرى وتفتيش للمنازل ، دفع هذا مجموعة من شباب القبائل إلى الهروب إلى الصحراءواللحاق بالدلح ولافى وأصبح الدلح قائداً للمجموعة المطلوبة أمنياً فى شمال سيناء ،،،
وفى النهاية أفرجت الدولة عن العرجانى ومعه 132 آخرين فى يوليو 2010 لتستقر الأوضاع فى سيناء أخيراً ، لكن الإستقرار لم يدم أكثر من شهر قبل أن تنفجر الأوضاع مرة أخرى عندما أصدرت محكمة شمال سيناء حكماً غيابياً بالسجن المؤبد ضد سبعة أشخاص من القبائل من بينهم لافى وبدأت الدولة فى حشد قواتها للقبض عليهم مرة أخرى ،إستمر الكر والفر بين المجموعة ووزارة الداخلية على مدار الأشهر اللاحقة وفى نهاية 2010 عقدت الترابين مؤتمراً بحضور جميع مشايخها أعلن فيه الدلح عن مبادرة يتعهدون فيها بمنع عمليات التهريب وعدم السماح بإستخدام طرق القبيلة فى تهريب البشر إلى إسرائيل وهى أنشطة كانت شائعة وقتها مقابل إسقاط الأحكام الغيابية ضد أبنائها ، بعدها بأسابيع إنطلقت ثورة يناير لتتوقف الشرطة بعد إنهيارها عن مطاردتهم ،،،
ركزت مطاردات الشرطة فى الأشهر الأخيرة قبل الثورة على الدلح ولافى لكن العرجانى عاش حياته بشكل طبيعى وبعد خروجه من السجن بدأ نشاطه الإقتصادى حيث أسس شركة أبناء سيناء للتشييد والبناء والتى عملت فى مجال المحاجر ، بعدها فى 2010 أسس شركة أخرى إسمها مجموعة السبع جبال عرفت نفسها بأنها الشركة الأم لمجموعة الشركات الرائدة فى مجالات مختلفة من بينها شركة أبناء سيناء ،،،
بعد وصول جماعة الإخوان إلى الحكم سنة 2012 شنت إسرائيل عدواناً على قطاع غزة إستمر ثمانية أيام وتوقف بوساطة مصرية وبدأت جهود إعادة إعمار غزة بقيادة قطر وفى يناير 2013 أعلنت اللجنة القطرية لإعادة الإعمار عن تعاقدها مع شركة المقاولون العرب بنحو 400 مليون دولار لتتولى جهود إعادة الأعمار وتولت شركتان مصريتان تنفيذ أعمال المقاولات ، الأولى إسمها البراق والتى طالتها إتهامات بأنها تتبع جماعة الإخوان وحصلت من المقاولين العرب على عقد التنفيذ وهو العقد التى إعترفت المقاولون العرب لاحقاً بأنها منحته لها تحت ضغط حكومة الإخوان ، والثانية هى شركة أبناء سيناء المملوكة للعرجانى وحصلت على نصيبها عبر شركة فلسطينية تولت إعادة الإعمار على الجانب الفلسطينى ،،،
بعد سقوط نظام الإخوان فى يوليو 2013 وبسبب الظروف السياسية التى شهدتها مصر أغلق معبر رفح ولم يفتح بعدها إلا فى ديسمبر وشكل العام التالى محطة محورية فى صعود العرجانى لسببين أساسيين ، السبب الأول هو السيطرة الإقتصادية التى بدأ يحققها فى سيناء حيث تمكنت شركته من الإستحواذ الكامل على عمليات نقل مواد البناء فى جهود إعادة الإعمار وفقدت شركة البراق نصيبها من المنحة القطرية لتستحوذ أبناء سيناء على كل العملية ، لاحقاً فى صيف 2014 شنت إسرائيل إعتداء آخر على قطاع غزة ، دعت مصر بعده إلى مؤتمر لإعادة إعمار القطاع بلغت حجم التبرعات فيه 4 ، 5 مليار دولار يخصص نصفها لجهود إعادة الإعمار وسيطرت أبناء سيناء حصراً على النقل والشحن إلى غزة عبر معبر رفح مع إستمرار السيطرة على إدارة عملية نقل مايتطلبه إعادة الأعمار ، كما بدأ العرجانى تقربه إلى النظام الجديد وظهر إلى جانب السيسى أثناء لقائه مع مشايخ قبائل سيناء أثناء حملة ترشحه للرئاسة،،،
وبعد شهرين من تولى السيسى الرئاسة فى يونيو 2014 تأسست شركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والإستثمار والتى يمتلك جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة 51% من أسهمها فيما توزعت ال 49% الباقين على مساهمين مدنيين وتم تعيين العرجانى رئيساً لمجلس إدارتها ،وبهذا بدأ العرجانى مرحلة مشاركة الدولة فى مشاريعها فى سيناء ،،،
السبب الثانى هو تصاعد هجمات التنظيمات المسلحة فى سيناء(خصوصاً تنظيم أنصار بيت المقدس والذى أصبح تنظيم ولاية سيناء لاحقاً ) وتعثر محاولات الجيش المصرى مواجهته بدون مساعدة أبناء القبائل ،،،
لجأت الدولة إلى القبائل الرئيسية الثلاث ، الرميلات والسواركة والترابين، وطلبت منهم حمل السلاح ومواجهة التنظيم معها ، لم تمانع الرميلات والسواركة وقتها، لكنهما طلبتا القتال بناء على العرف ، وهو أن تقاتل كل قبيلة فى أراضيها فقط ، وأن يتولى أبناء القبائل بأنفسهم عمليات القيادة والتمشيط تحت إشراف القوات المسلحة ، لكن القوات المسلحة رفضت شروط القبيلتين وإكتفت بالثلاثى العرجانى وصديقيه ، لافى والدلح ، لمساعدتهما فى هذه الحرب ، وإنضم إليهم البعض من الرميلات والسواركة ، لكن بشكل منفرد بعيدأ عن قبائلهم ،،،
وفى سنة 2015 أسس الثلاثى كياناً جديداً إسمه إتحاد قبائل سيناء والذى وصفه العرجانى فى المقابلة التليفزيونية بالحرس الوطنى ، مؤكدأ أنه تم تحت إشراف القوات المسلحة ، لكن الإتحاد حتى هذا الوقت إقتصر على الترابين ولم يتحول لإتحاد حقيقى بين القبائل ، حاول العرجانى مراراً التأكيد على أن الإتحاد يضم كل القبائل ، ولكن الدلح كان أكثر صراحة ، وأكد على وجود أزمة لدى السواركة والرميلات ، لهذا إكتفى الإتحاد بحماية أراضى الترابين ومنع توسع ولاية سيناء فيها، وبنفس التقسيمة إستمر الدلح كمتحدث إعلامى للإتحاد ، بينما أدار لافى العمليات على الأرض ، وتولى العرجانى مسئولية التمويل ،،،
إستمر الوضع كما هو حتى عام 2017 و الذى أصبح ربما بمحض الصدفة العام الفارق فى مسيرة العرجانى، ليتغير بعدها كل شىء ، ففى مايو 2017 قتل لافى فى هجوم على منطقة قريبة من قرية ألبرت معقل الإتحاد ، تلاه بعد شهرين هجوم آخر راح المنسى ضحيته وفى أغسطس من العام ذاته أعلن الدلح إنسحابه من العمل السياسى بكل صوره وأشكاله، وإعتزل فى منزله برأس سدر مكتفياً بإدارة بعض أعماله ونشر بعض مذكراته حتى توفى فجأة فى منزله فى سبتمبر 2022 ،،،
ومع مقتل لافى وإعتزال الدلح بقى العرجانى وحيداً من بين الثلاثى ومنذ هذه اللحظة تغير تعريفه من أحد رموز قبيلة الترابين إلى رئيس إتحاد قبيلة سيناء ، وفى هذا الوقت تغيرت طريقة عمل الإتحاد بدلاً من التطوع لمواجهة الإرهاب ومساندة القوات المسلحة أصبحت عضوية الإتحاد مثل وظيفة حيث يتقاضى كل من يحمل السلاح راتباً شهرياً حسب دوره قائد أو مقاتل ، بعضهم حصل على كارنيهات تصدرها إحدى الجهات الأمنية تسمح لهم بحركة أسهل عبر الكمائن ونقاط العبور على قناة السويس ، هذه المميزات دفعت الكثرين من العاطلين عن العمل للإنضمام إلى الإتحاد خاصة من أبناء القبائل الأخرى ، وظهرت مجموعة فرسان الهيثم التى تضم بعض أبناء الرميلات ، وكذلك مجموعات أخرى تضم أبناء السواركة وللمرة الأولى منذ تأسيسه ضم الإتحاد تحت قيادة العرجانى ممثلين للقبائل الأخرى ،،،
عقب سيطرته السياسية ، بدأ العرجانى التوسع فى أعماله الإقتصادية بخطوات متسارعة ، أعلنت شركة أبناء سيناء عن إنفرادها ، ليس فقط بشحن البضائع التجارية إلى غزة عبر معبر رفح، وإنما كذلك بتأمينها من بداية الطريق إلى نهايته ، كما دخلت شركة مصر سيناء ، مجال التصدير إلى غزة تضامناً مع أبناء سيناء ، وبدأ اللواء لؤى زمزم والذى كان يشغل مدير مكتب المخابرات الحربية فى شمال سيناء ، فى الظهور مع العرجانى كنائب لرئيس مجلس إدارة الشركة ، كذلك بسط العرجانى سيطرته على مجال آخر من مجالات الحركة عبر معبر رفح من خلال إنشاء شركة هلا للإستشارات والخدمات السياحية سنة 2019 لتقديم خدمات السفر الفى آى بى من القطاع إلى مصر ، وهى الشركة التى كان لها السمعة الأسوء بين شركات العرجانى بسبب إستغلالها لظروف الفلسطينيين المحاصرين فى قطاع غزة ،،،
إزدادت سيطرة العرجانى على بيزنس المعبر بعدما أسس شركة أخرى تحمل إسم أبناء سيناء للتشييد والبناء ، وأعلنت الشركة الجديدة تعاونها مع شركة مصر سيناء فى الإستحواذ على عمليات إعادة إعمار غزة بعد إعتداء 2021 وذلك بأموال منحة قدمتها مصر قيمتها 500 مليون دولار، ومع نهاية 2021 أصبحت مجموعة السبع جبال تضم شركات أبناء سيناء للمقاولات العامة ، وأبناء سيناء للتشييد والبناء، ومصر سيناء للتنمية الصناعية والإستثمار، وهلا للإستشارات والخدمات السياحية ، وإيتوس للخدمات الأمنية ، وغيرها من الشركات ، وفى يناير 2022 تغير إسم المجموعة لتصبح العرجانى جروب ، وفى الشهر ذاته قرر السيسى تعيينه عضواً فى هيئة تنمية سيناء كممثل للشركات والمستثمرين بعد موافقة وزير الدفاع ، وهكذا إستقر للعرجانى سيطرة مطلقة على مختلف الأعمال فى سيناء ومن بينها كل مايتعلق بمعبر رفح،،،
وفى هذه الأثناء فرضت تطورات جديدة نفسها فى سيناء، حيث إنتهت الحرب على الإرهاب بعد دخول الرميلات والسواركة الحرب فى 2022 بطلب من القوات المسلحة مقابل السماح لهم بالعودة إلى أراضيهم التى رحلوا عنها فى 2014 ، والقتال بعيدأ عن إتحاد العرجانى، وتسبب هذا فى تسارع هزيمة تنظيم ولاية سيناء ، بعدها نزعت الدولة سلاح القبيلتين لكنها أبقت على تسليح إتحاد العرجانى ،،،
بدأت الرميلات والسواركة فى المطالبة بما وعدوا به بالعودة لأراضيهم والتراجع عن إنشاء التجمعات التنموية المرفوضة قبلياً ، وبعد مماطلة وتأجيل ، نظموا إعتصاماً فى الشيخ زويد فى أغسطس الماضى تدخلت على أثره جهات سيادية ووعدتهم ببحث مطالبهم على أن يسمح لهم بالعودة لأراضيهم ، وفى مطلع أكتوبر عقد إجتماع معهم فى القاهرة لبحث كل مطالبهم وبناء عليه فضوا الإعتصام، تدخل العرجانى فى الأزمة بعدما طلب من أحد منظمى الإعتصام الحضور إلى القاهرة مطلع سبتمبر الماضى وعقد إجتماع داخل إحدى شركات العرجانى بحضور إثنين من جهة سيادية إكتفوا بالإستماع وقدم العرجانى شرحاً لمخطط الدولة فى المنطقة ووعد ممثل المعتصمين بالعودة لأراضيهم كما كان الحال قبل 2014 وإلغاء التجمعات التنموية وإعادة بناء القرى التى دمرتها الحرب ،،،
لكن عملية حماس ضد إسرائيل فى 7 أكتوبر الماضى والمجاذر الإسرائيلية التى تبعتها تسببت فى تعقيد هذه الخطط ، كررت القبائل طلبها بالعودة لكنهم أخبروا أن الظرف ليس مناسبا ، وحاولوا إعادة الإعتصام لكن الأمر إنتهى بالقبض على عشرات منهم لايزالون قيد الحبس حتى الآن ،،،
لكن العرجانى وإتحاده إستمرا فى الصعود وبدأ فى الظهور فى مناسبات مختلفة أثارت أسئلة كثيرة حول طبيعة نفوذهما ، وفى اليوم الأخير من أكتوبر الماضى ، بعد قرابة شهر من بدء الحرب ، توجه رئيس الوزراءمصطفى مدبولى فى زيارة إلى شمال سيناء ، جلس العرجانى إلى جوار مدبولى على منصة المتحدثين ، وألقى كلمة بعدها إصطحب الوفد الذى كان يضم فنانين وإعلاميين ووزراء لوضع حجر الأساس لمشروع التجمعات التنموية الذى سبق ورفضته القبائل والذى حصلت أبناء سيناء على عقود مقاولاتها ، وإزدادت الأسئلة كذلك بعدما وضع إسم العرجانى بداية فبراير الماضى تحت إسم الرئيس عبدالفتاح السيسى مباشرة وبنفس حجم الخط كرعاة لقافلة إغاثة تتوجه إلى غزة ،،،
وفى أول مايو الماضى أعلن عن تأسيس إتحاد الفبائل العربية برئاسة العرجانى، والذى هو ليس سوى إعادة إنتاج لإتحاد قبائل سيناء فى الواقع ، وبدأ الإعلام السيساوى بقيادة عميد المنافقين مصطفى بكرى ، فى زفة العرجانى ، الحاج إبراهيم العرجانى يافخر السيساوية ، اهلا أهلا أبو عصام شيخنا السبع الضرغام ، مما أثار مخاوف المصريين ، مخاومهم من ماذا ؟ مخاوفهم من إقامة نظام ميليشيا قبلى يهدم أسس الدولة الوطنية التى جاهد المصريون فى إقامتها فى العصر الحديث ، مخاوفهم من إقامة نظام قبلى مسلح يكون ولائه للنظام وليس للوطن بشكل عام ، مخاوفهم أكثر من إكتمال مسلسل التدمير والتفتيت بتحويل إتحاد قبائل سيناء إلى كيان مسلح ينفصل بسيناء عن الوطن المصرى على المدى البعيد ، يشيلها بعيوبها ومميزاتها وخيرها وشرها ، ويريح نظام الجاسوس من مشاكلها ، سواء ضد الإرهابيين أو ضد الإسرائيلين الطامعين ، مخاوف قد يكون مبالغ فيها ، ولكنها منطقية تماماً فى ظل حكم نظام أحدث بمصر كل هذا الخراب ،،،
أهم المراجع
شبه جزيرة العرجانى ، موقع مدى مصر



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقعة الصناجق ، الفقارية والقاسمية، مقتطفات من كتابى قصة مصر ...
- عواصمنا القاهرة والإسكندرية ، لا لعاصمة الجاسوس
- محمد وورقة بن نوفل والتاريخ وحقوق الإنسان
- محمد والشعر الجاهلى وإمرىء القيس
- محمد والحنيفية وأمية إبن أبى الصلت
- الجاسوسان ، من سد النهضة إلى رأس الحكمة
- التوراة والتلمود والمدراش - مقتطفات من الطبعة الثانية من أسا ...
- شاؤول الطرسوسى/بولس/مقتطفات من الطبعة الثانية من أساطير الدي ...
- الطبعة الثانية من أساطير الدين والسياسة تبحث عن ناشر
- كل عام وأنتم بخير 2024- إنقذوا المنطقة من محمد بن زايد
- عبد الجواد سيد - مقتطفات من السيرة الذاتية
- كامب ديفيد ورحيل روزالين كارتر
- كتاب مصر بين الأصولية والعلمانية
- لعنة إبراهيم - الجزء الثانى
- لعنة إبراهيم - الجزء الأول
- الإنتخابات المصرية والديكتاتور المجنون
- هشام قاسم والبحث عن الحزب المفقود
- رسالة إلى الفريق عسكر
- ثورة يوليو وعودة عصر المماليك
- تمرد فاجنر والوعى الجمعى المقلوب للشرق الأوسط


المزيد.....




- سعد الحريري يُدين اغتيال حسن نصرالله: دفعنا غاليا من أحبتنا ...
- كيف عرفت إسرائيل موقع حسن نصرالله؟ شاهد ما قاله عقيد متقاعد ...
- عمل كمستشار عسكري في الحرب الأهلية في سوريا.. الكشف عن هوية ...
- إليكم من قد يخلف حسن نصرالله كزعيم جديد لحزب الله
- الحوثيون: حسن نصرالله نال ما تمناه.. ومقتله -خسارة فادحة-
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لتجنيد لوائي احتياط للقتال في ال ...
- قصف عنيف جدا الآن على الضاحية الجنوبية لبيروت
- موسكو تدين جريمة الاغتيال السياسي لأمين عام -حزب الله- حسن ن ...
- الإعلام العبري: تفعيل صفارات الإنذار في المنطقة الوسطى بإسرا ...
- أبرز ردود الفعل على اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله؟


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - العرجانى والصعود الخطير