أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عصمت موجد الشعلان - هل تنال المرأة حقوقها بتفسيرها للقرآن؟














المزيد.....

هل تنال المرأة حقوقها بتفسيرها للقرآن؟


عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)


الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قبل أسابيع، أجتمع في مدينة نيويورك أكثر من 100 أمرأة مسلمة مرموقة من مختلف دول العالم، كان الهدف من ذلك الأجتماع دراسة أوضاع المرأة المسلمة، وعرض الصورة الحقيقية للأسلام أمام الغرب، وتبيان بأن الأسلام دين سلام وليس دين أرهاب، دين يشرع حقوق المرأه ولايظلمها.

أتفقت المجتمعات على تكوين جمعية نسائية عالمية لتفسير القرآن، وباشرت جمعية ترقية المرأة المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية بجمع الأموال لمساعدة النساء الراغبات في دراسة الشريعة الأسلامية، خلال وعقب هذا الأجتماع، ظهرت انتقادات حادة للرجل المسلم محملة أياه أضطهاد المرأة، فمثلاً تقول رئيسة منظمة الأخوات المسلمات الماليزية بأن الرجل فسر القرآن وأستنبط أحكام الشريعة وماعلى النساء إلا الطاعة والقبول، وتقول أيضاً بأن ديننا الأسلامي تقدمى ولكن رجالنا غير ذلك، وقرأت مقالاً لأحدى الكاتبات تقول فيه بأن الرجال صنفان، صنف واضح ضد حقوق المرأة، وصنف يتظاهر بالدفاع عن حقوق المرأة ولكنه يضطهدها في بيته، فالثاني أكثر ظلماً وخطراً من الأول.

حسب ما أعتقد، تفسير المرأة للقرآن لن ولن يساويها بالرجل من حيث الحقوق والواجبات، قد يكون ذلك أحد المداخل لمنظومة متكاملة ومتشعبة وواسعة من الحوزات العلمية والجامعات والمدارس الدينية، والمساجد والحسينيات، وجيش هائل من المجتهدين وحجج الأسلام وآيات الله، والمفتين والشيوخ والمبلغين وأتباعهم معممين وغير معممين، فلكل مذهب ثقافته الدينية التي تأصلت وتجذرت عبر القرون، يتبع ويطيع هذه المذاهب الرجال والنساء على حد سواء، فلا يوجد مذهب مقتصرعلى النساء وآخر للرجال.

ثقافتنا الموروثة والمتداولة لقرون بين الرجال والنساء تحط من كرامة المرأه وأن كان بعضها حق يراد به باطل، كالقول بأن المرأة ناقصة عقل ودين، والمرأة تحيض والرجل لايحيض، وتفسير بعض الآيات القرأنية لصالح الرجل، كآيات 282 سورة البقرة (واستشهدوا شاهدين من رجالكم فأن لم يكونا رجلين، فرجل وأمرأتان...)، وآية 34 من سورة النساء (الرجال قوامون على النساء... واهجروهن في المضاجع، وأضربوهن....).

توجد مدارس مختلفة لتفسير القرأن، غالبيتها يهتم بالمعنى الظاهر للآية وكأنها آية مستقلة عن الآيات السابقة والاحقة ولا تعير أهمية للزمان والمكان ، وعلى النقيض من المدارس السابقة، برزت للوجود مدارس حديثة قليلة جداً تعتمد في تفسيرها على المواثيق الدولية التي تقر حقوق المرأة والأنسان بدون المساس بجوهر الشريعة، ولنا خير مثال على ذلك الشيخ المتنور والديمقراطي ضياء الشكرجي، فدعوته وأمثاله كقطرة ماء عذب في مياه مالحة.

عبر العصور، لم يسمح الرجل للمرأة أو يعطيها دوراً مهماً في معظم الأديان السماوية، قد أكون مخطئاً، فمثلا لا يوجد بين 124 ألف نبي ورسول أمرأة واحدة، ولاتوجد أمرأة كاردينال او قس في المذهب الكاثوليكي، ولم أسمع بأمرأة حاخام في اليهودية، أو أمرأة مجتهدة أو حجة الأسلام أو آية الله في المذهب الشيعي، أو مفتي أو شيخ أو أمام في المذهب السني، فهل يوجد تبرير لذلك؟ لا نريد أن نسمع التبريرات المذكورة سابقاً، أو القول بأن المرأة خلقت للأنجاب وتربية الأطفال وليس لديها الوقت الكافي للتبليغ والأرشاد الديني، يتسائل المفكر الأسلامي ضياء الشكرجي : ( لماذا كان الرجل دائما هو صاحب التأثير الأكبر والأبلغ في الحياة الأجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية والعسكرية والدينية طول التاريخ بأستثناء حالات نادرة؟ فالأنبياء والأئمة.... ورؤساء وعصابات المخدرات كل هؤلاء من المؤثرين في حياة وتاريخ الأنسان على جميع الأصعدة إيجاباَ وسلباً كانوا على الأعم الأغلب من الرجال، وقلة كن من النساء )، لم يذكر الأخ الشكرجي أسماء النسوة القلة من الأنبياء والأئمة ولماذا لم تحظى أمرأة واحدة بهذا الشرف.

لابد أن تكون هناك ثقافة بديلة للثقافة الموروثة، ثقافة مدنية شعبية ودينية، ثقافة المساواة بين الجنسين، يساهم في بنائها كل من المرأه والرجل، محورها ومحركها الرئيسي المرأة، المطلوب من النسوة الناشطات قي حقوق الأنسان و المرأة تكوين لوبي ضاغط في الشارع، وفي المجالس النيابية لتشريع القوانين المذصفة لها والضغط على المؤسسات التنفيذية لتفعيلها.

لن تترسخ ثقافة مساواة المرأة بالرجل بين ليلة وضحاها، بل تحتاج الى تحولات أقتصادية وأجتماعية تكون قناعات لدى الرجل بضرورة واهمية مساواة المرأة به أقتصادياً وأسرياً وتعليمياً، وخير دليل علىالثقافة الغربية التي ترسخت بعد مرور عدة قرون تم خلالها فك أرتباط الدولة عن الكنيسة وتطور وسائل وعلاقات الأنتاج، ومع ذلك لا زال التمييز ضد المرأة ظاهراً وأحياناً مبطناً كالتمييز في الأجور والتعيين في الشركات والمؤسسات الخاصة وتعرضها للعنف الأسري والأغتصاب.

تتحق أحلام المرأة بالمساواة عن طريق ثقافة جديدة، يساهم في صنعها كلا الجنسين ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والدينية، فلازالت مجتمعاتنا في بداية الطريق، لذلك أتفق مع الأخ ضياء الشكرجي عندما يقول: ( لعله يمكن القول أن العالم لم يبدأ بعد عصر المساواة، بل هو لما يزل في مخاض ولادة لعصر المساواة بين المرأة والرجل ).
10-12-2006



#عصمت_موجد_الشعلان (هاشتاغ)       Asmat_Shalan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ عقوبة الأعدام باختصار
- أسباب وتداعيات الصراع بين بعض المراجع الشيعية
- أنتفاضة المحرومين في كوردستان العراق
- حزب الله...وبعض الكتاب العلمانيين
- أسلحة حزب الله المتطورة تفاجأ الأسرائيليين
- صمود المقاومة اللبنانية يلحق الهزيمة بمخططات أمريكا وأسرائيل
- خطة حماية بغداد - الثغرات والدعم الشعبي المفقود
- توسيع عدد من القواعد العسكرية الأمريكية في العراق يثير التسا ...
- تجنيد المغفلين في أوربا وكندا وأنتحارهم في العراق
- حب صدام للشعب العراقي والأمة العربية !!!
- وحدة الشعب العراقي تجلت في مؤتمر القاهرة
- أنها محكمة الشعب برئاسة الشهيد المهداوي
- الديمقراطية والأصلاح السياسي في العالم العربي
- المطلوب جمعية وطنية وحكومة بمستوى التحديات
- فيدرالية توحد وأخرى تفرق
- القرآن وفتوى السيد السيستاني وحق الإقتراع
- مسودة الدستور العراقي وحقوق المرأة
- الحزب الكوردي الفيلي سندا للقوى الديمقراطية العراقية
- حسين يقدم مشروع فيدرالية الجنوب
- الجماهير أحتضنت ثورة 14 تموز


المزيد.....




- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عصمت موجد الشعلان - هل تنال المرأة حقوقها بتفسيرها للقرآن؟