|
عندما يخرج الحزب من رحم الأنظمة الدكتاتورية
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 20:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صلاح بدرالدين
حزبا – العمال الكردستاني – و – الاتحاد الوطني الكردستاني - نموذجا تابعت بالايام الأخيرة البيانات ، والتصريحات ، الصادرة من رئيس ، ومسؤولي ( الاتحاد الوطني الكردستاني ) بمناسبة الذكرى الخمسين لميلاد حزبهم الذي يصادف الأول من حزيران عام ١٩٧٥، من دون الإشارة الى مكان المولود الذي يعلم الجميع انه دمشق في عهد الدكتاتور حافظ الأسد . بداية لست بصدد نفي دور هذا الحزب في العمل السياسي ، والعسكري ، بكردستان العراق ، او تجاهل دماء شهدائه في صفوف البيشمةركة بمواجهة النظام الدكتاتوري العراقي في عدة مراحل ، او دور زعيمه المرحوم جلال الطالباني في الحياة السياسية بالعراق ، وكردستان ، كما انني احترم الكثيرين من أعضاء هذا الحزب واحتفظ بصداقة البعض منهم حتى اليوم ، ومااحاول التصدي له يتجاوز الأشخاص ، والصراعات الحزبية . الرمزية الجيوسياسية وأثمانها سبق الإعلان عن ميلاد – الاتحاد الوطني الكردستاني – حصول صراعات ومواجهات دامية ، في صفوف الثورة الكردية – ثورة أيلول – والحزب الديموقراطي الكردستاني الذي كان يتراسه الزعيم الراحل مصطفى بارزاني ، والتي أدت الى انشقاق مجموعات من قيادة الحزب ، والثورة ومن ضمنها الشخصيتان البارزتان – إبراهيم احمد ، وجلال الطالباني – حيث اطلقت عليهم – جماعة ٦٦ – التي أعلنت عن وجود خلافات فكرية وسياسية ، وانها تمثل الجناح ( التقدمي !) ضد الطرف المقابل الذي اوصموه بشتى النعوت ، والتعاون مع إسرائيل وما الى هنالك من اتهامات ، ثم انشأوا تحالفات جديدة لم تدم طويلا بعضها مع نظام بغداد ، وأخرى مع نظام الشاه من اجل تعزيز قدراتهم لمواجهة القيادة الشرعية للثورة والحزب . كما قام المرحوم الطالباني ومساعديه بجولات في عدد من البلدان العربية ، واتصالات مع بعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ، ورفعوا اليهم مذكرات تتضمن اتهام الزعيم البارزاني بالتعاون مع إسرائيل ، ومعاداة العرب ، والقضية الفلسطينية ، وانهم من يمثلون شعب كردستان العراق ، وقد سمعت شخصيا من الراحل ياسر عرفات هذه الاتهامات التي تضمنتها المذكرة المرفوعة اليهم ، وذلك في معرض سؤاله لي عن الوضع الكردستاني ، وماهي الحقيقة في تلك الاتهامات ، وباعتباري كنت زرت المناطق المحررة والتقيت بالراحل البارزاني ، وعلى اطلاع بما جرى هناك ومايجري لاحقا ، وضعته امام الصورة الحقيقية ، وحينها وبعد عدة لقاءات اقتنع بكلامي وبدا يردد : ( الملا مصطفى قائد عظيم وقد ظلموه ) ، كما اننا وبحكم تواجدنا بتلك المرحلة في لبنان فقد ناقشنا مرارا هذا الموضوع مع الأصدقاء في الحركة الوطنية اللبنانية ، وفي فصائل ومنظمات المقاومة الفلسطينية آنذاك . وعلى الجبهة السورية وبحكم علاقات الطالباني مع أصحاب القرار في السلطة السورية ، وخصوصا مع اللواء علي دوبا رئيس المخابرات العسكرية ، فقد وضعهم بالصورة ذاتها ، وفي تلك المرحلة كان حافظ الأسد يطمح الى تحقيق تقارب مع جهات كردية في العراق وتركيا من اجل استخدامها في صراعاته مع نظامي البلدين ، واختار – زعيم الاتحاد الوطني – ولاحقا – زعيم ب ك ك - ، ومن الواضح ان الشرط الأساسي الذي فرضه الأسد على الطرفين هو : لاوجود لشعب كردي سوري ، ولاقضية كردية سورية ، لذلك كان الكرد السورييون وقضيتهم القومية الضحية الأولى لتلك العلاقات ، وكنت شخصيا وحزبنا – سابقا – في الصف الأول المواجه للعاصفة ، وفي غضون الخمسين عاما الأخيرة ظهرت الكثير من المسائل ، وتتالت الاحداث والتطورات التي الحقت الأذى بالكرد السوريين وقضيتهم ، وهي لم تعد خافية ، وموثقة ، وليس الان الوقت المناسب لسردها مفصلا . هل يمكن التعاون بين أنظمة دكتاتورية شوفينية وبين حركات التحرر بحسب تجربتنا ، واطلاعنا ، لم تحقق اية حركة تحرر في منطقتنا أهدافها كاملة عبر الاعتماد على النظم الدكتاتورية المعادية لشعوبها من الناحية المادية ، والتسليحية ، والرعاية الأمنية ، فكيف اذا تعلق الامر باحزاب تدعي انها بصدد انجاز مهام التحرر القومي وتتعاون مع نظم تضطهد الكرد ببلدانها ، ولاتعترف بوجودهم، ومن الملاحظ ان الحزبين ( اوك. و ب ك ك ) تورطا مع النظام السوري في هذا المجال ، ويتجنبان الخوض في مسالة تحديد مكان الميلاد ، واوجه التعاون ، وقاعدة النشاط منذ البدايات ، لان المكان بهاتين الحالتين لايشرف الحزبين . من الواضح ان هناك أحزابا كردية أخرى من العراق وتركيا لم تكن بريئة في عملية نسج العلاقات مع نظام الأسد الاب والابن ، ولكنها لم تصل الى درجة ما الحقه الحزبان ( الاتحاد الوطني و ب ك ك ) من اضرار بقضية شعبنا الكردي السوري . دروس وعبر نعود أحيانا الى الماضي البعيد وهذا لابد منه من اجل معرفة الحاضر واستشراف المستقبل ، ومايهمني بهذه العجالة هو اظهار الحقيقة لمن لم يعاصروا تلك الاحداث الماضية ، والتاكيد على جملة من الأمور من اجل الجميع ومنها : ١ – ان الأنظمة المقسمة للكرد ، والتي تمارس الاضطهاد تجاههم ، وتحرمهم من ابسط الحقوق في بلدانها ، لن تكون عونا لكرد الأجزاء الأخرى ، او صديقة لهذا الحزب او ذاك ، وكنا قد نشانا على هذا المبدأ منذ باكورة نضالنا . ٢ – نشر غسيل الأمور الداخلية ، وتقديم التقارير حولها للأنظمة المعنية حول اتهامات لانهاية لها امر بغاية الخطورة ، ويخالف المبادئ القومية والوطنية والأخلاقية . ٣ – ماكان متبعا في العلاقات الكردية – الكردية بداخل كل جزء ، والانحياز للحزبية الضيقة على حساب فضاء الكردايتي الواسع لن يؤسس لترتيب البيت الكردي او الكردستاني . ٤ – التقاليد المفروضة منذ عدة عقود على سير العلاقات القومية بين الحركات السياسية في أجزاء كردستان ، والمبنية على التبعية ، ورضوخ الضعيف للقوي يجب ان تتبدل ، وتبنى تلك العلاقات على قاعدة المساواة ، والحوار الديموقراطي ، والتنسيق في العمل المشترك ، واحترام خصوصية الأطراف . ٥ – منذ اكثر من ستين عاما والكرد السورييون يدفعون الثمن على حساب شخصيتهم القومية والوطنية ، وتقسيم وتفكك حركتهم السياسية ، وفرض الولاءات الى درجة بدأ الكرد السورييون يفقدون هويتهم لمصلحة المحاور الحزبية الكردستانية ( قنديل – السليمانية – أربيل ) ، فلابد امام ذلك من وضع ميثاق قومي يلتزم به الجميع لاعادة بناء علاقات سليمة ، واخوية ، وتحريم استغلال الكرد السوريين بعد الان ، وهذا لن يتحقق من دون – الصحوة – المنتظرة بإعادة بناء حركتنا الكردية السورية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، والالتزام بالمشروع القومي – الوطني ، عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللقاء الخامس والثمانون في دنكي - بزاف -
-
مروحية – رئيسي – ونهر آراس
-
من دفتر يومياتي : عندما واجهنا تبعا
...
-
حوار الشركاء - ٣ – الى السيد العميد احمد رحال :
...
-
بين المراجعة النقدية والاعتذار الشكلي
-
اللقاء الرابع والثمانون في دنكي بزاف
-
نماذج محاكمات نظام البعث السوري ضد المناضلين الكرد
-
في يوم الصحافة الكردية قراءة نقدية لواقع الصحافة وا
...
-
من دفتر يومياتي : هل صحيح ان الاكاديميين هم من شكلو
...
-
القضية الكردية والنظام السوري
-
مخرجات اللقاء الدوري للجان متابعة مشروع - بزاف -
-
نوروز عيد الحرية والسلام
-
قراءة موضوعية لمكانته في يوم ميلاده
-
جماعات الإسلام السياسي عامة وحركات – الاخوان – خاصة
...
-
قراءة سياسية دورية لحراك - بزاف -
-
كفى التضليل – كفى الهروب عن مواجهة الحقيقة
-
أمريكا .. ضربت ..ولم تضرب
-
التقرير السياسي الدوري
-
طموحاتنا المشروعة في العام 2024
-
-عقد اجتماعي - ام صفقة عشائرية
المزيد.....
-
ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
-
تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
-
نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
-
شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي
...
-
مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
-
صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
-
اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من
...
-
السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال
...
-
دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو)
...
-
واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|